مقالات عام 2007 - 139



رايات كارل ماركس ترفرف علي ضفاف النيل!


كلما استعرت نار حروب الأديان بين المصريين .ولا تكاد تهدأ أو تتوقف يوما حتي تشتعل من جديد
تاركين مشاكلهم ومشاكل وطنهم التي لا حصر لها . من مرضي بالفشل الكلوي والسرطان والالتهاب الكبدي الوبائي بالملايين ! وشباب عاطل بالملايين !. وسكان القبور والعشش الصفيح بالملايين ! وبنات تعنسن بالملايين . وآخريات العنوسة في طريقها اليهن بالملايين ! أما النهب والسرقة والخراب . فتلك فقط. فليست بالملايين وانما بالمليارات !!!
كل تلك الكوارث انشغل المصريون عنها بالجدل حول الأديان وتبادل اتهاامات واعتداءاءات ومكائد وشتائم ومؤامرات الأديان تدور بين بعضهم البعض !!!! كلما شاهدت وسمعت المصريين وقد التهوا عن تلك المخاطر التي تهدد حياتهم . وانصرفوا عنها بمهاترات الدين وهوس الدين :
أراها بوضوح تلك الرايات في أيادي رجال الدين وبأيادي الاعلاميين الحكوميين وغير الحكوميين ومن خلف هؤلاء يشارك المسئولون الحكوميون من وراء –الستار غالبا ، ومن أمام الستار أحيانا . .. فأراا بايادي كل هؤلاء ..
أراها ولا أدري ان كنتم ترونها مثلي وهي ترفرف خفاقة .أم لا ترونها ؟ :
انها أعلام كارل ماركس ..مكتوب عليها : (( الدين أفيون الشعوب )) يخدرها وينومها ويلهيها عن مخاطر تحدق بها وتهددها . فضلا عن أمراض تعانيها ، ويخدرها عمن يمصون دمائها ويظلموها و يقهروها ..!
الشعب يعاني من غلاء فاحش وبطالة مخيفة . ولا نسمع صوتا لبابا الأزهر ، ولا همسة لشيخ الكنيسة ..سوي عمل مائدة سلطانية في رمضان . من اموال الفقراء . ليطعموا بها كبار الجالسين فوق كراسي السلطة . وهم المسئولون عن فقر الشعب وجوعه !
تتعنس بنات مصر بالملايين . ويتعطل عن العمل شباب مصر بالملايين ، ويفصل العمال بعد بيع الشركات .والبنوك بالخسارة والتواطؤ ويطرد الفلاحون من أراض اشتروها ودفعوا أثمانها . ! وتزور الانتخابات نهارا جهارا . ولا نسمع صيحات ولا صرخات المشايخ أو القسس أو الشيعة أو البهائيين . لايقاف التعذيب والقتل بمراكز الشرطة .ولا وقف فساد السادة القادة الفاسدين المفسدين . .. بل كل مشغول بأمور دينه ورب دينه و ونبي دينه وكتاب دينه الذي يصفه الآخرون بالمحرف او بالمخرف ! الكل ملهي بمعابد دينه وكتابه أو بكتابة هوية دينه بالبطاقة الشخصية والعائلية !! .
كل مشغول أكثر بحروب دينه وتحرشات يتعرض لها دينه من الدين الأقوي – وسط غابة الأديان . التي الحكم فيها للأقوي والاكثر عددا -.!.! والدين الأقوي لا هم لرجاله ودعاته واعلامه سوي محاربة الأديان الأصغر والأضعف ..!
ولا اهتمام لهم بمشكلات المواطنين المصريين التي لا حصر ولا حلول تجري لحلها . كالتعذيب والقتل بالشرطة - كمجرد مثال ! - ..ومنذ ايام قليلة صدر حكم علي ضابط هتك عرض مواطن ونشر ذلك صوت وصورة .ثم انتشر علي الاننترنت . وحكمت المحكمة علي الضابط بالسجن 3 سنوات فقط في قضية تعتبرهتك عرض علني مقصود .. وهو حكم غير كفيل بوقف الظاهرة المخزية . فاذا بأحد ابرز الاعلاميين علي الفضائيات –عمرو أديب - يجمع حشدا من الدكاترة لا لطرح تلك القضية ومناقشة خطورة اصدار مثل ذاك الحكم الترفيهي ! ومدي قدرة حكم كهذا علي وضع حد لظاهرة خطيرة يعاني منها وطن – التعذيب والقتل والاغتصاب بأقسام الشرطة ! ترك الاعلامي البارز تلك القضية الخطيرة و حشد هؤلاء الدكاترة المشايخ في حلقة من برنامجه لالهاء الناس بالمزيد من الحروب الكلامية للهوس الديني واشعال معارك لتأليب الرأي العام ضد رجل دين آخر - مصري مقيم بالخارج . زكريا بطرس– وينتقد الاسلام بنسبة 10% من انتقادد شيوخ الاسلام لديانته المسيحية ..! لأنه يعرض حقائق عن دين يحارب ويسفه كل الأديان الأخري ويحرض علي محاربتها بنصوص صريحة ويرفض الاسلام أن يكشف أحد من أهل الأديان الأخري شيئا من حقائقه المدونة في مراجعه ! فيهيج الاعلامي الشهير هؤلاء الدكاترة –الدكتور الشيخ عمارة والدكتورالشيخ العوا وغيرهما كثيرون – وهما من المشايخ الذين لا ينقصهم المزيد من حالات الهياج والتهييج الديني ضد الأديان الأخري . فيطالبوا ومعهم الاعلامي بسحب الجنسية عن رجل الدين المقيم بالخارج ! بما في ذاك المطلب والدعوة الغريبة من خلط الديانة بالجنسية وخلط الجنسية بالديانة (!) !
قتثور ثائرة أتباع الديانة الأخري .- ديانة زكريا بطرس -. وينبري -بالطبع – كتاب وصحف تملأ الشبكة العنكبوتية دفاعا عن دينهم وعن رجل الدين باعتباره لا يشتم كما يدعي الآخرون ولا يقول بذاءات وانما هي حقائق بمراجع ذاك الدين . فان كانت هناك بذاءات فليست من عند من يكشف عنها بل في المراجع القابعة بها تلك البذاءات . وأن أهل الدين المحتجين علي الشتائم والصحيح هو أنهم هم ودينهم الذين يشتمون الديانات الأخري وأهلها ليل نهار ..
والمهم أن الحصيلة النهائية هي :
أن الجميع قد نسوا وأنسوا الناس المشاكل الحقيقية التي يعاني منها شعب مصر .. !
وهكذا اكدوا صدق مقولة " كارل ماركس " الدين أفيون الشعوب "..
في كل يوم وفي كل خطوة وفي كل مكان في مصر تجد فيه شباب وكبار نساء وربما ـأطفال قد تملكهم الهوس الديني والتدين الشكلي وجعلهم ينصرفون عما كل ما هو جاد فعال لاصلاح أحوالهم المعوجة واصلاح حكامهم الضالين .. تتأكد من أن المصريين لا يخدرهم عن النهوض والاصلاح والتقدم سوي أفيون الدين وهوس الدين ( الأديان كلها مجتمعة .. وأشرها أكبرها . الذي هو أشرسها وأضلها علي الاطلاق ) ..
هنا يمكننا رؤية راية كارل ماركس مرفوعة عالية مكتوب عليها : الدين أفيون الشعوب ..
ونري راية لينين بجانبها ترفرف . خفاقة مكتوب عليها تأكيد لمقولة ماركس . يقول " ...الدين أفيون الشعوب : هذا هو حجر الزاوية في الفلسفة الماركسية " .
ليسوا رجال الدين فقط هم الذين يشعلون حرائق الفتن الدينية ويشغلون الناس بها عن مشاكل حياتهم الكاوية لأبدانهم . ولا جهل السوقة والغوغاء فقط ولا خبل وهوس ديني موجود برؤوس اعلاميين متشنجين للاديان – كل لدينه – متعصبين كما الارهابيين .. ليس هذا وحسب وانما :
الحكومة الضالة الظالمة كلما مرت بازمة كبري ولكونها حكومة وحكام لا يحلون مشاكل وانما متخصصون في صنعها ! لذا فان الحكومة ممثلة في جهاز أمنها عندما تري أن أزمتها مستحكمة وتهدد وجود النظام الفاسد وعلي وشك - أن تجعل المواطنين يركزوا انظارهم علي تلك الحكومة والحكام ويثوروا عليهم لأجل الخلاص . فان تلك الحكومة تشعل حريقا دينيا بين الاديان . فتنة طائفية من الحجم الكبير أو المتوسط أو الصغير – حسب الأحوال وحسب احتياجات الحكومة – فيؤدي هذا علي الفور الي الهاء الشعب عن الحكومة واعطاء الاولوية للحرب الدينية التي حتي وان كانت حرب جدل وصياح . الا أنها تحقق الغرض منها وهو صرف نظر الشعب عما تقترفه في حقه الحكومة ..! وهكذا تنجح في تسكينه . تخديره . بأفيون الشعوب المتخلفة . السريع المفعول : الدين ..
وبذلك تصح مقولة " كارل ماركس " ونري رايته مرفرفة خفاقة : الدين افيون الشعوب .. في كل خطوة وفي كل جريدة وفي كل شارع وفي كل مؤسسة حكومية أو محل صغير أو كبير أو في مترو ألأنفاق أو ميكروباص ـو أتوبيس أو قطار نجد فيه الخبل والهوس الديني الاجوف والتديني الكاذب في تدينه .. فكأننا نري راية كارل ماركس وبجانبها راية لينين . احداهما تقول (( الدين أفيون الشعوب )) والراية الثانية تؤكد قائلة (( نعم . و هذا هو حجر الزاوية في الفلسفة الماركسية )) .
العلمانية هي الحل ..
فالعلمانية تجنب الشعوب مثل ذاك الهوس وترحمها من ذاك الخبل ...لكي تعرف مصالحها الحقيقية فلا يلهيها عنها دين . ورجال دين لا ضمائر لهم يعيشون كالأمراء بأموال هي حق للفقراء ! ويخدمون الحكام وكراسيهم بأكثر ما يخدموا الناس سوي بالمواعظ والكلام الذي لا يعمل بها رجال الدين هؤلاء ، و يجد الحكام اللصوص في الدين فرصة لركوب رجال الدين لتبرير خطايا الحكام وتبييض وجوههم المغبرة ولا يتخذ هؤلاء الحكام من الدين ورداء التدين الا ستارا يسترون به مظالمهم وجرائمهم في حق شعوبهم . ومن الدين دعائم يثبتون بها مقاعدهم في السلطة .بالتواطؤ مع كبار رجال الدين ..!
الأديان ورجالها يجب ان يبقون في المعابد فقط .. لا دخل لهم في قوانين ولا تشاريع . ولا زواج أو طلاق ... ولا يصدرون فتاوي .. فالقوانين مدنية عصرية حديثة .. وكل من يؤمن بجهل عتيق فليبقيه لنفسه بداخل قلبه وبداخل معبده فقط . ولا يخرج به بعيدا عن تلك الحدود والا فالقانون فوق رأس كل من يزعزع امن الناس والمجتمع بمكائد الاديان ومهاتراتها وحروبها ضد بعضها . تلك الحروب التي يكون وقودها الشعوب والأوطان التي تكتوي بنار الأديان وحروب الأديان ضد بعضها بلا رحمة .
*****************
ألا يتسابق هؤلاء أفضل في : بحث كيفية وقف انتشار سرطان الأطفال بمصر بشكل لا مثيل له بالعالم . ويتسابقوا لجمع التبرعات لعلاج الأطفال المصابين به ؟
ما لم تكن الأديان مدعاة للسلام والوئام بين البشر . فلينتقدها الجميع . ولتذهب جميعها الي الجحيم .
********
الحوار المتمدن 2007 / 11 / 15 ********

تعليقات