مقالات عام 2006 - 25

كلمتي الي مؤتمر الأقباط ب زيوريخ – سويسرا – 

صلاح الدين محسن 
الحوار المتمدن  2006 / 3 / 27
كلمتي الي مؤتمر الأقباط ب زيوريخ – سويسرا –
الي السادة منظمي المؤتمر
أولا نشكركم علي دعوتكم الكريمة لنا لحضور المؤتمر ، ونعتذر لكون الظروف لم تسمح لنا بشرف المشاركة .

كنت أتمني ألا تعقدوا مؤتمركم هذا الا علي ضفاف النيل بالقاهرة ..
ولكنني ألتمس لكم كل عذر فنحن نعرف مثلما تعرف الدنيا كلها أن ضفاف النيل لا مكان عليها للكلمة الحرة ، وأن المعارض الشريف بمصر ليس له سوي الضرب والاهانة والسجن والالقاء بالصحراء عاريا مجردا من الثياب - كما حدث للمعارض عبد الحليم قنديل ، أو الضرب وتلفيق القضايا والزج بالسجن - كما حدث مع المعارض " أيمن نور " الذي يعلم الجميع أنه مسجون ظلما وأن قضيته ملفقة ، وقد تتعرض السيدات المحترمات الفاضلات المشاركات في المؤتمر الي الضرب وتمزيق ثيابهن و اغتصابهن - كما حدث في الانتخابات الأخيرة للسيدات الصحافيات الشريفات ، وفي وضح النهارعلي باب نقابة الصحفيين وباشراف رجال الأمن والشرطة !!!
وقد يتعرض أحدكم للخطف والقتل باذابته في حامض الكبريتيك – مثلما حدث للصحفي " رضا هلال " -
وقد يتعرض المشاركون في المؤتمر أثناء انعقاده للاعتداء عليهم من البلطجية بتخطيط واشراف جهاز أمن النظام الحاكم كما حدث في مركز بن خلدون ، ومركز الكلمة لحقوق الانسان وغيرهما ، مرات ومرات ...
وقد ترسل تهديدات من الأمن الي أهم المشاركين في المؤتمر من قبل ضباط الأمن بالتليفون في بيوتهم قبيل انعقاده ، فيفاجأ منظموه بغياب أهم المتحدثين خوفا علي حياتهم وحياة أسرهم من بطش جهاز أمن الحاكم الطيار 
الحربي ..!! وهذا ما يحدث كثيرا في المؤتمرات والندوات التي تعقد في منتديات أو جمعيات المعارضة السياسية أو مقرات أحزاب المعارضة ...!
لذا فعليكم أن تستفيدوا من مناخ الحرية والأمان بالخارج ، دون الذهاب الي حيث تتعرضون للاهانة والضرب والفشل والمخاطر غير المحدودة بالقاهرة ، فهذا ليس من العقل ولا من المعقول ....
واسمحوا لنا بسؤال : ألا يجب أن تحل مشاكل الأقباط وما يتعرضون له بداخل مصر ، وليس بالخارج ؟
ولعل الاجابة علي ذاك السؤال بسيطة : لقد تأكدت للدنيا كلها أنه لا توجد حلول لأية مشاكل في مصر منذ 25 سنة .. وانما توجد مشاكل جديدة كل يوم تضاف لمشاكل قديمة .. ( مشاكل الأقليات كلها مجتمعة ، ومشاكل الاقتصاد الذي فشلوا في اصلاحه ، ومشاكل الفساد والاصلاح السياسي الذي يتهرب النظام من تحقيقه ومشاكل الفقر والبطالة و .. و.. و.. الي آخر قائمة المشاكل التي يزيدها النظام ولا يحل ثمة مشكلة منها سوي بالوعود المتواصلة الكذب والدائمة الخداع حتي فقد النظام مصداقيته تماما لدي الشعب المتعب المسكين المحصور بين القهر والتهديد بسجون السلطة وبين لقمة العيش المرة التي لا يتحصل عليها الا بالمرار الشديد ..
نعم النظام القائم بمصر لا يحل مشاكلها وانما يخلق لها المشاكل ويزيد لها المشاكل ..

هل هناك اضطهاد فعلا للأقباط بمصر من قبل النظام والارهاب الذي تحالف معه النظام ؟ أم هي ادعاءات من أقباط المهجر يقف وراءها الأعداء بالخارج للنيل من الوحدة الوطنية وتمزيق مصر ودمارها كما يقول نظام حكم العسكر
والمباحث والفساد ، وجهازالاعلام التابع له ؟؟!!
الجواب : ان الاستقالة التي قدمها أستاذ بجامعة المنيا احتجاجا علي اضطهاد طالبة مسيحية هي دليل رسمي علي اضطهاد الأقباط المسيحيين بمصر ( والشاهد علي ذلك هذا الأستاذ الجامعي ، ليس ميسحيا وانما هو مسلم ..
والاعتداء علي كنيسة قبطية وحرقها بالاسكندرية ونهب محلات المسيحيين بالذات علي مرأي قوات أمن النظام وباشرافهم .. وبشهادة طالب أزهري مسلم – كشاهد عيان – منشورة في مقال علي أكثر من موقع اليكتروني " الطالب الأزهري والكاتب والمفكر الشاب النابغ" عبد الكريم نبيل لدليل حي ، ومن غير المسيحيين علي وقوع الاضطهاد علي الأقباط المسيحيين بمصر باشرف ورعاية أمن النظام .. وقد انتقم منه جهاز أمن النظام بزجه في السجن لمدة شهر ، وأخيرا ومنذ أسبوع حرض الأمن ادارة جامعة الأزهر علي فصله من الجامعة واضاعة مستقبله !! ( انه اضطهاد ديني مركب ...).
الاضطهاد الديني بمصر حقيقة لا تحتمل التفنيد .. ولكافة الأقليات الدينية غير الاسلامية وذلك مسجل في نشرات منظمات حقوق الانسان ومنظمات العفو الدولية بداخل وخارج مصر ، فالاضطهاد واقع علي المعارضة الدينية الاسلامية الممثلة في كتاب ومفكري التنوير الذين تحاكمهم الحكومة العسكرية ذات قانون الطواريء تزج بهم في السجون ، وكاتب هذه الكلمة واحد من ضحايا الاضطهاد الديني الفكري الذي تمارسه الحكومة ضد أصحاب الرأي و الفكر الحر الذي يناقش حقائق الدين بينما لا تريد الحكومة والسلطة الدينية حليفتها سوي أكاذيب فقط تقدم للناس لاستمرار خداعهم والحفاظ علي جهلهم .. وقد سجن كاتب تلك الكلمة لمدة 3 سنونت من 2000 حتي 2003 بتهمة ازدراء الدين الارهابي الذي يهدد أمان العالم كله بالارهاب ..
وفي السجن رأي ضحايا آخرين للاضطهاد الديني علي يد الحكومة ، لطوائف أقليات شتي ، كالبهائيين الذين أعتقلوا منهم ما يقرب من عشرين فردا – من محافظة سوهاج - لمدة عام خربت فيه بيوتهم وارتبكت أحوال أسرهم بسبب ممارسة حقهم الدولي والدستوري في حرية العقيدة .. وكذلك رأي القرآنيين ، من اعتقلوا لعدة شهور لاختلافهم في العقيدة عن المذهب السني للأغلبية الدينية ، ومنهم من سجن 3 سنوات كاملة – الأستاذ أمين يوسف ، والشخ علي السيسي ، بسبب ممارسة حقهم في حرية الاعتقاد ..!! وهناك قرآني آخر " شيخ القرآنيين الذي اضطهد في مصر وفصل من عمله كعا لم أزهري وزج به في السجن وهو الآن يقيم بأمريكا ويواصل التعبير عن معتقده بحرية من هناك علي صفحات الجرائد ، انه " دكتور أحمد صبحي منصور " 
ورأي أيضا الأقلية الدينية من الشيعة معتقلين بالسجن ، بسبب ممارسة حقهم في حرية العقيدة الدينية .. 
وأقلية من معتقدات أخري ما يقرب من خمسين ( من المتصوفة ) زج بهم في السجن بتهمة ادعاء النبوة فسجنوا بين 3 : 5 سنوات ..
بسبب ممارسة حقهم في حرية الاعتقاد والاعتناق العقائدي – الشيخ سيد طلبة وأتباعه ، والشيخة منال وأتباعها ( وكلاهما ينتمي للتصوف الاسلامي ) .. !! وكل هؤلاء السابق ذكرهم ليسوا مسيحيين .. ورأي مسلمين اعتنقوا المسيحية – فزجوا بهما في السجن اعتقال لمدة عام - هاشم ، من ديروط ، وهشام من الاسكندرية – وهناك مسلمون اضطروا لهجر مصر لأنهم اضطهدوا وعذبوا وسجنوا لأنه اعتنقوا المسيحية ويقيمون الآن بعيد عن مصر رغم ارادتهم منهم من ينتمي لعائلة كبيرة وثرية شهيرة " الأستاذ أحمد أباظة – جنسية كندية ويقيم بأمريكا " ( و الذي ظل محتفظا باسمه كما هو بعد أن صار مسيحيا ) ، ومديرة مدرسة " السيدة ناهد متولي " ناهد عبد المسيح – حاليا - " ، وتقيم في هولندا ، والسيد صادق عبد المسيح - ويقيم بأمريكا ، وفرحة ( محامية ، لا أعرف باقي اسمها أو الاسم الحقيقي ) وغيرهم ممن اضطهدوا في مصر وعذبوا وطوردوا علي يد جهاز أمن الحكومة : ولا نقول أمن الدولة أو أمن الشعب .. وكل هؤلاء السابق ذكرهم – وكما قلنا من قبل - ليسوا مسيحيين .. أي أن الاضطهاد الديني في مصر هو حقيقة لا تقبل الدحض وهو واقع علي كل الأقليات الدينية ( المسيحيون و والمسلمون الذين اختاروا البهائية دينا ، والبهائيون أبا عن جد ، والشيعة ، والقرأنيون وبعض المتصوفة –، والمسلمون الذين تنصروا.. ) كل هؤلاء مضطهدون دينيا علي يد الحكومة وجهاز أمنها .. ( فضلا علي الاضطهاد السياسي الواقع علي كل تيارات المعارض السياسية ) .. فضلا علي الاضطهاد العام الواقع علي كافة المواطنين من سؤ المعاملة داخل أقسام الشرطة وفروع الأمن وسؤ الخدمات والانهيار العام للخدمات والصحة والتعليم والتلوث والسكن .. ولأن شعب مصر بأكمله قد وضع أصابعه العشرة بالشق ( كما يقول المثل الشعبي المصري ) يأسا من أي أمل في احتمال أن يصلح النظام من نفسه ويصلح من أحوال مصر .. لذا فانه من حق ، بل من واجب كل المضطهديبن دينيا علي يد السلطة بمصر ، أن يضموا أصواتهم الي صوت الأقباط المسيحيين بعريضة الدعوي ضد الحكومة المقدمة للأمم المتحدة .. سواء كانوا جماعات أم أفراد .. وكذلك علي كافة المضطهدين سياسيا في مصر سواء كانوا أحزاب أو جمعيات أو منظمات انسانية ، أو أفراد .. أن يقدموا عريضة دعوي للأمم المتحدة ( أسوة بالأقباط ) ضد الحكومة العسكرية الديكتاتورية المباحثية البوليسية والعصابة المسيطرة معها علي الحكم ، ذاك النظام الذي لا شغلة له في مصر سوي نهبها وسرقتها واشباع شعبها بطشا وتنكيلا واضطهادا .. و لكل مصري بالخارج ينعم بحرية الكلمة وحرية التعبير نقول : مالم تفتح فمك و تتكلم عن الاضطهاد الواقع علي بلدك مصر وأهل بلدك ، فأنت خائن ... و ( حار ونار ) في بدنك ماء النيل الذي منه دمك ، وتراب مصر الذي منه لحمك .. ان النظام الفاشي في مصر يضع الأقباط المسيحيين أمام خيارين عجيبين: اما أن يتقبلوا الاضطهاد الواقع عليهم دونما شكوي لا بالداخل ولا بالخارج .. واما : مضاعفة الاضطهاد عليهم وتصعيده أضعافا مضاعفة اذا اشتكوا .. (!!!) فالسلطة وجهاز أمنها يصعدون من عمليات حرق معابد وبيوت الأقباط .. ليجبروهم علي سحب الشكوي المقدمة للأمم المتحدة ! بدلا من حل مشاكلهم وتعويضهم عن أضرارهم ومنحهم حقوقهم المهضومة (!!!) وهو تخيير مخبول ومنطق اجرامي فاجر لا يمكن أن يصدر من عاقل .. وأيضا لا يمكن أن يقبله عاقل ... و نقول لمن قدموا العريضة للأمم المتحدة - الأقباط المسيحيون - : أنتم أبناء مصر الأبرار الذين لم تتركوا فرصة وجودكم ببلاد الحرية للدفاع عن بلدكم وعن أهلكم المحرومين من حق التعبير ويحاصرهم النظام بالقيود و والقهر والفقر والسجون ... أما الخونة الحقيقيون لصوص الوطن وجلادوه فهم : الحاكم الديكتاتور وأعوانه وأبواقه بالاعلام .. واعلموا أن اتهامات جهاز اعلام السلطة لكم بأنكم خونة وأنكم مدفوعون من أعداء مصر بالخارج ، تلك هي الشهادة و الدليل علي شرفكم وحبكم لمصر وأنكم أبناؤها المحبون المدافعون عنها بالداخل أو بالخارج .. ولأعضاء النظام الحاكم بمصر نقول : ارحموا أنفسكم وارحموا بلدكم وارحموا شعب مصر من الدمار القادم ولا محا لة ( فقد وصلت الأمور الي النهاية ولم يعد سوي الانفجار من الداخل ما لم يأت الانفجار من الخارج ) .. و بدلا من أن تهدموا المعبد علي رؤوسكم ورأس الشعب والوطن .. سلموا الحكم لائتلاف من المعارضة بميثاق مصالحة وطنية وذلك في ظل دستور علماني يضمن الحياة بسلام وعدالة لكافة الأديان ولجميع التيارات السياسية و الكيانات لقومية ، ميثاق يضمن لكم البقاء في مصر بما سرقتموه وبرغم ما خربتموه وما ارتكبتموه من الجرائم ويضمن لكم عدم فتح ملفاتكم وعدم الملاحقة القانونية ، في مقابل تسليم السلطة بأمان ودون اراقة دماء حفاظا علي سلامة الجميع .. بارك الله في مصر وفي شعبها و حفظها وحماها .. 
==== 







تعليقات