مقالات عام 2006 - 144


المرأة التي فهمت

صلاح الدين محسن  
06 / 11 / 25
الريس أبو مجدي وزوجته زوجان متحابان سعيدان ..
هو رئيس عمال باحدي الشركات ، قصير متوسط الوزن ، أبيض البشرة يلبس غطاء للرأس من القماش الأبيض كذاك الذي كان يرتديه الشيخ الشعراوي.
أ م مجدي .. طويلة ممشوقة القد فرعونية البشرة والقسمات مهذبة حازمة حاسمة تجمع في شخصيتها بين القوة واللياقة .. 
كلا الزوجين يحترم كل منهما شريكه وان غضب عليه كان غضبه كريما يحفظ للآخر مقداره ..
أبو مجدي ، صديق للشيخ عكاشة خطيب المسجد القريب من البيت ، ويدعوه من حين لحين لتناول الشاي معه .. جلبا للبركة كما يعتقد ..
سأل الشيخ عكاشة ، السيدة أم مجدي ، عندما قدمت لهما الشاي ذات مرة : لماذ لا تحضرين درس النساء بالمسجد ؟ 
حثها زوجها علي ذلك وساعد الشيخ في اقناعها بالثواب الذي ستحصل عليه من الله نظير الصلاة بالمسجد ..
ذهبت الست أم مجدي وحضرت الدرس الذي يلقيه علي النساء الشيخ عكاشة وهناك وجدت كل النسوة يلبسن الحجاب الذي لم تكن مقتنعه به .. وقال لها الشيخ الكلمات التي يقولها الدعاة الدينيين عن الحجاب لتخويف النساء وترغيبهن مثل " الحجاب قبل الحساب " أي قبل أن تموت ويسألها الله يوم القيامة ويحاسبها عن سبب تركها للحجاب .. ورغبها كثيرا في الجنة ونعيمها الذي ينتظر المرأة المسلمة التي تلتزم بالحجاب ..
لم تعبأ الست أم مجدي بالتهديد من الحساب وانما الذي جذبها وأقنعها بلبس الحجاب هو دخول الجنة ونيل نعيمها ..
في زيارة كالعادة للشيخ عكاشة لصديقه أبو مجدي .. وبعد التزام الست أم مجدي بالحجاب لعدة أسابيع ، طلب منها زوجها اعداد كوبين من الشاي بالنعناع حسب طلب الشيخ ..
بينما أم مجدي تقترب من غرفة الاستقبال وبيدها صينية عليها الشاي سمعت الشيخ وهو يحدث زوجها ( صديقه ) عن الجنة وكيف أن الله يعد له بها 72 زوجة من حور العين ، نساء الجنة الجميلات .. هنا فزعت أم مجدي .. وقالت بلا وعي بصوت سمعه زوجها وضيفه الشيخ : " يا خبرك أسود !! والله ما أنت شارب الشاي .."
عادت بالصينية الي المطبخ .. ثم دخلت عليهما :
أم مجدي : ( بترحاب مصطنع ) منور البيت يا عم الشيخ ..
- النور نوركم يا ست أم مجدي .. 
- أم مجدي : ( مخاطبة زوجها ثم تتحول نحو الشيخ ) يا بختك يا أبو مجدي في الجنة .. عمك الشيخ بيبشرك الله يخليه .. ( وتقول للشيخ ) كم حورية يا عم الشيخ نصيب أبو مجدي في الجنة ؟
- الشيخ : ( بحماس ) اثنان وسبعون حورية ..
- أم مجدي : ما شاء الله ما شاء الله .. ولكن يا عم الشيخ أنا متفقة مع أبي مجدي ومعرفاه انه لو جاب علي ضرة واحدة موش اثتين وسبعين .. سوف أرمي له العيال الثلاثة وأنا وهو واحد يشرق والتاني يغرب .. فكيف سيكون لي 72 ضرة وفي الجنة ، وكيف تكون اسمها جنة ؟!!
- الشيخ ( بعد تلعثم يخفيه بابتسامة يبرع في استدعائها بسرعة وقت الحرج ) ده شرع ربنا يا ست أم مجدي .. هل لك اعتراض علي شرع ربنا ؟!
- لا ليس لي اعتراض علي شرع ربنا .. يعني هذا شرع ربنا ؟! ..

- نعم يا ست أم مجدي .. نعم شرع ربنا ..
- طيب وأنا خلقة من يا عم الشيخ ؟ من الذي خلقني ؟!
- الشيخ ( يتلفت حوله ويبتسم ) طبعا كلنا خلقة ربنا .. 
- أم مجدي : وأنا ربنا خلقني مثل الفريك ما بحب شريك .. أنا امرأة هكذا ربنا خلقني .. لك اعتراض يا عم الشيخ علي خلقة ربنا ؟! 
- يضحك كل من الزوج وصديقة الشيخ ، ضحكات عالية بينما تظهر البهجة علي وجهه أبي مجدي من قوة حجة زوجته المحبوبة أم مجدي وسرعة ردها المحكم .. بهجة يشوبها قليل من الخوف من أن يسبب الرد المفحم من زوجته حرجا لضيفه .. ثم يوجه حديثه للشيخ ( بينما يسمع جميعهم آذان المغرب بالمسجد ) : يا عم الشيخ ، يا عم الشيخ : بصراحة كدة .. أم مجدي نحن لن نغلبها في الكلام ..
- الشيخ : ( يضحك.. ويصلح من عمامته التي لم تكن بحاجة لاصلاح ..) حيث كده .. نلحق نصلي المغرب بالمسجد جماعة ..
- أبو مجدي : والشاي يا عم الشيخ ..؟ نشرب الشاي .. – وكأنه لم يسمع ما قالته أم مجدي ..! –
- الشيخ – ( وهويبتسم ) يبقي لنا شاي عند أم مجدي .. 
- يقف الزوج وضيفه الشيخ متأهبين للخروج للصلاة .. فتسرع أم مجدي الي داخل غرفتها وهي تنادي بحسم : لحظة واحدة يا عم الشيخ .. لحظة واحدة .
- الشيخ ( يتوقف .. ) 
- أم مجدي تعود اليه بسرعة وبيدها لفافة تناولها للشيخ : اتفضل يا عم الشيخ ..
- الشيخ : ( بينما تبدو علي وجهه الدهشة ) ما هذا ؟!
- أم مجدي : هذا الحجاب ..
- الشيخ : ( بينما تزداد الدهشة علي وجه الزوج ، وينظر اليها باستنكار رقيق وعتاب ، وهو يقلب كفيه ) وأنا ماذا سأعمل بالحجاب ؟ أوليس الحجاب حجابك ..
- أم مجدي : لا أريده ..
- أبو مجدي : ( يظهر عليه غضب نبيل ويقول لها بعتاب : عيب كده يا أم مجدي عيب ..) 
- الشيخ : هذا حجابك فماذا سأفعل به ؟1 
- ، أم مجدي : اعطه لامرأة هابلة غيري تكون عاوزة تدخل الجنة لكي تجد 72 ضرة .. حورية في انتظارها هناك وتشاركها في زوجها .. أنا موش هابلة ياعم الشيخ .!

الحوار المتمدن-العدد: 1745 - 2006 / 11 / 25

تعليقات