مقالات عام 2008 - 18 الكمسارية اشتكوا
الكمسارية اشتكوا ! ..
الجوع الذي لحق بشعب مصر فاق حدود الصبر وتجاوز نطاق الاحتمال . فراحت الاضرابات والاعتصامات تتوالي من فئة لأخري من حين لآخر .. غير عابئين بالبطش الأمني الغاشم المعتاد من السلطات . فالجوع لم يعد يحتمل
آخر ما لم يكن يخطر علي بال المصريين حدوثه هو اضراب الكمسارية – محصلي أجرة ركوب القطارات المصرية وغرامات المخالفات – http://harakamasria.org/node/10004
البديل http://www.elbadeel.net/index.php?option=com_content&task=view&id=10304&Itemid=1
ونام بضعة آلاف منهم أمام عجلات القطار السريع التوربيني لمنعوه من الحركة لبضع ساعات ..! والجدير بالذكر هنا أن اضراب واعتصام الكمسارية لم يكن لأسباب خاصة بهم وحدهم . ظلم حكومي واقع عليهم وانما هو ظلم غير معقول – ظلم لا يوقعه الا مجنون ! - قررت الحكومة علي المواطنين ركاب القطار . غرامة تفوق كل معقول ! مما يسبب مشاكل معضلة للمواطنين وللمحصلين ( الكمسارية ) أيضا ..
وقبل اضراب واعتصاما الكمسارية .. كان ولأول مرة تعتصم فئة من الفئات التي لم يكن يسمع لها لا عن اعتصامات ولا اضرابات مثل " موظفي الضرائب العقارية " الذين لا يعاملون كغيرهم ودخولهم لا تطعم خبزا . فاضطروا وتعدادهم 55 لفا للاضراب عن العمل http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7145000/7145525.stm
وقبل هؤلاء كان اضراب واعتصام عمال المحلة - كبري المدن الصناعية للنسيج والغزل . وكان لاعتصامهم دويا هائلا وامتد لمدة طويلة وصداه كان عاليا وكانت هتافات العمال تنضح بالجوع ((. *3
ومن قبل اعتصم القضاة بالمئات ! مطالبين بحق استقلال القضاء ضمانا للعدالة التي يلعب بها الحكام الضباط .. فسحقوا وأهينوا علي يد أمن النظام .. !!
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_5016000/5016980.stm
ومن بعد عمال المحلة جاء اضراب إضرابات العمال في شبين الكوم وزفتى، وكفر الدوار، والصف
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1170620752370&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
وتكرر السيناريو مع شركة طنطا للزيوت وشركة دمياط للنسيج في دلتا النيل حيث توقف مئات العمال عن العمل للمطالبة بعلاوات واستجيب أيضا لمطالبهم – كما نشرت قناة الجزيرة ضمن خبر اضراب موظفي بالضراءب العقارية - http://www.aljazeera.net/NR/exeres/6A59B22A-E215-497A-9E68-970A7451CAC3.htm
ان الزيادات في الأجور أو الحوافز للمضربين فئة بعد أخري لن تضع حلا حقيقيا لمشاكلهم مع الفقر والارتفاع الجنوني في الأسعار ..
فلكي تكون أية زيادات في النقدية حقيقية لابد وأن يكون هناك زيادة في الانتاج الزراعي والصناعي والخدمي .ز وبدون زيادة الانتاج لسد زيادة الطلب المترتبة علي زيادة النقدية في أيادي الناس .. ستؤدي ذلك الي زيادة تلقائية في الأسعار .. تلتهم زيادات النقود ( أي تضخم نقدي . فلوس كتثيرة وقيمتها الشرائية قليلة وتقل ..! )
اذن لابد من زيادة الانتاج .. هذا من ناحية ، ومن ناحية أخري لابد من ايقاف جراد وثعالب وحيتان الفساد ..
وهذان السرطان – زيادة الانتاج وايقاف الفساد – في وجود سلطة البلاد تحت أيادي ضباط ..! جيش وشرطة ..! ثبت بالتأكيد وبعد خبرة 56 سنة متوالية من حكم عسكري بوليسي .. أنه لا أمل في علاج ولا نهوض ولا تقدم ولا ايقاف لعجلة الفساد في ظل نظام عسكري بوليسي ...
ولو كانت حلول مشاكل شعب جاع واشتد به الجوع كشعب مصر متوقف فقط علي اعتصامات وتظاهرات تقوم بها كل فئة من ناحيتها وكل قطاع عمل من ناحيته وكل مصنع أو مصلحة من ناحيتها . وكل بمفرده .. فان هذا معناه أنه كل يوم أو كل بضعة أيام يجب علي شركة ما أو عمال مصلحة ما القيام باضراب واعتصام لاصلاح أحوالهم المادية..! وهذا أمر غير معقول وعائده غير مأمول .. وغير مضمون في وجود سلطة لا تعرف حلولا لمشاكل بقدر ما تجيد خلق مشاكل لشعبها ولبلدها ..
فلماذا لا يكتفي الاخوة الضباط الحكام ب 56 سنة حكم ونهب وسلب واستبداد وتنكيل بمصر وشعبها . ويبتعدوا عن السلطة بهدؤ وسلام ويسلموا السلطة لسياسيين مدنيين يقودوا البلاد وينقذوا ما يمكن انقاذه ويعالجوا ما افسده الحكم العسكري طوال اكثر من نصف قرن ؟!
أم أن نظام الضباط الحكام ينتظرقيام قيامة كل فئات الشعب معا مرة واحدة لتطالب بما فيه علاج شامل وكامل لها جميعا ولبلدها وذلك باستئصال السرطان السياسي والاداري الماسك بجسد شعب مصر من 56 سنة - من عام 1952 – منذ بدء حكم الضباط لمصر ..
هناك 10 ملايين عانس - من الجنسين – والسبب أزمة المساكن والارتفاع الفاحش للسكن .. وهناك 10 ملايين شاب وشابة آخرين في طريقهم للهنوسة لنفس السبب ..! بينما صحراء مصر فارغة وتشكل 97% من مساحة مصر ! و يمكن البناء فوقها ولكن الضباط الحكام الممسكين بالسلطة وأعوانهم . يتاجرون في الصحراء ويبيعونها بالملليمتر والسنتيمتر !! .
فهل ينتظر النظام العسكري حتي يخرج معا هؤلاء الملايين العشر وأؤلئك الملايين العشر الأخري – 20 مليون – يضربون يعتصمون بالشوارع .. كما خرج موظفو الضرائب العقارية وكما خرج كمسارية القطارات وعمال المحلة وكفر الدوار وغيرها .. ويطالبوا برحيل الضباط وتسليم السلطة لسياسيين مدنيين – لا ضباط ولا لأحزاب أو جماعات دينة - أو حتي تسقط السلطة بيد الجماعات الدينية التي ستنكل بهم وستحرق مصر جهلا وجنونا متعصبا ..؟!..
هناك فلاحو مصر بالملايين لا يملكون الا البناء فوق الأراضي الزراعية التي يعيشون ويأكلون منها ..! لعدم وجود مساكن لأولادهم .. بينما صحراء مصر فارغة ومساحتها 96% والمفروض تقسيمها وتسليمها مجانا للشعب ليبنون مساكنهم فوقها بخامات البيئة الزهيدة التكاليف والمرافق تدفعها الدولة من المليارات المهربة والمسروقة .. وكفاية اتجار بصحراء مصر . أرض الشعب علي يد ما يسمي بوزارة اسكان وتعمير وما يسمي ببنك اسكان وتعمير ! وكفاية متاجرة بالصحراء علي يد لواءات الجيش والشرطة تحت اسم جمعيات استصلاح !! بينما ملايين المصريين يسكنون القبور وعشش الصفيح وملايين الشابات والشبان تعنسوا لعدم وجود مساكن باسعار تحتمل وصحراء بلادهم 96% من مساحة الوطن في يد التجار والقراصنة ! الصحراء تعطي مجانا للشعب فهي حق الشعب دون الاحتيال والتذرع بأن الحكومة فقط ولا غير تأخذ تكاليف المرافق !!! – نصب واحتيال !! – وما أهمية الحكومة ان كانت لا تبني هي المرافق العامة للناس ؟!! هل مهمتها النصب والاحتيال والاتجار بحياة المصريين ؟؟!!
هناك ملايين من شباب الخريجين لا يعملون لفشل الضباط الماسكين في السلطة وعجزهم عن قيادة البلاد لاصلاح اقتصادي ونهضة .. ولا يفعلون سوي الخراب الذي يؤدي لوقف حال الاقتصاد ويقود لافشال واقفال كافة المصانع التي تقوم ولا تلبث أن تقعد ثانية وتغلق أبوابها ! والمزارع التي تقام ولا تلبث أن يتم محاربة شباب الزراع – علي أيادي ضباط ! – فيهجرونها حاملين فشلهم وهمهم – كما حدث في سيناء ومشروع توشكا التجاري الاعتباطي الضباطي الفاشل . كمثال ..
وهناك عدة ملايين من أرباب المعاشات قامت السلطة بالسطو علي أموال التأمينات الاجتماعية التي فيها معاشاتهم .. لماذا يصر الضباط الحاكمين لمصر علي الانتظار حتي يخرج هؤلاء معتصمين مطالبين بخروج الضباط من السلطة وباعادة أموال الشعب المسروقة ...
صحراء مصر فيها حل كل مشاكل شعبها المتوقفة علي خروج الضباط من السلطة . فهم أس كل فساد وخراب وجوع لحق بالمصريين طوال 56 سنة حكم عسكري بوليسي ..
الجوع لحق بكافة فئات شعب مصر . الجوع زاد وعاد وموش ناقص غير ان الضباط يختشوا ويستحون من أنفسهم بعد أن بلغ سؤ الحال بالمصريين لدرجة أن :
الكمسارية اشتكوا ..!!!!!!
========
تعليقات
إرسال تعليق