مقالات 2006 - 35

                         لحم الخنزير

صلاح الدين محسن 
الحوار المتمدن  2006 / 4 / 5

لا أدري كيف مر مرور الكرام مقال قرأته في السنوات القليلة الأخيرة لواحد من أكبر الكتاب بأكبر الصحف المصرية دونما ضجة ودون أن تثور ثائرة المؤسسة الدينية ، وبدون هياج للصحف والمجلات الدينية أوالتي لها صبغة دينية ، أو صحف الأحزاب السياسية المصرية التي صبغت نفسها بصبغة الدين بعدما اعتبرت أغلب تلك الأحزب الدين حصانا يتسابق الكل في امتطائه للاسراع بوصوله للسلطة
وبالرغم من أن المقال لم يكن يسيء وحسب الي الرسول الكريم كالرسوم الدانماركية المسكينة التي قامت القيامة بسببها ، وانما كان المقال يسيء الي ما هو أكبر من الرسول الكريم ، و لم يحدث أي شيء علي الاطلاق لا بداخل ولا بخارج مصر فلا اشتعلت مظاهرات ولا احترقت سفارات ولا طولبت اعتدارات تلو اعتدارات ولا أية حاجة البتة .....
وما قاله الكاتب والصحفي والأديب الكبير بعاموده اليومي .. حيث يحرره من أكثر من عشرين عاما .. علي يسارالصفحة الأخيرة بأكبر صحف مصر علي الاطلاق .. أنه يجب علي القرآن والتوراة الاعتدار .. التأسف .. للخنزير .. بنفس التعبير ....
فقبل بضع سنوات من مطالبة الدانمرك بالاعتدار للمسلمين .. كان كاتبنا الكبير قد طالب القرآن ومعه التوراة بابداء الأسف والندم ل: الخنزير .. .. و المعروف أنهما يحرمان لحمه دون باقي اللحوم ..

وقد عدد الكاتب الكبير الأسباب وهي :
ثبت أن لحم الخنزير نسبة البروتين به هي الأعلي
ونسبة الدهون به هي الأقل..
وأن أفضل جلود الحيوانات التي يمكن للأطباء الاستعانة بها في عمليات ترقيع جلد الانسان عند الاصابات بالحروق ، وأقربها الي جلد الانسان هو : جلد الخنزير ..
كما ثبت علميا أنه لو خصبت بويضة لأنثي الخنزير بحيوان منوي آدمي .. فهي تنتج خنازير كاملة النمو ..
.....
.....
وللعلم أيضا : لحم الخنزير لا يتجمد عند حفظه بفريزر الثلاجة ، كباقي اللحوم ، مثله مثل طعام ملكات النحل لايتجمد بفريزر الثلاجة أيضا ..
و بنكرياس الخنزير : هو مصدر من مصادر الأنسولين ، اللازم لعلاج مرضي السكر ...
......
.....
وهناك اناس لا يأكلون لحم الخنزير ، ولكنهم : يأكلون لحوم البشر بخلاف بعض القبائل البدائية بافريقيا من
كمن ينهبون أموال شعوبهم ويهربونها للخارج .. ويساعدون لصوص قوت الشعب علي السرقة والهرب ..، من يبيعون شركات القطاع العام بأبخس الأسعار ليسرقوها بالتواطؤ مع المشتري ، ويقطعوا أرزاق العمال ويشردونهم... ، وكمن يسطون علي أموال التأمينات الاجتماعية في مصر ليسددوا بها ويستروا سفاهات الانفاق الحكومي وسرقات الجاثمين علي كرسي الحكم ، و تلك الأموال فيها قوت ومعاش فقراء العاملين عندما يصلوا لسن الشيخوخة ويخرجوا للتقاعد .. ومن يشغلون العمال لساعات طويلة سخرة .. لأجل بناء أعلي برج بالعا لم بالخليج .. دبي .. ولا يعطوا للعمال الغلابة أجورا ولمدة 5 شهور متتالية .. كما نشرت جريدة عرب تايمز ، في الأيام القليلة الماضية ..
وكمن قتلوا مئات من غير المسلمين في : المدينة المنورة .. في بداية التاريخ الهجري ، ونهبوا أموالهم ونساءهم وكل ممتلكاتهم
كل هؤلاء لا يأكلون لحوم الخنزير ولكنهم يفضلون عليها لحوم البشر ..
فتري : ما هي أسباب تحريم لحم الخنزير دونا عن باقي الحيوانات الأخري كالماعز والأغنام والجمال والجاموس والأبقار ؟ .. هل لكون الخنزير ليس خفيف الظل .. دمه تقيل .. ؟ أم أن هناك أسبابا أكثر موضوعية ؟
فالقرآن والتوراة لم يحددا سببا وانما أمرا وحسب ، دونما تعليل لمنع لحم الخنزير ..
و من لا يأكلون لحم الخنزير لسبب عقائدي يرون دواعيا صحية ، وانه ليس مجرد نهيا بلا حكمة ..
وانما الحكمة من وراء التحريم كما يراها الوعاظ الدينيين بمصر .. بلد الأزهر والفتاوي الدينية .. والعامة من ورائهم .. هي : أن الخنزير يأكل القمامة غير النظيفة ...
وحقيقة الأمر أن الخنزير في القاهرة مظلوم ظلما كبيرا لأن السبب خارج عن ارادته .. فتربية الخنازير تجري أغلبها في تجمعات القاء زبالة المدينة الكبيرة المتضخمة شديدة الزحام ، والزبالة تلقي بطريقة عشوائية ولا يعيش فيها ووسكها الخنازير وحسب وانما آلاف ممن يشتغلون في جمع الزبالة والعيش بينها هم والخنازير في عشش من الصفيح دونما رعاية لا لهم ولا للخنازير .. كبضعة ملايين من الأحياء يسكنون المقابر بالقاهرة .. وتلك قضية مردها الي سؤ الادارة وسؤ الحكم والحكام .. انه الفقر الاداري .. أولا ..
11 ومن المعروف أن البط المربي علي أيادي القرويات الفقيرات بقري مصر .. يلتهم وبشراهة وشهية كل ما يصادفه من القادورات ابتداء الحشرات الناقلة للتيفود، و يهوي البط اصطيادها وهي طائرة والتقاطها بسرعة ومهارة وحتي الفضلات الآدمية.. والسبب عائد للفقر ، ولكن من يأكلون البط يأنفون فقط من لحم الخنزير لأن الدين لم ينههم الاعن لحم الخنزير دون لحم البط والأغلبية يتبعون ما تأمرهم به العقيدة دونما تفكير في السبب ، ويخوضون فيما لم تنه عنه العقيدة دون مراجعة أو تفكير أو تدبر ..
أما البط المربي في مزارع تربية البط التي ظهرت في مصر أخيرا فوضعه يختلف ..
ومن حق رجال العقيدة والفتوي ببلد الأزهر أن يتمسكوا بالحجة الوحيدة لديهم بخصوص تحريم لحم الخنزير وهي أنه يأكل الفضلات غير الطاهرة ..
ومن يزور احدي دول الغرب التي يؤكل فيها وينتشر لحم الخنزير من رجال الدين الاسلامي والمسلمين يأبي تماما تناول لحم الخنزير
فتري : كيف يربي هؤلاء الخنازير ، بدول الغرب ؟
الجواب : ليس في مقالب الزبالة العشوائية كما ببلد الزهر .. القاهرة .. بل ولا توجد زبالة تعامل بتلك العشوائية أصلا
أما الخنازير فانها تربي بمزارع وتتناول طعاما نظيفا صحيا ويعتني بنظافتها جيدا وتخضع للاشراف الطبي .. وصغار الخنازير يتم ارضاعها صناعيا للمساعدة مع الأم التي تضع عددا كبيرا من الخنازير قد يزيد عن العشرة .. تماما كما يحدث للأطفال الأدميين من تقديم الألبان الصناعية للمساعدة علي حسن النمو ..

وبالطبع من حق مؤيدي أكل لحم الخنزير التساؤل بالقول :
تري أي البلاد أكثر حرصا علي صحية طعام الانسان، وأكثر حرصا علي صحة مواطنيها ؟ أهي بلاد باستير ، وفلمنج ..؟ أم هي : بلاد القرضاوي والشعراوي وطنطاوي ؟ أهي بلاد : جاك شيراك ، وبلير ، وبوش ؟ أم بلاد : مبارك ، و بشار ، والبشير ؟ أهي بلاد : الأخوان رايت مخترعي الطائرة ، و يوري جاجارين أول رائد فضاء ، و نيل آرمسترونج : أول انسان يهبط علي سطح القمر ؟ أم هي بلاد : القدافي ، آل سعود ، والخوميني ؟ أهي البلاد المنتجة لصناعة الدواء ومانحة معونات الغداء ؟ أم هي البلاد المنتجة ل : الزرقاوي ، والغنوشي ، ومحمد عطا ، والملا محمد عمر ؟ أي تلك البلاد التي يمكن الاعتماد علي رأيها والسير خلفها فيما يتعلق بمدي صحية أو ضرر تناول لحم الخنزير ؟ نحن نري أنه : من حق كل طرف أن يقول حجته ... المعارضون للحم الخزير والمؤيدون .. ومن حق كل انسان أن يقتنع بالحجة التي يطمئن اليها ..
 ====