مقال من اختياراتنا :
بعد قرار تنفيذ الحكم الصادر بحق سلفيا دي لولا / البرازيل .. عشرات الآلاف عطلوا اعتقال الرئيس الأسبق من قبل الشرطة
رفض الرئيس الرازيلي الاسبق، والمرشح الأفر حظا لانتخابات الرئاسة المقبلة لويز إيناسيو لولا دا سيلفا وضع نفسه الخميس الماضي تحت تصرف الشرطة، واعتصم في مقر نقابة عمال الحديد والمعادن في ضاحية ساو برناردو دو كامبو في جنوب مدينة ساو باولو ، ويحاط "لولا" من قبل عشرات الآلاف من العمال لمنع تنفيذ قرار الإيداع في السجن.
وأصدر المدعي العام مذكرة اعتفال بحق "لولا" تنفيذ لقرار القاضي سيرجيو مورو بأن يسلم القائد النقابي السابق نفسه للشرطة الاتحادية قبل الساعة العاشرة مساءً الجمعة الفائت حسب توقيت وسط أوروبا. وبحلول الموعد النهائي أعلن "دا سيلفا لولا" أنه لن يسلم نفسه. ويتوقع متابعون ان يسلم "لولا" نفسه لاحقا لتجنب أي مواجهات محتملة بين الشرطة والمدافعين عن عنه، وهذا ما حدث فعلا.
وقد صدر أمر الاعتقال بعد 19 دقيقة فقط من تأييد المحكمة الإقليمية العليا في منطقة بورتو أليغري لقرارتنفيذ الحكم. وفاجأت السرعة الاستثنائية لتنفيذ الحكم حتى القضاة، لأن هذا الاجراء لم يترك للدفاع أية فسحة لتقديم استئناف آخر أمام المحكمة الاتحادية العليا.
وتحدث محامي المتهم كريستيانو زانين مارتينز عن "قرار حزبي". وجاء في تصريح له لجريدة " إيل بايس"، ان المدعي العام الاتحادي ماوريسيو غوتاردو جيروم إصدر أمر التوقيف "على الفور ليمنع اية امكانية لظهور نأثيرات الحدث بشكل كامل". وهكذا، نجاوزت السلطة التنفذية قرار المحكمة الإقليمية العليا في بورتو أليغري ، الذي منح لولا مهلة أسبوع للتمتع بحقه القانوني في استئناف آخر امام القضاء الاتحادي.
وبعد صدور قرار التنفيذ، تصاعد التوتر ي جميع أنحاء البلاد. واستجاب الآلاف لدعوات الاحتجاج الصادرة من الاتحادات النقابية، وحركة المعدمين، وقوى اليسار السياسية . وتدفق المزيد والمزيد من الناس إلى مقر نقابة عمال الحديد والمعادن خلال مساء الخميس ويوم الجمعة.
ودعا رئيس حركة المعدمين والمرشح الرئاسي للحزب الاشتراكي غيولهرمي بولس جميع انصاره إلى الذهاب مقر اقامة "لولا"، "حيث خنادق الدفاع عن الديمقراطية". وكتب بولس في تويتر. "سوف لن نكون متفرجين سلبيين، وستكون هناك مقاومة ديمقراطية". وفقا لتقارير إعلام صادرة مساء الجمعة ،تم نصب حواجز على 17 من الطرق السريعة في عموم البلاد . ورفعت حركة المعدمين، وهي اكبر حركة اجتماعية في البرازيل شعار "لولا يستحق النضال". وشارك في المسيرات الاحتجاجية التي دعا اليها اتحاد نقابات العمال الآلاف من المواطنين، و بعد الظهر ، انظم عمال مصانع "فولكس واكن" إلى الاحتجاج التضامني مع زميلهم السابق. ورمى أنصار حزب العمل البيض الفاسد على واجهة مسكن رئيس المحكمة الأقليمية العليا.
وأكدت رئيسة حزب العمال، غليسي هوفمان، بعد اجتماع ازمة لقيادة الحزب مساء الجمعة، أن حزب العمل لا يزال متمسكا بترشيح "لولا": "الرئيس لولا هو مرشحنا لأنه بريء، ولم يعد ترشحه قضية تهم لحزب العمل فقط ، بل اوساط مهمة من البرازيليين ".
وأعطت المحكمة العليا في العاصمة برازيليا الضوء الأخضر لتنفيذ قرار سجن "لولا" الأربعاء الفائت في جلسة ماراثونية متميزة عالميا استمرت لمدة 11 ساعة. وصوت ستة من القضاة الأحد عشر لفرض مذكرة توقيف من الدرجة الثانية على السياسي البالغ من العمر 72 عاما. ورفضوا طلبًا قدمه الدفاع لتعليق تنفيذ الحكم، لحين استنفاد جميع إمكانيات الاستئناف التي يتيحها القانون.
وطرح محامو لولا الجمعة القضية مرة أخرى امام لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بهدف منع ايداع "لولا". واستند الدفاع إلى حجج لعبت أيضًا دورًا مهمًا في احكام المحكمة العليا الأخيرة. واعتبر المدافعون عن الرئيس الاسبق، الاستعجال في تنفيذ الحكم، ودون انتظار قرار محكمة الاستئناف الاتحادية،انتهاك لحقوق الإنسان.
تعليقات
إرسال تعليق