مقالات عام 2006 - 27
العلمانية ..؟ أم الشريعة الاسلامية ..؟
صلاح الدين محسن
الحوار المتمدن 2006 / 3 / 12
المطالبة بالعلمانية الآن علي أشدها في مصر .. حيث يتوالي عقد المؤتمرات والندوات السياسية والمقالات بكافة الصحف والمجلات( والحال لا يختلف كثيرا بباقي دول الشرق الأوسط )..
الغرض هو وقف وتجنب ويلات وحرائق الفتن الطائفية التي جرت وتفاقمت بسرعة بمصر – والعراق وغيرها من حرق معابد ، وخطف بنات ، وقتل وتشريد الأقليات الدينية .. ..ليس وحسب وانما أيضا لأجل النهوض والتقدم التي لم تحرزه دول الغرب والشرق المتقدمة الا باتباع علمانية الحكم..
وعلمانية الحكم هي – وكما قلنا في مقال سابق - أن تكون الأديان في المعابد فقط وفي قلوب المؤمنين بها .. وأن يكون رجال الدين بداخل المعابد فقط لدعوة الناس الي الفضيلة والخير والرحمة .. أما السياسة فللسياسيين المدنيين لا الدينيين ولا العسكريين ..
وألا يدخل الدين بالقوانين ولا بالدساتير .. وانما القوانين المدنية الحديثة التي تحكم بها الدول الحديثة المتقدمة تكون هي النموذج لأجل النهوض واللحاق بتلك الدول وبالعصر الذي نعيش فيه ونحن متأخرون عنه بسبب تدخل ودخول الدين ورجاله في الحكم ، من ناحية ..، و دخول العسكر في الحكم ، من ناحية أخري ..
والتيار الاسلامي يرفض العلمانية تماما.. لأنه يري أن الاسلام : دين ودولة ..
وهنا ينبري لهم الاصلاحيون ذوو النزعة العلمانية – أو العلمانيون الاصلاحيون – ليدخلوا معهم في مجادلات ومناقشات طويلة لا طائل من ورائها سوي اضاعة الوقت والجهد لكي يثبتوا لهم وللناس – ما هو غير صحيح – أن الاسلام ليس و لم يكن دين ودولة " ...
وفي حقيقة الأمر أن محمد عندما أصبحت له السيطرة الدينية الكاملة علي علي مكة والمدينة – بلاده – لم يكن يمارس حياته كصاحب دين فقط ..كلا .. وانما كصاحب دولة أيضا .. يحكم فيها كأي حاكم
فتري : كيف كان الحال اذن عندما كان الاسلام دين ودولة في ظل وجود مؤسس الاسلام نفسه .. ؟
كان الحال كالآتي :
أولا : الزراعة
تدخل محمد في الزراعة ، رغم عدم وجود ثمة خبرة له سوي في الرعي والتجارة فقط .. فماذا كانت النتيجة ؟
الجواب : كانت النتيجة هي : تسببه في كارثة قومية غذائية ..
كيف ؟
الجواب : قال لزراع النخيل والقائمين عليه " لا تؤبروا ( أي :لا تلقحوا ) النخيل فالله يتولاها " .
وقد اتبعه الناس لأنهم كانوا قد صدقوا أنه لا ينطق عن الهوي ( ثم اتضح أنه ينطق ..! )
وكان الناس قد اعتادوا علي عملية تأبير (تلقيح ) النخيل وهي عملية لا تزال تجري حتي يومنا هذا ليس في بلد محمد فقط وانما بالعالم ..
وضاع محصول التمر في ذلك العام .. في بلد غذاؤه هو التمر ولبن الماعز ..!
انها كارثة زراعية تخص قوت الشعب .. وبمقياس عصرنا لو تورط وزير للزراعة في المسئولية عن مثل تلك الكارثة في بلد يحكم فيه القانون ، فان الوزير يستقيل أو يقال وقد يحاكم .. ولكن محمد قال لهم بكل بساطة عندما أطلعوه علي النتيجة المفجعة لنصيحته الزراعية " أنتم أدري بشئون دنياكم" ولم يجرؤ أحد علي مساءلته: لماذا تكلمت يا محمد وأفتيت فيما لا تدريه ؟!
و أصبحت كلمته تلك " أنتم أدري بشئون دنياكم " يرددها لنا الخطباء الآن علي المنابر وفي وسائل الاعلام علي أنها حكمة من حكم محمد بينما هي مقولة تكمن وراءها كارثة زراعية واقتصادية كان محمد هو المتسبب فيها ..(!)
في مجال الصحة :
تروي السيرة المحمدية أنه عندما جاءت لمحمد هدية من مصر منها جاريتان ( ماريا و أختها سيرين ) وطبيب
فانه قبل الجاريتين ورفض الطبيب وأعاده ..
فلماذا رفض محمد الطبيب ؟
علل سبب رفضه بقوله " نحن قوم لا نأكل حتي نجوع ، فاذا أكلنا لا نشبع " هذه فتوي في الطب ، يفهم منها أن الطب كله ، وكذلك الأمراض كلها لا تأتي سوي من الأكل والشبع والجوع .. فهل هذا صحيح ؟(!!)
ماذا لو أصيب انسان بمرض التيفود الذي تسببه ذبابة ؟
ما دخل الأكل والشبع أو الجوع في ذلك المرض ؟ ومن يعالج ذلك المرض ؟ أوليس الطبيب ؟!
واذا أصابت انسان حمي الملاريا التي تسببها بعوضة .. فما دخل ذلك بالأكل والجوع والشبع ؟ ومن يعالج ذاك المرض ؟ أوليس الطبيب ؟
ولو تفشي وباء من الأوبئة ، فما دخل ذلك في الأكل والجوع والشبع ؟ و من سوي الطبيب يعالج أو يرشد الناس لطرق الوقاية ؟
ولو أصيب الانسان بالروماتيزم أو المياه الزرقاء أو البيضاء بالعين ، فما دخل ذلك بالأكل والجوع والشبع ؟ ومن يعالجها سوي الطبيب ؟ ...،
وأمراض أخري كثيرة لا علاقة لها بالأكل والجوع والشبع وتحتاج بالتأكيد الي طبيب .. ، ولكن ها هو محمد قد أفتي في الصحة ورفض الطبيب ، فما هي النتيجة ؟
بعدها أنجب من ماريا .. ومرض الابن ، ولم يعرف محمد ، العلاج .. ولم يجد الطبيب ، فمات الابن ..
وبذلك حرم الطفل من حق العلاج وحرمت الأم من حق علاج وانقاذ وليدها ، وحرم باقي الناس من وجود طبيب فرعوني ماهر يمكنهم الاعتماد علي خدماته الطبية .. وكانت الخسارة للجميع والسبب هو:
أن رجل الدين " محمد " تدخل في السياسة وعين نفسه وزيرا للصحة .. فأضر بالجميع .. ، مثلما عين نفسه وزيرا للزراعة فتسبب في كارثة وأضر بالجميع..
وقتما كان محمد يقيم ويطبق نظرية الاسلام دين ودولة .. كان ختان البنات موجود من قبله وظل موجودا في عهده ..وتروي عن محمد كتب السيرة والأحاديث أنه كان ينادي المرأة التي تشتغل بختان البنات ويقول لها " تعال لأعلمك ..... " ! (!!!)
ويفهمها كيف تقوم بعملية الختان (!!!)
وقد أثبت الطب الحديث أن عملية ختان الاناث جريمة في حق المرأة ، وقد كانت ثقة وقوة علم الطب والأطباء في مصر أكثر من أن يمنعهم رجال الدين من اصدار قانون يحرم ويجرم ختان الاناث .. ولكن لا يزال تطبيق هذا القانون يعوقه الي حد كبير رجال الدين – الذين لهم أصابع في القانون وقدم في الدستور - !! والسبب هو النص الديني الاسلامي الذي لا يزالون يعملون به وهو " حديث محمد .." ، وتعاليمه عن ختان البنات ، والمخالفة لعلم الطب الحديث ، ذاك الطب الذي يعتمد عليه الآن جميع كبار رجال الدين في علاجهم ولا يعتمدون علي سواه )
في العسكرية :
تم ارتكاب جرائم حرب .. بتقييد الأسري وقتلهم وأخذ أموالهم ونسائهم ( بنو قريظة ) وتقسيمها علي محمد ( له هو الخمس ، وحده ) ورجاله كلهم لهم الباقي !
في نظام الحكم :
كان الحكم في عهد محمد بقانون طواريء ( بلغة عصرنا ) اذ كان محمد : حاكم يصدر أحكام القتل وبدون تحقيق أو محاكمة ( كما بينا في مقال سابق ) .. فقد كان يكفي أن يبلغه البعض بمعارضة أو كراهية أحد الناس لديانته ليلتفت هو الي من حوله ويقول لهم من قابل فلانا فليقتله .. أو يطلب من البعض الذهاب لقتل ذاك المعارض وأحيانا كانوا يأتونه برأس الضحية ..!.. انه قانون الطواريء ( بلل أبشع ) الذي يعطي سلطة الحبس بالاشتباه وبلا تحقيق وبدون حكم قضائي ، وهو القانون الجاري في مصر منذ 25 عاما ويطالب الجميع بالغائه بمن فيهم التيار الاسلامي نفسه ...! ( ولكن هذا التيار لو تسلم السلطة فسوف يطبق قانون الطواريء المحمدي ، الأبشع )
في الشئون الاجتماعية :
ظلم المرأة وكراهيتها : " نعم الصهر القبر " .....(!!!!)
قائل هذه العبارة عندما بلغه وفاة ابنته ، - والذي استبشر بذاك النبأ - هو محمد : نبي الاسلام ...(!!)
فتري لو أن كل رجل له ابنة تمني وفرح بموتها ، واعتبر القبر هو أفضل صهر .. فمن الذي سيلد الرجال ويكبرهم ويرعاهم حتي يصنع منهم رجالا ؟! – من سوي المرأة - ؟!! (( في الغرب المتحضر تقبيل يد المرأة عند مصافحتها هو : عرف .. حتي عند رؤساء الدول ..، لأن المرأة هي صانعة كل الرجال ..)
في التشريع :
فقدان للعدالة والتفريق بين الناس بسبب الجنس وبسبب الدين ( وهذا مخالف للقوانين الدولية الآن ، الموقع عليها من الدول الأعضاء بالمتظمة الدولية )
فالتفرقة بين الناس بسبب الجنس : للذكر ضعف ما للأنثي من الميراث وله ضعف ما لها عند الشهادة ، وله الحق في ضربها ومعاقبتها بالحرمان الجنسي بالهجر في الفراش ، وله الحق في منعها من العمل ومن زيارة أهلها الا باذنه ! ..
وبالنسبة للتفرقة بين الناس بسبب الدين : كانت تتم معاقبة أصحاب الأديان الأخري – غير الاسلام – بغرامة ( اسمها جزية ) وحرمانهم من حق الدفاع عن وطنهم لأنهم غير موثوق في أمانة دفاعهم عن وطنهم ( في رأي الدين ) ..ويتولي عنهم ذلك المسلمون ، علي ما فيه من اهانة كبري ونجريد من المواطنة( مجرد أهل ذمة ، وهم ببلدهم !!)
في الديموقراطية :
لا توجد ديموقراطية في الاسلام وتعتبر بدعة كافرة ، وانما يوجد شيء اسمه " الشوري "
والشوري هي أن مجموعة من كبار الحكام يختارون واحدا منهم ليخلف الحاكم عندما يموت .. ويبقي الحاكم حاكما حتي يموت أو يقتل ، مثلما حدث مع محمد ، ظل حاكما حتي مات مسموما ، وأبو بكر ظل حاكما حتي مات ، وعمر حتي قتل ، وعثمان حتي قتل وعلي حتي قتل .. ومعاوية حتي مات...
وهكذا حتي في ملوك الاسلام بالسعودية الآن ، ولا يوجد رئيس وزراء منتخب من الشعب ليكون حاكما فعليا – كما في النظم الملكية بدول الغرب العلمانية ، أما في ايران فتجري انتخابات ولكن من يختار المرشحين؟ ليس الشعب وانما الحاكم الديني - المرشد العام الاسلامي .آية الله .. هو الذي يختار عدد قليل يرشحوا وتجري الانتخابات علي من اختارهم ، لا من يختارهم الشعب .. وما هكذا الديموقراطية (!)
تلك هي الشوري التي أرساها الاسلام و يريدها التيار الاسلامي...(!)
أما الديموقراطية : فالشعب هو الذي يختار الحاكم .. ويمكن لنواب الشعب بالبرلمان عزل الحاكم اذا أساء – في حالة وجود ديموقراطية سليمة فعلا – ولا يجوز أن يبقي الحاكم في السلطة حتي يموت وانما فترتين رئاسيتين فقط كي لا يفسد ولا يفسد من حوله أو يفسده من حوله ( كما حدث ويحدث قديما وحاليا بكل الدول الاسلامية ) ..
تلك هي الديموقراطية التي تطبقها نظم الحكم العلمانية ..
كل تلك العيوب والمظالم السابقة الذكر كانت موجودة ( بل وأكثر منها ) عندما كان الاسلام دين ودولة وقت وجود مؤسس العقيدة شخصيا ...
وكل تلك العيوب والمظالم السابق ذكرها لا يمكن أن يكون لها وجود في ظل نظام حكم علماني
وتلك هي العلمانية ...
====
تعليقات
إرسال تعليق