كتابات - المثقف عندما يتقمص دور -الأبله-
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
المثقف عندما يتقمص دور -الأبله- ! نخب مصرية، نموذجاً.
في البداية سيتجاهلونك ...
ثم يحاربونك ...
ثم يحاولون قتلك ...
ثم يفاوضونك ...
ثم يتراجعون ....
و في النهاية ستنتصر
غاندى.
".. ثم كانت الاستراتيجية التى اتبعها حكام مصر الجدد، استراتيجية "ذبح القطة"، ليس فقط للتخلص من الاخوان المسلمين، وانما الاهم بما لايقاس، هو ان التخلص من الاخوان هو بمثابة رسالة ردع عملية مباشرة وشديدة الوضوح لاى قوى سياسية اخرى يمكن ان تجرؤ على التفكير فى اعتلاء حكم مصر، وفى مواجهة اى محاولة من اى قوى سياسية للاستفادة من التمرد الواسع لملايين المصريين الذين ملأوا الشوارع والميادين فى 25 يناير، الذين لايمكن مواجتهم عسكرياً، وفى هذا السياق يمكن بدهاء النظام العتيق، الاستفادة من خبرة ثورة 25 يناير2011، ليتم استنساخها فى 30 يونيو 2013!، لتأتى سنة حكم الاخوان كجملة اعتراضية فى تاريخ مصر الحديث!، وعبرة لباقى القوى السياسية من الاقتراب من "كرسى" حكم مصر، وفقاً للمثل الشعبى المصرى الشائع "ادبح لها القطة فى ليلة دخلتك ..". سعيد علام، يناير 2016.
سعيد علام
القاهرة، السبت 6/1/2019م
عشرات، بل وربما االمئات من النخبة المصرية، اعلنوا بعد 3 يوليو 2013 بفترات متفاوته، انهم قد "خدعوا"!، وانهم لم يكونوا يدركون ان الامور ستسير فيما سارت عليه بعد 3 يوليو 2013 الى ان وصلت الى ما وصلت اليه اليوم!.
الانقلاب فى حد ذاته ليس فعلاً مذموماً فى كل الاحوال، فهو كما كل شئ نسبى، هو فقط مذموماً حال كونه يسعى الى مزيد من القمع والاستغلال للاغلبية لصالح اقلية، اى خطوة او خطوات الى الخلف، اما اذا ما كان يسعى للعكس، اى مزيداً من الحريات والاقل من الاستغلال للاغلبية على حساب الاقلية، اى خطوة او خطوات الى الامام، كان تطوراً تاريخيا ايجابياً لصالح البشريةً. ان كل ثورة هى انقلاب، انقلاب لصالح حركة التاريخ الى الامام فى تاريخ مسيرة نضال الانسانية. عندما تتطور ادوات الانتاج، وكذا الوعى، تصبح معادلة علاقات الانتاج القائمة غير ملائمة، عندها يسعى المجتمع للحصول على معادلة علاقات انتاج جديدة تكون ملائمة لادوات الانتاج والوعى الجديدان، فـ"ينقلب" المجتمع على معادلة علاقات الانتاج القائمة، ويخلق معادلة علاقات انتاج جديدة، ثورة.
من المفترض ان تكون لدى النخبة المصرية، بحكم كونها نخبة، وضوح فى الرؤيا لما حدث منذ 25 يناير 2011، وخاصة العام الذى سبق 3 يوليو 2013، العام البائس لحكم الاخوان، وهو الامر الذى ادركه الكثير من بسطاء الشعب المصرى، الا ان الكثير من النخب لم يدركوا وقتها، وعندما واجهوا "الفضيحة" بعدها، قالوا "لم نكن ندرك"!.
فى 20 – 1 - 2016 كتبت مقالاً تحت عنوان "خبرة يناير بين براءة الثوار ودهاء النظام العتيق!"(1)، جاء فى مقدمته: "انتشرت فى اعقاب 25 يناير 2011، وسط عدد غير قليل من المحللين السياسيين المهمين، فكرة مؤداها ان المؤسسة
العسكرية المصرية، كانت على استعداد لان تتنازل عن مكانتها
المتفردة على رأس منظومة الحكم المستمرة فى مصر منذ 1952،
سواء امام انتفاضة يناير، اوامام جماعة الاخوان المسلمين حتى لو جاءت
بالانتخابات، او امام غيرهما (جمال مبارك مثلاً) !، مقابل الخروج الآمن!.".
ثم فى موضع اخر اضفت: "اكتنز النظام على اثرها، (المقصود انتفاضة الخبز، 18 و 19 يناير 1977)، خبرة تاريخية ثمينة، تمثلت فى ان يفعل النظام ما يريد، دون ان يعلن عنه، هذا من ناحية، وان لا تتم اجراءاته دفعة واحدة، من ناحية ثانية، هذه الخبرة التى مكنت النظام من الاستمرار من يناير 77 حتى يناير 2011 دون انتفاضات عارمة!، بالرغم من ان الاسعار قد ارتفعت مئات الاضعاف عن تلك التى كانت عليها فى 77، (على سبيل المثال فى 77 كيلو اللحمة كان بجنيه واحد، ليرتفع فى 2011 كيلو اللحمة باكثر من 700% دون انتفاضات عارمة!) .. هذا مجرد نموذج مبسط وشديد الوضوح لكيفية تعلم النظام للدرس واستخلاص النتائج والتعامل بدهاء معها، دهاء النظام العتيق! .. "افعلها فى الشعب، ومتوريهوش اداتك"!.".
وعن خبرة النظام فى يناير 2011، وتحت عنوان جانبى "النوبه دى بجد .. مش حنسبها لحد"!، كتبت: "هذا الشعار الذى ردده المتظاهرون فى ميدان التحرير فى الفترة التالية ل 25 يناير 2011، اصبح وكأنه لسان حال المجلس العسكرى!، رداً على كل ما سبق على 25 يناير 2011 وكل ما تلاها من مخاطر محتملة، اما فيما سبق 25 يناير، وما كان من مرحلة التحضير لتوريث جمال مبارك – المدنى - لحكم مصر، وما رافقه من تنامى نفوذ الداخلية، والقطاع الخاص – باعتبارهما جناحان مدنيان لازمان للوريث المدنى المرتقب، فالشئ لزوم الشئ! – وأما ما تلىَ انتفاضة 25 يناير، من مطالب ثورية بدوله مدنية لا عسكرية ولا دينيه، جاءت للمؤسسة العسكرية الفرصة التاريخية لتتخلص فى ضربة واحدة من جميع التهديدات وازاحتها كلها مجتمعة مرة واحدة، حيث تم إزاحة الرئيس مبارك ومعه مشروع الوريث، وفى نفس الوقت قطع الطريق على انتفاضة 25 يناير، لإجهاض امكانية حصول تغيير ثوري أعمق، على طريقة "ضحى بالجنين علشان الام تعيش"، و"عسى ان تكرهوا شيئاً وهوخيراً لكم"، و"الضربة التى لا تقتل، تقوى"، .. فكان لسان حال المجلس العسكرى، "النوبه دى بجد .. مش حنسبها لحد"!.".
ثم تحت عنوان جانبى اخر "ادبح لها القطة فى ليلة دخلتك .."!، كتبت: ".. المؤسسة العسكرية والاخوان المسلمين، هما التنظيمان الوحيدان اللذان لديهما خبرة تنظيمية راسخة تشكلت على مدى عقود، وايدلوجية محددة خاصة بكلٍ منهما ( القوات المسلحة 1952 – الاخوان المسلمين 1928)، مع تغيب شبه تام للتنظيمات الاخرى سواء الاحزاب السياسية الفاعلة، او النقابات المهنية والعمالية والطلابية المستقلة، او منظمات المجتمع المدنى، بعد تحجيمها جميعاً منذ عام 1954.
لم يستطع النظام المصرى منذ عام 54 ان يوجه ضربة قاصمة الى جماعة الاخوان المسلمين، مثلما استطاع فى يوليو 2013 ، وكان العامل المتغير الوحيد، هو ان الاخوان كانوا قد مكنوا –شكلياً- من حكم مصر لمدة عام واحد!، بعد عام واحد من الوجود المحجم فى السلطة، امكن انجاز ما لم يتم انجازه خلال الفترة من بعد 54 وحتى 2011!، كان الاخوان على ابواب حكم مصر، على خلفية ملايين الشعب فى المياديين والشوارع، يطالبون بإسقاط النظام!، فماذا ينتظر النظام، الممثل فى هذه اللحظة فى المجلس العسكرى، الذى كلفه الرئيس المخلوع بإدارة شئون البلاد ؟!، ترك المجلس العسكرى الحبل على الغارب للاخوان، حتى يلفوا الحبل على رقابهم!، مراهناً على انتهازية الاخوان السياسية.
ثم كانت الاستراتيجية التى اتبعها حكام مصر الجدد، استراتيجية "ذبح القطة"، ليس فقط للتخلص من الاخوان المسلمين، وانما الاهم بما لايقاس، هو ان التخلص من الاخوان هو بمثابة رسالة ردع عملية مباشرة وشديدة الوضوح لاى قوى سياسية اخرى يمكن ان تجرؤ على التفكير فى اعتلاء حكم مصر، وفى مواجهة اى محاولة من اى قوى سياسية للاستفادة من التمرد الواسع لملايين المصريين الذين ملأوا الشوارع والميادين فى 25 يناير، الذين لايمكن مواجتهم عسكرياً، وفى هذا السياق يمكن بدهاء النظام العتيق، الاستفادة من خبرة ثورة 25 يناير2011، ليتم استنساخها فى 30 يونيو 2013!، لتأتى سنة حكم الاخوان كجملة اعتراضية فى تاريخ مصر الحديث!، وعبرة لباقى القوى السياسية من الاقتراب من "كرسى" حكم مصر، وفقاً للمثل الشعبى المصرى الشائع "ادبح لها القطة فى ليلة دخلتك .. تدوب فى هواك ومحبتك"!.".
" ليس المطلوب الخروج الآمن، وانما الاستمرار الآمن"! ..
انتشرت فى اعقاب 25 يناير 2011، وسط عدد غير قليل من المحللين السياسيين المهمين، فكرة مؤداها ان المؤسسة العسكرية المصرية، كانت على استعداد لان تتنازل عن مكانتها المتفردة على رأس منظومة الحكم المستمرة فى مصر منذ 1952، سواء امام انتفاضة يناير، او امام جماعة الاخوان المسلمين حتى لو جاءت بالانتخابات ، او امام غيرهما، (جمال مبارك مثلاً) !، مقابل الخروج الآمن!، حتى ان البعض بنى "نظرية" "الصفقة بين الاخوان والمجلس العسكرى" على هذا الاساس الخرافى!، فى حين انه كان "ليس المطلوب الخروج الآمن، وانما الاستمرار الآمن"! .. "حد يبات عطشان والميه (السلطة) بتجري تحت ايديه .. لازم ما في عنده نظر"!، وديع الصافى ..
كتب الباحث المرموق "يزيد صايغ" فى دراسته الاشهر "فوق الدولة: جمهورية الضباط فى مصر": ".. يدور الصراع في مصر بين المسؤولين الجدد المُنتَخَبين ديمقراطياً، وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة، حول قيادة مستقبل البلاد في حقبة مابعد مبارك .. وبغية تفادي الوصاية العسكرية الصريحة، لابد أن يتوصّل كلُ من الرئيس الجديد، محمد مرسي، والأحزاب السياسية في مصر، إلى توافق راسخ على الحدّ من الصلاحيات الاستثنائية التي يسعى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى تضمينها في الدستور الجديد. كما أنه من الضروري تثبيت الرقابة المدنية الفعّالة على تفاصيل ميزانية الدفاع وأي مصادر أخرى للتمويل العسكري .. قدَّمَ تسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة رسمياً إلى الرئيس المنتخب محمد مرسي، في 30 حزيران/يونيو 2012، مؤشّراً مهماً على نهاية مرحلة مضطربة في عملية الانتقال السياسي في مصر وبداية أخرى يبدو أنها ستكون أطول وأكثر تعقيداً.."! .. وفى دراسة اخرى بعنوان "شبح الديمقراطية المدارة يحوم فوق مصر" يتساءل الـ"صايغ": "ليس من الواضح تماماً لماذا يُصِرّ المجلس الأعلى للقوات المسلحة على الاحتفاظ بسلطة مُقيمة بعد أن يسلِّم الحكم رسمياً إلى قادة مدنيين."!.
و كأن المؤسسة العسكرية على استعداد لان تتنازل عن مكانتها المتفردة على رأس منظومة الحكم المستمرة فى مصر منذ 1952، وتسلم السلطة للاخوان المسلمين؟!
وكأن الاخوان المسلمين سلطة مدنيه؟!
(راجع موقف الاخوان المسلمين من امتيازات القوات المسلحة فى دستور2012، وموقفهم فى الاعلان الدستورى شبه الالهى الذى اصدروه منفردين عن طريق مرسى فى نوفمبر 2012)!
هل خالت على الـ"صايغ" ؟!
"ليس المطلوب الخروج الآمن، وانما الاستمرار الآمن"!.".
حتى انت ياصايغ قد خالت عليك، الا ان رؤيتك هذه، يبرر خللها شيئان، الاول، بعدك "الجيوسياسى" عن الواقع المصرى، اما الثانى، فانه لا مجال، بحكم بعدك الجيوسياسى نفسه عن مصر، ان تكون هناك اى شبه بان تكون لديك اطماع شخصية مع النظام المصرى. الا ان الوضع مع النخبة المصرية يختلف، حيث انه مازال هناك من النخبة المصرية من يعلن فى جرأة، "بجاحة"، يحسد عليها، انه قد خدع فى يوليو 2013!. هكذا ينمو مرض النخبة "الخبيث"، من اوهام الخروج الآمن للمجلس العسكرى فى 2011، الى اوهام الثورة الشعبية فى 2013، وما بعدها!.
لا يمكن تفسير هذه "البلاهة المصطنعة" لقطاع من النخبة المصرية، الا بأنتهازية تقديم المصالح على المبادئ، والا تنتفى عنهم صفة "النخبة"، انها اما مصالح شخصية خاصة انانية، على آمل الاستفادة من التخندق مع السلطة فى خندق واحد، واما مصالح ايديولوجية انتهازية، على طريقة، دعنا "نستهبل ونعمل مش فاهمين" حتى يتم اقصاء الاخوان المسلمين من حكم مصر، وبذا نكون "اتقينا" شر الفاشية الدينية "المحتملة"!.
من الطبيعى ان تكون وظيفة اللص السرقة، ولكن ليس من الطبيعى ان يقوم احد افراد اهل البيت، وهم نيام بعد منتصف الليل، بفتح الباب خلسه ليساعد اللص فى ان يسرق اهل بيته!.
سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
saeid.allam@yahoo.com
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam
المصادر:
(1) خبرة يناير بين براءة الثوار ودهاء النظام العتيق!، سعيد علام.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=501507
ثم يحاربونك ...
ثم يحاولون قتلك ...
ثم يفاوضونك ...
ثم يتراجعون ....
و في النهاية ستنتصر
غاندى.
".. ثم كانت الاستراتيجية التى اتبعها حكام مصر الجدد، استراتيجية "ذبح القطة"، ليس فقط للتخلص من الاخوان المسلمين، وانما الاهم بما لايقاس، هو ان التخلص من الاخوان هو بمثابة رسالة ردع عملية مباشرة وشديدة الوضوح لاى قوى سياسية اخرى يمكن ان تجرؤ على التفكير فى اعتلاء حكم مصر، وفى مواجهة اى محاولة من اى قوى سياسية للاستفادة من التمرد الواسع لملايين المصريين الذين ملأوا الشوارع والميادين فى 25 يناير، الذين لايمكن مواجتهم عسكرياً، وفى هذا السياق يمكن بدهاء النظام العتيق، الاستفادة من خبرة ثورة 25 يناير2011، ليتم استنساخها فى 30 يونيو 2013!، لتأتى سنة حكم الاخوان كجملة اعتراضية فى تاريخ مصر الحديث!، وعبرة لباقى القوى السياسية من الاقتراب من "كرسى" حكم مصر، وفقاً للمثل الشعبى المصرى الشائع "ادبح لها القطة فى ليلة دخلتك ..". سعيد علام، يناير 2016.
سعيد علام
القاهرة، السبت 6/1/2019م
عشرات، بل وربما االمئات من النخبة المصرية، اعلنوا بعد 3 يوليو 2013 بفترات متفاوته، انهم قد "خدعوا"!، وانهم لم يكونوا يدركون ان الامور ستسير فيما سارت عليه بعد 3 يوليو 2013 الى ان وصلت الى ما وصلت اليه اليوم!.
الانقلاب فى حد ذاته ليس فعلاً مذموماً فى كل الاحوال، فهو كما كل شئ نسبى، هو فقط مذموماً حال كونه يسعى الى مزيد من القمع والاستغلال للاغلبية لصالح اقلية، اى خطوة او خطوات الى الخلف، اما اذا ما كان يسعى للعكس، اى مزيداً من الحريات والاقل من الاستغلال للاغلبية على حساب الاقلية، اى خطوة او خطوات الى الامام، كان تطوراً تاريخيا ايجابياً لصالح البشريةً. ان كل ثورة هى انقلاب، انقلاب لصالح حركة التاريخ الى الامام فى تاريخ مسيرة نضال الانسانية. عندما تتطور ادوات الانتاج، وكذا الوعى، تصبح معادلة علاقات الانتاج القائمة غير ملائمة، عندها يسعى المجتمع للحصول على معادلة علاقات انتاج جديدة تكون ملائمة لادوات الانتاج والوعى الجديدان، فـ"ينقلب" المجتمع على معادلة علاقات الانتاج القائمة، ويخلق معادلة علاقات انتاج جديدة، ثورة.
من المفترض ان تكون لدى النخبة المصرية، بحكم كونها نخبة، وضوح فى الرؤيا لما حدث منذ 25 يناير 2011، وخاصة العام الذى سبق 3 يوليو 2013، العام البائس لحكم الاخوان، وهو الامر الذى ادركه الكثير من بسطاء الشعب المصرى، الا ان الكثير من النخب لم يدركوا وقتها، وعندما واجهوا "الفضيحة" بعدها، قالوا "لم نكن ندرك"!.
فى 20 – 1 - 2016 كتبت مقالاً تحت عنوان "خبرة يناير بين براءة الثوار ودهاء النظام العتيق!"(1)، جاء فى مقدمته: "انتشرت فى اعقاب 25 يناير 2011، وسط عدد غير قليل من المحللين السياسيين المهمين، فكرة مؤداها ان المؤسسة
العسكرية المصرية، كانت على استعداد لان تتنازل عن مكانتها
المتفردة على رأس منظومة الحكم المستمرة فى مصر منذ 1952،
سواء امام انتفاضة يناير، اوامام جماعة الاخوان المسلمين حتى لو جاءت
بالانتخابات، او امام غيرهما (جمال مبارك مثلاً) !، مقابل الخروج الآمن!.".
ثم فى موضع اخر اضفت: "اكتنز النظام على اثرها، (المقصود انتفاضة الخبز، 18 و 19 يناير 1977)، خبرة تاريخية ثمينة، تمثلت فى ان يفعل النظام ما يريد، دون ان يعلن عنه، هذا من ناحية، وان لا تتم اجراءاته دفعة واحدة، من ناحية ثانية، هذه الخبرة التى مكنت النظام من الاستمرار من يناير 77 حتى يناير 2011 دون انتفاضات عارمة!، بالرغم من ان الاسعار قد ارتفعت مئات الاضعاف عن تلك التى كانت عليها فى 77، (على سبيل المثال فى 77 كيلو اللحمة كان بجنيه واحد، ليرتفع فى 2011 كيلو اللحمة باكثر من 700% دون انتفاضات عارمة!) .. هذا مجرد نموذج مبسط وشديد الوضوح لكيفية تعلم النظام للدرس واستخلاص النتائج والتعامل بدهاء معها، دهاء النظام العتيق! .. "افعلها فى الشعب، ومتوريهوش اداتك"!.".
وعن خبرة النظام فى يناير 2011، وتحت عنوان جانبى "النوبه دى بجد .. مش حنسبها لحد"!، كتبت: "هذا الشعار الذى ردده المتظاهرون فى ميدان التحرير فى الفترة التالية ل 25 يناير 2011، اصبح وكأنه لسان حال المجلس العسكرى!، رداً على كل ما سبق على 25 يناير 2011 وكل ما تلاها من مخاطر محتملة، اما فيما سبق 25 يناير، وما كان من مرحلة التحضير لتوريث جمال مبارك – المدنى - لحكم مصر، وما رافقه من تنامى نفوذ الداخلية، والقطاع الخاص – باعتبارهما جناحان مدنيان لازمان للوريث المدنى المرتقب، فالشئ لزوم الشئ! – وأما ما تلىَ انتفاضة 25 يناير، من مطالب ثورية بدوله مدنية لا عسكرية ولا دينيه، جاءت للمؤسسة العسكرية الفرصة التاريخية لتتخلص فى ضربة واحدة من جميع التهديدات وازاحتها كلها مجتمعة مرة واحدة، حيث تم إزاحة الرئيس مبارك ومعه مشروع الوريث، وفى نفس الوقت قطع الطريق على انتفاضة 25 يناير، لإجهاض امكانية حصول تغيير ثوري أعمق، على طريقة "ضحى بالجنين علشان الام تعيش"، و"عسى ان تكرهوا شيئاً وهوخيراً لكم"، و"الضربة التى لا تقتل، تقوى"، .. فكان لسان حال المجلس العسكرى، "النوبه دى بجد .. مش حنسبها لحد"!.".
ثم تحت عنوان جانبى اخر "ادبح لها القطة فى ليلة دخلتك .."!، كتبت: ".. المؤسسة العسكرية والاخوان المسلمين، هما التنظيمان الوحيدان اللذان لديهما خبرة تنظيمية راسخة تشكلت على مدى عقود، وايدلوجية محددة خاصة بكلٍ منهما ( القوات المسلحة 1952 – الاخوان المسلمين 1928)، مع تغيب شبه تام للتنظيمات الاخرى سواء الاحزاب السياسية الفاعلة، او النقابات المهنية والعمالية والطلابية المستقلة، او منظمات المجتمع المدنى، بعد تحجيمها جميعاً منذ عام 1954.
لم يستطع النظام المصرى منذ عام 54 ان يوجه ضربة قاصمة الى جماعة الاخوان المسلمين، مثلما استطاع فى يوليو 2013 ، وكان العامل المتغير الوحيد، هو ان الاخوان كانوا قد مكنوا –شكلياً- من حكم مصر لمدة عام واحد!، بعد عام واحد من الوجود المحجم فى السلطة، امكن انجاز ما لم يتم انجازه خلال الفترة من بعد 54 وحتى 2011!، كان الاخوان على ابواب حكم مصر، على خلفية ملايين الشعب فى المياديين والشوارع، يطالبون بإسقاط النظام!، فماذا ينتظر النظام، الممثل فى هذه اللحظة فى المجلس العسكرى، الذى كلفه الرئيس المخلوع بإدارة شئون البلاد ؟!، ترك المجلس العسكرى الحبل على الغارب للاخوان، حتى يلفوا الحبل على رقابهم!، مراهناً على انتهازية الاخوان السياسية.
ثم كانت الاستراتيجية التى اتبعها حكام مصر الجدد، استراتيجية "ذبح القطة"، ليس فقط للتخلص من الاخوان المسلمين، وانما الاهم بما لايقاس، هو ان التخلص من الاخوان هو بمثابة رسالة ردع عملية مباشرة وشديدة الوضوح لاى قوى سياسية اخرى يمكن ان تجرؤ على التفكير فى اعتلاء حكم مصر، وفى مواجهة اى محاولة من اى قوى سياسية للاستفادة من التمرد الواسع لملايين المصريين الذين ملأوا الشوارع والميادين فى 25 يناير، الذين لايمكن مواجتهم عسكرياً، وفى هذا السياق يمكن بدهاء النظام العتيق، الاستفادة من خبرة ثورة 25 يناير2011، ليتم استنساخها فى 30 يونيو 2013!، لتأتى سنة حكم الاخوان كجملة اعتراضية فى تاريخ مصر الحديث!، وعبرة لباقى القوى السياسية من الاقتراب من "كرسى" حكم مصر، وفقاً للمثل الشعبى المصرى الشائع "ادبح لها القطة فى ليلة دخلتك .. تدوب فى هواك ومحبتك"!.".
" ليس المطلوب الخروج الآمن، وانما الاستمرار الآمن"! ..
انتشرت فى اعقاب 25 يناير 2011، وسط عدد غير قليل من المحللين السياسيين المهمين، فكرة مؤداها ان المؤسسة العسكرية المصرية، كانت على استعداد لان تتنازل عن مكانتها المتفردة على رأس منظومة الحكم المستمرة فى مصر منذ 1952، سواء امام انتفاضة يناير، او امام جماعة الاخوان المسلمين حتى لو جاءت بالانتخابات ، او امام غيرهما، (جمال مبارك مثلاً) !، مقابل الخروج الآمن!، حتى ان البعض بنى "نظرية" "الصفقة بين الاخوان والمجلس العسكرى" على هذا الاساس الخرافى!، فى حين انه كان "ليس المطلوب الخروج الآمن، وانما الاستمرار الآمن"! .. "حد يبات عطشان والميه (السلطة) بتجري تحت ايديه .. لازم ما في عنده نظر"!، وديع الصافى ..
كتب الباحث المرموق "يزيد صايغ" فى دراسته الاشهر "فوق الدولة: جمهورية الضباط فى مصر": ".. يدور الصراع في مصر بين المسؤولين الجدد المُنتَخَبين ديمقراطياً، وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة، حول قيادة مستقبل البلاد في حقبة مابعد مبارك .. وبغية تفادي الوصاية العسكرية الصريحة، لابد أن يتوصّل كلُ من الرئيس الجديد، محمد مرسي، والأحزاب السياسية في مصر، إلى توافق راسخ على الحدّ من الصلاحيات الاستثنائية التي يسعى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى تضمينها في الدستور الجديد. كما أنه من الضروري تثبيت الرقابة المدنية الفعّالة على تفاصيل ميزانية الدفاع وأي مصادر أخرى للتمويل العسكري .. قدَّمَ تسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة رسمياً إلى الرئيس المنتخب محمد مرسي، في 30 حزيران/يونيو 2012، مؤشّراً مهماً على نهاية مرحلة مضطربة في عملية الانتقال السياسي في مصر وبداية أخرى يبدو أنها ستكون أطول وأكثر تعقيداً.."! .. وفى دراسة اخرى بعنوان "شبح الديمقراطية المدارة يحوم فوق مصر" يتساءل الـ"صايغ": "ليس من الواضح تماماً لماذا يُصِرّ المجلس الأعلى للقوات المسلحة على الاحتفاظ بسلطة مُقيمة بعد أن يسلِّم الحكم رسمياً إلى قادة مدنيين."!.
و كأن المؤسسة العسكرية على استعداد لان تتنازل عن مكانتها المتفردة على رأس منظومة الحكم المستمرة فى مصر منذ 1952، وتسلم السلطة للاخوان المسلمين؟!
وكأن الاخوان المسلمين سلطة مدنيه؟!
(راجع موقف الاخوان المسلمين من امتيازات القوات المسلحة فى دستور2012، وموقفهم فى الاعلان الدستورى شبه الالهى الذى اصدروه منفردين عن طريق مرسى فى نوفمبر 2012)!
هل خالت على الـ"صايغ" ؟!
"ليس المطلوب الخروج الآمن، وانما الاستمرار الآمن"!.".
حتى انت ياصايغ قد خالت عليك، الا ان رؤيتك هذه، يبرر خللها شيئان، الاول، بعدك "الجيوسياسى" عن الواقع المصرى، اما الثانى، فانه لا مجال، بحكم بعدك الجيوسياسى نفسه عن مصر، ان تكون هناك اى شبه بان تكون لديك اطماع شخصية مع النظام المصرى. الا ان الوضع مع النخبة المصرية يختلف، حيث انه مازال هناك من النخبة المصرية من يعلن فى جرأة، "بجاحة"، يحسد عليها، انه قد خدع فى يوليو 2013!. هكذا ينمو مرض النخبة "الخبيث"، من اوهام الخروج الآمن للمجلس العسكرى فى 2011، الى اوهام الثورة الشعبية فى 2013، وما بعدها!.
لا يمكن تفسير هذه "البلاهة المصطنعة" لقطاع من النخبة المصرية، الا بأنتهازية تقديم المصالح على المبادئ، والا تنتفى عنهم صفة "النخبة"، انها اما مصالح شخصية خاصة انانية، على آمل الاستفادة من التخندق مع السلطة فى خندق واحد، واما مصالح ايديولوجية انتهازية، على طريقة، دعنا "نستهبل ونعمل مش فاهمين" حتى يتم اقصاء الاخوان المسلمين من حكم مصر، وبذا نكون "اتقينا" شر الفاشية الدينية "المحتملة"!.
من الطبيعى ان تكون وظيفة اللص السرقة، ولكن ليس من الطبيعى ان يقوم احد افراد اهل البيت، وهم نيام بعد منتصف الليل، بفتح الباب خلسه ليساعد اللص فى ان يسرق اهل بيته!.
سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
saeid.allam@yahoo.com
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam
المصادر:
(1) خبرة يناير بين براءة الثوار ودهاء النظام العتيق!، سعيد علام.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=501507
=========
تعليقات
إرسال تعليق