لغات الأقليات في مصر.. «الأرض مش بتتكلم عربي»
منقول - عن جريدة صوت الأمة . وتوجد مصادر أخري .
لغات الأقليات في مصر.. «الأرض مش بتتكلم عربي».. «الدومارية» لغة الغجر في «الإسكندرية والدقهلية».. «البجاوي» تُنطق ولا تُكتب.. عائلة طلبة يخفون سر «الهاجا»..والأمازيغ يطالبون بتدريس لغتهم لأبناء «سيوة»
الثلاثاء، 10 مايو 2016 11:59 ص
هشام صلاح
على مرّ التاريخ، تحدث المصريون لغات عديدة، بدءًا من اللغة المصرية القديمة بلهجاتها، مرورًا بشكلها الأحدث وهو اللغة «القبطية» وصولًا إلى «العربية» بعد الفتح العربي وانتشار الإسلام.
وبعد أن أصبحت اللغة العربية، هي الرئيسية فى «مصر»، نجحت بعض اللغات في أن تبقى صامدة أمامها، رغم انحسار معظمها، فيتحدث النوبيون جنوب مصر لغتين من عائلة اللغات النوبية الكوشية، كما يتحدث السيويون فى شمالها اللغة السيوية الأمازيغية، ويتحدث العبابدة والبشاريون بحلايب وشلاتين لغات من عائلة البجا، كما وجدت فيها جماعات من الغجر تحدثوا لغة الدوماري.
ترصد «صوت الأمة»، المناطق المتحدثة للغات غير عربية داحل مصر.
«الدومارية».. لغة الغجر
ترتبط اللغة «الدومارية» فى مصر، بأماكن تواجد «الغجر» في قرى المحافظات وصحاريها، ولكنها سجلت انتشارًا في حي «غبريال» بالإسكندرية، وقرى «طهواي» بالدقهلية و«كفر الغجر» بالشرقية و«حوش الغجر» بسور مجرى العيون بمصر القديمة وقرى «سنباط، المقطم، أبو النمرس ومنشية ناصر».
ويتحدث فى محافظة الدقهلية، أكثر من 4 آلاف غجرى بهذه اللغة، فيسكن قرية «طهواي» التابعة لمركز السنبلاوين، نحو ألفي غجري، ويسكن نحو 1500 قرية العصيا بطلخا، إضافة إلى 500 غجري متفرقين في المنصورة والجمالية، وميت سلسيل يعرفون بالغجر الرحالة.
«البجاوي».. لغة مقاتلي الفراعنة
وفى أقصى الجنوب الشرقى، من جمهورية مصر العربية، وعلى أطراف أطول محافظتها «البحر الأحمر»، توجد مجموعات بشرية مصرية الأصل، ذو بشرة سمراء اللون صلبة، رسم الإهمال لسنوات ماضية عليها علامات من الحزن، طُبعت للأبد على تلك الوجوه.
تعد تلك الجموع التى تقطن الوديان الجبلية، التابعة لمثلث حلايب وشلاتين، جنوب البحر الأحمر، لها تاريخ غنى بما هو كفيل لكاتب أن ينهى حياته فى كتابته، ولمتجملًا إلا يفارق تلك الوديان التى أطلق عليها «أرض الذهب».
ويتحدث أهالى تلك الأودية الجبلية، لغة ليست عربية تُنطق ولا تُكتب، ولا يفهمها سواهم، وهى «البجاوية»، وهم قبائل البجا أوما اطلق عليهم «مقاتلى الفراعنة»، يعتبرون من نطق بينهم بالعربية، خارج عن عاداتهم وتقاليدهم، أو يمتلك علم يفوق علمهم.
ومن عاجات أهالى الوديان الجبلية، انهم يعيشون على الفطرة، يأكلون مما يرعون من أبلًا وأغنام، ويقضون حاجتهم من الحضر على فترات، يعشقون حياة الصحراء، ولا ينامون إلا بعد رؤية النجوم.
ولا يعتمد تاريخ لغتهم على الكتابة، بل أكتفوا بنطقها، ولا يتحدثها سوى أهل حلايب وشلاتين، وقبائل شرق السودان، ينطقون الكلمات المشتركة بينهم، بطريقة مختلفة، فكلمة فرعون، بالبجاوية تنطق «فرائيون» وتعنى «آبانا العظيم»، وكذلك نفرتيتى، أصلها بيجاوى وتعنى «التوأم الجميل»، و«سنا تيتى» تعنى الأخ التوأم، «سنفرو» تعنى الأخ الجميل، «سواركن» تعنى الكبير، وكذلك «أكرتيل» تعنى القبر.
ولم يكن لنزوح العرب إلى بلا البجة، منذ أكثر من ألف عام، تأثيرًا على لغتهم، لم تستطع اللغة العربية التغلب على «البجاويةۚ»، لأن هجرة العرب كانت بأقليات بشرية، وربما كان أكثرهم من الرجال، واضطروا للتزاوج من البجة فنشأ أطفالهم بين أحضان أمهاتهم البجاويات يتكلمون بلغتهن فى كل شى، العديد من قبائل بلى حاولت الاحتفاظ بلغتها العربية بين الأغلبية البجاوية، ولكن طمست معالم لغتهم العربية، ولم يبق منها إلا النسب إليهم فى لفظ «بلويب».
«الهاجا».. لغة صائدي الزواحف
ويمكن أن تسمع لغة «الهاجا» قرب جبال أبو رواش، على بعد 6 كم من محافظة الجيزة، وتتبع المحافظة، وهى لغة تستخدمها عائلة «طلبة»، العائلة الأكبر فى امتلاك الزواحف والثعابين فى مصر.
يتحدث أفراد «طلبة» باللغة الغامضة، فيما بينهم وسط الضيوف، لغة ﻻ يفهمها إلا هم وأبناؤهم، وﻻ يعطون أسرارها لأحد.
و«الهاجا» هى كلمات خاصة، توارثتها عائلة «طلبة» على مدار السنين، تمامًا مثل مهنة صيد الزواحف والثعابين، والتى يمارسونها ببراعة.
«السيوي».. لغة أمازيغ الشمال
تعتبر اللغة الأمازيغية، من ضمن اللغات التي تتعرض للاندثار، وخاصة في مصر، فهناك أشخاص ما زالوا يتحدثون بها، حتى بعد بدأ عدد الأمازيغ الأصليين في مصر في التناقص، وهم يتمركزون حاليًا في صعيد مصر حيث قبيلة هوارة، وواحة سيوه.
وتوجد نحو 10 قبائل للأمازيغ، يتجمعون في واحة "سيوة"، ولهجتهم هي اللهجة «السيوية»، ويشكل الأمازيغ نحو 15 % من سكّان شمال أفريقيا، ويصل تعدادهم في مصر لنحو 23 ألف نسمة، يقطنون الواحة، وتقل نسبة الناطقين بالأمازيغية كلغة أم في مصر عن 10%.
و«السيوي» هم المجموعة العرقية الأمازيغية المتواجدة في مصر، ويوجد عدد كبير من الأمازيغ في محافظة قنا، ينتمون لقبائل الهوارة.
وتضم واحة سيوة، وما حولها 11 قبيلة و22 ألف نسمة، وهى موازية لواحة «يغبوب»، وقد يرجع أسم يغبوب إلى التسمية الأمازيغية الأصليه «ئغبولا»، تعني عيون الماء من المفرد «أغبالو»، أو «جغبوب» في ليبيا، ويذكر أن واحة جغبوب «يغبوب»، أرض مصرية أصيلة، في حين أن منطقة مرسى مطروح أرض ليبية أصيلة، ولكن عند ترسيم الحدود تم مد الحدود المصرية، حتى هضبة السلوم كمانع طبيعي، واتخذ خطًا مستقيمًا حتى نقطة التلاقي بين حدود ليبيا وتشاد والسودان ومصر، في أقصى جنوب غرب العوينات، وتشترك سيوة وجغبوب في منخفض واحد.
طالب أمازيغ واحة سيوة، الحكومة المصرية، أن يتم تدريس اللغة الأمازيغية، لأبنائهم في المدارس بسيوة، وذلك بجانب اللغة العربية، وكان ذلك في إطار رغبتهم في المحافظة على اللغة وعدم اندثارها، وبغرض تثقيف الشعب المصري بالثقافة الأمازيغية، ولكن دون جدوى.
القبطية.. لغة الزينية مازالت تتحدث قرية «الزينية»، بمحافظة الأقصر، اللغة القبطية حتى الآن، مسلمون أو مسيحون، ما يعد حالة نادرة بين القري المصرية، إلا أنها لم تكن الحالة الفريدة في هذا الشأن، بل تظل هناك لغات أخرى، ما زالت تسبق الزمن؛ لتبقي على لسان سكانها كاللغة النوبية، والتي طالب أهالي النوبة تدريسها في مناهج الكلية الحربية والمدارس والكليات الحكومية كلغة معترف بها. وتقع قرية «الزينية»، بحرى محافظة الاقصر، بجوار الكرنك، تبعد عن المحافظه حوالى 10 كيلو متر، يقدر عدد سكانها بنحو 20 الف مواطن، ويقدر نسبة المسيحيين 90% من أهل القرية، ويوجد بها كنيسة واحدة بأسم «الأنبا باخوم» مخصصة للأقباط الأرثوذكس. ولم تتأثر «الزينية»، بالفتح الإسلامى لمصر، ولا تعدد الثوارت الذي شهدته البلاد، بل تتخذ منهجًا مختلفًا، رافضًا التدخل في شئون السياسة، احتفظت بلغتها القبطية الأصيلة، بل وفرضتها على أغلب سكان القرية، منذ القرون الماضية وتعلم ابنائها كيفية التعامل باللغه القبطية فيما بينهم.
النوبية».. لغة 11 مليون مصري أما «النوبية» فهي لغة نيلية صحراويه، تنتمي إلى عائلة اللغات «الأفرو-آسيوية»، واللغات البربرية التي يتحدثها أهل المغرب في مصر. يتحدثها سكان جنوب مصر، ومناطق شمال وغرب السودان القريبة من مصر، ويبلغ عدد الناطقين بها حوالي 11 مليون نسمة. وتنقسم اللغة إلى قسمين أساسيين: «الكنزية والفاديجية»، وتختلف إلى خمس لهجات أو أكثر في مناطق مختلفة كالفادجية والكنوز في مصر، وحلفا ودلقو والسكوت في السودان. وعلى الرغم من أن الكتابة والتدوين بهذه اللغة انتهت بعد دخول الإسلام في النوبة، إلا أنها ظلت باقية كلغة متطورة تتناقلها الأجيال، ولا تزال لغة مناطق كثيرة في أسوان، رغم وجود اللغة العربية، لكن تظل اللغة المحلية هي المفضلة لأهل النوبة. مقالات ممكن أن تعجبك تعليقات (1) هنا يجب التصحيح بواسطة: فؤاد شباكا بتاريخ: الإثنين، 16 مايو 2016 02:52 م لا يوجد فى اى قاموس فى العالم كلمة تسمى الفتح العربى ، الا عند العرب. والمعنى الحقيقى له الغزو العربى . لان مصر كانت معمورة بمدنها وقراها وبيوتها العامرة بسكانها ، وليست بيوت خربة .. اما بخصوص اللغة النوبية التى يتحدث بها سكان النوبة، مع دوام التجاهل لوجودهم وحجب الأصول النوبية عن التعريف بها . اذن المصرى لا يتحدث اللغة النوبية لانه ليس نوبى . فالخطأ وارد عندما تذكر اللغة النوبية لغة 11 مليون مصري .. وهنا يجب التصحيح . اللغة النوبية هى لغة النوبيين فى النوبة السفلى، والنوبة العليا ، مع لهجتين وليست خمسة لهجات كما ذكر كاتب المقال .. فاللغة النوبية ما زالت قائمة وغير قابل للانتهاء حتى بعد دخول الإسلام في النوبة. بل حاول الغزاة ومماليك والانكشاريين فى مصر القضاء على لغتنا المقدسة! والله حافظ على لغتنا من الاندثار، ولا نخشى على لغتنا من الاندثار فهي باقية ما بقي الانسان النوبى ، لذلك من الواجب علينا أن نحافظ على لغتنا، ولا نقبل أن تمتزج باللغة العربية :
صوت الأمة : http://www.soutalomma.com/Article/220226/لغات-الأقليات-في-مصر-«الأرض-مش-بتتكلم-عربي»-«الدومارية»-لغة
مصادر أخري :
حضارات . موقع الأهرام http://hadarat.ahram.org.eg/Articles/حياة/اللغة-عند-قبائل-البجا!!-030717
أخبارك.نت http://www.akhbarak.net/news/2015/09/07/7177794/articles/19719882/بالصور-قرى-وأودية-مصرية-لا-تتحدث-العربية-قبائل
======
تعليقات
إرسال تعليق