مقالات عام 2007 - 120


تسالي صيام – عن أخلاق العرب قبل وبعد الاسلام




لم تكن أخلاق العرب قبل الاسلام تخلو من محاسن أخلاق . لذا فهم مقارنة بالعرب بعد الاسلام . من الظلم تسميتهم بالجاهليين وتسمية عصرهم بالعصر الجاهلي – ولعل الأحق بذلك هم عرب بداية الاسلام – بدء التاريخ الهجري -..
فمثلا :
كان عنترة بن شداد شاعر من شعراء العرب قبل الاسلام – لذا يسمونه شاعر جاهلي ..- يفخر في شعره أمام حبيبته بأنه فارس عفيف . لا يتنازع مع غيره للحصول علي الغنائم بعد المعركة . وانما كان خلقه يتسم بالعفة التي تنم عن وجود آداب وأخلاق لدي العرب قبل الاسلام ..
اذ يقول عنترة بن شداد في شعره مخاطبا حبيبته عبلة :
يخبرك من شهد الوقيعة أنني * * * أغشي الوغي ، وأعف عند المعنم
والوقيعة هي : الحرب ، وأغشي أي : أقتحم المعركة بشجاعة .أما عند تقسيم الغنائم . فهو يلتزم بالعفة ..
فتري كيف كان موقف العرب في الاسلام من موضوع غنائم الحرب ؟ ما موقف محمد وصحابته – الأجلاء .. - من ذاك الشأن ؟
من هذا الحديث المحمدي التالي يتضح أن محمد قد اضطر للتدخل بين الصحابة المتنازعين علي سلب قتلاهم في المعارك فوضع لهم تشريعا – حديث - ننقله من موقع الاسلام – وهو الموقع الاسلامي الرسمي للسعودية . يقول :
ما جاء في من قتل قتيلا فله سلبه
السير عن رسول الله
سنن الترمذي

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=11&ID=23465&SearchText=سلبه&SearchType=root&Scope=all&Offset=0&SearchLevel=QBE
‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأنصاري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏معن ‏ ‏حدثنا ‏ ‏مالك بن أنس ‏ ‏عن ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏عمر بن كثير بن أفلح ‏ ‏عن ‏ ‏أبي محمد ‏ ‏مولى ‏ ‏أبي قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي قتادة ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من قتل قتيلا له عليه ‏ ‏بينة ‏ ‏فله ‏ ‏سلبه ‏
‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏وفي الحديث قصة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن أبي عمر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏يحيى بن سعيد ‏ ‏بهذا الإسناد ‏ ‏نحوه ‏ ‏وفي ‏ ‏الباب ‏ ‏عن ‏ ‏عوف بن مالك ‏ ‏وخالد بن الوليد ‏ ‏وأنس ‏ ‏وسمرة بن جندب ‏ ‏وهذا ‏ ‏حديث حسن صحيح ‏ ‏وأبو محمد ‏ ‏هو ‏ ‏نافع ‏ ‏مولى ‏ ‏أبي قتادة ‏ ‏والعمل على هذا عند بعض أهل العلم من ‏ ‏أصحاب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وغيرهم وهو قول ‏ ‏الأوزاعي ‏ ‏والشافعي ‏ ‏وأحمد ‏ ‏و قال ‏ ‏بعض أهل العلم للإمام أن يخرج من ‏ ‏السلب ‏ ‏الخمس ‏ ‏و قال ‏ ‏الثوري ‏ ‏النفل أن يقول الإمام من أصاب شيئا فهو له ومن قتل قتيلا فله ‏ ‏سلبه ‏ ‏فهو جائز وليس فيه ‏ ‏الخمس ‏ ‏و قال ‏ ‏إسحق ‏ ‏السلب ‏ ‏للقاتل إلا أن يكون شيئا كثيرا فرأى الإمام أن يخرج منه ‏ ‏الخمس ‏ ‏كما فعل ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏

===========
وكذلك حرص" محمد " علي أخذ خمس المسلوبات - الغنائم – وقال انها ( لله .. والرسول ! ) وجعل نصا قرآنيا لهذ الغرض – سورة الأنفال آية 41 وكما نري :

م السورة رقمها الآية الآية
1 الأنفال 8 41 وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْـزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ


والطريف هو أن الرسول قدم نفسه في أخذ نصيب من الغنائم قبل ذي القربي واليتامي والمساكين وابن السبيل (!) ولو أنه التزم بخلق عنترة بن شداد – قبل الاسلام – وأخذ محمد حاجته مع هؤلاء الناس لكان الأمر أعف ولكان التعبير والتشريع أكثر لياقة .( وناهيك عن فصله لحق الله في الغنائم عن حق الرسول وعن حق المحتاجين من ذي القربي واليتامي .. الخ . وكنا يظن أن حق الله هو الذي سيوزع علي المحتاجين من عباد الله ، بينما هو حق منفصل عن حق الرسول وعن حق المحتاجين ! فكيف سيوصل محمد حق الله اليه . مالم يكن للمحتاجين ؟! .. ناهيك عن تلك الملحوظة الجانبية التي تداعت أمامنا من تلقاء نفسها لتفرض وجودها ومعها علامة تعجب كبري ) !
وهكذا نجد أن احد صحابة محمد قد مد يده علي سلب –غنم – ليس من حقه – دون تعفف - واضطر لاعادته للصحابي القاتل الذي قتل القتيل المسلوب ، و حرص محمد علي أخذ اكبر نصيب من المسلوب – الغنائم - بمعدل الخمس !
وبذلك نكون قد رأينا نموذجا لفرسان العرب وعفتهم تجاه الغنائم قبل الاسلام . دون أن نجد له مثيلا لدي فرسان العرب في الاسلام ..
مع ملاحظة أن عنترة – فارس قبل الاسلام - لم يكن يزعم أن دخوله المعارك قتالا في سبيل الله ، أولنشر رسالة سماوية بل فقط دفاعا عن قبيلته وحسب .فهل يجوز وصف عنترة بالجاهلي –شاعر جاهلي أو فارس جاهلي -؟! هل يجوز ؟! أوليس ذلك من الظلم ؟!
واذن متي بدأت الجاهلية اذن عند العرب ؟
***** الحوار المتمدن  2007 / 10 / 7

تعليقات