مقالات عام 2007 - 131


.. مصريون ضد حقوق الانسان !! (( تضامنا مع الشاعر المصري - حلمي سالم - ))


         كانت قد قامت منذ شهور مضت جماعة مصرية من المثقفين تعارض التمييز ضد المواطنين بسبب الدين . وتطالب برفع الاضطهاد الواقع علي الأقليات الدينية في مصر . وحملت تلك الجماعة اسم " مصريون ضد التمييز "
ومنذ يومين قامت جماعة أخري مكونة من مائة مصري . بالوقوف ضد حقوق الانسان المنصوص عليها في قوانين حقوق الانسان الدولية والموقعة عليها مصر ! والتي تنص علي حرية العقيدة . وتقر حق الانسان في أن يؤمن بما يشاء من الافكار والمعتقدات – سواء في الايمان بالله أو بالكفر به وعدم الاعتراف بوجوده البتة - . وحقه في أن يعبر ويدعو لما يعتقد فيه سواء ايمان أو كفروالحاد . وتلك القوانين الدولية هي قوانين عصرية حديثة تعبر عن آخر ما توصل اليه الانسان الحديث لأجل السلام بين البشر وضمان حقوق الكافة في الحياة الحرة الخالية من القيود .
ولكن مجموعة من المصريين لم يعجبهم أن يعبر شاعر مصري عما يراه وعما يعتقد في صحته .
فقامت تلك المجموعة بالاعتراض علي حقه الذي تقره القوانين الدولية العصرية . وتطالبه بالرجوع عن أفكاره والعودة عنها والاستتابة ..
ومطلب الاستتابة هذا الذي تطالب به تلك الجماعة هو تشريع بدوي صحراوي عتيق مضي عليه 1400 سنة . وبموجبه يتم الزام الانسان الزاما بالايمان كرها ورغم أنفه بمحمد وبالله . أو يتم قطع رقبته ضربا بالسيف ..!
وقامت تلك الجماعة بالتوقيع علي بيان بذلك سلمته لوكالة الأنباء الفرنسية بالقاهرة التي نشرته بالطبع . وتداولت
نشره الصحافة . ! كما جاء بالخبر لذي ننقل منه ما يأتي :
********
مائة إسلامي يدينون حلمي سالم ويطالبونه بالاستتابة
http://64.27.100.63/ElaphWeb/Culture/2007/10/275169.htm
القاهرة: اصدر اكثر من مئة اسلامي بيانا السبت طالبوا فيه باستتابة الشاعر حلمي سالم صاحب قصيدة "شرفة ليلى مراد" التي اعتبرت مسيئة للذات الالهية ودانوا فيه مواقف المثقفين.
ودعا البيان المرفق بتوقيع اكثر من مئة شخصية مهنية بين محام وطبيب ومهندس وشيخ والذي وصلت منه نسخة الى وكالة فرانس برس في القاهرة "الشاعر حلمي سالم الى التوبة والرجوع عما كتب والتبرؤ منه على الملأ والندم الشديد عليه وكثرة الاستغفار والتذلل بين يدي الله تعالى وطلب المغفرة سائلين الله ان يقبل توبته ويرحمه".
**************
وهذه الجماعة افرادها ليسوا من عينة طبال مدينة امبابة بالقاهرة - المدعو بالشيخ جابر - . ذاك الطبال الجاهل الذي تحول الي شيخ وراح يمارس الارهاب وفرض الاتاوات الدينية علي أهالي امبابة - منذ بضع سنوات -ويشعل الفتن والحرائق الطائفية حتي تدخلت السلطات بشكل متاخر كعادتها وألقت القبض عليه .
كلا .. هذه المرة ليس هؤلاء الارهابيون الداعين لتعطيل قوانين حقوق الانسان في حرية التعبير وحرية الاعتقاد. ليسوا من عينة الطبال الارهابي الشيخ جابر – الذي لم ينل قسطا من التعليم كلا كلا وانما هم ويالمصيبة مصر مهندسون وأطباء ومحامون ومعهم شيوخ الذين هم أس كل ارهاب وجذر كل عنف ومنبت كل تخلف وخراب .
أمثال هؤلاء البشر من المصريين لا يوقعون علي بيانات مناصرة للضعفاء والوقوف بجانبهم ولا يوقعون علي مطالبة أو عريضة يطالبون برد مظالم عباد الله الضعفاء من الشعب ولكن وحسب يدافعون عن القوي فقط وهو : الله !! القادر علي الدفاع عن دينه وعن نفسه !
هذا فقط هو الوحيد الذي يهبون فزعين للدفاع عنه : الله القوي القدير - !! دون الضعفاء والمضطهدين أو الفقراء والضائعة حقوقهم !!
وحتي الآن لم تلق السلطات المصرية القبض علي هؤلاء الذين يدعون لتعطيل القوانين الدولية لحقوق الانسان في حرية الرأي والعقيدة ويدعون للارهاب واثارة الفتن الدينية !! .


---  الحوار المتمدن  2007 / 10 / 30  
                                     

تعليقات