مقالات عام 2008 - 20 انتصار مصر : في لعب الكورة


انتصار مصر : في لعب الكورة



في زمن عبد الناصر . كان الناس ولاسيما المثقفون يرددون القول بأن هناك 3 أشياء لالهاء شعب مصر وهي : كرة القدم . التي ينشغل بها معظم شعب مصر ولاسيما الشباب! وقتها – ولحد الآن – بالنقاش والجدال حولها والعراك والخصام والشتائم أيضا في كثير من الحالات حتي بداخل الأسرة !
والحشيش - ذاك المخدر الذي يدمنه كثير من المصريين - والشائع أن منهم أحد الرؤساء السابقين –
والاستماع لأغاني أم كلثوم ..
وفي مقولة أخري " شعب مصر يفطر فول . ويتغذي كورة . ويتعشي بسماع أم كلثوم .. وينام ..
تلك كانت هي الثلاثة أشياء التي كانت السلطة في عهد عبد الناصر متهمة بتعمد شغل الشعب بها .لالهائه عن عبث عبد الناصر وحبه لهواية القاء الخطب النارية العنترية التي ما قتلت ذبابة وتبديد أموال مصر وتجويع الشعب وحرمانه من الخدمات لأجل شراء أسلحة يرسلها للكونغو وللجزائر ولليمن ويقال للعراق ايضا وللفلسطينيين وعلي الحروب الخائبة ..!
وقد أرسل لي أحد القراء تعليقا علي انتصار مصر في كرة القدم وحصولها بالأمس علي كأس افريقيا . يقول :
ان مصر لا تحقق أية انتصارات حقيقية بالداخل . لا حققت الاصلاح الموعود أو المأمول . ولا انتصرت علي قانون الطواريء فاوقفته . بل هو باقي بزعم مكافحة الارهاب ولم تنتصر علي الارهاب ولم تتمكن من ايقافه لايقاف قانون الطواريء الساري من عام1981 ! ولا حققت مصر انتصارا علي التلوث البيئي بل يزداد يوما بعد يوم مخلفا وراءه ملايين المرضي بأخطر أمراض التلوث – ولا انتصرنا في معركة ذبح الأراضي الزراعية بل المعركة والذبح لا يزال ساريا . ولا انتصرنا في معركتنا ضد الفقر ولا انتصرنا في الصناعة فنحن نستورد الابرة والقلم الرصاص ونستورد الميداليات المرسوم فوقها أهرامات مصر (!) ، ولا انتصرنا في الزراعة فنحن لا زلنا من أيام بطل الثورة عبد الناصر للآن نحصل علي معونة قمح وغير القمح من دول الغرب ولا انتصرنا علي التمييز الديني الذ ي تزداد جرائمه .. ولا ولا ولا لا انتصارات من أي نوع .. ومنذ سنوات كثيرة والمصريون يهللون ويفرحون كلما أتاهم نصر في لعبة كرة القدم .. علي أمل أن – نصر يجيب نصر وتكر الانتصارات في المجالات المهمة لا في مجال اللعبة .. الشعبية السوقية فقط .. ولكن انتصارات الكورة التي نفرح بها ونرحب ونهلل منذ سنوات بعيدة أملا في أن تفتح نفس المسئولين السياسيين وتنحررهم فيأتونا بانتصارات حقيقية لا كورا وية .. لم تظهر لها نتائح حتي الآن !!وعمالين نشرب انتصارات كورة ونقربع منها وخلاص !!
حتي الولد .. بتاع الكورة ..! كابتن الفريق عندما رفع فانلته ليظهر نداء انسانيا سياسيا رياضيا في وسط الملعب في أحد المباريات منذ أيام .. لم يكن لندائه علاقة بمصر أو شعبها البتة . لم يقل نداءه المكتوب علي الفنلة مثلا : انقذوا أطفال الشوارع بمصر .. .. ولا كتب : كفي قانون طواري ء ... .. ولا : أوقفوا الحكم العسكري لمصر .. .. ولا : انقذوا مصر من التلوث البيئي .. ولا أوقفوا ذبح الأراضي الزراعية .. ولا أعيدوا أموال التأمينات المسروقة .. ولا أي شيء من كوارث كثيرة مكدسة فوق رأس مصر .. وانما نداءه كان لأجل : غزة ..واللي مالوش خير في أهله كيف يكون له خير في غيرهم - كما يقول المثل الشعبي - .. 
والمصيبة الأكبر : أن هذا الولد .. بتاع الكورة .. وجد وبسرعة من يكتبون عنه المقالات ويسيرون خلفه معتبرين اياه معبرا عن جموع ملايين الشعب السائر وراء الكورة والمشغول بالكورة ونجوم الكورة ونجوم آخرين وأخريات !. ووصل الأمر الي حد أن كتب شعراء شعرا ! تمجيدا لذاك الولد .. بتاع الكورة . ورفعوه لمصاف كبار الأبطال القوميين لمجرد أن رفع الفانلة عن نداء تضامن في الملعب لا يخص مصر . ولا ينادي به لأجلها . وانما فحسب لأجل غزة . قيادة حماس الاخوانية –
أوليس ذلك دليلا علي أن كرة القدم لا تزال منذ عهد عبد الناصر هي مخدر من مخدرات شعب مصر تلهيه عما هو غارق فيه من هزائم منكرة علي كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والصحية والزراعية والبيئية والاجتماعية وغيرها .. ؟
هذا ما أرسله القاريء العزيز ..
وبصراحة رغم أنني أعتبر كرة القدم هي بين الألعاب الرياضية أحط الألعاب الرياضية علي الاطلاق وأدناها . فهي اللعبة الوحيدة التي يمكن أن تسوق للانحطاط وارتكاب الشغب والعنف حتي عند الشعوب الراقية كالشعب الانجليزي الذي لا يمكن أن يرتكب الحماقات المخزية له كشعب عريق الا في مباريات كرة القدم ! . وضرب الحكم وسبه وضرب اللاعبين لبعضهم وارتكاب الحماقات المشينة لا ترتكب في المصارعة والملاكمة التي هي أولا وأخيرا قائمة علي الضرب والعنف .. بمثل ما ترتكب في لعبة كرة القدم !! .
ولكن لا أخفي عليكم أنني لا أدري لماذا رددت علي القاريء العزيز برد تقليدي مما يسوقه الغوغاء والسوقة البلهاء . فقلت له :
يا أخي انت موش عاوز الناس تفرح ..؟!
يا أخي خلي الناس تفرح ..
انت باين عليك انك ما بتحب مصر ولا تحب لها الانتصار ..
أنا أحلف علي المصحف والانجيل انك كنت عاوز مصر تتهزم في الكورة وانك زعلان لأن مصر فازت بالكاس .. ..
يا أخي افرح وخلي الناس تفرح .. دي بلدك
افرح يا شيخ عقبال ما تفرح بالبكاري .
-- --
هذا ما قلته للقاريء العزيز. متمنيا له ان ربنا يفرحه بالبكاري .
وربنا يفرحكم جميعا بالبكاري .. ..
==============

تعليقات