لسنا فقط في هذه المدونة نحتفي بما ينشره غيرنا من كُتّاب وكاتبات - معروفون وغير معروفين - مما نراه يستحق اعادة نشره ..
بل قبل ذلك بسنوات .. كنا نعيد ننشر مقالات لغيرنا - بموقعنا الخاص , في موقع الحوار المتمدن . تحت عنوان " كتابات أعجبتنا". ( وكذلك كنا نحتفي بأصحاب نشرات تنويرية , تُرسل بالايميل في وقت حساس , وقتما كان التنويريون يتعرضون للملاحقة والتنكيل والتهديد و .. و . كانت تلك النشرات الثرية بموادها , ترسل للعديدين , ولعلي كنت الوحيد بين الكُتّاب والمفكرين , الذي يحتفي بتلك النشرات , ويثني علي جهود القائمين عليها , وأنشر بموقعي بالحوار المتمدن . الكثير من اصدارات تلك النشرات , التي لعبت من وراء الستار , دوراً تنويرياً هاماً في وقت كان حرجاً بالنسبة للتنويريين - الذين لم يكن عددهم كما هو الآن - .. - منذ حوالي عشر سنوات وأكثر - ..
ومن الارشيف , اخترنا واحداً من المقالات التي كنا قد أعدنا نشرها . من قبل . وكان ذلك عام 2009 :
كتابات اعجبتنا - الحلقة 6
القراء الاعزاء .. من حين لآخر ننشر لكم مقالاً اعجبنا لأحد الكتاب .. واليوم اسمحوا لنا بأن نقدم لكم هذا المقال :
عادل إمام... رئيسا منتخبا لمصر
الكاتب : سهيل أحمد بهجت ( كاتب عراقي كردي . حالياً يعيش في أمريكا )
2009 / 12 / 19
تعيش مصر حاليا أزمة افتقار إلى الديمقراطية و مخاوف الشارع المصري من توريث الحكم لجمال مبارك نجل الدكتاتور حسني هي مخاوف مشروعة و منطقية لأن الواقع العربي و الإسلامي يشهد بالفعل توجها ثقافيا نحو ثقافة إلغاء التعددية و تقبّل الرأي الآخر، بل إن أحزابا معارضة بحد ذاتها هي التي تدعم بقاء هيمنة الدكتاتور و حكم الأقلية الفاسدة، و خير مثال هنا هو حزب الإخوان المسلمين الذي يدعم حسني في الباطن و يشتمه في العلن و كذلك نموذج حماس التي تبكي الآن على "عرفات البطل"!! الذي كان يموت في سجونه أعضاء حماس تحت التعذيب.
مصر التي تتجه من سيء إلى أسوأ في ظل الحسنيين ـ نسبة إلى حُسني ـ و شعبها يعيش أزمات متتالية ستنتهي بالتأكيد إلى أن يصبح البلد نسخة من الصومال أو أفغانستان، هذا الشعب من حقه الطبيعي الآن أن يبحث لنفسه عن ديمقراطية و تعددية تتيح له أن يوصل الأكفأ و الأفضل إلى مواقع السلطة و أن يُهيّء لجانا و خبراء و قضاة لمتابعة الفساد و المفسدين، و هذا الأمر من جهة صعب التحقق ـ لكنه ليس مستحيلا ـ في بلد ذي نظام رئاسي مستبد تتحكم به ثقافة قومية عروبية و طائفية إسلامية سُنّيّة بشعة، لكن لو حصل و تقبّل الفنان الكبير عادل إمام و أخذ بنصيحتنا و ترشح للرئاسة، فإني متأكد أن غالبية الشعب ستقف مع ذلك الذي ينظر بعين المساواة إلى المصريين دون أن يُميِّز بين المسلم و المسيحي أو البهائي أو العربي و غير العربي، فهذا الفنان و خلال أكثر من عمل فني مثل (الزعيم) و (حسن و مرقص) و غيرها كثير، أظهر وعيه الكامل لثقافة المواطنة و الوطن و أن مصر يجب أن تكون للمصريين ـ حاملي الجنسية المصرية ـ أولا و أخيرا.
الأمر الذي يجعل التغيير صعبا هو هيمنة ثقافة الظلام الإسلاموية (عادل إمام جسد هذه الثقافة الخطرة في أكثر من عمل كالإرهابي و الإرهاب و الكباب و خفافيش الظلام) هذه الثقافة الظلامية التي ترفض النظام في خطاباتها لكنها تبقي عليه بفعل تبنيها للخطاب الدكتاتوري و وصمها للديمقراطية بأنها (مؤامرة غربية) كما أنها تعتبر دكتاتورية حسني و بطشه (عزة إسلامية)، بمعنى أنها استكبار طائفي واقعي للمذهب السني الذي هو في طريقه إلى الإنقراض على المدى المنظور.
لكن لو قرر عادل إمام أن يخرج إلى الشعب، و أنا هنا أدعو كل الأحرار في مصر إلى التظاهر لدعوته للترشح لانتخابات الرئاسة و الخروج من نفق الدولة الحُسنيّة اللا مباركة المظلم و البدء في الانضمام إلى صف الأمم الراقية و العصرية، و لا تنسوا أن رئيس أعظم دولة في العالم و هي أمريكا خلال الثمانينات و الذي أنهى الاتحاد السوفيتي كان رونالد ريغان Ronald Reagan و هو ممثل سينمائي، و كذلك حاكم ولاية كاليفورنيا أرنولد شيواردزينيغر Arnold Schwarzenegger هو أحد أشهر الممثلين في العالم و له دور كبير في إدارة سياسة هذه الدولة و توجيه الشعب نحو مواقف معينة، و لولا أن الدستور الأمريكي يمنع المواطنين الذين لم يولدوا في الولايات المتحدة للترشح للرئاسة لكان هذا الممثل الشهير أحد أشهر رؤساء الولايات المتحدة، فكونه ممثلا و فنانا لم يمنع ـ بل له تأثير ـ من أن يكون له رأي و موقف و ثقافة سياسية، فالممثل، دونا عن أنواع أخرى من الفن، له ارتباط وثيق بالجمهور و الشعب عموما يعرف عن فنانيه أكثر من أي قطاع آخر.
و قد يقول قائل: و ما علاقتك أنت العراقي بمشاكل الشعب المصري.."؟
و الجواب هنا هو أنني لا أؤمن بالتدخل في شؤون الآخرين ـ باستثناء المساعدة و التدخل الإنساني ـ و لا أؤمن بأخوة أو أشقاء على أساس قومي أو طائفي، لكن مصلحة العراق الديمقراطي التعددي الجديد أن يكون جيرانه متبنين لثقافته التي من أولوياتها الإنسان و الفرد و الحرية و حق الشعب في تغيير و محاسبة ممثليه و رؤساءه، هذه العوامل ستجلب للمنطقة الرفاهية و السلام و الاستقرار و بذلك نضمن المستقبل، و أخيرا نتمنى من الفنان عادل إمام أن يخرج ثقافتنا من عزل الشعب و الفن عن السياسة و سيكون انتخابه خطوة جبارة نحو التغيير
الحقيقي و الفعلي.
الكاتب : سهيل أحمد بهجت
الحوار المتمدن - العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19
---
تعليقات
إرسال تعليق