مقالات عام 2007 - 110


لا لتفتيت الأوطان بسبب الاسلام والعروبة



تنويه : احدي شركات الاتصالات وبعض مجموعات الحوار علي الانترنت . أرسلت لبعض الأخوة الكتاب والأصدقاء من القراء الأعزاء تدعوهم باسمي للاشتراك فيها -بدون علمي وبدون اذني - ومنهم من لا توجد لي معهم مراسلات ! مما أشعرني بالحرج . لذا نأسف لهم . وقد لزم التنويه . مع تقديرنا للجميع .
**********

في حديث للصديقة والأخت العزيزة " دكتورة وفاء سلطان " نشر بأكثر من موقع . أجراه معها الأستاذ " نزار جاف ". ومن ضمن تلك المواقع – الحوار المتمدن 19-9-2007 . جاء عنوان الحديث :
وفاء سلطان: يحق للشعب الكردي قيام دولته
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=109530
بالطبع مثل ذاك الرأي يسعد الأخوة الأكراد كثيرا . فهم يتمنون ذلك . أن تكون لهم دولة .. ولكن :
لماذا ؟ ولماذا يتم تقطيع الأوطان ؟!
لعل الجواب : لأن الأكراد رأوا ويرون الحياة مع عرب العراق – أو المتعوربين بمعني أصح – شركائهم في الوطن : النار والمرار .. ..
ولكن هل تلك مشكلة الأكراد فقط مع العرب حتي يطالبوا ويجتهدوا لأجل تقطيع الوطن وتقسيمه ؟ أم أن شعوبا أخري بدول أخري تصعد صرخاتها لرب السماء من سؤ عشرة شركائهم عرب أوطانهم – المتعوربين بمعني أصح - ؟!!
نعم . هناك شعوب عدة تعاني نفس المشكلة . من العرب أو المتعوربين بأوطانهم .. فهل يتم تقطيع السودان وفصل جنوبه عن شماله بسبب المتعوربين بالشمال وسؤ عشرتهم مع أخوتهم في الوطن الافريقي . أهل الجنوب -غير العرب - ؟؟!! وهل يتم فصل دارفور أيضا بسبب اجرام العرب المتعوربين وفظائهم في دارفور ؟! وبذلك يتم تقطيع السودان الي 3 قطع .. أي تحويل الوطن الواحد لأشلاء بسبب عدوانية وشيفونية العرب – المتعوربين - ؟!
وهل يتم فصل جنوب الجزائر – حيث قبائل الأمازيغ الجزائريين . غير السعداء بعشرتهم مع باقي الجزائريين الذين ألصقوا أنفسهم بالعروبة وتعوربوا واكتسبوا عدوانية العرب وظلمهم لبني وطنهم الشركاء لهم في االوطن ؟!
وهل يطالب أمازيغ ليبيا والمغرب . الذين ينكر عرب الدولتين – المتعوربون – عليهم حقهم في هويتهم كشعب بينما هويتهم هي الهوية الأصلية لهاتين الدولتين !. هل يطالب الأمازيغ بتقطيع الدولتين وتقسيمهما بينهما وبين المتعوربين القومجيين العرب بليبيا والمغرب ؟!!
وها هو قاريء قبطي مصري من الأقلية المضطهدة من العروبة وعقيدتها بالتحديد . في مصر . عندما نشر هذا الحديث مع " د . وفاء سلطان " بالموقع القبطي الأقباط متحدون copts-united.com انظروا ماذا كتب معلقا بعد قراءته لحديث دكتورة وفاء . يقول :
(( 4-الراسل قبطي من مصر : بعد قرائتي لهذة المقالة واستمتاعي بهذة المقابلة مع وفاء سلطان تمنيت ان يكون للاقباط دولة تجمعهم ))

أرأيتم كيف ان المسألة هكذا ليست مشكلة شعب فرد تخص أكراد العراق فقط ؟!! أو أكراد العراق و سوريا . مع العرب وانما هي بذاك الوضع قضية دولية .. تلخص في : الخطر الشوفيني العربي وتهديداته للأقليات بدول الشرق الأوسط وشمال افريقيا ..
قد يقول قائل " ولكن تركيا وايران اللتان يريد أكراد كل منهما الاستقلال عنهما بعدا عن الاضطهاد . لستا دولتين عربيتين .. ؟ والرد هو " ولكنهما دولتان اسلاميتان ! والرد : انهما دولتان اسلاميتان . والاسلام يحمل عدوانية ونازية العرب والعروبة . فهو عقيدة خرجت من أخلاق وعادات وتقاليد وأعراف وجلافة وهمجية البدو .العرب . لذا فالاسلام ابن العروبة. وهو يتسبب أيضا في تقطيع الأوطان وانقسامها مثلما قطع الهند وحولها من دولة واحدة ووطن واحد الي 3 دول - الهند وباكستان وبنجلاديش - والدولة الرابعة في طريقها للانقسام من الهند " كشمير " وكذلك يسعي الاسلام لتقطيع الفلبين كوطن علي أيدي " التاميل ".لينفصل المسلمون عن باقي جسد الوطن !
ولو قسم العراق 3 أجزاء – 3 دويلات صغيرة بدلا من عراق موحد ! – شيعة وسنة وأكراد( مثلما رأت " دكتورة وفاء " في حديثها ذاك . وهو رأي قد لا يكون جديدا أو حيدا ) بسبب الاسلام والعروبة ! فان شيعة اليمن أيضا سوف يطالبون بتقطيع وطنهم الي قطعتين ( شيعة وسنة ) ! والسبب الاسلام . أسوة بتقطيع العراق قطعتين : قطعة للشيعة ، وقطعة والسنة (!) .
أي أن العروبة وديانتها هما سكينتان لتقطيع الأوطان . .
هكذا تكون قضية دولية ..
وعلاجها ليس بالبتر ..
ليس بتمزيق الأوطان .وتحويل الدول الي دويلات. وانما بايقاف نشاط الفيروس الشوفيني العربي وسليله الفيروس الاسلامي .. بتكتل وتحالف تلك الأقليات وتصعيد قضيتها ووضعها أمام الأمم المتحدة و المجتمع الدولي لحلها .. وتبقي الأوطان سليمة وأراضيها موحدة .. وتكتل دول العالم الكبلاي وهيئة الأمم المتحدة لايقاف نشاط فيروس الاسلام – عقيدة العروبة - .
فليس من المعقول أن نقطع أجزاء من لحم حوالي 10 دول وربما أكثر ونصنع من تلك الالأجزاء دويلات بسبب اجرام وهمجية ما يسمي بالعروبة وقومية عربية مزعومة بتلك الدول . واسلامها معها..! فالخطر الشوفيني لمثل تلك القومية الزاعمة بأنها خير أمة أخرجت للناس ! وديانتها معها – لن يتوقف عند حد .. ما لم يتم ايقافه وتحجيمه بداخل جغرافيته الأولي البدوية .وانما تلك الشيفونية البدوية العربية والنازية الاسلامية تتطلع لخارج حدول تلك الدول . الي اسبانيا وما وراء المحيط ..! بل وما وراء المحيطات ولعلنا لا نبالغ ..
أي أن الخطر عالمي وليس مجرد قضية وطن واحد اسمه العراق . أو بضع شعوب أخري . وانما العروبة وعقيدتها المسماه اسلام . هاما خطر ثنائي القرن . يحدق بالعالم أجمع .
ان دول العالم المتحضر الآن تعيش شعوبها المتباينة بداخل الوطن الواحد دونما أية مشاكل . والدستور والقانون يضمن الحياة والحقوق والعدالة لكافة الأجناس و الأعراق بداخل الوطن الواحد ..
فكيف لشعوب منطقتنا بالشرق الأوسط وشمال افريقيا - المنكوبة بالعروبة ، أو بالعوربة والتعورب . بمعني أصح - بدلا من أن تتحضر ونرتقي كما الدول التي تحضرت وتبسط ظلال العدالة والمساواة علي الأقليات من مواطنيها في الحقوق والمواطنة بين شعوبها ونحمي وحدة الأوطان ..كيف نريد بدلا من ذلك النهج الحضاري . أن نقطع أوطاننا ونقسمها ؟!!
وهل للأمم المتحدة أن تبارك تقطيع أوصال وتقسيم دول أعضاء بها الي دويلات بسبب مرض واحد يمسك بجسد تلك الدول اسمه الشوفينية العربية العدوانية وعقيدتها الاجرامية .. ؟!! أم أن واجب الأمم المتحدة هو الضرب علي أصابع ذاك المعتدي الهمجي غير الحضاري القادم من صحراء العرب من 14 قرن ليبسط ارهابه علي شعوب عدة دول ويمحو هوياتها ولا يرتضي بحياة آمنة للأقليات القليلة الباقية من أصل شعوب تلك البلاد التي دهسها بأقدامه الهمجية ؟!!!
لايفوتنا القول : ان أختنا العزيزة " دكتوة وفاء " قد تركت لنفسها عذرا – بخصوص ما أبدته من آراء داخلة في السياسة في هذا الحديث –. وهو ما جاء في سطر واحد قالت فيه : (( لا أعرف الأبعاد السياسية لذلك الدور، فأنا لا أمتهن السياسة ولا أجيدها. لكن تصوراتي .. الخ )) .
ولكن : هل انتبه القراء عند قراءة ذاك السطر ؟! يبدو أن الأستاذ نزار جاف نفسه . الذي أجري معها الحوار . لم ينتبه لهذا العذر الذي قدمته دكتورة وفاء . والا لاختار عنوانا آخر عند النشر . بخلاف العنوان القائل :
(( وفاء سلطان: يحق للشعب الكردي قيام دولته))
ونحن نقول : بل يحق للأكراد أن يعيشوا آمنين بداخل وطنهم العراق الكبير الموحد متمتعين بأعلي درجات الحرية والديموقراطية و الرخاء مثلهم مثل العرقيات والأجناس المتعددة التي تحيا في سويسرا وفي هولندا وباقي أوربا وأمريكا وكندا دونما أدني قدر من التمييز . وكذلك أكراد سوريا لهم نفس الحق وأكراد ايران وأكراد تركيا . وكذلك من حق أقباط مصر المسيحيين ، ومن حق والسودانيين الأفارقة – غير العرب .. أصل السودان – والأمازيغ بدول شمال افريقيا من ليبيا الي المغرب ... كل هؤلاء من حقهم العيش الكريم الراقي المتحضر بأوطانهم الموحدة تحت راية العدالة والمساواة بين المواطنين بصرف النظر عن الجنس أو العرق أو الدين. هذا حقهم . ورغم أنف العرب – والقومجية – ورغم أنف العروبة وديانتها الارهابية .
======
في المقال القادم سوف نعقب علي مقولة دكتورة وفاء .- والتي وردت بهذا الحديث - : " لكنني أريد أن أرى انسحاب الأمريكان اليوم قبل غد. "
لأنني أتصور أنها لا تقصد ذلك جدا . وانما استنكارا لحال شعب العراق . الذي تري أنه شعب لا يريد أن يكون مع نفسه - وحسب المثل الأمريكي الذي ضربته لنا الدكتورة " ان الله يكون مع الانسان عندما يكون الانسان مع نفسه " -..
هذا ما أتصوره سبب تعبيرها عن أمنيتها بأن تنسحب أمريكا من العراق اليوم قبل غد ..
ولكن لأن الكثير من القراء قد يتصورنها جادة في قولها هذا . ولالتقاء ذاك القول مع أمنية الارهابيين الذين سموا أنفسهم وسماهم آخرون " المقاومة العراقية" وهم يسفكون دماء الشعب ويروعونه في كل لحظة .. ! ولأنني أعرف ضخامة عدد القراء المحبين لوفاء سلطان – وأنا منهم بالتأكيد - –. ولأن كثيرين من القراء قد يأخذون قولها علي محمل الجد . من أنها تتمني انسحاب أمريكا من العراق اليوم قبل غد . أو لو كانت جادة بالفعل فيما قالت .. سيان ..
لذا فسوف نخصص المقال القادم عن تصورنا لكارثة انسحاب أمريكا من العراق الآن . علي كل دول المنطقة وليس علي العراق وحده ..
فالي المقال القادم .
=== الحوار المتمدن  2007 / 9 / 25

تعليقات