مقالات عام 2006 - 48

     الأقوال غير الرشيدة لفضيلة المرشد 

صلاح الدين محسن 
الحوار المتمد  2006 / 5 / 4  

لاتزال الأقوال غير الراشدة وغير الرشيدة التي قالها فضيلة صاحب الفضيلة المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين يتردد صداها وسط دهشة بالغة من كل من طا لعوها..
وحاول فضيلته التنصل من الحديث الطويل ، الا أن مجلة روز اليوسف التي نشرته تحتفظ بتسجيل له 
والمسألة ليست مجرد سقطة في لفظ غير موفق يمكن التجاوز عنه أو محض هفوة صدرت في عبارة خانه فيها حسن التعبير ويمكن تخطيها باعتبار أن لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة ..
كلا .. فالحوار مع المجلة طويل وكله من أوله لآخره سلسلة من الآراء والأٌقوال التي تدعو الجميع للتوقف أمامها مندهشين ، وليس فقط لمجرد صدور لفظ سوقي " طظ " من رجل يعتلي قمة أكبر جماعة دينية لها 88__ نائبا بالبرلمان ويتوقع وصولها للسلطة وأن يكون هو رئيسا للجمهورية ..
تشعر من ردود " فضيلته " أن الحوار مع صاحب محل كشري .. صاحب مسمط .. صاحب محل جزارة .. شيء من هذا القبيل ...
من قبل سبق أن قال نفس صاحب الفضيلات لا الفضيلة الواحدة رأيا في السياحة نشرته أجهزة الاعلام لا يقل سوءا عن لفظ " طظ " .. ولا يقل جهلا بالسياحة عن الجهل العام الظاهر بالحوار المنشور معه في مجلة روز اليوسف 
ولو عدنا لما قاله عن السياحة ومنطقة شرم الشيخ السياحية المصرية الهامة والتي تعد وبشهادة السياح الأجانب من أجمل بقاع الدنيا .. لرأينا كيف أثبت فيه أنه لا يعرف شيئا عن السياحة البتة .. لا يدري شأنه شأن كل أفراد الجماعات الدينية الدراويشية عن السياحة سوي أنها : خمور ودعارة .. لا يعرف أن هناك سياحة استشفائية للعلاج كما في مدينة سفاجا المصرية بالبحر الأحمر ، وسياحة طبيعية وبيئية لمشاهدة عجائب البحر الأحمر بشرم الشيخ والغردقة ، وغابات المانجروف بجنوب محافظة البحر الأحمر بمصر ، ومشاهدة المحميات الطبيعية ، كالغابات المتحجرة بصحراء مصر الغربية قرب القطامية بالقاهرة ، ومشاهدة الحيتان المتحجرة بالصحراء الغربية لمصر والصحراء البيضاء وهي منطقة بصحراء مصر الغربية أيضا وغيرها من عجائب الطبيعة بصحراء مصر ، وهناك سياحة دينية ، والمزارات السياحية الدينية لكافة الأديان كثيرة بمصر وبمختلف المحافظات ، ولمختلف الأديان ، وناهيك عن السياحة التاريخية والأثرية التي تمتلك مصر ثلث رصيد العالم من أنفس آثار التاريخ الانساني ، التي يعتبرها المرشد العام وجماعته كفرا ..
لا يعلم المرشد العام بفضيلته أن تلك الأنواع من السياحة البريئة والمشروعة ممكن أن تكون مصدر رزق من أهم مصادر الدخل القومي الحلال لشعب مصر ، ولا يعلم بأن هناك دول لا تملك مثل ما لدي مصر من مقومات السياحة البريئة يزورها سياحا في مثل تعداد شعبها ..
ولجهل فضيلته بكل ما تعنيه الثروة السياحية البريئة لمصر وقيمتها الاقتصادية الضخمة قال بكل استخفاف ، من قبل ، عندما سئل في احدي القنوات الفضائية عما سيفعله بشرم الشيخ لو تسلمت جماعته الحكم 
" سوف نقفلها طبعا .. سياحة ايه ؟ وبتاع ايه ؟ " !!!!
وسبق لنا أن نشرنا مقالا ردا علي ذلك ، بعنوان " الاخوان المسلمون والسياحة "
ورأي المرشد الاخواني العام في السياحة من قبل وما صرح به في حواره مع مجلة روز اليوسف " الحديث الطظاوي ... الذي قال فيه : طظ في مصر واللي في مصر" .. كل منهما يؤكد الآخر ، وكلاهما يعكس لنا عقلية الرجل الباعثة علي الرثاء لمصر ولسؤ طالعها فيما لو آل زمامها لرجل من تلك النوعية ولجماعة يتزعمها ويرشدها مرشد عام كمحمد مهدي عاكف ..
وقد شاءت لي الظروف أن أتعرف علي عدد ليس بالقليل من جماعة الاخوان المسلمين ولا سيما بالسجن السياسي .. ولكنني ما رأيت منهم من هو بضحالة مستوي نفكير وقلة وعي وانعدام ثقافة وفقدان للياقة في التعبير مثلما رأينا عند فضيلة مرشدهم العام ..
فقد عرفت الدكتور " عبد المنعم أبو الفتوح " عضو مكتب الارشاد بجماعة الاخوان وكان وقتما عرفته " أمين عام مساعد اتحاد الأطباء العرب " ولعله لا يزال أيضا .. وهو رجل أرقي وأحكم وأعقل من أن يكون عضوا بجماعة مرشدها العام هو رجل من نوعية فضيلة المرشد العام الحالي
وعرفت أيضا الأستاذ " مختار نوح " وكان من قيادات نقابة المحامين ، وهو رجل رصين للغاية وبالغ الحرص علي كل كلمة يقولها .. بعكس فضيلة مرشده ومرشد جماعته العام
وآخرين كثيرين قابلتهم منهم الطبيب والمحامي ورجل الأعمال والمهندس والمدرس بالجامعة .. 
بل رأيت مجموعة من الشباب الصغير أعضاء بجماعة الاخوان يزيدون عن 30 فردا ، و أعمارهم بين 19 ، 21 سنة كانوا معتقلين بالسجن السياسي ورغم صغرأعمارهم فقد كانوا مؤدبين منظمين منضبطين للغاية ، ورغم اختلافي معهم جميعا في الرأي والفكر ، الا أنني ما رأيت منهم أحدا بمثل هذا المستوي المتدني في الأقوال أو التفكير أو الألفاظ السوقية كلفظ "طظ " الذي وجهه فضيلة مرشد عام الجماعة لمصر كلها و لما ومن بمصر !!! 
وقد ذكرتني تصريحات فضيلته..(!) وآراؤه لمجلة روز اليوسف بما قاله الشاعر الشعبي " نجم " عن الرئيس السادات ، واصفا اياه : " ويقعد يهلفط ولا تفهموش " 
أذكر أنني تقابلت من حوالي عشر سنوات وأنا في طريق سفري من القاهرة لصعيد مصر و عضو بجماعة الاخوان ، يعمل طبيبا ، تصادف جلوسه بالمقعد المجاور لي بالأتوبيس فرحنا نتكلم ونتحاور كثيرا وكان السفر يحتاج لساعات طويلة 
ورغم اختلافي معه في فكره الاخواني تماما الا أنني لاحظت أنه انسان غاية في الرقي لا يغضب ، لا يحقد ، لا تطفح علي وجهه دماء التعصب الديني المجنون ، وانما كنا نختلف ويبقي كريما ودودا ..
فقلت له : تري لو وصلتم للسلطة أنتم جماعة " الاخوان المسلمون " .. هل تضمن لي أن من سيتسلموا مقاليد الحكم من الجماعة هم من نفس نوعيتك ؟!
فمال برأسه وابتسم ، ولم يستغرق كثيرا للرد علي سؤالي وقال ضاحكا : "بصراحة : لا .. لا أضمن ..."
فقلت له : هنا الكلام ... لا يقف علي موارد المياه ويشغلها الا شر البقر .. وعند اللحظة الحاسمة سوف تجد أحد العناصر من أمثال عاكف ومن هم علي شاكلته هو الذي سوف يثب فوق كرسي السلطة ليحكم بتلك العقلية التي تكلمت في الحديث المنشور بمجلة روز اليوسف ، وبعقلية " طظ " ، وهي نفس العقلية التي تقول عن علم وفن وصناعة السياحة التي يمكن أن تكون المصدر الأول للدخل القومي والرزق الشريف الحلال لمصر ولشعبها الفقير .. وبكل استخفاف : " سياحة ايه ؟ وبتاع ايه ؟" بقي شيء واحد لكي لا نظلم الرجل علي طول الخط فنقول بأن الرجل له فضيلة واحدة يجب عدم نكرانها وهي أنه : يعبر لنا عن الجماعة بصراحة .. وبتلقائية وبلا دبلوماسية ممكن أن تخدع ..وللحق : تلك ممكن اعتبارها فضيلة ، وربما لأجلها استحق لقب " صاحب الفضيلة " اللهم استر علي مصر من الاخوان ومن فضيلة مرشدهم العام 
 ==== 

تعليقات