مقالات 2006 - 43
هناك حديث شهير يقول " من تعلم لغة
قوم أمن مكرهم ".. نسمعه كثيرا من الوعاظ في الخطب علي المنابر
ونسمعه من رجال الدين في وسائل الاعلام
، ويتردد فيما بين الناس ولاسيما عند الحث علي تعلم اللغات الأجنبية .
ولكن الحقيقة .. هي أن تعلم لغة ما لأمة
ما يتيح فرصة لتعلم أشياء بريئة غير المكر .. أشياء جميلة مفيدة..
قبل التاريخ الميلادي بمئات السنين كان
الاغريق يأتون لمصر ويتعلموا لغتها ليتعلموا الطب والهندسة والحكمة ... دون المكر ...
ولو تعلم العرب لغة العراق القديم ، والعراق
بلد حضارات عريقة ، لوجدوا عندهم أشياء حضارية عظيمة مفيدة كثيرة .. غير المكر ..
وأيضا لو تعلم العرب لغة بلاد فارس لتعلموا
منهم ما يبعث علي رقي العرب ..غير المكر ..
وأيضا لو تعلم العرب لغة بلاد الشام التي
كانت قبل دخول العرب اليها واحتلالها بلاد حضارات زاهرة كالحضارة الفينيقية .. لتعلموا
منهم الكثير مما هو مفيد ..عدا المكر ..
ولكن من الواضح أن العرب من قديم الزمان
قد أبوا الا أن يعرفوا لغة الاغارة علي الآخرين لنهبهم وسلبهم واغتصاب نسائهم ..، وقد
بدأ العرب باستخدام تلك اللغة مع بعضهم البعض حيث كانت القبائل العربية تعتدي علي بعضها
فتنهب وتسلب وتغتصب النساء ، ثم توسعوا وانطلقوا بلغتهم تلك.. لغة الاغارة والنهب والسلب
الي الدول المجاورة انطلاقا مغوليا تتاريا ، سبقوا به المغول والتتار بل تعلم هؤلاء
تلك اللغة من العرب .. لغة الاغارة ، أو الغزو ، أو الفتح .. تعددت الأسماء والفعل
واحد
..
وقد عبر شعراء العرب القدامي عن فخرهم بلغة
الاغارة والنهب والسلب والاغتصاب بأشعار كثيرة منها :
وأوانس / جمع آنسة / مثل الدمي حور العيون
كم استبينا
هنا كما نري يفخر الشاعر " عمرو بن
معد يكرب " بأن قبيلته تخطف بنات القبائل الآخري سبايا .. عند الاغارة عليها ..
وآخر يقول :
ونشرب ان وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا
كدرا وطينا
تلك كانت لغة قبائل العرب مع بعضها من البداية ..
وفي أيامنا تلك من يتعلم لغة أهل الغرب
فانه يجد عندهم علوم العصر الحديث ، صناعات ، ابتكارات ، اختراعات جديدة ، فنون ، آداب
، فلسفات .. وليس مجرد مكر
..
والقول بأن : " من تعلم لغة قوم أمن
مكرهم " هو قول يزرع الريبة والخوف من الآخرين ، حيث يوحي بأن الآخرين ليس لديهم
سوي المكر .. مما يغرس شتلات العداء والكراهية ويكرس نظرية التآمر الموهوم والمزعوم
..بينما الحقيقة هي أن الآخرين لديهم من الخير أكثر بكثير من المكر ، وربما كان المكر
هو الرصيد الأوحد للعرب ، أصحاب تلك النظرية المكراوية ..
ولو أن الحديث السابق القائل " من
تعلم لغة قوم أمن مكرهم " كان قد صيغ بطريقة أخري ليصير :
" من تعلم لغة قوم فاز بحكمتهم وظفر بعلمهم "
لكان جديرا وبحق بأن يكون : " حديث
شريف
" ...
=======
تعليقات
إرسال تعليق