مقالات مختارة - إيران السيناريو الأسوأ
إيران السيناريو الأسوأ: وداعاً للحروب التقليدية
انهارت العملية الإيرانية، تماماً، ولم تعد تساوي أو تشتري قشرة بصلة، ووصلت للحضيض وللأرض، وبلغسعر الدولار الأمريكي الواحد حوالي 110 آلاف ريال إيراني (لا يوجد أي خطأ بالرقم نعم 110 ألف ريال للدولار)، تماماً كما سبق وانهارت العملة الفنزويلية للمقاومين في فنزويلا والتي لم تعد تساوي أي شيء. والأخبار القادمة من إيران عن الانهيار الاقتصادي الحاصل هناك مرعبة، ناهيكم عن عجز إيران عن دفع رواتب موظفيها او الوفاء ببعض التزاماتها بالدولار لبعض من المؤسسات والهيئات والوكالات التي اتديرها، فالحصار الاقتصادي خانق ولا يمكن لدولار واحد أن يمر ويتسلل لإيران دون معرفة، والمرور على الرقابة الأمريكية.
فالسلاح الرئيس المستخدم، اليوم، بالجيل الرابع من الحروب هو المال والإعلام، والمقصود بالحروب الناعمة فهي تلك التي تلجأ لها الدول الكبرى ضد الدولة المستهدفة، عبر الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمال، والاقتصاد، والحصار والعقوبات والمقاطعة، ونشر الشائعات والأخبار الملفقة، والتجويع ومن ثم ضرب المكونات الداخلية بعضها ببعض بعد سلسلة من التهيئة الإيديولوجية والحروب النفسية واستغلال التناقضات الاجتماعية والطبقية والعرقية والطائفية إلخ، وإشعال الحروب الأهلية، ورفدها بجيوش المرتزقة و"الخوذ البيضاء" وارتكاب المجازر الجماعية حتى يتم تدمير البلد على يد أبنائها بالذات ودون أن تطلق هذه الدول طلقة واحدة باتجاه غريمها.
وإضافة لذلك، فإن ما حدث ويحدث في إيران من إلغاء الاتفاق النووي ونهاية العملة الإيرانية وخروجها من التداول هو، وبكل أسف من ضمن صفقة القرن، التي ويا لمحاسن الصدف كان خير من روج لها إعلامياً هم الإيرانيون أنفسهم، والقادم أعظم ولن يستطيع أحد أن يفعل أي شيء لإيران والصواريخ التي تملكها لن تجرؤ على إطلاق صاروخ واحد منها كما يحصل معها في سوريا اليوم حيث لا تتجرأ على الرد على أي عدوان إسرائيلي عليها وتتغاضى عن كل استفزازات إسرائيل لأنها تدرك عواقب ذلك جيدا...
وتخطئ إيران، وعباقرتها، جداً لو اعتقدت أن الولايات المتحدة وحلفاءها (الناتو السني العربي قادم في الخريف بعد شهرين)، سوف تشن عليها حرباً تقليدية أو ترسل لها جندياً أمريكياً أو تخسر دولاراً واحداً أو ترميها بحجر من خارج الحدود، فكل الحرب ستكون من الداخل وبـ"الثوار تبع إيران" وهم نفس الثوار "تبع" سوريا، أي نفس سيناريو الثورة، وما التركيز مؤخراً على مريم رجوي وحركة مجاهدي "خلق" (الشعب)، إلا ضمن تصور وسيناريو الرعب وتعويم وترويج للشخصية الكاريزمية قبل إطلاق وتنفيذ سيناريو الرعب.
إيران بلد كبيرة مفتوحة سداحا مداحا على عدة دول تعتبر بالمنظور الاستراتيجي أعداء لها، وتشاطرها الكثير من الهواجس ومعظمهم حلفاء تقليديون للغرب لا يؤمن جانبها، ولا يمكن اتقار شرها، وهي باكستان النووية بلد الطالبان ومعقلهم الرئيس، وأفغانستان وما أدراك ما أفغانستان، وأذربيجان، ووتوركمانستان، وتركيا أردوغان، تابع الغرب المدلل الذي يصول ويجول في الإقليم وأوروبا ويهدد بكل الاتجاهات، دون أن يرف له جفن ودون أن تجد من يسكته ويتصدى له، ويتوغل في سوريا والعراق، وكأنه في رحلة استجمام لجنوده، تحت مرأى ومسمع الروس والأمريكان..
سيرسل الأمريكيون والإسرائيليون "الثوار" التكفيريين للملالي ليقولوا بأنهم يردون أن يقيموا دولة الخلافة الإسلامية بدل دولة الجم،هورية الإسلامية التي يتغنى عشاق إيران ببنائها والتغني بأمجادها وإنجازاتها وبطولاتها.
يخطئ الإيرانيون كثيراً إن اعتقدوا أن الولايات المتحدة ستقوم بمواجهتهم مباشرة، وستتحول الصواريخ الإيرانية إلى مجرد خردة صدئة، بينما سيتكفل "ثوار" إيران بعملية تدمير البلد من الداخل، وعندها سيقف فيلق القدس متفرجاً على ما يحصل، وسـيـَبـِلُ ملالي طهران كل تهديداتهم وعنترياتهم بالمياه ويشربون ماءها.
وأول الغيث قطرة
==========
تعليقات
إرسال تعليق