من الارشيف - عروبيون واسلاميون
مقال نشرناه منذ أكثر من 5 سنوات
عروبيون واسلاميون
صلاح الدين محسن
2013 / 3 / 25
يعتقد العروبيون في انهم مختلفون كثيراًعن الاسلاميين ...!
ويحملون الاسلاميين وحدهم . تبعات ما يقع فوق رؤوس شعوب المنطقة . من كوارث ونكبات .
وواقع الأمر , أن الاسلاميين والعروبيين وجهان لعملة واحدة .
اذا انقلب العروبيون أو سقطوا .. ظهر الاسلاميون علي الفور . باعتبارهم الوجه الآخر للعملة ..
وهذه العملة ذات الوجهين - العروبي والاسلامي - قيمتها الشرائية الوحيدة هي : الهزائم والنكسات . تقطيع الأوطان . تكميم أفواه شعوبهم . وانعاش السجون والتوسع في بناء المعتقلات .. وافقار الشعوب . بعد سرقتها , ونهب ثرواتها , واغراقها بالفساد وبالفاسدين والُمُفسدين ...
فكما الاسلاميون يقودون شعوبهم نحو حرب عالمية .بسبب سعيهم لأسلمة الدنيا كلها . طوعاً أو كرهاً...
كذلك العروبيون يسعون لانشاء امبراطورية عربية تمتد من الخليج للمحيط - فشلت كل تجارب احيائها كما كانت في العصور الاستعمارية القديمة - بل ويحلمون باعادة احتلال اسبانيا ! ويسمونها الأندلس .واسبانيا أمة متمدينة أكثر من أية دولة متكلمة بالعربية . وتعداد المتكلمين بلغة اسبانيا في العالم . يزيدون عن تعداد جميع المتكلمين بالعربية بأكثر من 150 مائة وخمسين مليون نسمة (!) . يبحثون لشعوبهم عن مشاكل يستعصي حلها ! . بدلا من حل مشاكل تلك الشعوب . وما اكثرها .
من يمكنه أن يقنعهم بان جود العرب في اسبانيا قديماً ولمئات السنين . كان احتلالا ؟! تماما كوجود تركيا قديما بالبلاد المتكلمة بالعربية كان احتلالاً - تحت ستار خلافة اسلامية - .. وكما وجود الرومان لمئات السنين في الشرق الأوسط : كان احتلالاًً ..
وكما هو وجود اسبانيا اليوم في مدينتي " سبتة ومليلة " المغربيتين , ومنذ مئات السنين هو احتلال ..
ولكن العروبيين يجيزون للعرب فقط حق احتلال بلاد الآخرين ....
!!
والعروبيون . جميع تجاربهم الوحدوية كانت حرثاً في البحر , ويرتابون من بعضهم بأكثر من ريبتهم من أعدائهم ( كالعداء بين البعث السوري والبعث العراقي , في عهد صدام والبكر من قبله , وفي عهد حافظ الأسد .) وعلاقة الوحدويين البعثيين في سوريا أو في العراق بعبد الناصر - العروبي الوحدوي - وبمعمر القذافي . العروبي الوحدوي . كانت باستمرار علاقة . أقل ما توصف بها . انها غير طيبة - انه تنافس علي زعامات واعتلاء امبراطوريات , وتحقيق مجد قطري تحت مزاعم وحدة عربية شاملة - وفورية ..! - .. الي آخر تلك العنتريات , والمسرحيات الكاذبة .
وسجون عبد الناصر العروبي . ومعتقلاته لكافة معارضيه من اليمين لليسار . لا يفوقها الا سجون صدام العروبي ,والقبور الجماعية التي أعدها لشعبه , وسجون ومعتقلات حافظ الأسد العروبي- ثم ولده - ومعمر القذافي العروبي , وجعفر النميري - العروبي السوداني - , وعلي عبد الله صالح - العروبي
وتجويع الشعب - وافقاره - سمة يشترك فيها عبد الناصر , مع جعفر النميري , وصدام , وحافظ الأسد وولده . ومعمرالقذافي . الذي قال له عبد الناصر : أنت تذكرني بشبابي يا معمر . أنت أمين القومية العربية , يا معمر
وكما أضاع عبد الناصر سيناء كلها في عام 1967 - بالنكسة - وقبلها أضاع . ميناء أم الرشراش عام 1956. الذي تنازل عنه سراً لاسرائيل . ثمنا لاسترداد سيناء التي أضاعها - !
كذلك أضاع حافظ الأسد الجولان . و ورث الحكم لولده فأضاع سوريا بأكملها في حرب أهلية . ولم يسترد الجولان . خطيئة أبيه...
وكذلك أضاع فارس العروبين صدام ! الجزر الثلاث التي حارب بسببها ايران 8 سنوات . قتل فيها ثلاثة أرباع المليون ايراني وعراقي . فعندما شرع في احتلال الكويت . منعا لفتح جبهة حرب ضده من ناحية ايران . تنازل لها عن الجزر الثلاث التي حاربها بسببها 8 سنوات
!!!
و تماما مثلما أشعل عبد الناصر حرب 1956 .. بسبب تأميم القناة . ثم تنازل . وسدد قيمة الأسهم وبأكثر من قيمتها ! - يعني رجوع عن التأميم ! . يعني هكذا لا يكون قد حدث ثمة تأميم للقناة - بمعني التأميم , الذي قصده عبد الناصر, والذي أفهمه للشعب - , وبالاضافة لذلك حدث حرب ودمار وخراب - بالاضافة لتنازله عن قطعة من أرض الوطن لاسرائيل - كما ذكرنا من قبل - . ..
مثلما كلف معمرالقذافي . ميزانية بلاده تكاليفاً باهظة لصناعة أسلحة كيميائية . ثم تنازل عنها وسلمها صاغراً لأمريكا - طلباً لسلامته - وأسقط طائرة لوكيربي . ثم دفع تعويضات بمليارات الدولارات من أموال شعب ليبيا , - وغير ذلك الكثير - ..!
--
وقد تنازل العروبجي الأُلعبان السوداني - الراحل جعفر لنميري - . وسهل نقل يهود الفلاشا . سراً . من اثيوبيا لاسرائيل عبر الأراضي السودانية ! وفبض الثمن حباً في العروبة والوحدة العربية !! كان النميري مع أية مشاريع وحدوية عرباوية - كرتونية - مع مصر وحدها , أو مع مصر وليبيا ! أو أية ألعاب عروبية وحدوية من ذاك النوع كان لا يتردد في المشاركة فيها .. (!) .
العروبيون تاجروا بلعبة وتمثيلية القومية العربية والوحدة العربية . لأجل مصالحهم ومصالح عائلاتهم : عبد الناصر عين زوج ابنته بمكتب الرئاسة - خريج كلية العلوم ! -. فمهد له الطريق ليكون مليارديرا فيما بعد ( تاجر السلاح الدولي , والجاسوس أشرف مروان . واعتلي رئاسة مؤسسات مصرية كبري في عهد خليفة عبد الناصر - السادات - ). ولعبد الناصر ابن يعمل مقاولاً ويمتلك طائرة خاصة - منذ ربع قرن - وشعب مصر يئن مع " التوكتوك " - وسيلة المواصلات الشعبية , الهزيلة -. بعد طول معاناة مهينة بالأتوبيس العام . وترك عبد الناصر زملاءه الضباط يسرقون القطاع العام . وينهبون مصر . ثمنا لسكوتهم علي سرقته للسلطة وانفراده بها واحتكارها لنفسه
و العروبي صدام عاش ملكاً غير متوج . بأموال شعب العراق . وعين أولاده واقاربه أمراء ووزراء .. وكان يُعد لتوريث السلطة .. وشيد قصوراً فاق بها زمن هارون الرشيد , وشهريار , وألف ليلة وليلة ..!
والعروبي معمر القذافي . فعل نفس الشيء بطريقة او اخري
والعروبي حافظ الأسد . كذلك
والعروبي علي عبد الله صالح . نفس الشيء
اذا سقط العروبي . ظهرخلفه الاسلامي - الوجه الآخر له ..
فعندما سقط . العروبي صدام حسين . ظهر الوجه الآخر للعروبية : الحكم الاسلامي . الذي واصل مسيرة صدام في نهب وتدمير العراق وشعبه .
وعندما سقط العروبي . معمر القذافي . ظهر الحكم الاسلامي - الوجه الآخر للعملة - وقد بدأ الاسلاميون الليبيون عهدهم في السلطة بتحقيق أعظم الانجازات عندهم - حلم أمانيهم - ليس الاسراع في اعادة اعمار ليبيا التي هدمتها الحرب الأهلية , وانما بتدمير ( تدمير !)مقابر الديانات الأخري - حتي الموتي ! -
وعندما سقط حسني مبارك كآخر ورثة نظام العروبي العسكري "عبد الناصر" - ظهر الحكم الاسلامي الاخواني لمصر - انه الوجه الآخر للعملة العروبية - .
وعندما سقط العروبجي السوداني الأُلعبان " جعفر النميري " كان الاسلاميون وراءه - وهو نفسه كان قد مهد لدولة اسلامية - كجزء من أدوات ألعابه وحيله العروبية الاسلامية لأجل البقاء في السلطة ..!
وعندما سقط تاجر العروبة - الصومالي - " الرفيق - الماركسي - الراحل الجنرال " محمد سياد بري " - رئيس الصومال الأسبق - كان بديله ووجه الآخر - الاسلامي - حاضراً فكان ما هو جاري بحال الصومال الآن . تحت حكم الصبيان . من الميليشيات الدينية - خراب , يباب , جوع , عذاب . شريعة الغاب -
أمريكا احتلت العراق - في ظل حكم عروبي - بدمار محدود . والذي وسعه حتي دمر العراق تماما وشرد الملايين من شعبه . بزعم مواجه المحتل ! بالتفجيرات التي لا تتوقف ,هم الاسلاميون , بالتحالف مع غرمائهم ووجههم الآخر - العروبيون البعثيون - وأغلبية تفجيراتهم كانت - طائفية - في الشعب لا في المحتل ! و بزعم مقاومة المحتل
الدمار الجاري في سوريا منذ عامين عبارة عن صراع بين العروبيين والاسلاميين - بالدرجة الاولي - علي السلطة . والاسلاميون تدخلوا بحجة انقاذ سوريا وشعبها من بين مخالب العروبيين الفاشيين. والعروبيون يتمسكون بالسلطة بحجة الخوف علي سوريا وشعبها من همجية ووحشية الاسلاميين .. وفاشية هؤلاء , ووحشية اولئك لاشك فيها . فمن ينقذ سوريا وشعبها من تلك العملة الرديئة , ذات الوجهين : العروبيون والاسلاميون ؟!
ومصر الآن كل مقدمات وبروفات الحرب الاهلية فيها قد اكتملت .. في ظل حكم الاسلاميين . الذين تسلموا السلطة من آخر وريث للنظام العروبي الذي أسسه - عبد الناصر ( أي مبارك وتابعه " طنطاوي " المشير) .
فهل رأيتم يا سادة . فضلا للعروبيين يميزهم عن الاسلاميين ؟
أخيراً . ننهي حديثنا بالقول : شماعة الموءامرات الخارجية هي حق . يُبرر به باطل .
وهي أيضا : داء . سببه فينا وعلاجه عندنا .
--- تعليقات القراء :
التسلسل: 1
العدد: 459981 - شريعه صلعم
2013 / 3 / 25 - 18:01
التحكم: الحوار المتمدن
على سالم
شريعه صلعم الرهيب هى اساس كل المصائب والكوارث والتى حدثت على مدار الف وربعمائه عام سواء كانوا عربجيه اقصد عرباويه او اسلامجيه ,انهم وباء فتاك ولعنه على البشريه جمعاء ,انهم وجهان لعمله واحده الا وهو الشيطان الرجيم القابع فى جزيره العرب الغبراء الملعونه
77 أعجبنى
--
التسلسل: 2
العدد: 460030 - لنبداء مابداءه الاورلبون قبل300-500سنه نهوضبلاتحجر
2013 / 3 / 25 - 21:38
التحكم: الحوار المتمدن
الدكتور صادق الكحلاوي
تحية حارة للاخ الصديق استاذ صلاح على مقالته الصارمة الحازمة على طريقة العراقيين
-ييزي قهر
ييزي تعني كفاية
ان مايجمع الاسلاموية والعرباوية هو ان كل منهما ايديولوجيه أي احكام مسبقه
لاتحتاج الى اجتهاد او تفكير وهذا كان دائما تعبير عن الجهل واحتقار اهم الية يستعملها بني البشر الاسوياء-العلم والمعرفة
والعلم والبحث العلمي اصبحا في ايامنا ومنذ النصف الثاني من القرن العشرين بكل وضوح-الية في ادارة وتسيير الامم والمجتمعات والدول-أي اننا نعيش سقوط وتلاشي عنجهيات الجاهلية الحقيقية حاهلية الاسلام هو الحل والاسلام دنيا واخره والاسلام يعلم مافي الصدور وليس فقط الصدور-وانما الذنايب بلغة سومريينا-أي ماتقدم وماتاءخر
والعرباوية-ونحن نسميها العربجيه-بداءت اصلا دون حاجة احد لها-لان القومية نشاءت عند مكتشفيها الاوربيين بناء على طلب اجتماعي-أي باسقاط الاقطاعية اصبح لزاما نشور الامم والاوطان والعقلية والسياسة القومية بغية تهديم الحدود والسدود الاقطاعية في حين ان الاقطاع لازال في عالمينا الاسلامي والعرباوي-الا ماندر لذالك كانت الاسلامية والعرباويةبنتان-شرعيتان-للتخلف والورائية فكانت السلفية في الاسلامية والعرب
85 أعجبنى --
--
التسلسل: 3
العدد: 460056 - بدون تعليق
2013 / 3 / 25 - 23:41
التحكم: الحوار المتمدن
عدلي جندي
توأم ..الله .. الدين عنده ...ولغة جناته
أحسنت بما فيه الكفاية
مع التحية
80 أعجبنى
--
التسلسل: 4
العدد: 460061 - الأستاذ صلاح الدين محسن المحترم
2013 / 3 / 26 - 00:30
التحكم: الحوار المتمدن
ليندا كبرييل
لم يصدق معمر القذافي أن عبد الناصر بكل قدره يقول له : أنت تذكرني بشبابي يا معمر . أنت أمين القومية العربية ، يا معمر
حتى قام ينفذ طموحاته بكافة الطرق العنترية ، ساعده عليها عدم اتزان ونضوج رؤسائنا، فكنا تستيقظ صباحاً لنقرأ استقبال الرئيس للرئيس الفلاني بالقبلات والعناق ، ثم نستيقظ في صباح تال لنقرأ المسبات والإهانات والطعن والتجريح
حتى الجيل الذي لا يعي هذه الأخبار تشربها من آبائه ومن مجالس الكبار .
كذلك ما أن جاءت الفرصة الذهبية للإسلاميين بانكسار كل الادعاءات القومية وهزائمها حتى قفزوا بدورهم ، ورأينا كيف كان رؤساؤنا يتمسحون بالدين وسيماء التقوى على وجوههم وهم يصلون إلى جانب الشيوخ ، ثم يذهبون بعدها للتوقيع على الإعدامات والاغتيالات .
لعبوا معاً زمناً طويلاً وفي وقت متأخر وللحظة الأخيرة كان صدام حسين يمسك بالقرآن ، وحان دور الجيل الجديد ولو بخطوات متعثرة ،ليقدموا لنا صورة مخالفة للماضي
الشعب وعى الحاضر والمستقبل، وكما حارب الطغيان السابق وما زال ، فإن النخبة الواعية قادرة على تحجيم الظلام الآتي من عصور التخلف البدائية
مع التحية والاحترام
69 أعجبنى
**************************
(CNN) ٢٢-٥-٢٠١٧ -- الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يلقي خطاباً في القمة العربية الإسلامية الأمريكية .. التي استضافتها الرياض، الأحد، بحضور العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وما لا يقل عن 55 من قادة الدول الإسلامية، شدد فيه على أهمية الاتحاد في وجه التصدي للإرهاب والتطرف.
تعليقات
إرسال تعليق