مقالات عام 2007 - 152


اليسار المصري بين ابو حصيرة وساويرس



يتسلل أصوليون سلفيون وسط مجموعات مثقفي اليسار . التي تجري حواراتها ونقاشاتها عبر الانترنت . ويقومون بنعومة بتحريك اليساريين وتوجيههم حسبما تتوجة بوصلة السلفية والاخوانجية ولاسيما في حالات السعي لاشعال حرائق الفتن الطائفية . أو اثارة النعرات الفاشية الاسلامية ضد أهل الأديان الأخري لتبقي مصر والمصريون في صراعات وحروب لا تنتهي اما مع اسرائيل واليهود واما مع أهل الأديات غير الاسلامية مسيحيين وبهائيين بل وشيعة بالداخل فلا تقوم لمصر قائمة ولا ينهض شعبها ولا يتحررمن فقره وجهله وتخلفه بسبب حروب تحبها وتتهافت عليها الفاشية الاسلامية والشيفونية البدوية القومجية ..
وللأسف .. يبدو أن هناك يساريون يخدعهم هؤلاء المدسوسون الأصوليون .. وينساقون خلفهم في حملاتهم ...بعد أن يرفع لهم هؤلاء شعارات وتعابير يسارية !!
آخر تلك الألعاب والخدع : أصوليون متسللون يروجون وسط اليسار ليجرونهم معهم في حرب مولد أبو حصيرة ..
اذ يطالبوا اليساريين من خلال ومن داخل مواقع حواراتهم بأن يسارعوا للانضمام لحملة جمع توقيعات لالغاء مولد أبو حصيرة – مولد يهودي يقام بقرية مصرية يحضره كل عام آلاف اليهود من اسرائيل وغيرها – بزعم أن اقامة هذا المولد كما جاء :
==
أرجوا التوقيع على حملة لوقف الإحتفال بمولد أبو حصيرة في قرية دميتوه مركز دمنهور البحيرة على الأقل لأن ذلك تعظيم لدور الخرافة في حياتنا - إلا نتفق جميعا على محاربة الخرافة.
======
نفس هذا الشخص صاحب ذاك الرجاء أو الدعوة . الذي وجه تلك الرسالة لليساريين ويندس وسطهم مشاركا في الحوارات .. هو عضو نشط بل أنشط أعضاء مجموعة أصولية وهابية كبيرة للغاية للحوارعلي الانترنت تقودها سيدة سلفية محجبة وهابية في مصر ... !!!
وهذا العضو السلفي الوهابي . انما يعزف علي الوتر الذي يهواه اليساريون ليطربهم ويقودهم وراءه الي يبتغي : يلوح لهم بعبارة تحمل واجبا من واجباتهم كيساريين ( محاربة الخرافة ) ...!!
وكما قلنا محاربة الخرافة واجب علي كل انسان علمي التفكير .. ولكن هذا المندس يقول حقا يراد به باطل .. انما يقصد هدفا فاشيا وراءه حروب الأديان وبعضها والكراهية بينها التي لا تتوقف ولا تشبع من احراق البشر ..
ولو صدق هذا الأصولي الوهابي .. في زعمه محاربة الخرافة – التي ان لم تأت من الأصولية والوهابية فمن اين تأتي؟! - .. لو صدق لسمعناه من قبل يدعو لجمع توقيعات لوقف مولد الحسين ومولد السيدة زينب / حيث لا يوجد أي دليل تاريخي علي حضور أي منهما لمصر أبدا ..! / وفقهيا لا يوجد أي مبرر لاقامة هذا المولد .. أي أن مولد الحسين والسيدة زينب والسيد البدوي وغيرهم ماهي الاخرافة تماما مثل مولد " أبو حصيرة " .. فلماذا لا يتذمر الأصوليون الوهابيون من الخرافة الا مع مولد أبي حصرة بالذات ؟!
انها الفاشية الأصولية الوهابية والكراهية الساعية والعاشقة لاشعال حروب وحرائق العداء الديني مع الأديان الأخري ..
نفس الشيء بالنسبة لموضوع ساويرس ...
هناك مصريون مسلمون كثيرون في حالة قرف من الحجاب وكذب الحجاب ويتكلموا ويكتبوا ويعبروا عن عدم اقتناعهم بأن العفة لا تتأتي الا من لبس حجاب ! وليس وزير الثقافة فاروق حسني وحده الذي عبر من قبل عن عدم رضاه عن كذب الحجاب بل ومن بين رجال الدين أيضا من هم ضد التشدد للحجاب واحداث المشاكل واللغط الذي لا ينتهي من وراء رغبة في فرض الحجاب ! ولكن : بمجرد أن عبر ساويرس المسيحي عن رأيه كمصري يعيش في مصر ورأي وطنه ومواطنيه قد تغيروا ولم يعودا هم المصريون الذين عرفهم طوال حياته ! وتكلم بتهذيب وأدب وبلا تجاوز في لفظ .. هنا قامت القيامة وراح الأصوليون الارهابيون الوهابيون يشنون حربا ضده كرجل أعمال وراحوا يحرضوا مثقفي اليسار ..! بنفس الخدع والعبارات والشعارات اليسارية ليجروهم خلفهم في الحملة .. وهي أن ساويرس رأسمالي ويجب مقاومة الرأسمالية – فاليساريون اشتراكيون وهم ضد الملكية الخاصة أي ضد الرأسمالية عموما ..) وهذا هو الوتر الذي أراد الأصوليون أهل الفتن والحرائق الطائفية اللعب عليه لاطراب اليسار وجرهم معهم في الحملة ضد ساويرس ..!
وكا يجب علي المثقفين اليساريين الانتباه الي أنه لو كان ساويرس ليس ضمن الرأسماية الوطنية .. حتي لو كان ضمن الرأسمالية المستغلة ويجب التصدي له كواجب في التصدي للاستغلال .. فان هذا غير جائز في هذا الوقت .. لأن لأصحاب الحملة غرض في اشعال فتنة طائفية ..
اذن التوقيت غير مناسب اطلاقا .. والمشاركة في تلك اللعبة هي مشاركة في فتنة طائفية وليس في موقف من رأسمالي مستغل – لو كان ساويرس كذلك - !
وان كان الأمر يحتاج الي حملة علي رأس المال المستغل من قبل البيسار فلا تكون الحملة الا حملة عامة تشمل رأس المال غير الوطني – المستغل – بصرف النظر عن ديانة صاحب رأس المال . سواء اسلامي ، مسيحي بهائي شيعي سني بصرف النظر عن انتمائه الطائفي والا فالحملة طائفية دينية لا صلة لها بالوطن والوطنية ولا الصالح العام وانما هي أحقاد وعداءات دينية فاشية وحسب .. يسعي الخبثاء الأصوليون لجر كل الناس معهم في حروبهم القبيحة تلك ..
فلعل المثقفين اليساريين ينتبهون ويحذرون من الفاشيين الارهابيين والشوفينيين الذين لا تربطهم بالوطن علاقات سوي علاقة حب القائه في حرائق دينية لا تتوقف اما مع اليهود علي الحدود واما مع اخوتنا وأهلنا بمصر الذين تختلف دياناتهم عن ديانة الارهاب و عشق الخراب .
الحوار المتمدن 2007 / 12 / 19
========

تعليقات