مقالات عام 2006 - 35 ب
المرأة و .. : لأنها تحيض (!!!)
صلاح الدين محسن
الحوار المتمدن 2006 / 4 / 2
الحيض عند المرأة ( تلك التي تلد كل الرجال ) هو انتهاء عمر البويضة التي بالرحم ، ما لم يتم تخصيبها من الزوج ، ( أو لعدم وجود زوج – ان كانت لم تتزوج بعد أو أرملة أو لغياب الزوج .. الخ - ) هنا تسقط البويضة
وتفيض الدماء نازفة من الرحم وتتألم المرأة المسكينة لعدة أيام ، ثم تبدأ عملية تكوين بويضة أخري برحم المرأة
تكون جاهزة لتخصيبها من الرجل وباتحاد الحيوان المنوي للرجل وبويضة المرأة يتكون انسان يخرج للحياة بعد 9 شهور ليكون وزيرا أو خفيرا .. ، شيخا أو قسيسا ، أو حاخاما أو كاهنا ، عاملا أو مديرا ، كاتبا أو حاسبا ، صحفيا أو مفكرا ، أو بائع صحف أوعامل طباعة ، أو عامل نظافة ، أووزيرا لمجلس ادارة ، أو رئيسا مجلس وزارة ...
كل هؤلاء الرجال :
جاءوا من تلك العملية .. البويضة برحم المرأة ( أمهم ) اتحد معها منوي الأب : فكانوا وجاءوا ..
وبويضات قبل وبعد البويضة التي تكون منها كل من هؤلاء لم تخصب ، فانتهي عمرها وسقطت دماء ( حيض) ..
دماء وآلام تتحملها المرأة كل شهر ، مادامت البويضة ( التي جاء من مثلها كل هؤلاء الرجال ) لم تخصب ..
انها عملية وحالة بالغة القداسة – المرحلة الأولي للميلاد .. ميلاد كل الأبرار وكل الأطهار - وغيرهم أيضا –
هكذا تكون بداية الوجود بالنسبة لنا نحن الرجال ؟(!!!)
يا لها من حالة ( أن تكون المرأة في حالة حيض ) جديرة بأن نتعامل معها بكل اجلال واكبار لتلك الحالة ولصاحبة تلك الحالة ( المرأة ) ..
المرأة تحيض .. حاضت المرأة : أي ماتت البويضة التي جئنا من بويضة مثلها نحن الرجال
جاء الحيض للمرأة : ماتت بويضة .. بويضة كتلك البويضة التي جاء منها جورج بوش ، والبابا في روما ، والشيخ طنطاوي بالأزهر ، والبابا شنودة في ، البطريركية بالقاهرة و الشيخ القرضاوي في قطر وآية الله - المرشد العام للثورة في ايران ، والشيخ الظواهري في أفانستان .... ،
حاضت المرأة ، ونزف دمها من رحمها متألمة : أي ماتت بويضة ..
فماذا نفعل بموتانا الكبار ( الرجال ) ، وماذا نفعل بموتانا الصغار ( الأطفال ) ؟!!، ان البويضات هي موتانا الأصغر
هل نأنف من موتانا ، ومن أهل موتانا لأنهم ماتوا ؟! أم نتعامل مع موتانا بكل تكريم واجلال وهيبة – من نفس المصير الذي ينتظرنا – وبكل اكبار ؟!
ممنوعة هي المرأة من كذا ومن كذا لأنها : تحيض ......(!)
حاضت المرأة ....
وماذا في ذلك ؟(!!!!)
كل الرجال الذين ذكرناهم من قبل : عظماء كانوا أم بسطاء ..
بينما هم أطفال في المهد .. هكذا كانت ترضعهم المرأة : وان حاضت...
ومن ثديها رضعوا وكبروا..
والمرأة هي التي أدفأت كل هؤلاء الرجال في حضنها وهم صغار ( سواء كانت غير حائض أو كانت حائض ..)
والمرأة هي التي نظفت كل هؤلاء الرجال - السابق ذكرهم - هكذا كانت تفعل معهم وهم بالمهد – حتي ولو كانت حائض ..
وعندما كبر كل هؤلاء الرجال - السابق ذكرهم – وصاروا صبية وحتي تزوجوا .. كانت المرأة هي التي تعد لهم طعامهم وتنظف لهم ثيابهم .. حتي ولو كانت حائض .. انها : ماما .. ( انها المرأة ) .
وزوجات كل هؤلاء الرجال - السابق ذكرهم – هكذا يفعلن – أو فعلن – مع أبنائهن – ومعهم أيضا – حيث يقمن باعداد طعامهم والعناية بلباسهم وفراشهم – حتي ولو كانت المرأة حائض .. لأنها : ماما
فماذا يقول هؤلاء عن : ماما ؟
وكبف تكون آداب وقدسية التعامل مع : ماما .. ( المرأة ) ؟
حتي ولو كانت حائض ..
حتي ولو كانت ماما : حائض ..
===
تعليقات
إرسال تعليق