مقالات عام 2007 - 154



توابع مقال - الدولة اليهودية والدولة الاسلامية - / أيهما اكثر عدوانية؟



جاءتنا تعليقات أكثر مما توقعنا علي مقالنا الذي نشر من أيام قليلة بالعنوان أعلاه . كما وصلتنا رسالة من الكاتب الليبرالي الفلسطيني الأستاذ حسين ديبان مرفق بها مقال من كتاباته ذو صلة بالموضوع . ورسالة من قاريء من عراقيي المهجر . استأذناه في نشرها باسمه فاعتذر .. فوعدناه بعدم ذكر اسمه فلكل ظروفه ونحن نقدر أن هناك مخاوفا كثيرة تحيط بشعوب منطقتنا من عواقب البوح بأي من الحقائق الكثيرة المسكوت عنها . وقد رأينا نشرها بدون ذكر اسمه لقناعتنا بأنه من المستحيل علي امة أن تتقدم للأمام طالما كانت صدور أبنائها تضيق وتعج بالكثير مما لا يقال .. كل ما هو بالصدور من الضروري أن يقال وحق الرد مكفول لتظهر الحقائق جلية أملا في تصحيح واصلاح يفضي للنهوض وللتقدم الذي نتمناه جميعا .
اليكم الرسالة . وحق الرد مكفول :

حضرة السيد صلاح محسن المحترم،
تحية عطرة وبعد،
إطلعت اليوم على مقالكم المنشور في موقع الحوار المتمدن تحت عنوان "الدولة اليهودية والدولة الإسلامية/ أيهما أكثر عدوانية؟"، وأود في هذه الرسالة التعقيب على ما ورد في المقال.
بادئ ذي بدء أود القول إني شخص متعاطف مع مطالب أكراد تركيا و إيران و سوريا؛ أما أكراد العراق فهؤلاء يعيشون في كيان مستقل منذ عام 1991. لكن هذا شيء، وما ورد في مقالك شيء آخر: ما ورد في مقالك، بشأن المقارنة بين تركيا وإسرائيل، هو نصف الحقيقة. أما النصف الآخر فهو أن الأكراد شاركوا الأتراك في جرائمهم التي إرتكبوها ضد اليونانيين والأرمن والسريان وبقية القوميات، وهؤلاء يمثلون السكان الأصليين لتركيا.
بتعبير آخر، الأكراد ليسوا أبرياء وأنقياء تماماً، ذلك أنهم شاركوا الأتراك، في نهاية القرن 19 وبداية القرن20، في لعب دور الجلاد بحق الشعوب الأخرى، الغير المسلمة، ثم بعد الإجهاز على الضحية الكافرة، إنقلب الأتراك على الأكراد رافضين الإعتراف بهم وبحقوقهم.
أما الدور الكردي القذر الآخر في التاريخ، فهو الدور الذي لعبه المجرم صلاح الدين الأيوبي في مواجهة الفرنجة في فلسطين. ولولا هذا الدور، فلربما كان حال منطقتنا غير حالها الراهن التعس. لقد إستطاع الفرنجة تنظيف فلسطين من البرابرة العرب، لكن مواجهة صلاح الدين العسكرية لهم أعادت هؤلاء البرابرة الى فلسطين ثانية.
هذه الأدوار القذرة التي لعبها الأكراد، ينبغي أن لا تغيب عن بالك عند معالجتك للشأن الكردي في المستقبل، وذلك لكي تكون الحقيقة واضحة أمامهم كيما لا يكرروا هذه الأدوار في المستقبل.
والحال، ورغم تأييدي لمطالب الأكراد، إلا أني لست متفائلاً جداً بشأن مستقبلهم، نظرأ لأن إنتمائهم هو الى الثقافة الإسلامية البربرية. ولعلمك، فإن السلطات الكردية، في الإقليم الكردي العراقي، تمارس نفس سياسة الحكام العرب المتمثلة في صرف الأموال الطائلة على بناء المساجد والمراكز الإسلامية، وترضية الفقهاء ورجال الدين بهدف الحصول منهم على الشرعية الدينية والسياسية. ومع ذلك، نتمنى لهم التوفيق.
في الختام، أمل أن تولي هذه الملاحظات إهتمامك في مقالاتك المستقبلية حول موضوع الأكراد.
تفضل بقبول وافر عبارات الإحترام والتقدير.
... ...
=====
كانت تلك هي رسالة قارئنا العزيز . ولنا تعقيب صغير .:
  عن أية جرائم ارتكبتها من قبل أو شاركت وتعاونت في ارتكابها أمة من الأمم . فهي في ذمة التاريخ ويكفي الاعتذار عنها والسعي لمعالجة آثارها ان أمكن ودفع تعويضات ان احتاج الأمر وكان ذلك ميسورا .. – في تقديرنا – وعدم الاعتذار عنها ونفيها بغضب وعجرفة وهياج مثلما يفعل الأتراك حيال ما جري للأرمن ! هو أمر غير مطمئن ويعد استعدادا للمضي في تكرار نفس الجرائم ..
هذا ما أردنا التعقيب عليه مما جاء برسالة القاريء العزيز . أما باقي الرسالة فحق الرد عليه مكفول لمن يشاء ممن قد يكون لديهم اعتراض علي شيء مما جاء بها ..
*** 
الحوار المتمدن  2007 / 12 / 21

تعليقات