مقالات عام 2006 - 3
الماليزيون يعودون الي مصر (!)
صلاح الدين محسن
الحوار المتمدن 2006 / 1 / 8
لبسوا قشرة الحضارة
والروح جاهلية . ..!.
نهضت ماليزيا وتقدمت – اقتصاديا – حقا .. ، ولكنها لبست قشرة الحضارة فقط ..
فالرجل الذي قاد تلك النهضة بماليزيا " مهاتير محمد " لم يكن يتواني عن النباح الجاهلي من حين لآخر ..، بادلاء تصريحات يسب فيها الغرب والحضارة الغربية التي أخذ منها مفاتيح النهوض لبلده ..! ، ويهذي بكلام نابع من تعاليم فقهاء عقيدة الجهل البدوي المقدس ..
والآن الماليزيون .. بعد أن لبسوا قشرة الحضارة ، عادوا الي مصر التي تخرجوا منها وتعلموا في وكر أ زهرها - العظيم الشرف ..-تعلموا فيها كيف تكون كراهية الحضارة والتاريخ والعلم و كيف يمقتون الفن ..
لكم كانت المفاجأة للكثيرين ، بل للدنيا كلها عندما أعلن عن أن بعثة كشفية ماليزية مزعومة سوف تحضر الي مصر لأجل مهمة شديدة الغرابة وهي أن تقوم البعثة برفع أعلام فوق الهرم الأكبر ، تخص تلك الأعلام أجهل ، وأخيب وأفقر 57 دولة في العالم.. ، وذلك لاهانة الملك خوفو في مرقده وهو الذي شيد بالعلم والاعجاز المعماري و الهندسي والفلكي هرمه الأكبر الذي حير ولا يزال يحير علماءأكبر دول العالم علما وتقدما ..
فوق رأس هذا الملك العظيم يريد الماليزيون أن يرفعوا أعلام 57 دولة يتمدد التخلف وشقيقه الفقر و جدهما الجهل في جثث شعوب تلك الدول كما يتمدد ثعبان في الرمل ..
عاد الماليزيون الي مصر حاملين جميلها اليها .. وهو الجهل الذي علمتهم اياه جامعة مصرية متخصصة في زرع الجهل والتعصب في عقول أبناء الشعوب الفقيرة .. بتقديم بعثات ضيافة واقامة كاملة بمدينة البعوث الاسلامية علي نفقة شعب مصر الفقير الذي لا تجد عدة ملايين من أبنائه مكانا تسكنه سوي المدا فن بالقاهرة .. ، ويلقي شعب مصر المهانة في زحام أتوبيسات النقل العام ، وعربات قطار الدرجة الثالثة والثانية التي لا تكفي حاجة مواطني مصر .. لتوفر لأجل اقامة وتعليم طلاب أفقر شعوب الأرض – الاسلامية –ونعلمهم بجامعة الأزهر ، أشياء من قبيل الآتي :
أن الأرض لا تدور ، وانما هي ثابتة !! ( كما يقول القرآن ..)
وأن الشمس عندما تغرب تسقط في بئر من الطين !!! ( كما يقول القرآن: في عين حمئة ..!!) ،
أن الاعتداء علي أهل الديانات الأخري لتغييرهم – واجبارهم علي اختيار .. – اما أن يعتنقواالاسلام .. أو يدفعوا جزية ( اتاوة ) أو نحاربهم وننهب ونسلب أموالهم ونغتصب نساءهم بعد أن يصبحوا حلالا لنا (!!!!)
وأن هذا الكلام والفعل الشنيع البغيض قد جاء من السماء وأنه شرع الله (!!!)
هكذا قضي الله بتلك الشريعة ! وهي هكذا تكون شريعة سمحاء (!) وأن من يعترض أو يقول غير ذلك هو كافر ، زنديق يستحق قتله !.. وأن كل ذلك قاله الله وشرعه وأمر به (!!!)
هكذا علمنا ا لماليزيين بجامعة الأزهر .. ...
وعلمهم الأزهر أيضا كيف أن هناك علاج اسلامي : ببول البعير ، وعلاج بالصدقة ، وعلاج بالحجامة .. وكلها أنواع من العلاج الاسلامي مات محمد نفسه مسموما دون أن ينجح في علاج نفسه بأي منها .. !
وعلمناهم خرافات وبلاهات وجهالات أخري كثيرة من نفس النوع ..
وعاد الماليزيون الينا .. لمصر ..بما حملناهم به وعبأنا به أدمغتهم..من جهل ذريع لينصبونه فوق أعز ما يعتز به تاريخ مصر وتاريخ الحضارة الانسانية كلها .. زرع 57 علما لأجهل 57 شعبا بالعالم فوق أضخم لغز علمي حضاري انساني : الهرم الأكبر .. (!)
ولا غرو في ذلك ..!
أولم تعلمهم جامعة الأزهر في مصر أن فرعون كان كافرا .. وعلمتهم أن الكافر يجب محاربته وقتله ..
وها هم ا لماليزيون قد اتوا لمحاربة فرعون مصر العظيم خوفو .. ورفع أعلام الجهل والتخلف ل57 دولة كتمهيد .. لا يصعب علي فطن معرفة ماذا سوف يكون بعد رفع الأعلام .
57 دولة اسلامية .. أكثر من مليار 1000 مليون كائن حي ..
يا فرحتي ..
وكأن العبرة بالعدد .. ..؟!
يقول المثل الشعبي المصرالساخر : العدد في الليمون ..
طاب مثوي الشاعر أحمد شوقي ، الذي حث من يزور قبر محمد ، أن يهمس في أذنه ، ناخسا اياه ليقض مضجعه في مرقده ويوجعه بالقول :
شعوبك في شرق البلاد وغربها كأصحاب كهف في عميق ثبات ..(!)
كمن يذهب الي قبر شخص ليبلغه رسالة قائلا له :
" قوم يا عرة .. شوف خلفتك .. جتك ستين نيلة فيك وفي خلفتك العرة اللي زيك ...
فلنتأمل ثانية قول لشوقي ، فوق قبر محمد:
شعوبك في شرق البلاد وغربها كأصحاب كهف في عميق ثبات..(!)
فيا لها من فضيحة.. لها من يفتخر بطولها وعرضها دون أن يشعر بالخزي وكأنها ليست بفضيحة ..(!)
يا له من عار ، يجد له من يتباهون بأبعاده وكأنه مجد مديد الظل ..(!)
أول السيل : ماليزيا ...!
فهل ننتظر في مصر آخرين من دول أخري من أبناء ال57 دولة اسلامية الذين علمناهم الجهل والارهاب البدوي أن يعودوا لمصر ببعثات أخري من نوعية تلك البعثة الماليزية المسماة : البعثة الكشفية (!)
تري لماذا لم يرسل الماليزيون الي مصر بعثة من نوع آخر تكون مهمتها اطلاع مصر علي تجربتها الناجحة في النهوض الاقتصادي لتستفيد منها مصر ؟!!
لعل الأولي أن نسأل أنفسنا : وهل علمنا الماليزيين شيئا مفيدا بجامعة الأزهر ، كي يعودوا الينا بشيء مفيد ؟!
... ... ...
الآن : علي كافة الدول المتحضرة بالغرب ، التي أنفقت مئات الملايين وعشرات السنين في الكشوف الأثريةالتاريخية في مصر، ولأجل صيانة وترميم آثار الحضارة الانسانية بمصر ، أن تسارع بانقاذ تاريخ مصر الحضاري ووقف ما يحاك ضده ويهدد باضاعة كل ما أنفقوه من الجهود والأموال ..
علي تلك الدول مجتمعة أن تدرك قبل فوات الأوان ، وتتفاوض مع نظام العسكريين والمباحثيين في مصر، لدفع الرشاوي اللازمة لضمان عدم المساس بالآثار المصرية ..
يجب علي تلك الدول أن تدفع ولا تبخل للنظام في مصر ما يريده من الرشاوي قبل أن يأتي يوم يبكي فيه كل المتحضرين بالعالم علي آثار مصر مثلما بكوا علي آثار أفغانستان التي دمرها الطلبانيون ..
يجب علي تلك الدول أن تفاوض و تدفع للنظام المصري بلا حرج ..
فالنظام يبيع كل شيء في مصر لمن يدفع ..
فالمحميات الطبيعية التي هي : " غشاء بكارة الوطن " .. والمحرم الصيد منها ..يفتحها النظام لمن يدفع من امراء وأثرياء السعودية والخليج ، للهو ولعبث ..
ومطار القاهرة .. يفتحونه لمن يغادره سارقا معه المليارات من أموال البنوك ، غير عابئين بحكم القضاء بمنع مغادرة السارقين البلاد ..
وكذلك يفتح النظام في مصر أبواب البرلمان لتجار المخدرات والبلطجية ، والناجحين بالتزوير ، قانونا ممارستهم – متجاهلين حكم القضاء ببطلان عضوياتهم - .. (!)
أي كل شيء في مصر للبيع ..
ويجب علي تلك الدول .. أن تسارع ولا تتأخر ، وأن تدفع ولا تبخل .. فبعد ذلك لن يفيد الندم .. .. ..
=====
تعليقات
إرسال تعليق