مقالات عام 2007 - 109


                               أحجار مصر تستنجد بجيش موريتانيا

كم أوقية من الذهب يساوي حذاء أصغر ضابط بجيش موريتانيا ؟
وكم مليما أحمرا صدئا يساوي البيريه الشامخ علي رأس أضخم لواء – أو مشير - أو عقيد بجيوش أخري بالمنطقة الممتدة من الخليج للمحيط ؟
من أجمل الأخبار التي سرتني عن موريتانيا . أخيرا .. أنه تم رفض طلب انشاء حزب ديني للاخوان المسلمين بموريتانيا .. مما يدل علي أن النهج الديموقراطي الذي أرساه جيش موريتانيا لبلاده يسير في مجري سليم .
فلا ديموقراطية ولا نهوض لبلد بالعالم الثالث الا بابتعاد العسكر ورجال الدين والفكر الديني بعيدا عن السلطة تماما ..
فالسلطة في يد العسكر تعني خراب كالخراب الذي حدث لمصر 55 سنة حكم ضباط عسكر.. وليبيا 37 حكم عسكري وسوريا واليمن والسودان والجزائر وغيرها .
وحكم فكر ديني معناه دمار وفقر مثلما حكم طالبان في أفغانستان والترابي بالسودان وآيات الله في ايران والفقر المروع لشعب ايران علي أيادي أيات الله ! والمحاكم الاسلامية بالصومال والدمار الذي زاد دمارها علي دمار والمذابح الدينية بالعراق بين جيش وميليشيات المسلمين السنة والشيعة ومذابح ميليشيات الاسلاميين بالعراق ضد غير المسلمين – صابئة ومسيحيين ايزيديين -
استفاد جيش موريتانيا من تجربة الجنرال العظيم الرائد الديموقراطي الأول بالشرق الأوسط وشمال افريقيا " الجنرال عبد الرحمن سوار الذهب " القائد السابق لجيش السودان الذي وقف في صف الشعب ضد الطاغية جعفر نميري .. فأمسك بالسلطة وسلمها للشعب الثائر بعد أن أطاح بالنميري .
وهكذا فعل جيش موريتانيا العظيم . اطاح برئيس فاسد .وقام قائد الجيش الحر بتسليم السلطة للشعب في انتخابات حرة نزيهة بحق . ولم يرتكب جيش موريتانيا مثل خيانة البشير لشعب السودان وقبضه بأسنانه علي حق الشعب في السلطة . وأشرك البشير معه رجل دين – الترابي – مما زاد من خراب السودان وضاعف شقاء شعب السودان . ثم استأثر هو بالسلطة وأبعد الترابي ..وسبيدخل مزبلة التاريخ كخائن لشعب السودان بينما االجنرال سوار الذهب . سبكتب التاريخ اسمه بحروف من ذهب
نعم كان جيش موريتانيا العظيم – ذا البلد الصغير - مثلا عظيما يمكن أن يحتذي به جيش أية دولة كبيرة ! من دول المنطقة التي يعاني شعبها من فساد الحاكم وبطانته ... وكان جيش ذاك البلد الصغير هو القدوة لكل جيوش دول المنطقة’ كلها÷ا !!
فتري: كم شاربا من شوارب تحمل رتبة لواء– أو مشير - أو رتب عقيد . بجيوش منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تساوي رباطا واحد بفردة حذاء في قدم الضابط الموريتاني ؟
كل شيء في مصر تم بيعه والفقر والجوع بلا حدود والبطالة درجتها لاتصدق ، وأخطر الأمراض الناتجة عن التلوث العام والتام - في الماء والهواء والتربة والزمم والضمائر - تفشت في المصريين بشكل غير معقول وعمال الشركات في كل مكان يضربون ويعتصمون . والبنوك تباع بأبخس الأثمان ليسرقها الحاكم وأعوانه . وأموال التأمينات التي يعيش منها فقراء أرباب معاشات ومسنين نهبها الحاكمون اللصوص .. والمصريون يباعون عبيدا خارج مصر وبداخلها ولا يجدون من يدافع عن حقوقهم وكرامتهم لا بالخارج – السعودية ودول الخليج ولا بالداخل حيث يضربون بالأحذية ويقتلون ويسبون من السعوديين والخليجيين وشرطة النظام ت تأخذ الرشوة وتترك الجناة وتدعهم يسافرون بعدما يقتلون أو يعتدون ، و رئيس الدولة لا تهمه سوي مصالحه ومصالح أولاده مع السعودية والخليج – مصالح مالية بين أولاده وأعوانه والحاشية وبين تلك الأنظمة . فيبيع بها حياة وحقوق وكرامة المصريين .
مصر الآن باتت علي حافة انفجار لا أحد يعرف كم سيكون مداه ولا كيف سيكون منتهاه . مصر الآن التي حولها النظام الي حطب لا ينقصه سوي " الاخوان الشياطين " ليحولوه حريقا هائلا يأكل كل شيء فيكتمل خراب مصر ودمارها التام ! ...
كل حجر من أحجار جبال مصر وكل ذرة رمل وكل حفنة تراب من أرضها تستنجد بجيش موريتانيا البطل عله يستطيع انقاذ مصر وشعبها . علي طريقته الديموقراطية النزيهة الرائدة العظيمة .

تعليقات