كتابات منيرة
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
النهر الأخضر ..إهدار ام تنمية ؟
حمدى عبد العزيز - كاتب وسياسي مصريالحوار المتمدن 2019 / 1 / 19
التنمية - في حدود فهمي المتواضع - لاتعني علي الإطلاق مانراه من اقتراض اجنبي ومحلي مفرط يتم توجيهه نحو إنشاءات ومشاريع لاتمثل أولويات لوضع أساس لتعظيم الثروة الوطنية وتحديث القطاعات الإنتاجية للنهوض بمستوي معيشة الشعب المصري ..
التنمية لاتعني أبدًا تبديد القروض وتوجيه الموارد - علي الرغم مماهو معلن عن محدوديتها - نحو بناء عاصمة إدارية جديدة وبناء نهر صناعي ترفيهي وسلسلة حدائق عالمية فيما يسمي بالنهر الأخضر كما هو الحال في بناء أعظم مسجد ، وأعظم كاتدرائية ..
كما لو كنا نستخذم مواردنا المحدودة ونقترض من أجل تسجيل مجموعة من الأبنية والإنشاءات الترفية في الموسوعات الرقمية
وهنا نتسائل
فما الذي يمكن أن يقال عن تبديد الثروات والإمكانات الوطنية ؟
التنمية كما أعرفها كمواطن لايدعي لنفسه مطلق المعرفة تعني تأسيس إقتصاد وطني حقيقي ينهض علي اساس تطوير توسيع قاعدة الإنتاج الزراعي وحشد فوائضها في بناء وتوسيع قاعدة الإنتاج الصناعي ، ومن ثم توسيع التشغيل للسكان ومن ثم تحويلهم إلي ثروة بشرية عظيمة ومتطورة عبر توجيه جانب من الفائض الإقتصادي للتعليم والبحث العلمي وبرامج التدريب والتأهيل العلمي إلي جانب الإهتمام بالصحة العامة وبرامج الرعاية الصحية..
ومن ثم التخطيط بما يسمح أن تعود ثمار هذه التنمية علي هدف أعلي هو محاربة الفقر ورفع مستوي معيشة المواطنين والحيلولة دون أن تظل الفوائض والعائدات المالية حكراً علي مجموعة إجتماعية محدودة من السكان تهيمن علي الثروة والسلطة
وهنا جئنا لمربط الفرس إذ أن القوي المهيمنة اجتماعياً وسياسياً الآن لن تنهج أي نهج حقيقي للتنمية الشاملة كما يعرفها شخصي الفقير إلي العلم والتجربة ويعرفها بشكل أعمق وأوسع مني الكثيرون من أبناء هذا الوطن من أساتذة اقتصاد واجتماع وسياسيين ومثقفين ومناضلين ..
الكوادر الفنية والكنونقراطية لتلك القوي المهيمنة لن يفعلوا شيئًا مغايراً لكونهم سيشيدون مدن الأثرياء المسورة ، ومنتجعاتهم الساحلية ومرافق اللهو الترفي الباذخ بدعوي تنشيط السياحة ، ومنها وفي نفس السياق مااعلن البدء فيه دون سابق انذار أو تخطيط تلك الأعجوبة البذخية المتمثلة في النهر الأخضر ،
ولذلك فمن الطبيعي أن يبنوا دور العبادة التي تليق بالأغنياء فيظهر (الفتاح العليم) في نفس موعد ظهور (كاتدرائية ميلاد المسيح) ويتم الترويج لهذا باعتباره رمزاً لحرية العبادة وما إلي في الوقت الذي يحاصر فيه السلفيون والمتأسلمون المتطرفون الإرهابيون أقباط المنيا المسحيين الفقراء الذين تتكرر حوادث منعهم من إقامة شعائرهم الدينية تحت سمع وبصر الدولة منذ سنوات ، وحتي الان كلما حاول المسيحيون في المنيا وفي المناطق الطرفية الفقيرة بناء كنيسة هاج وماج سلفيوها ومارسوا العنف الدموي ضدهم ..
وعلي قول التنمية
فالقضاء علي التطرف الديني والإرهاب والطائفية لن يتم بمجرد الإعتماد فقط علي المواجهات الأمنية والمسلحة ..
ولن يتم بتصور أن ما يسمي ب "تجديد الخطاب الديني" هو الذي سيقضي علي التطرف الديني ..
ولا حتي بالجهد التنويري للمثقفين والمناضلين في حال إتاحته ورفع هيمنة الأجهزة الأمنية علي مجالات العمل الديمقراطي الشعبي ..
كل ذلك مع أهميته الكبري لايمثل الأساس الذي يمكن البناء عليه في القضاء علي ظواهر فاشية التأسلم السياسي الإستعلاء الديني والتطرف والإرهاب ..
توسيع قواعد الإنتاج والتشغيل وتطوير المجتمع وتحديثه وتحسين مستوي معيشة أوسع الشرائح الشعبية وتطويرها كقوي منتجة عبر تعليم صحيح وبحث علمي متاح وثقافة وطنية معززة ومنفتحة الآفاق تستلهم مصر الحقيقية العميقة ذات الحضور الإنساني ..
ذلك هو الأساس الذي يمكن أن نعول عليه في نجاح معارك الإستنارة وتحديث العقل والمساهمة في تطور التنمية وتطور المجتمع المصري ..
وذلك مالا أظن أن السلطة المهيمنة منذ عقود (والتي لم تتغير سوي رؤوسها وبعض مسمياتها) ستفعله
التنمية لاتعني أبدًا تبديد القروض وتوجيه الموارد - علي الرغم مماهو معلن عن محدوديتها - نحو بناء عاصمة إدارية جديدة وبناء نهر صناعي ترفيهي وسلسلة حدائق عالمية فيما يسمي بالنهر الأخضر كما هو الحال في بناء أعظم مسجد ، وأعظم كاتدرائية ..
كما لو كنا نستخذم مواردنا المحدودة ونقترض من أجل تسجيل مجموعة من الأبنية والإنشاءات الترفية في الموسوعات الرقمية
وهنا نتسائل
فما الذي يمكن أن يقال عن تبديد الثروات والإمكانات الوطنية ؟
التنمية كما أعرفها كمواطن لايدعي لنفسه مطلق المعرفة تعني تأسيس إقتصاد وطني حقيقي ينهض علي اساس تطوير توسيع قاعدة الإنتاج الزراعي وحشد فوائضها في بناء وتوسيع قاعدة الإنتاج الصناعي ، ومن ثم توسيع التشغيل للسكان ومن ثم تحويلهم إلي ثروة بشرية عظيمة ومتطورة عبر توجيه جانب من الفائض الإقتصادي للتعليم والبحث العلمي وبرامج التدريب والتأهيل العلمي إلي جانب الإهتمام بالصحة العامة وبرامج الرعاية الصحية..
ومن ثم التخطيط بما يسمح أن تعود ثمار هذه التنمية علي هدف أعلي هو محاربة الفقر ورفع مستوي معيشة المواطنين والحيلولة دون أن تظل الفوائض والعائدات المالية حكراً علي مجموعة إجتماعية محدودة من السكان تهيمن علي الثروة والسلطة
وهنا جئنا لمربط الفرس إذ أن القوي المهيمنة اجتماعياً وسياسياً الآن لن تنهج أي نهج حقيقي للتنمية الشاملة كما يعرفها شخصي الفقير إلي العلم والتجربة ويعرفها بشكل أعمق وأوسع مني الكثيرون من أبناء هذا الوطن من أساتذة اقتصاد واجتماع وسياسيين ومثقفين ومناضلين ..
الكوادر الفنية والكنونقراطية لتلك القوي المهيمنة لن يفعلوا شيئًا مغايراً لكونهم سيشيدون مدن الأثرياء المسورة ، ومنتجعاتهم الساحلية ومرافق اللهو الترفي الباذخ بدعوي تنشيط السياحة ، ومنها وفي نفس السياق مااعلن البدء فيه دون سابق انذار أو تخطيط تلك الأعجوبة البذخية المتمثلة في النهر الأخضر ،
ولذلك فمن الطبيعي أن يبنوا دور العبادة التي تليق بالأغنياء فيظهر (الفتاح العليم) في نفس موعد ظهور (كاتدرائية ميلاد المسيح) ويتم الترويج لهذا باعتباره رمزاً لحرية العبادة وما إلي في الوقت الذي يحاصر فيه السلفيون والمتأسلمون المتطرفون الإرهابيون أقباط المنيا المسحيين الفقراء الذين تتكرر حوادث منعهم من إقامة شعائرهم الدينية تحت سمع وبصر الدولة منذ سنوات ، وحتي الان كلما حاول المسيحيون في المنيا وفي المناطق الطرفية الفقيرة بناء كنيسة هاج وماج سلفيوها ومارسوا العنف الدموي ضدهم ..
وعلي قول التنمية
فالقضاء علي التطرف الديني والإرهاب والطائفية لن يتم بمجرد الإعتماد فقط علي المواجهات الأمنية والمسلحة ..
ولن يتم بتصور أن ما يسمي ب "تجديد الخطاب الديني" هو الذي سيقضي علي التطرف الديني ..
ولا حتي بالجهد التنويري للمثقفين والمناضلين في حال إتاحته ورفع هيمنة الأجهزة الأمنية علي مجالات العمل الديمقراطي الشعبي ..
كل ذلك مع أهميته الكبري لايمثل الأساس الذي يمكن البناء عليه في القضاء علي ظواهر فاشية التأسلم السياسي الإستعلاء الديني والتطرف والإرهاب ..
توسيع قواعد الإنتاج والتشغيل وتطوير المجتمع وتحديثه وتحسين مستوي معيشة أوسع الشرائح الشعبية وتطويرها كقوي منتجة عبر تعليم صحيح وبحث علمي متاح وثقافة وطنية معززة ومنفتحة الآفاق تستلهم مصر الحقيقية العميقة ذات الحضور الإنساني ..
ذلك هو الأساس الذي يمكن أن نعول عليه في نجاح معارك الإستنارة وتحديث العقل والمساهمة في تطور التنمية وتطور المجتمع المصري ..
وذلك مالا أظن أن السلطة المهيمنة منذ عقود (والتي لم تتغير سوي رؤوسها وبعض مسمياتها) ستفعله
=======
تعليقات
إرسال تعليق