أبحاث ودراسات - هل تعدد العلاقات العاطفية هو العلاج للخيانة؟
مجلة المصدر 22-6-2018
لماذا يختار الأزواج العاديين الذين لديهم أطفال توسيع علاقاتهم العاطفية وإقامتها مع شركاء آخرين، ولمَن تلائم هذه العلاقة؟
عندما يختار الزوجان الزواج، يعتقدان أنهما سيعيشان حياة سعيدة ومليئة بالحب إلى الأبد. ولكن من ناحية فعلية، لا ينجح الكثير من الأزواج في الحفاظ على الحياة الزوجية. لقد فُحصت نسب الخيانة بين المواطنين. لمزيد الأسف، يتضح من فحص أجراه المعهد الأمريكي لدراسة العائلة (Institute for Family Studies) أنه منذ عام 2000 أصبحت حالات الخيانة آخذة بالازدياد بشكل مطرد. لا تقتصر هذه المشكلة على أمريكا وهي منتشرة في العالم. ينفصل الكثير من الأشخاص بسبب الخيانة، ولكن ربما هناك حل آخر، قد يمنع الخيانة مسبقا.
كلما كانت العلاقات الزوجية أطول، لا سيما لدى المتزوجين، يتلاشى الشوق وتمارس علاقات جنسية أقل. هذا المعطى معروف ومثبت بحثيا. أوضحت د. ماشا هليفي، مستشارة علاقات زوجية إسرائيلية في مقابلة معها قائلة: “هناك أبحاث تشير إلى انخفاض الرغبة الجنسية بين الأزواج عندما يجري الحديث عن علاقة زوجية ثابتة. وفق المعطيات، فإن نحو %40 من الرجال لا يرغبون في ممارسة العلاقات الجنسية مع نسائهم، بالمقابل، الوضع لدى النساء أسوأ – %80 من النساء لسن معنيات بممارسة علاقات جنسيّة مع أزواجهن بعد مرور نحو عشرين عاما على الزواج”.
د. هليفي متزوجة وقد وجدت حلا لعلاقتها الزوجية وهي إقامة علاقة غرامية مع رجل آخر، بناء على معرفة زوجها ووالد أطفالها وبموافقته. تدعى هذه الحالة تعدد العلاقات العاطفية. إن تعدد الزوجات في الشرق الأوسط ليس أمرا جديدا، وحتى أنه ما زال مقبولا في جزء من المجتمعات التقليدية، ولكن ينظر الغرب إلى تعدد العلاقات العاطفية كعلاقة جديدة نسبيا، ويحق للنساء بموجبها أن يقمن علاقات زوجية وجنسية بمعرفة أزواجهن وسائر شركائهن في الحياة وبموافقتهم
إذا كان يبدو لكم مصطلح تعدد العلاقات العاطفية كفكرة جنونية وغير منطقيّة، فعليكم التفكير بنسب الخيانة التي تصل إلى نحو %50 في جزء من دول العالم وفي نسب حالات الطلاق المتزايدة بشكل مطرد. تشكل الخيانة فقدان الثقة بين الأزواج، ولكنها تأتي تلبية لحاجة إنسانية وهي البحث عن مصادر إثارة جديدة. لا يلائم تعدد العلاقات العاطفية لكل الأشخاص، وهو يلائم للأزواج المستعدين لإقامة علاقة مفتوحة وصريحة تماما، المتساهلين في أفكارهم، ومانحي الحرية للزوج أو الزوجة. لا يخفي الأزواج الذين يقيمون علاقات عاطفية متعددة علاقاتهم، وهي تأتي تلبية لحالة إنسانية لخوض تجارب جديدة مع أشخاص جدد.
“الأمان يقتل الغرام”، أوضح البروفيسور يوفال، اختصاصي نفسي وباحث دماغ إسرائيلي، “يشكل تحقيق الأمان والثقة في العلاقات الزوجية جزءا هاما في العلاقات الغرامية. ولكن هذه الحقيقة تلحق ضررا بالعلاقة الغرامية والجنسية”. وأضاف موضحا: “ليست هناك إجابات عن الأسئلة الأهم في حياتنا. ربما التوتر الذي نشعر فيه هو بسبب الرغبة في العلاقات الودية والجنسية، وبين الحرية والأمان. ربما يجب أن نركز على ذلك”.
=========
تعليقات
إرسال تعليق