مقالات عام 2007 - 158


القصص القرآني



يقول القرآن عن القصص التي وردت به ممتدحا اياها بالقول : " يوسف 12 3 نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ "
مثلما امتدح نفسه كثيرا في سور و آيات كثيره بوصفه لنفسه بأنه " كتاب كريم " وآي الذكر الحكيم " سمعنا قرآنا عجبا " ! و .. و.. الخ . وان الجن والانس لا يمكنهم الاتيان بمثله – , .. و .. الخ .

وقد سألني أحد الاسلامي ذات مرة عما أقرأ .عندما رأي كتابا بيدي . فقلت له أقرأ قصة لأحد كتاب القصة الكبار الذين يقرأ لهم العالم لما في قصصهم من حكم ومواعظ وفكر وفلسفة ..
فسألني لماذا لا يراني ممسكا بالقرآن أقرأ فيه بينما القصص القرآني هو أحسن القصص ..؟!
فأجبت بأنني قرأتها .. قرأتها عدة مرات وهذا يكفي .. ألا يكفي ؟ فضلا علي كوننا نسمعها تتلي بكل مكان بالميكروباس والأتوبيس والمحلات ووصلت الآن لطائرات الخطوط الجوية المصرية ..في كل مكان تروي تلك القصص ..
قال : لا يكفي فهي قصص بكتاب الله . كلما قرأت كلما اكتشفت معانيا جديدة وحكما جديدا لا تنضب ولا تتوقف ..
اذن لماذا لا نطلع معا علي قصة من تلك القصص القرآنية المملؤة بكنوز لا تنفذ من الحكم والمعاني التي لا تنتهي ؟
في واحدة من قصص القرآن – أحسن القصص – بسورة الكهف - من الآية 60 وحتي الآية 81 - يقول عن النبي موسي : فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65)
أن النبي موسي لما مشي مع الولي من أولياء الله الذي أتاه الله رحمة من عنده / وخلوا بالكم جيدا من أتاه رحمة /علما وحكمة . وجده يقدم علي أفعال غريبة . كأن يعبرا معا في سفينة يمتلكها ويرتزق من ورائها ولدان يتيمان فيقوم بخرق السفينة . ويقوم بقتل غلام صغير .. (( فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا - 74سورة الكهف - ..))

فالنتكلم اليوم عن موضوع قيام أحد أولياء الله ذي الرحمة والعلم ! بقتل الغلام . وكان النبي موسي مصاحبا له كي يتعلم منه ما أتاه الله من علم وحكمة – كما يقول الفرآن من سورة الكهف من آية 60 الي آية 81
يسأله موسي لماذا قتل فيقول له انه و عاش فسوف يقتل وأبويه! ... (( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81 سورة الكهف)

نحن الآن أمام قصة تكلمنا عن واقعة قتل وقعت فعليا ..
ما سبب القتل ؟
السبب هو أن الطفل القتيل لو ... لو .. لو عاش فسوف يقتل ... !! (!!)
أمامنا الآن جثة قتيل ..
ماذا فعل القتيل .. ؟!
القاتل نفسه ( نبي الله !! أو ولي الله وبحضور وصمت النبي موسي ) يقول أن القتيل لم يكن قد فعل شيئا حقيقيا ولا شبه حقيقي . لا شروع في قتل ولا تحريض علي قتل ولا تستر علي عملية قتل مثل التستر الحادث في تلك الحالة التي بين يدينا من بالقرآن ! ولا حتي مجرد تهديد – بالقتل هدد به أحد .. !!
اذن لماذا قتلته يا قاتل ؟
يقول القاتل : لأنه لو .. عاش فانه كان سيقتل أبويه .. !
ولكن ما هي الجناية التي ارتكبها القتيل فعلا ؟
الجواب : لم يرتكب جنايات .. بل هو لا يزال غلاما صغيرا .. ..!
فتري : ما هي الحكمة التي يمكن أن نأخذها من وراء تلك القصة ؟! وماذا يمكن أن نتعلم منها ؟! وان كان القصص القرآني هو احسن القصص .. فهل من أحد لبيب يبين لنا أغوار الحسنوالجمال الموجود بتلك القصة القرآنية ؟!
وما رأي علماء الاجتماع في أن يشيع مثل ذاك التفكير بين الناس بفعل وجوده بكتاب يتلي في كل الأوقات والمناسبات وبدون مناسبات ويحفظ للأطفال ؟!
وما رأي رجال القانون والتشريع في جريمة قتل من ذاك النوع وما هي أهمية أو ضرورة أو خطورة الاستمرار في قول وحكي وترديد تلك القصة ؟!
= كانت تلك قصة من القصص القرآن التي هي يزعم القرآن بأنها : احسن القصص .. (!)
القصة نهديها لصبية وغلمان الارهاب . ليبلغوا شيوخهم في الاجرام بأننا لا نخشي التهديدات التي تصلنا عبر الانترنت و لا نخاف الموت بل نحن مشاقون للموت لأننا سئمنا الحياة التي تجمعنا بأمثالهم وأمثال عقولهم . فأهلا بالموت وليأت الموت بلا ابطاء .
وموعدنا في المقال القادم مع قصة أخري من أحسن القصص .. ..!
الحوار المتمدن  2007 / 12 / 26
===

تعليقات