مقالات عام 2007 - 112


رد علي الاعلامي الكبير - عماد الدين أديب -



شاهدت لقاء مرتين علي القنوات الفضائية الاعلامي المصري الكبير " عماد الدين أديب " في حديث سياسي طويل . آخرهما كان في البرنامج الرائع الذي يقدمه شقيقه الأستاذ " عمرو أديب "

ولا يفوتنا أن نقول في البداية عن " عمرو أديب " للأمانة هو يقدم الكثير . وان أخذنا عليه بعض المآخذ . الا أن هذا لا ينفي أنه يقدم الكثير . بأقصي ما يستطيع في ظروف قهر وقمع بداخل مصر لا تخفي علي أحد وتضطر الكثيرين لعمل توازنات . طبعا بتنازلات أو تساهلات أوتخاذلات – اضطرارية . . فها هي الدنيا كلها تري ما يحدث من حبس للصحفيين المصريين وبالجملة . .

ثم نعود للأستاذ " عماد الدين أديب " الاعلامي الكبير

عندما سمعته أول مره قال ما معناه أن حياته وأولاده ومستقبلهم مرتبط بوجود مبارك . وقالها بلهجة توحي بأنه لا يتكلم عن شخصه وانما عن مصر وشعبها بأكمله .! أو كأنه يوجه رسلة للمصريين كلهم يقول لهم فيها يجب أن تعلموا جميعا بأن الأمر بالنسبة لكم هو كذلك أيضا (!!) .

ولأن وجود مبارك في السلطة من 26 سنة ، واستمراره ، . نتيجته هي عكس ما قال الاعلامي الكبير بالنسبة لمصر وشعبها . فحال مصر بعد 26 سنة من حكم مبارك قد بلغ حدا من السؤ لا يخفي علي أحد . أما. بالنسبة له هو فهو أدري بشأنه وبحاله وعلاقاته ومصالحه كرجل أعمال ،. وبالأسباب التي تدعوه لذاك التقدير .

يومها بعد أن سمعت منه ذلك اعتبرته علي الأقل : من بطانة النظام العسكري المباركي القائم علي القهر والنهب .

ولكن في حديثه الأخير الذي أجراه معه شقيقه " عمرو أديب " في برنامجه الشهير . كان واضحا جدا أنه صديق لعائلة مبارك . ولعلاء مبارك .

ومن تأكيده علي أن انتقال السلطة – أو توريثها بمعني أصح – لجمال مبارك خلفا لأبيه . انما هو أفضل طريقة لانتقال سلمي وهاديء للسلطة .. بعد أن قال أن التقدم لانتخابات رئاسية هي حق لجمال مبارك مثله مثل أي مواطن . وأشار الي قدرات سياسية ومؤهلات زعامية يبدو أنه لا مثيل لها من بين 75 مليون الا في ابن مبارك !..
هنا عرفت أن الاعلامي الكبير ليس وحسب من بطانة السلطة والعائلة الحاكمة وانما يجوز القول بأنه من " أعوان مبارك "
ونرد علي ذلك . بسؤال الاعلامي الكبير :
هل يحق لابن رئيس الدولة ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة بينما والده في السلطة .؟!. أوليس في ذلك اخلال تام وعدم ضمان لنزاهة الانتخابات ؟!.. في بلد يفتقد النزاهة منذ البداية وطوال حكم والد جمال الذي لن يكون أفضل من أبيه بل أسوأ . كما الأسد الابن في سوريا - رائدة توريث السلطة في المنطقة ببركة الحزب القائد! حزب التوريث العربي الاشتراكي " البعث سابقا " -. جاء الأسد الابن أسوأ من الأسد الأب . -

وعندما برر الاعلامي الكبير - عماد أديب - تشبث مبارك بالسلطة بأنه لا مفر أمامه سوي ذلك لكثرة ما يشيعونه عنه وهو بداخل السلطة . فماذا سيفعلون به اذن لو تركها ؟ اذن تركه للسلطة في حياته وباختياره فيه خطر وليس أمامه سوي التمسك بها لنهاية حياته .. ..(!) ..

كان هذا رأي الأستاذ الاعلامي الكبير .. وان كان لم يقل لنا لماذا يقال عن مبارك ما يقال عنه ؟!

وان كان الرجل بريئا مما تنسبه اليه المعارضه وأعداؤه مثلما لكل انسان أعداء . فلماذا لا يترك السلطة احتراما للشعب ولتاريخه ولعمل سابقة ديموقراطية وارساء مبدأ بلده في أمس الحاجة اليه – تداول السلطة - ؟ ويكون مستعدا للمحاكمة عند اللزوم .. ما دام واثقا من كونه لم يخن مصر . وأنه رجل طاهر اليد . كما وصفه في بداية استلامه للسلطة الواصفون المتحولقون حول كل حاكم لأجل مصالحهم – لافساده واياهم –.. ؟!

لماذا يخاف مبارك من المحاكمة فيما لو خرج من السلطة وقدم للمحاكمة .

أما الأهم من ذلك .هو : ..

: يبدو أن الاعلامي الكبير لا يتابع السياسة الخارجية .. لذا فهو لا يعرف أن هناك باحدي دول العالم الكبري .. كان رئيسها يخشي علي نفسه مما يخشاه مبارك الآن لو خرج من السلطة .. ومع ذلك وجد الحل الذي يحفظ لشعبه حقه . ويحفظ لنفسه الأمان

نستأذن القراء في أننا ستضطر الي تكرار ما قلناه في مقال سابق ونادينا به :

عن الرئيس الروسي السابق " يلتسين " الذي أراد انتقال السلطة ببلده انتقالا سلميا وهادئا فاتفق علي أن يخرج من السلطة مع منحه وعدا بعدم المحاكمة وعدم الملاحقة القانونية ..

وقد كان له ما أراد وسلم السلطة بهدؤ . وعاش ببلده مطمئنا دون الفرار للمنفي .. ومات في بلده وليس بخارج الوطن مثلما مات شاه ايران - مثلا - الذي مات ودفن خارج وطنه وانما مات الرئبيس الروسي يلتسين. ودفن في وطنه . وكفي الله روسيا والروس شر القتال.

فما رأي الاعلامي الكبير ؟

أوليس من الواجب أن تهمس بذلك في أذن مبارك وابنه ..بوصفك صديقا للعائلة .. فيستريح ويريح ويحصل علي وعد بالأمان ويسلم السلطة بسلام ليكن لحزب الجبهة الديموقراطية– دكتور يحي الجمل . ودكتور أسامة الغزالي حرب .. الذي كان عضوا بلجنة سياسات جمال مبارك . يعني صديق ويحفظ العهد والوعد ويعطيهم الأمان ( وهذا قلناه في مقال سابق ) . أوليس في ذلك خير وفضل يا اعلامي يا كبير ؟

أم أنك تريد لوطنك أن يورث .كما العقار و التراث . لأجل عيون الصداقة والبيزنس. ؟!!!

أيهما يفضل الاعلامي الكبير " عماد الدين أديب " ؟!

وشكرا للأستاذ " عمرو أديب " .

==  الحوار المتمدن  2007 / 9 / 27

تعليقات