مقالات عام 2006 - 25 ب


الي الرئيس الجزائري : الفرنسية لغة أهل الجنة

صلاح الدين محسن 
الحوار المتمدن  2006 / 3 / 7

" بوتفليقة يعدم المدارس الخاصة بالفرنسية..، المدارس العربية خاصة بالشعب .. وأبناء الحكام يدرسون في فرنسا..! ، أو في كلية ديكارت بعد تخصيصها .." 
- جريدة شفاف الشرق الأوسط الالكترونية ، في 28 /2/2006

ياسيدي الرئيس : لو كانت العربية حقا هي لغة أهل الجنة .. لما حرمت منها أولادك وأولاد زملائك في الحكم ..
ولولا أنك وزملائك في السلطة تعرفون أن الفرنسية هي لغة أهل الجنة بحق لما خصصتم بها أولاد الحكام دون أبناء الشعب ..!
فلماذا يا سيدي الرئيس تخصون أبناء الحكام بتعلم لغة أهل الجنة .. وتختارونها لأبنائكم ، وتتركوا للشعب لغة أهل النار ..؟!
سأحكي لك حكاية صغيرة ..
وأنا في القاهرة منذ عامين حضرت ندوة باحدي الجمعيات الثقافية ، كانت الندوة عن اللغة العربية وأخطار مزعومة تتهددها .. قام أحد الحضور وحذر من أن مدارس اللغات الأجنبية تشكل خطرا علي اللغة العربية ، وضرب مثلا بما يحدث مع أحفاده الذين يدرسون بتلك المدارس .. وأيده آخرون في ذلك وعبروا عن غيرتهم العاطفية علي اللغة العربية .. وقالوا فيها شعرا ونثرا رومانسيا .. 
ولكن في حقيقة الأمر .. أن ذلك المتباكي علي اللغة العربية ، وكذلك من أشعروا وأنثروا غزلا في حبها لن يخرجوا أولادهم أو أحفادهم من الدراسة بالمدارس الأجنبية التي بات حتي الزبال يسعي جاهدا لالحاق أولاده بها .. وهو والجميع معذورون .. فمن لا يريد لابنه أو حفيده عندما يكمل دراسته ، أن يجد له وظيفة مرموقة ومحترمة في المكانة و في العائد المالي ؟! 
بالطبع الكل يريد ذلك لأبنائه وأحفاده .. 
فتري : هل هناك وظيفة ذات شأن بدون اجادة الانجليزية أو الفرنسية - و الأفضلية لكلا اللغتين ..- ؟
بالطبع لا.. لابد من اجادة احدي هاتين اللغتين العالميتين - علي الأقل - ..
واللغة الفرنسية كما هو معروف عنها : لغة علوم وفنون وآداب .. علي أرقي مستوي عا لمي ..
أما اللغة العربية فهي لغة : بن لادن ، والزرقاوي ، والقرضاوي ، والشعراوي ، والزغلولاوي ، .. حيث الارهاب ، وتأويل العلم لصالح الجهل و الدجل ، والفتو باستحلال دماء وأرواح البشر ، بكل مكان..: علي أعلي مستوي عا لمي .. !

وجامعة الفرنسية الكبري " السوربون " لا يمكن أن تقارن بها أية جامعة عربية ..
فلماذا ياسيدي تضنون علي شعبكم باللغة الفرنسية ، وتخصون بها أبناء الحكام فقط ؟(!!)
أتري : لأن الفرنسية هي لغة مستعمر سابق ( الاستعمار الفرنسي الصريح ) ؟
ألا تعلم يا سيدي أن اللغة العربية هي أيضا لغة مستعمر أسبق ( الاستعمار العربي المتخفي في ثياب دين ) ..؟
هذا مستعمر .. وذاك أيضا مستعمر ..
والفارق بين كل منهما هو :
أن المستعمر الفرنسي هو مستعمر متحضر ، ومن الممكن أن ينقل الحضارة سواء بدون قصد أو بقصد ..
أما المستعمر العربي فهو ( ومع الاصرار والترصد ) ناقل لأفكار وثفافة:( الجهاد القاعداوي .. الظواهراوي .. الزرقاوي ، وباقي من هم أشبه بهؤلاء) .. المستعمر العربي حامل لطب العلاج ببول البعير ، وفكر قهر المرأة وظلمها ، وتحريم معاملات البنوك – عصب الاقتصاد الحديث - ، وعقوبات الرجم وقطع اليد .. .. و..و .. والقائمة طويلة ..!
أنت يا سيدي الرئيس كنت أصغر وزير خارجية بالعالم عندما تقلدت ذاك المنصب ببلادك منذ عشرات السنين .. أطوال كل تلك الخبرة وكل ذاك العمر .. لم تقابل مفكرا أو مؤرخا أو وزيرا نابها لينبهك الي حقيقة تاريخ دخول العرب للجزائر – بلدك - ؟! وحقيقة ما جري للجزائريين حينها علي أيادي العرب ؟! ، و كيفية فرض العرب للغتهم علي شعب الجزائر فرضا ..؟!!
ألا يوجد بالجزائر مثقفون الآن .. لتسألهم عن بعض كتب التاريخ غير المزور – الشارحة لكيفية دخول العرب لبلدك ، وفرض لغتهم علي أهل الجزائر مثلما حدث مع مصر وباقي الدول والشعوب المنكوبة بالعروبة وعقيدتها اللعوبة ..؟!
لعلك تقرأ يا سيدي ولو كتابين من كتب التاريخ الأمين ، الذب يفضح دخول العرب واستعمارهم للجزائر ؟! ، وسوف يقشعر بدنك ، وسيطقطق شعر رأسك من هول ما ستعرفه ..
يا سيدي الرئيس : اعدل بين شعب الجزائر .. تحري العدل ولا تفرق في المعاملة بين أبناء الحكام وبين أبناء المحكومين ... فلا تعطي لأبناء الحكام فرصة تعلم الفرنسية ( لغة أهل الجنة ) .. وتظلم الشعب و وتطلق عليه لغة أهل النار ( لغة الجهالة والبداوة والغباوة ، لغة العقيدة التي تزعزع أمن وأمان الكرة الأرضية بالتفجيرات والقتل في كل مكان ) .. 
وأعدل عن قرارك كي لا ترتكب في حق الجزائريين خطيئة تدفعهم نحو التخلف بعزلهم عن لغة كبري من أهم لغات العلم الحديث والفن والحضارة ..
ولا تدع بدو الجزيرة يستعمرون بلدك مرتين - كما حدث لمصر قديما ويحدث لها الآن - مرة بالسيف ، قديما .. ومرة أخري - حاليا - بأموال النفط الوهابي .. تلك الأموال التي يشترون بها ذمم الحكام مقابل رهن مستقبل شعوبهم وحبسها في قفص العروبة ، مما يثلج قلوب الوهابيين عندما يروا العديد من الدول ، بشعوبها .. سجينة في قفص لغتهم المعوقة ، وأسيرة جهلهم السلفي المقدس .. 
قلبي مع شعب الجزائر الذي دفع مليون شهيد من أبنائه ليتخلص من استعمار ، ثم سلمه قادته لاستعمار أسبق، أسوأ.. : بل هو السؤ نفسه مستعمر يجمع بين الارهاب والجهل : معا .. وهذا الاستعمار الأسوأ ، البديل الذي أقره حكام الجزائر وقرروه علي شعبهم هو : لغة وعقيدة و ثقافة البدو ... (!)  
===

تعليقات