مقالات مختارة - من يزحزح معنا ألغام العلمين؟





                              مقابر الكومنولث بمدينة العلمين

من يزحزح معنا ألغام العلمين؟

 
تز
يد مساحة مدينة العلمين على خمسة وعشرين ألف كيلو متر مربع ويقل عدد سكانها عن عشرة آلاف نسمة ورغم تبعيتها الإدارية لمحافظة مطروح إلا أنها تقع على بعد سبعين كيلو متر فقط غرب مدينة الإسكندرية في شمال غرب مصر، ومدينة العلمين الحالية مشيدة على أطلال مدينة ليوكاسبيس السابق تشييدها أثناء حكم الإمبراطورية الرومانية لمصر قبل أكثر من ألفي عام والتي تكالب عليها زلزال وفيضان فدمراها وأغرقاها عام 365، وقد شهدت العلمين خلال الحرب العالمية الثانية الممتدة بين عام 1939 وعام 1945 عدة معارك شرسة بين قوات الحلفاء المتمركزة في مصر بقيادة بريطانيا وفرنسا وقوات المحور المتمركزة في ليبيا بقيادة ألمانيا وإيطاليا، خلفت ورائها حوالي خمسين ألف قتيل من الجانبين ابتلعتهم الصحراء كجنود مجهولين لم يدفن منهم سوى رفات ثمانية آلاف منتسب للحلفاء وعشرة آلاف منتسب للمحور في ثلاث مقابر جماعية إحداها كومنولثية وفرانكفونية مع مقبرتين إيطالية وألمانية
                    
                          كهف روميل - القائد الألماني النازي .  بمدينة العلمين . بساحل البحر المتوسط 
كما خلفت ورائها ثلاثة وعشرين مليون لغم مضاد للأفراد والمركبات زرعها الفريقان المتحاربان ضد بعضهما البعض تحت أرض مساحتها سبعمائة وخمسين كيلو متر مربع، ورغم مرور ثلاثة وسبعين عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية فمازالت ألغامها التحت أرضية تهدد البشر والشجر والحجر إلى درجة تشل العلمين وتكاد تشل شمال غرب مصر كله، في ظل حقيقة أن الأرقام المذكورة أعلاه هي أرقام حسابية تقديرية افتراضية لا يعلم أحد بدقة إحداثياتها ومواقعها الجغرافية الحقيقية، وهو ما يصعب إعفاء الإدارات المصرية المتعاقبة من المسؤولية عنه بامتناعها المخزي عن تأدية واجبها نحو تطهير العلمين عبر نزع وإزالة ألغامها الأمر الذي كان ومازال يستدعي اتخاذ الخطوات الآتية:-
1 - الانضمام إلى مكافحي الألغام العالميين بتوقيع اتفاقية أوتاوا الأممية لمكافحة الألغام الموقعة عام 1997 والتي امتنعت الدبلوماسية المصرية عن توقيعها لأسباب غير وجيهة فامتنعت دول العالم عن إدراج مصر على الخريطة العالمية للألغام المقرر إزالتها، لاسيما وقد تسبب الامتناع المصري عن توقيع هذه الاتفاقية في الحد من قدرات مصر على طلب معونة دول العالم في نفس المجال الذي ترفض مصر التعاون بشأنه مع تلك الدول.
2 - تكليف كل الكوادر الدبلوماسية والمخابراتية والمعلوماتية المصرية العاملة في الخارج بالحصول عبر استخدام كافة الوسائل العلنية والسرية سواء كانت شرعية أو غير شرعية على أي خرائط في أي دولة من دول العالم توضح الإحداثيات والمواقع الجغرافية الدقيقة لحقول تلك الألغام فمثل هذه المهام النبيلة هي أساس عمل هؤلاء.
3 - الضغط على جميع دول العالم التي شاركت في الحرب العالمية الثانية لاسيما مربع المتحاربين الزارعين لألغام العلمين أي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا لتلبية كل الاحتياجات التقنية والمالية لعمليات النزع والإزالة والتعويض تحت منطق مسؤوليتها عن زرع تلك الألغام.
4 - الأخذ بالحلول التي سبق أن عرضها بعض العلماء المصريين مثل إغراق كل أراضي العلمين بمياه مخلوطة مع سوائل كيميائية قادرة على التغلغل داخل كافة الألغام التحت أرضية لإفسادها وإبطال مفعولها التدميري بحيث لا يبقى منها سوى كتل حديدية يمكن الاستفادة بها لاحقاً كمواد خام.
طارق المهدوي

تعليقات