أين أمريكا و الدول الكبري مما يحدث لشعب السودان ؟!؟

إعداد : صلاح الدين محسن
10-1-2019

تمهيد : لا أحد يسمع صوتاً لأمريكا  أو فرنسا ولا ألمانيا ولا باقي الدول الكبري مما يحدث في السودان .. السفاح البشير . لا يمتلك ذرة واحدة من الانسانية . ولا مانع لديه من ابادة شعب السودان كله في سبيل بقائه بالسلطة .. .. لا نسمع صوتاً للدول الكبري !!
 من قبل .. القذافي وصف شعبه الثائر بالجرذان ! .. وقبله السادات وصف انتفاضة الشعب  في يناير 1977 - من أقصي البلاد لأقصاها - بانها انتفاضة حرامية ! 
واليوم عمر البشير - الكائن السوداني المتوحش - يصف شعبه الثائر بالمخربين !
 ( الصورة والكاريكاتير من اختارات ادارة المدونة , من الانترنت ) . 
---
البشير يتوعد «المخربين»... وأم درمان تشهد أكبر مسيرة منذ انطلاق الاحتجاجات

خاطب تجمعاً لمؤيديه في وسط الخرطوم... والأمن واجه المعارضين بالغازات المسيلة للدموع
البشير يتحدث لأنصاره بالساحة الخضراء في الخرطوم أمس (رويترز)
الخرطوم: «الشرق الأوسط» 10-1-2019

شهدت مدينة أم درمان إحدى أكبر المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير، منذ اندلاع المظاهرات في السودان قبل أربعة أسابيع، وشارك فيها آلاف المواطنين، معظمهم من الشباب، فيما شهدت الخرطوم حشداً لأنصار الحزب الحاكم وحلفائه، رددوا خلاله شعارات «تقعد بس» مقابل الشعار الذي رفعه المتظاهرون وهو «تسقط بس».
وقال الرئيس البشير لحشد من أنصاره يقدر عددهم بالآلاف، إن «من يرغب في تسلم السلطة ليس أمامه سوى طريق واحد هو انتخابات 2020... وعبر صناديق الاقتراع وبقرار الشعب السوداني» وفقاً لعبارته، وإنه على استعداد للتخلي عن الحكم للفائز.
وأكد البشير في كلمته لحشد مؤيديه، أن من يريد حكم السودان «عليه الرجوع للشعب السوداني، لأن القرار قراره، من خلال انتخابات حرة نزيهة»، وتابع: «حينها سنقف ونحيّي الذي يختاره الشعب السوداني»، وتعهد بتسليم السلطة للشباب الذين دعاهم لإعداد أنفسهم وتوحيد صفوفهم، وتقوية عزيمتهم، وذلك بعد يوم واحد من تلميحه بإمكانيه تسليمه السلطة للجيش في خطاب أثناء تدريب عسكري.
وجدد البشير تهديداته السابقة بحسم من أطلق عليهم العملاء والمخربين، وقال: «من يخرب ويحرق ويدمر ويكسر ممتلكات الشعب السوداني فسنحسمه»، كما جدد اتهاماته لجهات خارجية بالتآمر على السودان ومحاولة تركيعه وإقعاده، بدعم التمرد، وقصف الخرطوم وفرض الحصار الاقتصادي عليها، وشكر من سماهم أصدقاء السودان وداعميه، وخص منهم دول «الصين، وروسيا، والإمارات العربية المتحدة، والكويت... وقطر».
وقطع البشير في خطاب موجه لحركات التمرد المسلحة، بعدم وجود سبب لحمل السلاح بقوله: «لا يوجد بعد اتفاقية السلام ووثيقة الحوار الوطني، سبب لحمل السلاح والبندقية»، بيد أنه تابع: «بعض الذين لديهم أجندة خارجية (مدورين) من الخارج من أعداء السودان، ولكن ليس لديهم طريقة للنيل منه».
وقالت اللجنة التنسيقية لأحزاب الحوار الوطني الموالية للرئيس البشير التي نظمت الحشد، إن المشاركة في ميدان الساحة الخضراء أمس «فاقت التوقعات»، وتجاوزت وفقاً لتقديرات أولية «مليون مواطن»، وهو رقم قللت منه تقديرات صحافية كثيراً، وقصرته في حدود «سبعة آلاف» يقل أو يزيد قليلاً. 
ونقل البيان عن الفاتح عز الدين، نائب رئيس اللجنة، أن الحشد الذي تضافرت فيه «كل القوى السياسية»، يؤكد «عزم أهل السودان على المضي قدماً صفاً واحداً من أجل الإنتاج والبذل والعطاء»، وأن مواطني الخرطوم «كانوا على قدر التحدي»، وتابع: «هذه رسالة للسلام والوحدة والعمل ونبذاً للفتن والخراب والدمار».
وفي العاصمة القومية أم درمان، خرج آلاف المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس البشير وحكومته، في موكب أطلقوا عليه «موكب 9 يناير}، ويهدف لتسليم مذكرة للبرلمان تطالب بتنحي البشير وحكومته فوراً.
ودعا «تجمع المهنيين السودانيين» المواطنين إلى تنظيم الموكب في ساحة الشهداء بأم درمان، امتداداً للمواكب التي نظمها من قبل، ومواصلة للاحتجاجات والمظاهرات التي نظمت في السودان منذ 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأيدته في ذلك أحزاب المعارضة ونشطاء المجتمع المدني والشباب.
وفيما وفرت قوات الأمن والسلطات الحماية والماء ووسائط النقل لحشد المؤيدين، واجهت موكب المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والعصي، فيما سمعت أصوات لإطلاق الرصاص في الهواء، بيد أنها لم تفلح في تفريق آلاف المحتجين الذين انتشروا في مساحات واسعة من أم درمان، غطت ساحة الشهداء، وأحياء «بيت المال، والهاشماب، ودنوباوي، والموردة، والعباسية، والعرضة، وبانت، والفتيحاب».
وقال المتحدث باسم «تجمع المهنيين السودانيين» محمد الأسباط لـ«الشرق الأوسط» إن «حشد الساحة الخضراء، لن يؤثر سلباً على حراك الشارع المناهض للنظام، بل يؤكد انتصار حركة المواطنين، لأنه جاء ردة فعل للمظاهرات والاحتجاجات المستمرة للأسبوع الرابع على التوالي».
وأشار الأسباط إلى ما أطلق عليه «المفارقة» المتمثلة في أن {المتظاهرين من جماهير الشعب جاؤوا على نفقتهم الخاصة وإرادتهم الحرة، وباستعداد لتلقي الرصاص والغاز المسيل للدموع، والاعتقال وحتى فقدان الحياة، في الوقت الذي جاء الحشد الحكومي ردة فعل على هذه البسالة والجسارة، ومدفوعاً من أموال الشعب وخزانة الحكومة الفارغة، وتحت ترسانة من الترغيب والترهيب وحشد أطفال المدارس وخلاوى تعليم القرآن الكريم بالقوة».
وسد الشباب المحتجون الطرقات الداخلية في الأحياء بالمتاريس والحجارة وإطارات السيارات المحروقة، كما سدوا طريق «الأربعين» أحد أشهر شوارع مدينة أم درمان، و«شارع الهجرة» أمام حركة سيارات الشرطة والأمن لساعات، ما عرقل حركة آليات الأمن والشرطة فاضطروا للتوقف لإزالة الحواجز لفتح الطريق أمام آلياتهم، في الوقت الذي يواصل فيه المتظاهرون هتافات من قبيل «ما بنخاف ما بنخاف أي كوز ندوسو دوس، والشعب يريد إسقاط النظام، ثوار أحرار هنكمل المشوار، وسلمية سلمية ضد الحرامية، حرية سلام وعدالة الثورة خيار الشعب».
وبحسب شهود عيان، فإن المتظاهرين استخدموا تكتيك المظاهرات التي تنفض حال مهاجمتها من رجال الأمن، ثم تتجمع وتشتعل مرة أخرى من مكان آخر، وذكر الشاهد أن كل مظاهرة كانت في حدود الألف متظاهر على الأقل، في كل من هذه الأحياء والطرقات.
وتواصلت الاحتجاجات والمظاهرات في أم درمان لساعات طويلة وينظر أن تستمر ليلاً، دون أن تفلح ترسانة الأسلحة والحشود الأمنية في تفريقها والقضاء عليها. وسيطر المتظاهرون على أحياء بكاملها، وشوارع رئيسية ومنعوا رجال الأمن والشرطة من الوصول إليها، ما اضطرهم لرمي مقذوفات الغاز المسيل للدموع من مسافات بعيدة، في داخل البيوت والأحياء والشوارع الجانبية، المكتظة بالرجال النساء، الذين فتحوا بيوتهم لاستقبال وحماية المتظاهرين، وقدموا لهم الماء والطعام والمواد التي تزيل آثار الغاز المسيل للدموع لهم، وحمستهم النساء والشابات بالزغاريد والأهازيج وترديد هتافات «ما بنخاف ما بنخاف».
وبحسب شهود، تحولت المساحات أمام البرلمان والطرق المؤدية إليه إلى «ترسانة عسكرية متكاملة»، تقف فيها مئات العربات المسلحة والمدرعة، ومضادات الطيران، إضافة إلى شاحنات صغيرة من دون لوحات وعليها ملثمون، إضافة إلى شاحنات عليها جنود بزي «قوات الدعم السريع» المثيرة للجدل.
ومنذ 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، يشهد السودان احتجاجات ومظاهرات مستمرة، بدأت تلقائية ومطلبية في مدينتي عطبرة وبورتسودان بسبب ندرة وغلاء الخبز، وارتفاع أسعار السلع الرئيسة، وشح الوقود والنقود، ثم تطورت للمطالبة بإسقاط نظام الحكم، واتسعت مساحتها لتشترك فيها أكثر من 25 مدينة ومنطقة، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.
ويعاني السودان من أزمة اقتصادية طاحنة، ومعدل تضخم في حدود 70 في المائة، وشح كبير في رصيد العملات الأجنبية، أدى إلى تراجع سعر صرف الجنيه السوداني بمعدلات غير مسبوقة، وشح كبير في الوقود والمحروقات، وعجز المصارف والبنوك عن توفير النقد لعملائها.
واعترفت الحكومة بالأزمة وقدمت وعوداً بحلها، لكنها واجهت المتظاهرين والمحتجين بترسانتها الأمنية واتهمjهم بتبني «أجندة عميلة»، وشنت حملة اعتقالات واسعة بين النشطاء وقادة المعارضة شملت أكثر من ثمانمائة شخص، بحسب حصيلة رسمية، فيما قدرتهم المعارضة بالآلاف.

================

تعليقات