مقالات 2006 - 13

           الدانمرك .. الصور أقبح ، أم الحقيقة ؟

صلاح الدين محسن 
الحوار المتمدن 2006 / 2 / 6

تم تهييج الرأي العام العربي والاسلامي ضد الدانمرك ، حكومة وشعبا ككل ..بسبب جريدة نشرت صور كاريكاتيرية لنبي العرب والمسلمين " محمد " وذلك بالرغم من أن الدانمرك شأنها شأن دول أوربا المتقدمة لا سلطان لأحد علي حرية الرأي والتعبير ، حتي ولو طالت تلك الحرية حكومة البلاد نفسها ، حتي ولو كانت ضد عقيدة الدانمركيين أنفسهم .. فحرية الرأي لا مصادرة لها ولا حجر عليها .. هذا ما اشترطته الشعوب المتقدمة علي نفسها لكي تتقدم ولولا ذاك الشرط لما تقدمت ..
فما هي حقيقة الحكاية ؟
لماذا نشرت المجلة صورا تسيء الي نبي العرب والمسلمين ؟
وهل لتلك الاساءة من سبب أو مبرر؟ أم هي اساءة اعتباطية قائمة علي كراهية غير مفهومة أو مبررة .. لله في لله .. !!
وان كان لتلك الاهانة التي وجهت لنبي العرب والمسلمين من خلال الصور الكاريكاتورية مبررات لدي الرسام والجريدة الدانمركية ، فما هي تلك المبررات ؟ وهل يعرف العرب والمسلمون تلك المبررات أم لا يعرفونها ؟
وان كانوا لا يعرفونها .. فكيف لا يعرفونها ؟ وهل يمكن أن تكون هناك مبررات حقيقية لتلك الاساءة ولا يعرفها العرب والمسلمون ؟!
في الحقيقة أن أكثر ما يعرفه العرب والمسلمون من الحقائق عن بلادهم لا يعرفونها من داخل بلادهم وانما من الخارج.. نعم من خارج بلادهم ! فصناعة الخبر الصادق شأنها شأن كل الصناعات الجيدة المتقدمة.. لا تعرفها .. تلك البلاد العربية والاسلامية ..
ومن يقول أو يكتب عن الحقيقة في السياسة بالبلاد العربيةوالاسلامية يزج به الحكام في السجون ..بتهمة اثارة الفتنة ، أو معاداة النظام والتحريض عليه ، أو يلفقوا له تهمة لا صلة لها بالسياسة ويجرجروه في المحاكم والسجون .. هذا ما يفعله الحكام السياسيون بتلك البلاد مع من ينطق بالحقيقة والا انكشف هؤلاء الحكام وتعروا وسقطوا. .
وبالنسبة للدين .. كذلك الأمر كما في السياسة ، نفس الشيء ، المشايخ لا يعرفون الناس شيئا عن حقيقة الدين الاسلامي ، ومنهم من لا يعرفون هم أيضا (!) ، أو لا يريدوا أن يعرفوا حقيقة عن الدين ويضعون أياديهم فوق أعينهم كي لا تؤذيها حقيقة من الحقائق عن الدين ، أما غالبيتهم فهم يكذبوا أية حقيقة عميقة ويحاربونها بضراوة ..ولا يعرفون الناس سوي ما هو جميل فقط ، ولو كان غير حقيقي ( أو تم تجميله بمعرفتهم أو بمعرفة أسلافهم ! ) ، حيث الدين هو مصدر رزقهم ، وتاج مناصبهم ، وهم بالطبع يخافون عليها.. فان تكلم أحد أو كتب عن حقيقة دينية يخفيها المشايخ ، أو يخشون ظهورها فانهم يتهمونه بالكفر والزندقة ويصدرون فتاوي التحريض علي قتله ..
فتري : هل يعرف الدانمركيون شيئا عن نبي العرب والاسلام ويخفيه عنا المشايخ ، و يخاف من يعرفون هذا الشيء ببلادنا البوح به كي لا يكفرهم المشايخ ويحرضون علي قتلهم ؟
لمن يشاء أن يعرف بعضا مما يعرفه الآخرون بالخارج من حقيقة عن نبي العرب والمسلمين ، يخفيه المشايخ .. ها هو كتاب صادفنا - بالخارج طبعا – لم يجرؤ صاحبه علي نشره بدولة عربية أو اسلامية خوفا من المشايخ وفتاوي المشايخ بقتل من يبرز بحقيقة دينية يخشون قولها ، فتزلزلهم اذا ظهرت .. وتسبب لهم رعبا فيهيجوا ويكفروا من يقولها ويحكمون عليه بالقتل ..

الكتاب اسمه " أشرف الأنبياء "
المؤلف - كما جاء علي الغلاف - : الشيخ المقدسي .
والكتاب يستند الي أقوي المراجع الاسلامية ، أي أن الكاتب لا يأتي بشيء من دماغه ولا يفتري ، بل كلها أشياء موجودة بالمراجع الاسلامية التي تدرس بالجامعات الاسلامية.. وفقط تريد من يفتح عقله ويقرأ ويفكر ويتدبر ويحكم بنفسه لكي يعرف : هل افتري الدانمركيون علي نبي العرب والاسلام أم أن المشايخ عندنا هم الذين يفترون علينا وعلي الحقيقة باخفائهم للحق وتضليليهم للناس ، وتكفير وتهديد من يكشف قدرا من نور الحقيقة سواء بداخل البلاد العربية والاسلامية أو بالخارج ..؟!

في صفحة 50 ، 51 من الكتاب :
هل الدخول علي المحارم من مكارم الأخلاق ؟
لقد جاءت الروايات تشدد علي حرمة الخلوة بالأجنبية ، فضلا عن ملامستها ، مع هذا كان النبي يهوي الخلوة بالنساء .. حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن هشام قال سمعت أنس بن مالك قال : جاءت امرأة من الأنصار الي النبي فخلا بها فقال والله انكن لأحب الناس الي . (( البخاري المجلد الرابع ، كتاب النكاح ، باب113 حديث163 صفحة 74 البخاري بشرح الكرماني الجزء 17 ، كتاب النكاح ، حديث رقم 4906 ، صفحة 116 

عن أنس بن مالك قال : جاءت امرأة من الأنصار الي النبي فخلا بها وقال - لها – والله انكن لأحب الناس الي . (( راجع صحيح البخاري 523 ))

جاءت امرأة من الأنصار الي النبي ( فخلا بها ) فقال والله انكن لأحب الناس الي . – البخاري 4833 . ، و مسلم 4564 .
((( لقد صدق رسول الله صلوات الله عليه وسلم حين قال : ما اجتمع رجل وامرأة الا كان الشيطان ثالثهما .))) !
و يمكن اضافة : ((( لقد كان لكم في رسول الله قدوة حسنة ))) !
سؤال : هل تتماشي أدني أنواع الشرف والأخلاق مع ما ذكرت لنا المراجع الاسلامية من أخبار بينا القليل منها فيما سبق ؟

: 63 ص 
عن عائشة قالت : كان رسول الله يضع رأسه في حجري ( وأنا حائض فيقرأ القرآن ) - الامام أحمد23261
عن منصور بن صفية أن أمه حدثته أن عائشة حدثته أن النبي كان يتكيء في حجري وأنا حائض . البخاري 297
عن عائشة قالت كان النبي يقرأ القرآن ورأسه في حجري وأنا حائض - البخاري 7549
عن عائشة أم المؤمنين قالت كان رسول الله يتكيء علي ( وأنا حائض فيقرأ القرآن ) - أحمد 23881
من منكم يقرأ كتاب الله وهو في حجر زوجته الحائض ؟!
سؤال : هل من الأخلاق العظيمة أن ينسي نبي الله تعاليم الله التي أتي بها ؟ ( لا يمسه الا المطهرون ) . الواقعة 79
لقد نسي صاحب الخلق العظيم قوله تعالي : ويسألونك عن المحيض قل هو أذي فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتي يطهرن . – البقرة 222-
ومن عائشة أيضا : عن عائشة أم المؤمنين قالت : تناولني الرسول فقلت ( اني صائمة ) فقال ( وأنا صائم ) أحمد 24128
عن عائشة : أهوي علي رسول الله ليقبلني فقلت ( اني صائمة ) فقال وأنا ( صائم ) قالت فأهوي الي يقبلني - أحمد 23873.. أحمد 24259
ص 64 :
عن عائشة أن النبي كان يقبلها وهو صائم ( ويمص لسانها ) – أبو داود 2038 . أحمد 24775 . صحيح البخاري 1792 و1793 ، ومسلم 1851
هذا هو القدوة الحسنة الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق ! هذا هو النبي الذي وصفه القرآن بأنه علي خلق عظيم . فهل صدق القرآن ؟
أعتقد أن آن الأوان لكي يعيد المسلمون النظر في مقولة : ( أشرف الأنبياء والمرسلين )
.... .... .... ....

كان هذا بعضا مما ما جاء بالكتاب ..
... ... ...
وها نحن لم نقل شيئا من عندنا .. ولا مؤلف الكتاب جاء بشيء من عنده .. وعلي كل من حباه الله عقلا أن يميز ..
ومن لديه اعتراضا أو ردا معقولا فهذا بالطبع من حقه .. ولكن الرد طبعا لا يوجه نحو المؤلف ولا نحو كاتب المقال وانما نحو : الأئمة الاسلاميين : الامام البخاري والامام مسلم ، والامام أحمد ، ورواة الأحاديث (( الصحيحة ، المجمع عليها )) و نحو السيدة عائشة ، والصحابة والصحابيات .. ..
====

تعليقات