مقالات عام 2007 - 121



وحدة وطنية بموائد الافطار الرمضانية ! 1/2



في حقيقة الأمر : الوحدة الوطنية في مصر . لا وجود لها الا بين ثلاثة أطراف . الحكومة – العسكرية الديكتاتورية . والأزهر والكنيسة . وحسب . وحدة وطنية بين حسني مبارك الحاكم بالدبابة والمدفع ووقوات الشرطة والأمن المركزي .و : الشيخ محمد سيد طنطاوي والبابا شنودة .
أرادت الحكومة السنية المصرية أن تكذب وتنفي تقرير الحالة الدينية في مصر . والذي تصدره الخارجية الأمريكية ليس بالحالة في مصر خصيصا . والذي ذكرت فيه ما نشرته كل منظمات خقوق الانسان ومنظمة العفوالدولية بداخل مصر وبخارجها وما كتبت عنه الصحف بمصر وبخارجها وما تداولته مواقع فضائية شتي . ويعرف الجميع من المحصلة النهائية لذلك أن هناك اضطهاد ديني خطير واقع علي الأقليات بمختلف أنواعها في مصر .
وفضلا عن الرد المتبجح للخارجية المصرية التي أنكرت ما جاء بالتقرير ووصفت الخارجية الأمريكية التي تأخذ منها الحكومة المصرية معونة سنوية حوالي 2 مليار دولار . . بالجهل بما يحدث في مصر . !
وامعانا في توخي سلوك التبجح .. وبعيدا عن نهج السياسة الحكيمة أو خلق الدبلوماسية الناجحة. التي تفضل معالجة الخطأ بسرعة وترميم الشرخ والظهور بسرعة في صورة معقولة تمسح ما علي الوجه من قبح . ويا دار ما دخلك شر . والاعتراف بالحق فضيلة . وطوبي لمن أهداني عيوبي. وصديقك من صدقك - أي قال لك الصدق لا من خدعك وجاملك - . وليس عيبا أن تخطيء ما دمت تسارع بتصحيح أخطائك , . ولكن العيب في الاصرار علي الخطأ ونفيه ...
بعيدا عن تلك الأخلاق المتمدينة في مواجهة القضايا .. آثرت السلطة في مصر ذات الحكم العسكري الطوارئي القانون ! أن تعالج القضية علي طريقة النهج الشعبي البلدي خالص و : (( والنبي لنكيد العزال )) !
كيف ؟
: تقوم بجمع كبار رجال الدين .. وهم رجالة الحكومة وحبايبها ولا يتأخروا لها عن طلب _ ولا يقدروا علي ذلك _ فالحكومة هي من أصدر القرار الجمهوري بتعيينهم بمناصبهم . و تستطيع عزلهم أو حبسهم . أ و تحديد مكان اقامتهم..
ونكلفهم باعداد مائدة افطار رمضنية يتكلفها الجانب الأضعف ! والمضهد لا من مارس عليه الاضطهاد ا يتحمل نفقات المائدة االطرف المظلوم لا الظالم !. المبطوح لا الباطح ..! ( ربما علي أساس أنه لم يحدث شيء علي الاطلاق وكل ما قيل هو جهل بما يحدث بمصر ! )
علي مائدة افطار نسبت للوحدة الوطنية حضر حشد غير مسبوق البتة من كبار مسئولي النظام العسكري .. لم يكن له من مبرر سوي نفي تقرير الخارجية الأمريكية عن خطر تتعرض له الوحدة الوطنية في مصر بسبب الاضطهاد الديني . وهو ما عرفت به الدنيا وكل منظمات حقوق الانسان والعفو الدولية ..!
جاء هذا الحشد الضخم من مسئولي سلطة الحكم العسكري ليقدم عرضا مسرحيا يزعم وجود وحدة وطنية في مصر وينفي بكذب فاجر وجود اضطهاد ديني للأقليات .!
** لم يحضر مائدة الافطار تلك أي ممثل للشيعة المصريين ..!
. ** وكنا نتوقع أن ينظر الحضور الي مائدة من موائد افطار الوحدة الوطنية وهم لا يصدقون ويمعنوا النظر غير مصدقين الا بعد أن يقف " جمال مبارك مشيرا الي " كريم عامر " -عبد الكريم نبيل سليمان - قائلا وبمناسبة شهر رمضان ولقاء افطار الوحدة الوطنية قرر الرئيس مبار النازل عن حقه في قضية حبس الشاب كريم عامر والمحكوم عليه ب 4 سنوات منها سنة لاهانة السيد رئيس الجمهورية . وبقلب الأب ز تنازل السيد الرئيس عن حقه وحرصا من الرئيس علي مستقب شاب صغير في مقتبل العمر. – وبعد جمال مبارك " مباشرة يقوم شيخ الأزهر ويقول " وبهذه المناسبة الطيبة . قدم الأزهر التماسا تمت الموافقة عليه بالعفو عن كل من كريم عامر - ويشير الي الجالس بجانب " كريم عامر " و " بهاء الدين العقاد " المعتقل لأسباب تتعلق بحرية عقيدة .. و بمقتضي سماحة الاسلام تقرر العفو عنهما . والله غفور رحيم .
** ولم يلاحظ وجود محمد حجازي وزوجته علي مائدة من الموائد بين الشيخ يوسف البدري والشيخة سعاد صالح – الذان سبق وأن أفتيا بوجوب قطع رقبتهما بالسيف - لم نشاهدهم . وهم يتسامرون معا في حديث ودي بينهم .كما بين الآباء والأبناء وكما بين الأمهات وبناتهن . علي أساس –" لكم دينكم ولي دين - من باب التسامح والتصالح
**ولم يشاهد علي مائدة الافطار الأستاذ محمد الدريني عميد جماعة أهل البيت الشيعية . والذي تزج به السلطات في المعتقلات من حين لآخر متهمين اياه بكافة التهم التي برعت الحكومة في تكييلها بالباطل بحيث لم يعد أحد يعرف أية التهم الحكومية هي الباطلة وأيها الحق ! .
ولا رأي أحد الأستاذ أمين بطاح " كبير طائفة البهائيين " ضمن حضور مائدة افطار الوحدة الوطنية وقيام صفوت الشريف . يعلن علي الحضور نبأ انهاء مشكلة الأخوة البهائيين ، . وتغيير خانة الديانة في بطافات كل المتظلمين . وينادي : وليتفضل الأستاذ أمين بطااح - كبير الطائفة - بتسلم البطاقات الجديدة . ( تصفيق من الحضور ) – ولكن ذلك لم يحدث .!
ولعل هناك من توقع أن يعلن السيد رئيس الوزراء علي الحضور . نبأ الغاء خانة الديانة من البطاقات وشهادات الميلاد . لوقف مشاكل ومتاعب الأقليات بسبب وجود تلك الخانة التي لا تقرها دول العالم الديموقراطي . . والقول : هذا قرار اتخذه الحزب الوطني الديموقراطي . كما يعلن عن قرب الغاء المادة الثانية من الدستور لغرض اقرار المساواة بين المواطنين وعدم التفرقة بسبب الدين .
ويعلن أيضا عن قرب صدور قرار بشأن المعتقلين من الجماعة المحظورة بأخذ اقرار علي قيادات الجماعة بانهاء كافة أنشطتها تماما وتصفيتها بما في ذلك التنازل عن النشاط البرلماني تفعيلا لقانون حظر نشاطها واحتراما للقانون . في مقابل الافراج عن قياداتها واعادة المصادر من ممتلكاتهم .
ولكن لم يحدث شيء من هذا !
** ولا فاجأ الحضور صوت دكتور وزير الأوقاف قائلا : وبمناسبة شهر رمضان وحفل الوحدة الوطنية علي مائدة الافطار الرمضانية صدرقرار بوقف التحقيق والافراج عن الدكتور عادل فوزي والأستاذ بيتر عزت عضوي مسيحي الشرق الأوسط ..! ولكن ماحث شيء من هذا (!!) .
في حفل افطار الوحدة الوطنية كان أجمل الأصوات وأعذبها في ذاك الحفل البهيج (!) هو صوت أستاذ القانون الجنائي ورئيس مجلس لشعب دكتور فتحي سرور . الذي غرد بصوت رائع وشجي علي شرف الوحدة الوطنية
فأطرب الحضور بشدوه . أيما طرب وبدون مصاحبة عازفين وموسيقيين .! لما في آدائه من عمق الاحساس وما في صوته من رخامة وحلاوة وطلاوة وأكثر ما أعجب الحضور هو شدة الصدق في كلمات الأغرودة التي شدا بها و التي تقول كلماتها : - " إن الوحدة الوطنية فى مصر يفخر بها كل المصريين فى الداخل والخارج . " !!!!!!!!!!!!!
** فان كان ولا شيء واحد قد حدث مما ذكرناه من قبل . ولو أن ذلك قد حدث لأدي الي تصحيح الوضع المختل ، وارساء قاعدة سليمة لوحدة وطنية حقيقية ! فتري :
عن اية وحدة وطنية تكلم هؤلاء الذين تكلموا . علي مائدة حفل الافطار الرمضاني ؟ ! (!) .

======الحوار المتمدن  2007 / 10 / 10

تعليقات