كتابات


مقال اخترناه - الصور من اختيارنا - نقلاً من الانترنت - :
-----

«جاب لنا الذيب من ذيله»

الكاتب  : مشعل السديري - صحفي وكاتب سعودي. ابن خال الملك الراحل فهد بن عبد العزيز 
نقلاً عن موقع الشرق الأوسط - لندن - 17-4-2018

بمناسبة انعقاد مؤتمر القمة العربية، تصيبني يا سبحان الله (الارتكاريا)، وذلك كلما أكتب في السياسة - خصوصاً في المشكلة الفلسطينية - التي هي (أعدل قضية، وأسوأ معالجة).
وقد عقد حتى الآن 41 مؤتمر قمة، ابتداءً من أنشاص في مصر عام 1946، حتى (قمة القدس) في الظهران، وعلى رأس القائمة في تلك القمم هي القضية الفلسطينية طبعاً، وكلها تنتهي بالنفخ في الرماد، فالعرب مع الأسف ليست لديهم القدرة على أن يحاربوا، ولا القدرة على أن يسالموا، وهذه هي مأساتهم المركبة.

                                 
  وبكل صراحة لا بد من الاعتراف بأن من تسبب بضرر القضية بالدرجة الأولى هم بعض القيادات الفلسطينية، وبعض القيادات العربية.
ولو أخذناهم واحداً واحداً؛ فهذا أمين الحسيني، رمى بثقل قضيته وراهن بكل سذاجة على هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية،

 وقال في أحد خطاباته: إن العرب هم الأصدقاء الطبيعيون لألمانيا لوجود الأعداء أنفسهم، البريطانيين واليهود والشيوعيين، وإنهم جاهزون للاشتراك في الحرب، إلا أن هتلر لم يأخذ أي موقف من كلامه.
وظل الحسيني في ألمانيا يقبض راتباً شهرياً 150 ألف مارك، وما إن تأكدت هزيمة ألمانيا حتى هرب إلى القاهرة، وهو الذي حاول مزج فكر (الإخوان المسلمين) مع (العقيدة النازيّة).
وموقفه ذاك أثار حفيظة بريطانيا وروسيا وأميركا عليه، وزاد الطين بلة عندما رفض قرار التقسيم الذي يعطي الفلسطينيين 49 في المائة من الأرض، وما إن أعلنت دولة إسرائيل حتى كانت روسيا وأميركا هما أول من اعترف بها.
                                الحاج أمين الحسيني والملك فيصل
                            
وكذلك ياسر عرفات، الذي رفض حضور مؤتمر (مينا هاوس) في القاهرة الذي كان يمكن أن يعيد له الضفة الغربية قبل أن يكون فيها مستعمرة واحدة، وبعد عدة سنوات، وبعد أن امتلأت الضفة بالمستعمرات، بشرنا أخونا بالله بالحل المسخ الذي يقال له (أوسلو).
ومن كل تلك المؤتمرات المتعاقبة، لم يكن فيها كلها أي حل عملي وعقلاني سوى اثنين: مؤتمر 1980 الذي طرح فيه مشروع الملك فهد للسلام، ومؤتمر 2002 بمبادرة الملك عبد الله للسلام في الشرق الأوسط.(  لتذكير : كاتب المقال سعودي الجنسية .. )

لدينا مثل شعبي تهكمّي يقول: (ولد العجوز الذي يجيه نص حقّه ويعافه)، ومثل آخر أكثر جديّة يقول: (من بغاه كلّه، خلّاه كلّه).
الشعارات العنترية المجانية كلها تذهب في النهاية (فاشوش)، مثلما يتمخض الجبل فيلد فأراً، تماماً كمؤتمر الخرطوم الذي كحل أعيننا بقرار: لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف - كأنه ما شاء الله (جاب لنا الذيب من ذيله)!!
وهذا القرار لا قتل إسرائيل ولا حتى حرك فيها قلامة أظفر، وكل ما هنالك أنه خدر ولعب بعقول العرب أكثر.

========

تعليقات