مقالات عام 2006 - 44


صوت جنرالات القضاء ****

صلاح الدين محسن 
الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 

شكرا لقضاة مصر الشرفاء .. من رفضوا السكوت علي تزوير الانتخابات ( أيا كانت هوياتهم السياسية ) ، وأبوا التواطؤ علي تزييف ارادة الشعب أو خداع الأمة ... وقبلوا تحمل نتائج أمانتهم وشرفهم وولائهم لمصر ولشعبها لا الولاء للنظام الفاسد ..، وهم محولون الآن للمحاكمة تمهيدا لفصلهم من وظائفهم بدلا من محاكمة المزورين والبلطجية المجرمين ..
ها هم القضاة الشرفاء معتصمون بدار القضاء وانضم اليهم تضامنا معهم عشرات من شرفاء قضاة مصر الأمناء علي اليمين والقسم بألا يحيدوا عن العدالة ..
ان اعتصام القضاة الشرفاء احتجاجا علي تحويل زملائهم شهود العدل منهم علي تزوير الانتخابات جدير بتضامن كل فئات الشعب مع هؤلاء المعتصمين
الي الصناديد الأبطال، من خرجوا بالاسكندرية للاعتداء علي أخوتهم الأقباط بزعم الدين ، ومن هم علي شاكلتهم واقترفوا نفس فعلتهم بمدن أخري بعدة محافظات ..
مادام عندكم دين ، وتعرفون دينا ..
ما دامت لديكم أحاسيس وتعرفون الغضب
ما دمتم تعرفون الثورة ..
ما دامت لديكم نخوة ..
ما دمتم تعرفون كيف تتجمهرون وتتظاهرون :
ثوروا لأجل قضاة شرفاء يتعرضون للطرد من وظائفهم لأنهم رفضوا السكوت علي تزوير ارادتكم وارادة شعب مصر كله ..
لقد رفعت السلطة الفاسدة سيفها في وجه رجال القضاء الشرفاء 
فرفع القضاة الشرفاء سيف الاعتصام ، حيث لا يملكون سيوفا غيره ..
ولو كان جنرالات القضاء الشرفاء يملكون سيفا آخر مثل ما بأيادي جنرالات الجيش النائمين في بلهنية من العيش 
لو كانت سيوف هؤلاء بأيادي قضاة مصر الشرفاء الأمناء اليقظين الحريصين علي وطنهم وعلي شعبهم لأشهروها في وجه الحاكم اللص وشركائه ولأ دركوا مصر من الحرق والدمار القادم ، حيث يقودها اليه مبارك وعصابته وهم يعصبون عينيها .. 
لقد فعل جنرالات القضاء الشرفاء أقصي ما يمكنهم عمله بما في أيديهم من سيوف لا يملكون سواها : كلمة الحق والاعتصام احتجاجا علي معاقبتهم علي آداء واجبهم بأمانة وشجاعة 
وبينما تكلم جنرالات القضاء المصري الشرفاء وأدوا واجبهم نحو وطنهم ..
فان جنرالات الجيش وجنرالات مخابراته العسكرية لا يزالون يصمون آدانهم ويغمضون أعينهم عما يجري للوطن والشعب علي أيدي أكبر لصوص الأوطان في كل العصور : مبارك ومن يعاونوه ، ومن يجملون وجهه القبيح 
أيها القضاة الشرفاء :
ان تاريخ مصر سوف يحفظ أسماءكم بكل اكبار 
ان تاريخ مصر لن ينسي موقفكم الشريف مع حق الوطن في انتخابات نزيهة وارادة شعبية غير مزورة 
والعار ، كل العار لم يحيلون الشرفاء للمحاكمة .. دون المزورين والبلطجية المجرمين 
العار كل العار للصامتين تجاه ما يحدث لمصر وبمصر وبشعبها والمتواطئين مع سارق الوطن وناهبه ومجوع الشعب : مبارك وعصابة حكمه ..
سوف يجلل تاريخ مصر بالعار كل المتفرجين ، بينما مصر ينهش لحمها بأنياب الفساد والفاسدين وتحرق بنيران الطائفية بمباركة من يدعي : مبارك
شكرا للشرفاء من جنرالات القضاء المصري ، من أسمعونا وأسمعوا مصر صوت العدالة الأمين والشجاع الشريف ..
ولا يزال لدينا أمل في أن نسمع ونري أصواتا ووجوها شريفة من جنرالات الجيش المصري ..
ولا نفقد أملا في أن نسمع صوت شرفاء من جنرالات الشرطة والداخلية أيضا في مصر 
فمصر باتت وطنا في غرفة الانعاش ، ومن واجب كل الشرفاء من أبنائها بكل المؤسسات، ومن كل الفئات الالتفاف حولها ... لكي تخرج بسلام من منعطف تاريخي مصيري دقيق وخطير.
===

تعليقات