مقالات عام 2008 - 10 ابتسامة عادل امام

ابتسامة عادل امام

صلاح الدين محسن
الحوار المتمدن  2008 / 1 / 24

شاهدت لقاءا فضائيا مصريا هذه الأيام مع النجم عادل امام . ببرنامج " البيت بيتك " تقديم الأستاذ " محمود سعد " كان واضحا تقدم نجمنا الكبير في السن . حيث ظهر بدون ماكياج مما اظهر معه تضخم عظام الوجه وعدم اتساقها كما كان في الشباب . وككل انسان .
اندهشت لابتسامته في بداية البرنامج التي بدت مغموسة في المرارة .! أما ابتساماته وضحكاته طوال البرنامج فلم تكن تحمل مرارة وانما كانت تبدو كأنه ينتزعها من داخله ولا تخرج منسابة بتلقائية ! ورحت أسأل نفسي كيف لكوميديان حياته كلها ضحك – وكما يقول هو عن نفسه باستثناء سنوات قليلة واجه فيها تجاهلا اعلاميا فحسب مقصودا . حسبما حكي– وهو مليونير . وأظن أجره عن الفيلم الواحد يبلغ عدة ملايين. أن تتمكن الشيخوخة ومرارة الحياة من الوصول لوجهه وضحكاته وابتساماته ؟! . ولكن لا ضحك طوال العمر ولا الملايين حالوا دون تسرب مرارة الحياة الي ابتسامته وسحب تلقائيتها ! انه الزمن .. الحياة وطبيعتها . لا تدع شبابا دائما ولا سعادة دائمة ولا .. العمر نفسه تدعه دائما لانسان مهما كان سواء كان من ملوك الدول و البلاد او من ملوك الاضحاك في السينما والمسرح .
كنت أظن أن لعادل امام مؤسسة خيرية باسمه تساعد المحتاجين وتقرض المأزومين من ألناس من أبناء الشعب البسيط الفقير في ظروف يعاني فيها غالبية شعب مصر من سؤ الاحوال . ولاسيما الشباب . بصفته فنان ابن بلد . فقد نشأ في حي شعبي . فاذا به لا يساعد حتي موظف عنده .! – فقد تكلم عن شاب بلغ الخامسة والثلاثين - من موظفيه - . ويقول أنه سأل ذاك الموظف الذي يعمل معه كيف يمارس الجنس ( يعرف أنه غير متزوج ! ) . فأجابه الشاب بأنه غير متزوج - لعدم القدرة علي الزواج كأغلب شباب مصر . وهو يحكي الحكاية كمشاهد يتفرج علي مسرحية كوميدية لا كانسان عاش هموم ذاك الشاب الذي مثله عدد من ملايين الشباب المصريين !!
ظننته سيحكي لنا ببساطة بن البلد الطيب كيف أنه أقرضه تكاليف الزواج علي أن تقسط عليه بواقع ربع المرتب - موظف عنده – وهل كثير علي عادل امام أن يفعل ذلك ؟! ولكن يبدو من كلامه أنه يسعد بالجلوس في برجه المالي العالي ويستمتع بالنظر للمحتاجين وبسألهم عما يفعلون دون أن يساعدهم حتي ولو كانوا موظفين عنده يستحقون منه عمل المعروف .
كان الصحفي الكبير الراحل مصطفي أمين - ابن الذوات . نشأ في بيت الباشا سعد زغلول - يشعر بالفقراء ويساعدهم أكثر ممن يضحكهم .. اذ أنشأ مشروع " ليلة القدر " . بتبرعات أهل الخير وكان يتلقي – كمثال - رسالة من فلاحة فقيرة تبكي جاموستها التي ماتت و التي هي كل ثروتها في الحياة .. فتفاجأ الفلاحة المنكوبة بمندوبة ليلة القدر . قادمة من طرف مصطفي أمين . ومؤسسة أخبار اليوم . التي أنشأها بمشاركة شقيقه الصحفي الراحل " علي أمين " - . وتدخل عليها ساحبة خلفها جاموسة هدية لها عوضا عن جاموستها الفقيدة .. فتنطلق زغاريد الفقراء البسطاء مع دموع الفرح بهدية عوضت عن الخسارة .
وحكي الفنان المضحك عادل امام – في البرنامج - عن واقعة دعوة جاءته لتناول الغذاء مع أسرة الزعيم الراحل عبد الناصر . وفي الطريق كان معه مساعد له لم يكن يدري الي أين هم ذاهبون – وبتلقائية شكا مما لحق بعائلته علي يد حكم عبد الناصر . وروي الفنان المحبوب . باستخفاف قول مساعده أن عبد الناصر صادر من عائلته " جراج " . بالتأميم ( كاتب المقال : لم يكن أبي يمتلك شيئا ليؤممه عبد الناصر ولكنني أعرف أن هناك اناس كثيرين ظلموا وعائلات جاعت من وراء تأميمات عبد الناصر الاعتباطية – مثل انفتاح اقتصادي اعتباطي اقترفه نائبه وخليفته زميله الضابط أنور السادات . ايضا ! . وقد سلم عبد الناصر ما أممه من المصانع والمزارع المؤممة لضباط لصوص زملائه سرقوا وبددوا أو علي أقل تقدير أساءوا ادارة لا يعرفون عنها شيئا لتلك المصانع والمزارع التي أممت !.. ) ولكن نكبة مساعد الفنان عادل امام عند تأميم جراج أسرته هي عند عادل امام موضوع تافه بجانب المجد الذي تحقق لمساعده هذا عندما فوجيء بنفسه ضيفا في منزل عبد الناصر مع عادل امام والسيدة زوجة عبد الناصر تقدم له الطعام علي المائدة مع أولادها . وكأن الفنان الضاحك يقول : جراج ايه هذا الساذج ؟! ألا يفرح بهذا المجد ؟! ) لم يضع الفنان الضاحك نفسه أولم يتصور نفسه مكان مساعده عندما انتزع الجراج بالتأميم من عائلته في عهد عبد الناصر ولا كيف صار حال العائلة . ! ويقال أن فنانا مصريا كبيرا أصابه المرض حتي الموت بسبب تأميم استديو فني – أو شركة انتاج فني - . كان يمتلكه . علي يد عبد الناصر . وهو الفنان " محمد فوزي " فماذا لو قام ضابط آخر كعبد الناصر بانقلاب وأمسك بالسلطة وأمم من ضمن ما يؤمم مشاريعا يمتلكها الفنان المضحك عادل امام ؟؟!! مثلما أمم الضابط عبد الناصر استديو أو شركة انتاج للفنان – المطرب والملحن الرائع الراحل محمد فوزي - ؟؟
لعل هنا فقط سوف يعرف " عادل امام " حجم كارثة تأميم جراج عائلة مساعده . الذي حكي لنا قصته باستخفاف !
طبعا بالتأكيد ليسوا كل من طالهم التأميم هم ضحايا . ولكننا وحسب ضد تأميم ظالم من ناحية ومن ناحية اخري ضد تأميم مال سرقه صاحبه اللص لنضعه في يد لص آخر برتبة ضابط .. !
وتكلم الفنان الضاحك المضحك ابن الحي الشعبي القاهري عن رسائل ترد اليه من ذوي الحاجات . المعسرين . الذين يطلبون مساعدته المالية لهم . – وطبيعي أن يحدث ذلك وأن يكون من بين هؤلاء مجرد طامعين . ولكن منهم بالتأكد من هم غرقي ويتوسمون في فنان شعبي ميسور أملا في مساعدتهم .
وحكي باستنكار وتهكم لا يصعب علي المشاهدين الاحساس به عن أحد هؤلاء . رجل يطلب مبلغ 130 ألف جنيه . ويتساءل الفنان المحبوب : هل هذا المبلغ مساعدة ؟ ( وكأن ذاك المبلغ كبير للغاية في رأيه . في أيامنا تلك ؟! ) علما بأنه أضاف بأن الطالب يقترح مشاركته في مشروعه ( أي أنه من المحتمل جدا أن يكون صاحب مشروع وتعثر به الحال ويطلب نجدة منه وعنده أمل .. وطبيعي أن يحدث التعثر لأي صاحب عمل في مصر في ظل ظروف اقتصادية لا تدع مجالا يذكر سوي لكبار الحيتان .. فما سر العجب في ذلك ؟!) وكنت أتصور أنه يكلف أحد معاونيه بفحص تلك الحالات ومساعدة المحتاجين حقا منهم - بقدر استطاعته وليس أكثر –
لم ألحظ تعاطفا في نبرات صوته وهو يحكي عن طالبي المساعدات بقدر ما أحسست بذعر بداخله . وما يشبه الاستغراب والاستنكار ووصف ذلك بأنه شحاته وأنه لا يحب الشحاته ! ( ماذا لو خصص الفنان الشعبي المحبوب 10% فقط من صافي ايراد كل فيلم . لعمل الخير وتقديم المساعدة لعدد من المحتاجين فعلا بعد فحص حالاتهم ؟ ..هل هذا عيب ؟! كتير ؟! ) . وعندما تكلم مقدم البرنامج عن موضوع مساعدات في قضايا الناس التي يعرضها البرنامج - بعيد عن عادل امام – فكان رد فعل الفنان ألشعبي بالذعر و وربما يكاد يكون بالنهي الايحائي عن مساعدة المحتاجين ! وان كان قد دعا له – أي لمفدم البرنامج – بالتوفيق في مساعدة هؤلاء الناس في نهاية البرنامج . – أو هكذا بدا لنا الأمر –
ويستعرض المذيع محمود سعد . بعض ما أمامه – كالمعتاد في برنامجه . كما استنتجت - من استتجادات مواطنين لحقت بهم الكوارث . طلبا للمساعدة . فهذا رجل لحقت به كارثة وهو رب لأولاد بالتعليم – المذيع يقدم عرضا عاما لما بين يديه من استنجادات بطريقة عادية – فيرد الفنان المضحك بجفاوة جازمة " الاولاد يشتغلوا " – ويرد عليه المذيع : انهم بالتعليم . فيرد الفنان المضحك بدون ابداء نوع من الشفقة : وماله . يشتغلوا . – ألا يعرف كمصري أن فرص العمل ليست متاحة حتي للخريجين الذين منهم من مضي عليه سنواتمنذ التخرج دونما عثور علي فرصة للعمل ... ؟! ويضيف الفنان الضاحك المضحكاتي معترضا : لو كل واحد عنده كارثة ..!! ( بما يعني . أنه لا أحد يمكن أن يسد حاجة كل من أصابته كارثة . يعني ده وجع دماغ والمفروض الواحد يكبر دماغه ! ( وقال . من باب الوجاهة - علي ما يبدو - أنه عضو بلجنة الكوارث التي أنشأتها الحكومة – ومن المعروف أن تلك الحكومة ومن كلفها هي سبب كل الكوارث . وان أنشأت لجنة كتلك فلزيادة عدد لجانها العديمة الفائدة والشديدة البيروقراطية واضافة للسفه الانفاقي الحكومي- .
و المفروض أن من يستطيع عمل أي قدر من الخير . يجب عليه عمله ولو بالكلمة الطيبة المساعدة علي عمل الخير . فلا يجب أن يكون الانسان مناعا للخير .. بل داعيا له ما لم يقدر علي عمله ..
ليس معني هذا أن الفنان "عادل امام " رجل غير كريم أو غير معطاء أو أنه ليس من أهل المروءة والنجدة . كلا .. فسبق أن ساعد زميلته الفنانه " نوال أبو الفتوح " التي شاركها العمل في فيلم في بداية حياتهما الفنية عام 1973 . عندما طال بها المرض وعجزت عن سداد نفقات العلاج . مما دعا الفنان عادل إمام الي الاعلان عن التبرع بإيراد يوم من مسرحيته «بودي غارد» وقتذاك ( ايراد يوم كامل .. .. كامل وغير منقوص ) للمساهمة في علاجها وهو العرض الذي رفضته الفنانة الراحلة بشدة – كما نشر بجريدة الشرق الأوسط اللندنية – أبريل 2007 - http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=31&issue=10361&article=414511
رحمة الله علي الصحفي " مصطفي أمين " . الذي كنا نتفق معه ونقدره فيما يتعلق بضرورة ادخال البسمة لقلوب الفقراء المنكوبين واعادة الأمل في الحياة والثقة في رحمة الانسان لأخيه الانسان . بمساعدة الغارمين ونجدة الغارقين . ( دون من ولا أذي ... فالمن والأذي يبطل ثواب عمل الخير ) .
المثير للغاية في هذا اللقاء الممتع هو ما حكاه عادل امام عن لقائه أثناء رحلة له بالخارج مع نجم من نجوم السينما العالمية . وكان قد رتب له اللقاء . الاعلامي " عماد الدين أديب" – بعلاقاته واتصالاته . كما حكي فناننا – عندما حكي نجم نجوم السنيما والمسرح . وأغلي تلك النجوم ربما في تاريخ المنطفة كلها - منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط بكاملها . كم أحسست أن عالمنا نحن الدول المربوطة بذيل ناقة ما يسمي ب " العروبة " . نحن الدول التي تسمي نفسها فخرا واختيالا ب " العااااااالم العربي" بينما مساحة عاااالمنا المسمي بالعربي كله من المغرب للعراق لا يزيد عن مساحة مقاطعة واحدة أو مقاطعتين من المقاطعات الكندية أو الأمريكية ! . عندما كلمنا نجم نجومنا علي الاطلاق الذي يطلب لقاءه ملوكنا وأمراؤنا ورؤساؤنا .. يصف لنا لقاءه هو مع نجم من نجوم السينما العالمية . فأشعر بأن عالمنا هذا انما هو ضيييييل ضيل هزيييييل هزيل ..!وهو يكلمنا عن تلك المقابلة أحسست كما لو كان المتكلم ليس ملك الضحك وزعيم الفن الذي مقامه عندنا وعند ملوكنا في مقام الملوك الحقيقيين والرؤساء والأمراء ! فاذا به يصف لنا اللقاء . تماما كما يصف عمدة قرية صغيرة بصعيد مصر . مثل قرية " كفر البلاص " . تلك القرية التي لا يعرف أغلب المصريين أنفسهم شيئا عنها ولا يذكرونها الا للتندر والضحك – ولعل أغلب المصريين وأنا واحد من هؤلاء يظنون أن قرية" كفر البلاص" تلك لا وجود لها وانما هو اسم فكاهي هزلي لمجرد الاضحاك جاء في فصل كوميدي بأحد الأفلام المصرية . – هذا ما كنت أظنه حتي سنوات قريبة . عندما زرت الصعيد . وفوجئت وأنا بمحطة أتوبيس الضواحي – بمدينة نجع حمادي . حسبما أتذكر - بمن ينادي علي الركاب وينبههم لوجود الأتوبيس المتوجه الي " كفر البلاص " ! فابتسمت وعرفت لأول مرة أن هناك قرية مصرية حقيقية اسمها فعلا " كفر البلاص "..!
وكما يتكلم "عمدة كفر البلاص " . مع المقربين اليه . عن رحلة له للقاهرة العاصمة . تمكن فيها من مقابلة رئيس وزراء مصر ..!! كذلك كان نجم نجوم السينما والمسرح لكل الدول المسماة ب العالم العربي . يكلمنا عبر التليفزيون عن لقائه بنجم من نجوم السينما العالمية !
وقال فنانا الضاحك في اجابة علي سؤال بالبرنامج . أن الملوك والرؤساء يدعونه – أي هم الذين يسعون
الي أن يحظون بللقائه –
وعن شعوره وهو يقابل الملوك والرؤساء أجاب " أنا ايضا : عادل امام " أي أنه ملك مثلهم لا يقدر عنهم قدر - وهذا صحيح . ولا نغالي لو قلنا أنه ارفع منهم قدرا فقدره في قلوب الناس يحميه الحب لا البوليس ولا أجهزة الأمن -
ولكن هذا عندنا ببلادنا . أما عندما كان بالخارج .. فلم يطلب نجما من نجوم الخارج مقابلة عادل امام بل عادل هو الذي طلب أن يحظي بمقابلة نجم عالمي ! و احتاج النجم العالمي لأن يعرفوه بهذا الجالس أمامه الذي قالوا له اسمه " عادل امام " وانه نجم ولم يهب النجم العالمي للقائه بالأحضان : أهلا يا عدولة .. باعتباره نجم زميل له . نجم نجوم بلاده – نجم ببلاد النفط وأبو الغيط وفتحي سرور والقذافي ذو الخيمة! وعبد الله صالح وبن لادن. و البدو والعربان - .... لا لا !!! كلا فلم يكن قد سمع عن عادل امام من قبل .. مما يؤكد أن خريطة عالمنا .. العربي هذا .. ليست لها اعتبار كبير سوي بأدمغتنا .. لاننا بالنسبة للعالم الحي المنتج المبهر المبدع المتقدم المتحضر الحر (( الديموقراطي .. )) لسنا سوي : كفر البلاص .. / ويبدو أن هذا ما لم يعرفه بعد . السيد " أبو الغيط " وزير الخارجية المصري .. والسيد فتحي سرور – متولي الحسبة المزمن للبرلمان المصري - حسبما ظهر في ردهما علي قرار البرلمان الأوربي منذ أيام قليلة - .
وقال عادل امام أنه قبل أن يحظي بتلك المقابلةمع نجم السينما العالميخلال زيارته للخارج قالوا له ان مقابلة نجم سينمائي بذاك الوزن هناك . هو أصعب من مقابلة الرئيس الأمريكي بوش .
وحكي لنا . كيف أن ابنه " محمد " المعجب جدا بذاك النجم العالمي . من فرط غبطته لرؤية نجمه العالمي المحبوب – وهو ابن عادل امام شخصيا ! - وجد نفسه في حالة انعدام للوزن كما رواد الفضاء .. فأخرج الموبايل الخاص به وراح يطلب أمه وأخوته ومعارفه ليبشرهم بذاك النبأ العظيم الذي لم يكن يتصور حدوثه . وحلمه الذي لم يكن يتوقع له أن يتحقيق !!!

وعلي ذكر بعض الدعاة الدينيين . أثناء حوار النجم عادل امام مع الأستاذ محمد سعد . قال الفنان الرائع . انه ضد أن يرتزق الداعية الديني من وراء الدعوة . بل تكون دعوته لله . تطوعا غير مأجور . .. ونحن نري أن ارتزاق الداعية الاسلامي من وراء الدعوة أفضل من ارتزاقه من وراء غنائم ومسلوبات الغزوات الدينية ..- وان كان كل الدعاة الاسلاميين الآن ينادون باحياء فريضة الجهاد الاسلامية . أي العودة لعصر الغزوات . والعيش من المسلوبات – أي جمع ما تركه قتلي الحرب - والغنائم .. ! . مما حدا بالجماعات الدينية لتطبيق ذلك بالفعل في العراق ضد غير المسلمين – الصابئة والايزيديين والنصاري – طرد واستيلاء علي البيوت ونهب وسلب وغير ذلك . !

وأظرف وأصدق ما أعجبني فيما قاله الفنان الضاحك . أنه لو اشتغل داعية ديني لهبل الناس ( بمعني أذهلهم لدرجة الهبل ) .. / قالها بثقة شديدة / وأؤيده تماما لأن الدعوة الدينية أهم لوازمها القدرة علي الاقناع والتأثير . . ولابد للداعية الديني من أن يكون لديه قدرا لا بأس به من موهبة التمثيل . لذا فالممثل القدير الفاهم في الدين من الممكن أن يكون هو الداعية الأقدر والأكبر .. ولو أن عادل امام عمل بالدعوة الدينية في وجود الشيخ الشعراوي . لسحب البساط من تحت قدمي الشيخ الشعراوي تماما ..– خاصة وأن عادل نوه الي فهمه للدين وقراءته للتاريخ الاسلامي –
وهذا ما قلناه في كتابنا " الشيخ الشعراوي وعدوية " المطبوع في مصر عام 1997 . وطيرت وكالات الأنباء –وخاصة وكالة الأنباء الفرنسية - مقتطفات من ذاك الكتاب . وقتها – وتلقينا بسببه توبيخا أمنيا ! – ولكننا لم نذكر بكتابنا عادل امام . كنموذج للممثل الذي يمكنه الاطاحة بالشيخ الشعراوي وانتزاع مكانته وانما ذكرنا الفنان الراحل " عبد الوارث عسر " ، والفنان الراحل " عبد الله غيث " - كافتراض – وذلك لكون وجه كل منهما يحمل سماحة طبيعية تساعد كثيرا علي آداء دور الداعية الديني .. بعكس وجه الفنان الضاحك العبقري عادل امام الذي يحمل صفات الولد الصايع والمتشرد .. وان كانت قدراته التمثلية العالية كفيلة بالتغطية علي ذلك . مثلما كان يقنعنا الفنان اسماعيل يس . ذو الطلعة الهزلية . وهو يؤدي دور المدير صاحب العمل ..! وكما اقتنعت بالفنان أحمد بدير . الذي يحمل طلعة صعلوك . وهو يؤدي دور ملك !! في مسرحية الملك هو الملك علي مسرح السلام بالقاهرة . منذ سنوات .. صحيح أن الاقتدار الفني العالي للممثل يغطي افتقار شكله الشخصي لصفات يحتاجها الدور . ولكن توفر تلك الصفات بوجه الممثل وجسمه سوف يثري ويساعده علي تأدية عمل أكثر اكتمالا. .
وهناك من الدعاة من لو لم يكن قد عمل داعية ديني لكان واحدا من أنجح الفنانين - كوميديان أو منولوجست - . كذاك الداعية الذي كان في خطبه الدينية يضحك المصلين - بداخل المسجد ! وهو الخطيب ! - من قفشاته اللاذعة في نقد الساسة والفنانين والفنانات . لذا فقد كان الزحام بداخل وبخارج المسجد - او الحسينية .. بلغة المسلمين الشيعة - الذي كان يلقي فيهذاك الشيخ خطبة الجمعة . زحاما علي أشده . ليس من أبناء الحي فحسب – حي منشية البكري - وانما من مختلف أحياء القاهرة ..! انه الخطيب الداعية الاسلامي الراحل الشهير " الشيخ عبد الحميد كشك " .
وأخيرا . . :
يقول المثل الشعبي المصري " يا بخت من بكاني ولا ضحك الناس عليا .. ولا : من ضحكني وأضحك الناس عليا ..))
ويبدو أن الفنان عادل امام . رغم أن أغلب أفلامه هادفة وتطرح مشاكل الناس لغرض معالجتها . الا أنه اضحك مصر وشعبها كثيرا جدا جدا . حتي شارك – الساسة - في اضحاك أمم الأرض علي ما آل اليه حال مصر والمصريين . !
فليس بالضحك وحده يحيا الانسان .
==========