مقالات عام 2007 - 161


بمن سيضحي النظام المصري؟؟ بإبراهيم نافع أم بمصطفى بكري؟


2007 / 12 / 30

كلا الرجلين الصحفيين من أعوان النظام، ولكن هناك فرق، فإبراهيم نافع هو رجل النظام بالأصالة ومن الألف للياء من البداية للنهاية.
أما مصطفى بكري فله انتماءات سياسية أخرى مختلطة، وكان معارضاً للنظام معظم الوقت وصار من رجاله وأعوانه –بالانتساب- وبالقهر والتطويع الأمني بعد تأديبه أمنياً عدة مرات شاهدت إحداها بنفسي، وكانت مدتها شهر اعتقال بالسجن السياسي، عندما صحونا نحن السجناء السياسيين ذات صباح من عام 2003 على خبر وصول مصطفى بكري منضماً للسجناء في قضية سب وقذف ضده مرفوعة من رئيس حزب وجريدة من الأحزاب الورقية والصُحف الصفراوية،
وبسؤاله يومها قال لي أن هذه القضية صادرة من 10 سنوات! والأمن يحفظها له في الثلاجة لوقت الحاجة وفاجاه بها انتقاماً منه لموقفه السياسي المغاير لموقف الحكومة تجاه إحدى القضايا السياسية الإقليمية!
هل هناك جناحان في النظام الحاكم أحدهما يتبعه إبراهيم نافع والجناح الآخر هو الذي شجع بكري على كشف قضية الفساد الكبرى بجريدة الأهرام على حد تسميتها من قِبل المدّعي والتي قادها وغنم منها إبراهيم نافع رئيس جريدة النظام الكبرى -الأهرام- والذي شغل منصب نقيب الصحفيين المصريين، وهذا منصب قل أن يصل إليه أحد إلى بمعاونة النظام؟!
من المعلومات التي بلغتنا بالايميل يبدو أن النظام سوف يضحي برجله وعونه المنتسب بكري لصالح رجله وعضوه المنتظم ولعله شريك في البيزنسات إبراهيم نافع.
والدليل على ذلك أن قضية السب والقذف التي رفعها نافع ضد بكري بناءاً على ادعائه عليه بالفساد ببلاغ للنائب العام تحول لقضية سوف يُحكَم في القضية الفرعية التي تهم نافع قبل القضية الرئيسية! لأن القضية الأساسية هي اتهام إبراهيم نافع بالفساد, ولابد من البت فيها أولاً لأن الحُكم فيها لابد وأن يكون سنداً للحُكم في الثانية المرفوعة من إبراهيم نافع فلو حَكمت المحكمة بإدانة نافع وثبوت فساده، فهذا دليل على براءة بكري من سب وقذف نافع، أما إن حَكمت المحكمة ببراءة نافع فهذا دليل على صحة ادعائه على بكري بالسب والقذف! أليس كذلك؟؟!!
ولكن القضاء المصري أو قضاء شادية الذي حَكم بالسجن على امرأة –شادية- لأن والدها كان قد أسلم من ربع قرن من الزمان ورأىَ القضاء -الذي يحيا في عصر غزو الفضاء ويفكر ويحكم بعقلية عصر الناقة-!! أن شادية كان يجب أن تصير مسلمة أتوماتيك! ورغم أنفها! ما دام أبوها قد أسلم علماً بأنه كان قد عاد مرة أخرى تاركاً الإسلام -كبعض صحابة محمد- الذين بقوا بالحبشة بعد الهجرة ولم يعودوا وتركوا له إسلامه! فلا تتزوج مسيحي ولا تستخرج مستندات مسيحية! وحَكم القضاء النزيه جداً بحبسها 3 سنوات!!!
-تلك فضيحة مروعة-!!!!
لست رجل قانون ولكن بداهة في تصورنا كيف لقضاء أن يُقدِم قضية فرعية على قضية رئيسية ويحكم في الفرعية أولاً!! إلا قضاء شادية! الذي قضىَ بسجن امرأة لأسباب دينية غاية في الغرابة في عصر قوانين دولية لحقوق الإنسان وحرية العقيدة!
ويبقى السؤال: إن كان مَن شجع بكري على فتح ملف ادعاء فساد إبراهيم نافع هو أحد أجنحة السُلطة، فتُرىَ هل سيتركه ليكون كبش فداء؟!
أم أن حُكماً سوف يصدر بإدانة وسجن بكري لإجباره على التصالح والتنازل عن قضية اتهامه لنافع بالفساد، ويتم التصالح ويضيع الحق العام في حالة لو صح اتهام بكري لنافع هم يتصالحان وتضيع مئات الملايين من حق الشعب الجائع المال العام، أم سيقوم الجناحان المتصارعان الحليفان الشريكان في الحكم في النهاية بتسوية القضيتين؟! الفساد والسب والقذف وإنقاذ الرجلين معاً وحفظ ماء وجه كل جناح من أجنحة السلطة الفاسدة ولا سيما وأن القضاء الذي يناضل للحصول على استقلاليته دونما جدوىَ هو في يد النظام ونسبة من القضاة هُم أساساً ضباط شرطة! أي خرجوا من عباءة النظام وتعلموا من عدالة النظام المشهود لها بخلل الميزان وبالعينين غير المعصوبتين!

---الحوار المتمدن 2007 / 12 / 30
  =====

تعليقات