مقالات عام 2007 - 137
نظام مبارك ينفذ برنامج الاخوان المسلمين
لماذا يصر الاخوان المسلمون علي تسلم السلطة . مادم نظام الطيار العسكري ينفذ لهم برنامجهم ؟!
ولماذا تخاف الأقليات الدينية في مصر من فزاعة الاخوان المسلمين التي يلوح لهم الحكم العسكري بها ليقبلوا ويرتضوا بناره واذلاله لهم ؟! أنهم يتوهمون احتمالية تسليم نظام مبارك السلطة للاخوان ..! ( كما يوهمهم ويصور لهم ليخيفهم ! ) لذا فهم يريدون المبادرة بوضع الأيادي بيد مبارك وابنه خشية أن يتركهم مبارك في ذمة الاخوان – وهي ذمة محمدية . واسعة للغاية ، و شديدة المطاطية مع غير المسلمين ، فالاخوان هم مغول العصر ، وهم التتار المحمدي ! ) ! فهل صحيح أن الحكم العسكري باستطاعته حقا أن يترك السلطة للاخوان طواعية ؟!
كلا كلا .. نظام مبارك يستحيل أن يسلم السلطة للاخوان كما يتصور البعض . الذين يحرصون علي المبادرة بمبايعته مقدما وفي كل وقت ! بينما هؤلاء يغفلون أن مبارك لا يمكن أن يسلم السلطة للاخوان الا علي أشلائه لا علي جثته كاملة .. لأنهم لو استلموا السلطة عنوة أو طواعية لن يتركوا لرجال النظام المباركي جثة سليمة كاملة ولا حتي الأشلاء .سيتركوها سليمة .!
ولو تركت قيادات نظام مبارك السلطة وهربوا بجلودهم للخارج وتسلمها الاخوان فان جماعة الاخوان يدعوهم يعيشون لحظة واحدة بالخارج آمنين يلتقطون فيها أنفاسهم ولا لعين من عيونهم تغمض للحظة واحدة وهي تنعم بثمة أمان !
كل هذا يعلمه تماما مبارك و أعوانه وشركاؤه في الحكم لذا فهم لن يسلموا السلطة للاخوان الا علي أشلائهم ..
لماذا ترتعد الاقليات الدينية وتخاف الأقليات اللادينية في مصر من وصول الاخوان للسلطة ويقولون سرا وعلنا : " نضع ايدينا في يد مبارك " ونقول نعم لابنه وريثا للعرش " ؟ بالرغم من أن مبارك ينفذ بالفعل برنامج الاخوان المسلمين . ما ظهر منه وما بطن ؟! بل نفذ بالفعل قدرا كبيرا من ذاك البرنامج .الاسلامي وقد يكون مستعدا لتنفيذ الباقي مما يحلم به -. وحتي ما لا يحلم بتنفيذه الاخوان المسلمون !
ولماذا تنازع جماعة الاخوان مبارك علي السلطة ان كان نفذ الكثير من برنامجهم ولا يزال في طريقه لتنفيذ الباقي ؟!
نعم نفذ مبارك وجماعته في الحكم برنامج الاخوان فماذا يريد الاخوان أن يفعلوا بالسلطة بعد ؟!
أيريدون ثراء ؟ لقد حقق الكثيرون منهم أعلي معدلات الثراء وكنزوا الأموال المغسول منها وغير المغسول . ومن قياداتهم من يكنزون الذهب الفضة . .!.
الحجاب ؟ .. قطعة القماش التي يصر عليها الاسلاميون وعلي أهمية مزعومة لها ! ويصرون ويتشبثون ويعاندون ويحاربون لأجل فرض قطعة القماش تلك ! ؟؟
ها هو نظام مبارك قد ترك الحبل لعقيدة الحجاب ودعاته بشكل غير مسبوق من قبل . حتي تحجبت كل نساء مصر كرها واضطرارا مع ادعاء الاختيار لا الاجبار !! ولم يعد سوي تحجيب الرجال لو أرد الاخوان ذلك لحجبهم النظام العسكري كي لا يكون للاخوان حجة واتهام بتقصير في فريضة - اسلامية شريفة ! - يمكنهم بها منافسته علي السلطة ..
ماذا يريد الاخوان المسلمون بعد ؟
تكفير وقتل وطعن وسجن وتشريد المفكرين والأدباء والشعراء ؟!
كل هذا حدث في عهد مبارك . وجاري المزيد منه . بشكل لم يسبق له مثيل لا في أيام الملكية ولا في عهد حاكم عسكري ممن سبقوا مبارك ...! وبالرغم من أننا نعيش الآن بالقرن الواحد والعشرين !
ماذا يريد الاخوان بعد من أحلام في تطبيق المزيد من أحكام الشريعة الأكثر من النازية ؟! هل يريدون التضييق علي الأقليات الدينية لدفعهم واكراههم اكراها علي اعتناق الاسلام أو دفع الجزية أو الحاق القتل والحرق والنهب واختطاف البنات واغتصابهن – ولو بحجة وبادعاء تأسلم اختياري وزواج !!
كل هذا قام به نظام مبارك وبتخطيط وتدبير منظم وتحت اشراف أمني بوليسي . بل ومع فتيات قاصرات تم خطفهن وأسلمتهن اجباريا بزعم العشق والوقوع في الهوي والزواج علي سنة الله ورسوله بينما هن قاصرات والقانون يحرم ويجرم ذلك..! ..!
وماذا تخشي الاقليات الدينية - والأقليات اللادينية - من ان يفعل الاخوان المسلمون بهم أكثر مما فعله مبارك ؟!
ماذا لدي الاخوان المسلمين بعد من أحلام لم يحققها مبارك ؟!
هل يحلموا بجعل الموظفين بمن فيهم موظفي البنوك يتركون عملهم ويعطلوا مصالح عباد الله لأجل الصلاة لله ؟!
هكذا حققه مبارك ذاك الحلم الاخواني .. وكافة الموظفين المرتشين والمعطلين لمصالح الخلق يتركون اعمالهم ويؤدون الصلاة لله ..!! فأي تقصير حدث من ناحية نظام مبارك كي تنازعونه السلطة ؟ وماذا تريدون عمله في السلطة اكثر من مبارك ؟!
هل قصر نظام مبارك او حال دون حدوث ذلك ؟ ! أبدا لم يقصر . فلماذا تنازعونه علي السلطة ؟!
ماذا يريد الاخوان بعد ؟! ايريدون حرمان الأقليات الدينية من أية حقوق دستورية وعالمية أيضا والغاء حكم المحكمة لو صدر لهم بحق ما من حقوقهم مثل حقهم في كتابة دينهم في بطاقاتهم كما هو حال البهائيين ؟!
وهل تأخر نظام مبارك ؟! أبدا .. فعندما حصل البهائيون علي حكم محكمة لصالحهم كديانة . ووقف نواب الاخوان بالبرلمان يعترضون . كان نواب حزب مبارك أسبق منهم في الاعتراض علي حكم المحكمة وأكثر عددا من نواب الاخوان في رفض ما حكم به القضاء لصالح البهائيين ؟!
ماذا يريدون أكثر من ذلك ؟!
ماذا يريد الاخوان من تطبيقات الشريعة المحمداوية والديانة الصحراوية العرباوية البدوية . ولم يفعله مبارك ؟! هل يريدون ارغام أهل الكتاب علي دفع جزية ؟
وهل تأخر نظام مبارك ؟! انه يكلف المحافظين – وهم يعينون بفرار جمهوري . ولواءات جيش – بارغام القسس علي دفع تبرعات بعشرات الآلاف لبناء مساجد ! ( في نفس الوقت الذي يقوم نفس المحافظين بهدم أي سور صغير لكنيسة يتم بنائه وضرب وقتل وحرق ونهب المساكن بسبب بناء سور صغير .. صحيح المبلغ تحت اسم تبرع لبناء مسجد . لكن ليس الاسم بشيء مهم . هكذا يكون دفع الجزية وخلاص ( ومحافظ المنيا مثال ذلك .. وكما جاء بنشرة الجمعية القبطية الصادرة من أمريكا . هذا الاسبوع . ( أمريكا التي يأخذ منها مبارك 2 مليار دولار باسم دعم . )
مذا يريد الاخوان أكثر من ذلك ؟
هل يريدون حرمان غير المسلمين من المساواة في حق الولاية ؟!
هذا قائم بالفعل في عهد مبارك بما يفوق أي عهد سابق .. بل زاد بما يشكو منه حتي طلاب الجامعات من غير المسلمين من عدم المساواة وتجاهل تفوقهم وتقديم الطالب المسلم الاقل تقديرا علي غير المسلم رغم تفوق غير السلم !
في ماذا يطمح الاخوان أكثر من ذلك ولم يحققه النظام في حكم مبارك ؟!
هل يطمحون في تلاوة القر آن الكريم جدا في كل مكان واي مكان بدون مناسبة . سواء بوسائل المواصلات او بالبيوت او بأماكن العمل مع ازدياد نسبة خراب الضمير وقلة الذمة عند الناس فهذا لا يهم . والمهم هو أن يتلي القرآن ؟1
وهل يحدث في عهد مبارك الآن شيء آخر بخلاف ذلك ؟!
ماذا بعد ؟ ماذا عند الاخوان من حجة بعد لأجلها يسعون للسلطة بزعم تقصير النظام العسكري الموجود عن تنفيذه ؟ هل قطع يد السارق ، وحد الرجم ؟
ان ايران تراجعت عن حد الرجم – كما نعلم – تجنبا لمخالفة قوانين حقوق الانسان الدولية- ولكن السعودية تطبق ذلك والاخوان المسلمو هم وهابيون يتبعون الوهابية السعودية . هذا صحيح ولكن لماذا تتعجلون الأمور علي نظام مبارك وشركائه في الحكم ؟! ألا تنتظروا وتصبروا لتروا من النظام ما يسركم ويرضيكم ويرضي السعودية ؟ لماذا العجلة ؟!
لماذا تنازعون النظام العسكري البوليس الحاكم في مصر يا جماعة الاخوان . علي السلطة وهو لم يقصروا في تنفيذ شيء من تعاليم الاسلام المسماة سمحاء ! ؟!
لم يعد أمام السلطة الحاكمة في مصر سوي اجبار الرجال . وعلي طريقة طالبان في أفغانستان . باطلاق اللحية وحف الشارب . . ولو أن الاخوان المسلمين وشيخ الأزهر التزموا بتلك السنة المختلف حولها . ولو فعل ذلك الاخوان المسلمون وشيخ الأزهر . وشددوا علي النظام وعيروه بأنه رئيس دولة مسلمة ولا يطلق اللحية ويحف الشارب لا هو ولا معاونوه .. فسيجدوا بأن في ذلك خطر علي سلطتهم يهدد بضياع السلطة والحكم من أياديهم وسوف يسارعوا . من مبارك لوزير الداخلية لمدير الأمن لرئيس الوزراء لأمين عام حزب مبارك .. الكل ستجدونهم أطلقوا اللحي وحفوا الشوارب ... وسيفرضوا اللحية والشارب علي غير المسلمين والمسلمين من الرجال .! وسيقول المفروض عليهم اللحية والشارب بأنهم هم الذين أطلقوا اللحي من تلقاء أنفسهم لما في اللحية من فوائد وخير وبركة وعفة وطهارة ..! مثلما فرض الحجاب علي غير المسلمات ! ومثلما تقول من فرض عليها الحجاب بأنه ارتدته من تلقاء نفسها لأنه ولأنه ! وتعدد للحجاب فوائد لا صلة له بها وهي تود تمزيقه مائة قطعة ! !
كل هذا فعله نظام مبارك العسكري – ومعاونوا النظام – لصالح برنامج الاخوان المسلمين . في سبيل احتفاظ النظام بالسلطة بلا منازع . وسيفعل النظام المزيد مع الوقت و الصبر ! . وما فعله هو ضد حقوق الانسان وضد صالح وحقوق وضد رغبة الأقليات الدينية واللادينية ..ومع ذلك فمن الأقليات الدينية من يسارعون من تلقاء أنفسهم بالدعوة لوضع أياديهم في يد نظام مبارك العسكري المعادي لحقوق الانسان بكل أشكال وصنوف المعادة .. فلماذا :
قال لي قاريء عزيز ينتمي للأقليات الدينية . أنه مهما كان ..: انه لو هرب نمر متوحش من حديقة الحيوان . ورشح نفسه في انتخابات الرئاسة المصرية أمام أحد رموز الاخوان المسلمين .. فانني لن أتردد عن التصويت لصالح النمر المتوحش دون الاخوان المسلمين . ..!
وأنا أقدر تماما ما يقوله . لأنني أعرف أن شراسة ووحشية الاسلاميين والاسلام من عهد محمد ضد غير الاسلاميين تفوق بكثير منذ حروب محمد وما فعله يها . وحشية أي نمر كتسر . ولكن هل بيجوز . أو من العقل أن يسلم الانسان نفسه لنمر متوحش بسهولة . ؟ أم الواجب هو بذل كل ممكن لحلول بديل لهما معا .. وفي اللحظة الأخيرة فقط وعند الاضطرار فالنمر المتوحش أرحم من الأكثر توحشا ..
أما عن قوله بتفضيل النمر المتوحش عن الاخوان المسلمين . ففي رأينا أن هذا ليس فقط بالنسبة للأقليات الدينية واللادينية . كلا بل بالنسبة للمسلمين .أيضا وان كان أكثرهم لا يفطنون لأن النمر المتوحش لو حكم مصر فان توحشه سيمارسه بالداخل فقط , ولكن الاخوان . سيمارسوا وحشيتهم الاسلامية في الداخل والخارج . اذ سيرسلوا الشباب العاطل الي الشيشان للموت والاستشهاد ! بدلا من ايجاد عمل ومساكن لهم ! ومن يعود سليما من الشيشان دون حظ الاستشهاد سيرسلونه لأفغانستان . أو لعمل غزوة بالطائرات علي أمريكا أوكشميرأو الصين الكافرة ! جهاد في سبيل الله ! ! أما حاجة الشباب لفرص عمل ومساكن للزواج والعيش فهذا سيقولون لهم : صلوا واستعينوا بالله فو خير الرازقين ! ولن يكون عندهم للشباب غير ذلك ! أما قيادات وكوادر الاخوان .. فان عدد المليونيرات فيهم سوف يتضاعف أضعافا عند توليهم السلطة وتعيين كل كادر أميرا علي محافظة أو مدينة من المدن المصرية ليسرقها ويحقق منها ثراء مثلما فعل حبر الأمة الصحابي – الجليل للغاية - عبد الله بن عباس - ابن عم محمد – عندما عين واليا علي البصرة . فاغتني وأصاب ثراء حراما وكان يلبس الخز –أي الحرير – مخالفا بذلك السنة ..! .وبني له قصر من المال الحرام وملاه بالجواري والعبيد !...
وماذا يتوقعون من مبارك أرحم من الاخوان ؟! أو أقل منهم أسلمة ؟!
نقول هذا للمرعوبين من تهديد مبارك لهم - غير الصريح – ببعبع الاخوان . فيما لو ترك وجماعته السلطة ..!
لا تسارعوا بتسليم أنفسكم لذئاب الحكم العسكري كما يستسلم الفأر المذعور ويسقط نفسه بنفسه ومن نفسه بين يدي القط .. لا تسارعوا وتبادروا بمبايعة الذئاب خوفا من غيلان الاخوان المتوحشين ..بل ابحثوا عن بديل الذئاب والغيلان .. وأي بديل مهما كان هو أفضل وهو مرحلة انتقالية – علي الأقل – نحو الاصلاح الحقيقي ..
لا تذكروا ثمة محاسن كاذبة لذئاب الحكم العسكري ..نفاقا واستجداء لرحمة لن تجدوها منهم ..
بل ابحثوا عن بديل الذئاب والغيلان وادعوه وشجعوه باستمرا ر علي التقدم و وساندوه وبايعوه ..
فان وجدتم أنفسكم في النهاية أمام خيارين : اما الذئاب أو الغيلان و اضطررتم في اللحظات الأخيرة
لمنح أصواتكم للذئاب أهون من الغيلان .. فلا تنسوا وأنتم تصوتوا لهم أن تعلنوهم وتعددوا جرائمهم . وتذكروا لهم وتكرروا بأنه ليس حبا فيكم يا ذئاب . فلستم جديرين بثقة ، ولكن اتقاء لشر الغيلان وتدعون البديل للتقدم وتشجعونه ..فليس لكم ولوطنكم من خلاص ونهوض حقيقي الا بعيدا عن كلا الوحشين : ذئاب الحكم العسكري الديكتاتوري و غول الاخوان المسلمين ذاك الغول الاخواني يجمع بصدره أحلام تيمورلانك وهولاكو وجنكيز خان وهتلر وموسوليني وعبد الناصر وصدام والقذافي .. جميع أحلام كل هؤلاء يحملها بداخله برنامج الاخوان غير المعلن و الكامن بالقلب وبالعقل الباطن وينزلق من علي اللسان ويطل بتلقائية الذئاب وبراءتها من حين لآخر..!
- - .
الحوار المتمدن 2007 / 11 / 10
=========
تعليقات
إرسال تعليق