كتابات
الزراعة المصرية والتضييق على الفلاحين
يذهب أغلب الفلاسفة وعلماء علم الاجتماع، أنّ المجتمعات الإنسانية قد تستغنى عن الأطباء والمهندسين والمفكرين والمبدعين.ولكنها لاتستطيع الاستغناء الفلاحين. وكان التبريرهو: أنّ الإنسان ـ فى أى مجتمع ـ لايستطيع البقاء حيـًـا بدون تناول الطعام..وهذا الطعام لاتــُـنبته الأرض من تلقاء نفسها..كما هوالحال فى بعض الأعشاب والحشائش التى لاتصلح لمعدة الإنسان. أما النباتات الصالحة للإنسان فهى لاتأتى إلاّبعد تمهيد الأرض للزراعة..وهذا هوالعمل الذى لايستطيع القيام به إلاّشريحة وحيدة من شرائح المجتمع: الفلاحون.
وذكركثيرون من علماء الاقتصاد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والهند والصين واليابان..فيما يتعلق بالمسألة الزراعية..فقد تلاحظ أنّ هذه الدول تــُـقـدّم الدعم المالى للمُـزارعين..وأنّ هذا الدعم لايـُـقـدّم اعتباطــًـا أومن أجل سواد عيون الفلاحين {خاصة فى أنظمة رأسمالية تسعى لتحقيق أعلى نسبة ربح} وإنما فلسفة الدعم تأسّـستْ على أساس أنّ الاهتمام بتحسين ظروف العمل الزراعى، يؤدى إلى الوفرة فى انتاج المزيد من المحاصيل الزراعية..وهذه المحاصيل تؤدى بدورها إلى تحسين {الميزان التجارى} من خلال تزايد معدلات الصادرات..وبالتالى فإنّ تنمية الاقتصاد الزراعى سيصب فى مصلحة {الاقتصاد القومى}
هذا باختصارموقف الأنظمة الوطنية الحريصة على التنمية الاقتصادية..وفق معاييرعلم الاقتصاد فى العصرالحديث..ومع ملاحظة أنّ هذه الأنظمة بقدراهتمامها ودعمها للمزارعين فى بلادها، بقدرحرصها على منع غيرها من الدول التابعة للرأسمالية العالمية وتدورفى فلكها ـ وفق تعبيرسميرأمين ـ من أى تنمية اقتصادية، والسبب أنه لوأنّ الأنطمة التابعة للرأسمالية العالمية اعتمدتْ على نفسها فى انتاج ما تحتاجه من محاصيل زراعية..فماذا تفعل الأنظمة الرأسمالية بالفائض من محصولاتها؟ خاصة وأنها ـ كما حدث كثيرًا ـ لجأتْ إلى القاء الفائض فى المحيطات خوفــًـا من انخفاض السعر..وفى هذا الشأن قال جاك هوفر{أحد صناع السياسة الزراعية الأمريكية} "نحن لانــُـوزّع الغذاء على الدول الأخرى على أساس مدى الاحتياج..وإنما على أساس الاعتبارات التى تمليها السياسة الخارجية الأمريكية" {عريان نصيف فى كتابه: لا للتبعية والتطبيع فى الزراعةـ دارالثقافة الجديدة عام2001ص16}
وذكرأنه تـمّ فتح الباب على مصراعيه لاستيراد القطن الأمريكى، بما أدى ـ فى موسم واحد ـ عام1993إلى خسارة مصرحوالىْ2مليارجنيه..فالسعرالذى تم به تصديرالقطن المصرى المُـتميزكان90سنت للرطل، بينما سعرالقطن الأمريكى المُـستورد والأقل جودة كان105سنت للرطل..وفى عام1996وافق المسئولون المصريون على استلام شحنات القمح الأمريكى المصابة بالفطروالتى رفضتها جميع الدول المُستوردة للقمح الأمريكى..وفى عام1993كانت مصرالدولة الثانية فى العالم المُـستوردة للقمح..وبعد هذا التاريخ أصبحتْ مصرالدولة الأولى فى العالم المُـستوردة للقمح {المصدرمجلس القمح الأمريكى ومجلس القمح الدولى} وكان تعليق عريان نصيف أنّ ذلك كان بفضل سياسة التبعية للأمريكان {من51ـ54}
وفى كتاب آخرذكرنصيف أنه فى المؤتمرالمصرى الأمريكى الذى عقد فى القاهرة فى26ـ 28مارس1995أشاد يوسف والى وزيرالزراعة بالدورالمتميزالذى قامت به {المعونة الأمريكية} وأشارإلى أنّ هذا الدور{الخيـّـر} للمعونة الأمريكية ابتدأ مع 23يوليو1952من خلال {برنامح النقطة الرابعة} وذكرأنّ هيئة التنمية الأمريكية تعتبرأنّ التوسع فى مساحات زراعة القمح اخلال وانحراف بسياسة الإصلاح الاقتصادى..وأنّ مديرالعمليات الزراعية بالبنك الدولى أوصى فى21أكتوبر1994بتخفيض المساحات المزروعة بالقصب قى مصر{عريان نصيف فى كتابه: مأساة الفلاح فى زمن الانفتاح ـ كتاب الأهالى ـ مارس2001ص100}
والمُـتأمل لحال الزراعة المصرية سيكتشف تدهورها منذ يوليو1952بعد بناء المصانع على أجود الأراضى الزراعية..والمشروعات الوهمية {مديرية التحريرـ نموذجـًـا} ومشكلات الفلاحين مع الجمعيات الزراعية الحكومية..وتجريف التربة الزراعية بالبناء عليها..وهى الظاهرة التى بدأها نواب مجلس الشعب..إلخ.
ونظرًا لخطورة الوضع وتفاقمه سنة بعد إخرى، اشتركتْ أكبرصحيفة حكومية مع الصحف الخاصة فى انتقاد المسئولين عن تردى الزراعة..ومن أمثلة ذلك التحقيق الصحفى الذى شغل صفحة كاملة بعنوان {الترشيد يـُـحوّل مصرمن تصديرالأرزإلى استيراده} والعنوان الثانى {قرارتخفيض المساحات المزروعة يمنع الفلاح من توريده ويـُـهـدّد غذاءه طوال العام} ومن العناوين الفرعية: المزارعون يُطالبون بإعادة النظروالخبراء يحذرون من التبويروالاحتكاروالمستفيد هوالمستورد {أهرام16مايو2018ص18}
وبالرغم من حالة الانبطاح العام أمام مغريات السلطة..فإنّ مصرلازال بها كثيرون من الشرفاء..حيث نقل الصحفى أيمن المهدى تصريح نقيب الفلاحين المصريين حسين عبدالرحمن الذى اعتبرأنّ اتجاه الحكومة المصرية لاستيراد الأرزبعدما كانت تــُـصـدّره نكسة {الأدق كارثة} خاصة وأنه ذكرفى بيان أصدره: إنّ الأمرخطيرجدًا حيث أنّ {حيتان الاستيراد يُحرّكون مركب الحكومة نحوالغرق، وأنه توجد بدائل كثيرة عن الاستيراد {لمزيد من التفاصيل: أهرام5يوليو2018ـ ص10}
وهكذا قذفتْ الحكومة {المصرية} المواطن {المصرى} لحيتان مافيا {عصابة} الاستيراد، تلك العصابة التى مـدّتْ أذرعتها الأخطبوطية السامة لكافة الأنشطة التى تمس حياة المواطنين: من الأدوية ومواد البناء..إلخ وكانت الكارثة الكبرى أنْ شمل الاستيراد المحاصيل الزراعية فى دولة علــّـم شعبها العالم كله تقنيات الزراعة.
*** تعليقات :
|
|||||||
التسلسل: 3 |
العدد: 775252 - تنفيذ أجندات لأجل البقاء على الكراسى |
||||||
2018 / 7 / 17 - 22:59 التحكم: الحوار المتمدن |
Amir Baky | ||||||
تجارة الوطنية هى رفع شعاراتها و عمليا هناك تدمير ممنهج للوطن . رفض إعتماد أصناف الأرز الموفرة للماء. https://www.youm7.com/story/2018/5/3/%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB-%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%82%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D9%82-%D8%A3%D8%B1%D8%B2-%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%89-%D8%AD%D9%84-%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D9%86%D9%82%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9/3776043
و فى مشهد أخر بيتم رفض زراعة القمح على مياة الأمطار فى الساحل الشمالى رغم نجاح التجربة. https://www.youtube.com/watch?v=mUh61bnUHxU&t=41s نحن أمام تدمير ممنهج للزراعة المصرية. فالقطن المصرى إنتهت زراعتة. القمح ممنوع زراعتة فى الساحل الشمالى و الأرز المقاوم للجفاف لا يريدون إعتماده. كله لأجل عيون حيتان الإستيراد
--- -- --
|
تعليقات
إرسال تعليق