مقالات عام 2006 - 26


هل تمنع الأمم المتحدة ازدراء الأديان الارهابية ؟ (!!)

صلاح الدين محسن 
الحوار المتمدن  2006 / 3 / 9  

ان لم تعرف الحياء .. فافعل ما شئت ..
من اختشوا .. ماتوا (!)
(( نشرت جريدة الأهرام - كبري جرائد الدولة بمصر – في صفحتها الأولي ذاك الخبر : " مبارك يناقش مع رئيس كوريا الجنوبية اصلاح الأمم المتحدة " ))

من المعروف أن نظام الرئيس مبارك هو أحد الأنظمة المتهربة من الاصلاح السياسي في بلدها ( بالشرق الأوسط )..! وهو أيضا نظام فشل تماما في تحقيق الاصلاح الاقتصادي .. ! 
و نظام الرئيس مبارك الذي تقدم بطلب للأمم المتحدة منذ أيام قليلة مضت لاصدار قرار بمنع ازدراء الأديان .هو نفسه النظام الي يسلم جهاز اعلامه لوعاظ وعمائم تزدري وتسفه وتحرض علي الأديان الأخري – الأقليات الدينية (!!!) .
وهو أيضا النظام الذي يسمح - ويقود جهاز أمنه – عمليات الاعتداء المتنوعة علي أبناء الأقلية الدينية بمصر ...
وهو النظام الذ يترك مادة بالدستور المصري تميز بين الأديان وتعلي ديانة علي باقي الديانات مما يكرس التفرقة بين المواطنين بسبب الدين ، متناقضة في ذلك تلك المادة مع مادة أخري الدستور نفسه توجب المساواة بين المواطنين دونما تفرقة بسبب الدين أو خلافه ، وكذلك تعتبر تلك المادة التي تنص علي وجود دين رسمي للدولة دونا عن باقي الأديان واخراجا لها من دائرة الرسمية مناقضة للقوانين الدولية التي وقعت عليها مصر..(!) .
فتري : أية أديان التي يرغب النظام في مصر من الأمم المتحدة تحريم ازدرائها اذن ؟!!
وهل المطلوب هو منع الازدراء بالأديان أم منع حرية الرأي وحرية التعبير؟!
وهل تتساوي حرية النقد وحرية الرأي والتعبير بالازدراء ؟(!)
حرية الرأي وحرية النقد ضرورة من ضرورات الاصلاح والتقدم وتطور الحياة ورقيها..
ومستجدات الحياة وتغيرات ودواعي تطويرها تقتضي ألا يستثني من النقد لا السياسي ولا السياسيين ولا الفكر ولا المفكرين ولا الفن والفنانين ولا الدين و لا رجال الدين أيضا ..
ففيما يخص الأديان التي نحن بصدد الحديث عنها .. هناك فرق بين الازدراء والنقد .. 
فالازدراء هو سخرية لمجرد السخرية .. قائمة علي السخرية وهدفها هو الاستهزاء وحسب..
بينما النقد يقوم علي حيثيات وأدلة وبراهين ، وهدفه هو علاج خلل ، أو سد ثغرات ، أو تقويم اعوجاجات أو تطوير شيء يعوزه التطوير ..
والمفروض أن الأديان جعلت لصالح الانسان .. فاذا اصطدمت الأديان مع مستجدات عصرنا الحديثة والتي لا صلة لها ولا بلغتها بعصر نشؤ الأديان ...حينها من حق النقد والنقاد .. ، بل ومن واجبهم تبيان وجه الصدام والمطالبة بضرورة أن يعلو صوت العلم والعصر الحديث الذي في صالح الانسان علي ما أضحي يعطل صالح الانسان وينغص عليه حياته من نصوص دينية تجاوزها الزمن ومستجداته .. ويجب عدم اعتبار ذلك ازدراء للأديان طالما – وان كان هدف الأديان ( فعلا..) هو الصالح للانسان وليس الاعاقة ووقف الحال ..
وكذلك رجال الدين .. هم ليسوا بمعصومين من الخطأ .. وليسوا بمعصومين من الغرض .. فهم ليسوا ملائكة بل هم بشر .. في البداية وفي النهاية ..، ونقدهم ( بالحق وبالأصول ) هو حق ، وواجب ، أذا ما ضلوا وأضلوا واذا فسدوا وأفسدوا .. ولا يجوز اعتبار ذلك ازدراء للأديان ..
فعلي سبيل المثال : كيف لا ننتقد رجال الدين اذا تحالفوا مع حكام فاسدين ظلمة ، وباركوا خطواتهم ، وراحوا يدعون لهم بطول العمر من فوق المنابر ، أو يدعون الناس لمنح أصواتهم الانتخابية لحاكم فاسد الوجه ، وفاسد البطانة ..؟! ... كيف نتواني لحظة عن انتقادهم ؟!!
وكيف لا ينتقد الناس دينا اذا صادفهم فيه نص ضد الاقتصاد الحديث ..؟! ، أو ضد علم من العلوم الحديثة فيه منافع للناس ويقف نص بالدين حجر عثرة أمام مصالح الناس ومنافعها من هذا العلم ؟!
كيف لا ننتقد مثل ذاك النص ونبين مخالفته لمصالح الخلق بما لا يرضي الخا لق ، ونوضح ضرورة تجاوز ذاك النص الديني المعوق لكون الزمن تجاوزه ، ونحن أدري بأمور عصرنا وبحال دنيانا ..؟!!
ان احترام حق كل انسان في اعتناق ما يقنعه من الأديان هو واجب ..ولكن :
احترام الانسان المتدين لحق النقد الموضوعي للدين ولرجاله هو واجب أيضا ..وذلك حماية للحياة وحماية للمتدين ولغير المتدين من اعاقة حياته وتقدمه ورخائه وسعادت بفعل نصوص دينية تحجرت بسبب مرور مئات من السنين فوقها ..
ومن واجب الأمم المتحدة عند شروعها في مناقشة اصدر قانون يحظر ازدراء الأديان .. أن تبين وتحددد ماهي الأديان ؟
وما هي الحركات الارهابية المتخفية في ثياب أديان ، والمندسة بين صفوف الأديان لتخرجها وتنبذها بعيدا كي لا يشملها قانون حماية المنظمة الدولية للأديان من الازدراء ... 
نعم يجب علي المنظمة الدولية – الأمم المتحدة - استبعاد تلك الحركات الارهابية المتخفية في سرابيل أديان ، مهما كان تعداد المخدوعين فيها ( ولو بالمليارات ...)، ومهما كان عمر مثل تلك الحركات الارهابية المرتدية قناع ديني ( ولو بالآلاف من السنين ) .. ولا سيما ان اتضح وجود دين بعينه هو المسئول الأول عن زعزعة أمن وأمان كوكب بأكمله بقاراته الست...(!)
فالأديان التي تحمل نصوصا صريحة تحض علي القتل والقتال والحث علي كراهية ومعاداة أهل الأديان الأخري وقتالهم وقتلهم وسلبهم ونهبهم ( وان حوت نصوصا أخري معاكسة للمرواغة والمناورة ) هل ستعتمدها الأمم المتحدة ضمن قائمة الأديان التي تحظر نقدها وكشفها.. معتبرة ذلك ازدراء أديان ؟(!!!)
أم ستضع المنظمة العا لمية مقاييسا ومعاييرا للأديان الحقيقية الجديرة بحمل صفة أديان ، والجديرة باحترام هيئة الأمم المتحدة لها و الجديرة بحمايتها من الازدراء..؟!!
===========

تعليقات