حق المؤلفة قلوبهم - العامة والصفوة - في زكاة النفط

إعداد صلاح الدين محسن 
6-6-2018 
 المؤلفة قلوبهم للاسلام . الميالون لاعتناقه - أو من يبدون أنفسهم هكذا - لهم الحق في الحصول علي نصيب  يخصهم من الزكاة . بنص قرآني .
وكان " عمر بن الخطاب " قد أوقف العمل بهذا التشريع . ولكن النص قائم موجود , ولأي أمير أو حاكم آخر أن يعمل به ..
بالطبع لا يكون حق عامة المؤلفة قلوبهم في زكاة النفط كما حق الصفوة , النخبة .. 
فالعامة يحصلون علي ما يسد رمقهم من الزكاة - أو ما يكفي حاجياتهم - أما الصفوة , فيحصون علي عطايا تليق بمكاناتهم الرفيعة . عطايا تليق بالأمراء والملوك . وهؤلاء يزدان الحكام بوجودهم  بجانبهم , وبقدر احتياجهم لذكر ومديح الصفوة - شعراء , كُتّاب , فلاسفة , علماء , فنانون - ..  حقهم في زكاة النفط يكون هدايا من الذهب والياقوت واللؤلؤ والمرجان 

                                مبني هيئة الزكاة والدخل بالاحساء - بالسعودية

جريدة الشرق الأوسط  - لندن -  بها باقة من الكُتّاب الممتازين . واحد فقط من هؤلاء الكُتّاب الممتازين  , هو الذي جعل عنوان باب مقالاته من بداية شهر رمضان الجاري " وجوه من رمضان " .. وهو مسيحي وليس مسلماً
أغلب مقالاته اليومية " وجوه من رمضان " لا صلة لها بشهر رمضان .. وبعضها له صلة ما . واخترنا منها مقال اليوم :

وجوه من رمضان - البلاغة في البساطة

سمير عطا الله    كاتب لبناني كبير
6-6-2018  الشرق الأوسط   - لندن - 

عملت في الكويت ما بين 1981 و1983، أي عامين. عشت خلالهما شهر رمضان مرتين. وكان " عهدي المرزوق " يحرص أن أكون أول المدعوين إلى مائدة الشهر الفضيل التي تقيمها أسرة المرزوق كل يوم. بالنسبة إلي كانت تلك تجربة إضافية في المجتمع الكويتي الذي يعيش في تسامحٍ تام وبعيداً عن العصبيات التي راحت تظهر في الخليج فيما بعد. قبيل الإفطار بقليل، كان الصمت يسود على القاعة الفسيحة، إذ يبدأ الشيخ محمد متولي الشعراوي حديثه اليومي عن معاني القرآن. بالنسبة إلي كان ذلك درساً من دروس العمر. فالإصغاء إلى الشيخ الشعراوي متحدثاً لم يكن أقل روحانيةً من الإصغاء إلى الشيخ المنشاوي مرتلاً.
من يصغي إلى الشعراوي مرةً كمن ينهل من ينبوع المعرفة النهلة الأولى، أي لا بد أن يعود إليه على الدوام. ولعله كان يعرف تأثيره على سامعيه فيأخذ في «التجويد» على طريقته وبأسلوبه الذي لم يتكرر. ولعلّ في الصديق الشيخ خالد الجندي شيئاً من أسلوب المعلم الشعراوي. وربما هناك دعاةٌ فيهم بعض ما كان عليه من سعة علمٍ وأفقٍ وإيمان، لكن لم يتسنَّ لي مع الأسف أن أعرفهم. وفي مرحلةٍ ما كنت أتابع برنامج الزميل العزيز " عماد الدين أديب " كل يوم لأصغي إلى ضيوفه اللآلئ، وخصوصاً المشايخ والمفكرين الإسلاميين، الذين كان يستضيفهم باستمرار. ولا شكّ إطلاقاً بمقاماتهم العلمية ومراتبهم العالية، إلا أنني أشعر أن أسلوب الشعراوي في إيصال المعاني إلى الناس، لا مثيل له. ولعل ميزته الأولى في تقريب الأصول والجذور القرآنية إلى البسطاء أسهمت في حمل القرآن إلى أماكن بعيدة في العالم العربي وخارجه أيضاً.
عاش الشيخ الشعراوي 87 عاماً. لكن عندما تتأمل في كتبه التي فاقت المائة، وفي أعماله ونشاطاته ورحلاته وسنوات التدريس التي أمضاها في السعودية والجزائر، وبرنامجه التلفزيوني الساحر، ومحاضراته حول مصر والعالم العربي، ووظائفه العلمية والرسمية - بما فيها وزارة الأوقاف - عندها يخيّل إليك أن هذا العملاق عاش عشرات السنين. كانت في الشعراوي بلاغةٌ بينة أخرى هي طيبته التي حملها معه من الأرياف والنشأة الصافية. ولعل تلك سمة معظم أقرانه وأبناء جيله من الدعاة وحملة رايات السماح والتقوى ( الشيخ الشعراوي : هو الذي حرض علي قتل الرئيس السادات  .. وحرض علي ايذاء الأقباط  , باثارة الفتنة الطائفية - وهذا موثق ومنشور بالانترنت - , فعن أي سماح يتكلم الأستاذ الكاتب المسيحي اللبناني الكبير سمير عطا الله !؟ ) . مثل كثيرين أيضاً من أولئك الأقران. صرف الشيخ الشعراوي كثيراً من وقته ومن ماله في عمل الخير، وأقام مؤسسةً خاصة تعنى بالمحتاجين والفقراء كل يومٍ وكل سنة، ولكن تصل أعمالها إلى ذروتها في مثل هذا الشهر، الذي تبرز فيه معالم الطيبة وشغف البر وترتفع فيه النفوس إلى مراتب النقاء والإحسان.
تحولت أقوال الشيخ إلى جزء من حياة عددٍ كبيرٍ من الناس. ولا تزال دروسه في معاني القرآن ( شرح لغوي , وتفسيرات معادية للعلم الحديث )  تعاد وتُستعاد على كثير من الفضائيات العربية. تماماً كما تحفظ التلاوات الجميلة التي لسبب أو لآخر، خرج معظمها من بلاد النيل.
إلى اللقاء...--
----   مبني بيت الزكاة بالكويت :                  

تعليقات