الارشيف - والآذان في مالطا


جيوش خانت أوطانها (!!)



أن يخون مواطن وطنه ، بأن يبيع لأعدائه أسرارا أو صورا لمواقع حساسة تخص أمنه .. فذاك أمر يحدث، ونسمي فاعله بالجاسوس الخائن.. .. وأن يخون جندي وطنه ، بالهروب من المعركة .. فذاك أمر وارد ..
وأن يخون قائد عسكري وطنه بالتواطؤ مع العدو علي الهزيمة ، أو بيع أسرار عسكرية ، أو بالانسحاب أو الهروب من المعركة خوفا علي حياته وحياة أسرته فذاك أيضا يحدث أحيانا ..
وأن يخون قائد فكري وطنه بالانسحاب من معركة فكرية مصيرية بينما القتال علي أشده ، خوفا علي حياته وحياه أسرته.. فقد حدث مرارا .""
وأن يخون صحفي ، أو كاتب وطنه بمنافقة حاكم أو سلطة طاغية وتلميع وجهها والدفاع عنها لأجل مصلحتةالشخصية.. فمعلوم.. .

كل تلك خيانات أفراد .. فردية ..
أما أن يخون جيش بأكمله .. من قادته الكبار وحتي أصغر الرتب .. ويستمر الجيش بـأكمله في خيانة وطنه ولسنوات طويلة ..
فتلك هي المصيبة التي لانتمني لأية أمة حبيبة كانت أم عدوة أن يريها الله مثل تلك المصيبة .. وقانا الله واياكم شر المصائب ..
فباحدي الدول الشرق أوسطية جيش كامل ، من أ كبر رتبة حتي أصغر رتبة يمارسون خيانة أوطانهم ومنذ سنوات وبشكل دائم ،
نعم .. منذ مدة طويلة للغاية .. يخون جيش كامل وطنه ، الذي خرج من ترابه ، ويخون شعب ذاك الوطن ، الذي يعيش قادة ذاك الجيش من عرقه وكده .. خيانة أشد سوءا من الخيانة العظمي المعروفة ..
فمنذ 53 سنة (.. زمن ..!!) قام ذاك الجيش باختطاف السلطة وا لقبض عليها ، وراح يفرح الشعب بها ويفرجه عليها داعيا اياه أن يبتهج ابتهاجا ..قائلا له ها هي السللطة في أيدينا نحن أبناِؤكم البررة وسوف نحقق لكم الديموقراطية ، ونعطيها لكم ياشعبنا الحبيب فهي حقكم .. ثم فوجيء الشعب بأن بأن الجيش قد وضع السلطة في جيبه هو وليس في يد الشعب ..!!
فتقدم صحفي من أبناء الشعب وكان صديقا لقادة ذاك الجيش وقال : هات السلطة بقي يا جيش واعطها للشعب ..
فاذا بالجيش يقبض علي رقبة هذاالصحفي (.. صديقه ..) ويلقي به في السجن ..!!
بعدها تقدم أساتذة أحرار بالجامعة وقالو: أين السلطة يا جيش ؟ ألا تعطيها للشعب ؟ ألم تقل أنك انتزعتها لأجل الشعب لأنها من حقه ..؟!
فاذا بالجيش يجري مذحة لأساتذة الجامعة هؤلاء .. فصلا من العمل وقطعا لأرزاقهم ..!!
تقدم قضاة شرفاء محبون لوطنهم وقالوا للجيش : ألا تعطي السلطة بقي ياعمنا الجيش للشعب كما وعدت ؟!
اذا بعمنا الجيش يجري لهم مذبحة - فصلا من العمل وضربا وتنكيلا ..! – تقدم المثقفون - عقل وضمير الأمة – وخاطبوا الجيش ليعيد سلطة الشعب التي وضعها في جيبه.. للشعب والأمة صاحبة الحق في تلك السلطة ..
فاذا بالجيش يبطش وينكل بعقل الأمة وضميرها – المثقفون – ويلقي بهم في غياهب السجون ، ويضربهم ويعذبهم ويهين عقل الأمة ! واذا بالجيش يفعل مثل المحامي الذي ينتزع حق المظلوم من الظالم ولا يعيده للمظلوم وانما يبتلعه هو لنفسه ..!
وراح هذا الجيش يكلم الشعب كثيرا عن الديموقراطية .. ولكن ظل بطله المزعوم جالسا علي كرسي السلطة عشرين سنة .. منفردا ، ولولا الموت لأكمل نصف قرن مستأثرا بالسلطة ..ثم جاء بعده زميله – بيسلوها لبعض .. وكأنها كانت شركة ورثوها عن أبيهم ..!! –
وظل هو الآخر جالسا علي كرسي السلطة ووضع كل من عارض ظلمه وجهله وفساده بالسجن من أليمين لليسار للوسط ، بغباء لا يمكن أن يفعل مثله حاكم ربع عاقل .. ولولا أن مات مقتولا شر قتلة لظل قابضا علي السلطة 35 سنة ..
ثم جاء الثالث - بيسلموها لبعض ! .. - ووعد أنه لن يجدد فترة رئاسيةأخري ، ولكنه لم يف بوعده وظل جالسا علي الكرسي لمدة ربع قرن ملأ الوطن طواله فسادا واستقطب حوله كبار الفاسدين والمفسدين وأقدرهم علي الفساد والافساد ..
قال الجيش للشعب انه سوف يقضي علي الملك الفاسد وأعوانه ...
وبعد 53 سنة اتضح أن هذا الجيش هو أكثر فسادا من الملك وأعوانه بكثير ..
قالوا أن هدفهم اقامة حياة نيابية سليمة ..
فحوي البرلمان في عهدهم تجار المخدرات وناهبي البنوك والبلجية ومحترفي تزوير ارادة الشعب في الانتخابات والمصفقين للحكم ..
قالوا أن من أهدافهم اقامة جيش وطني قوي..
ثم كونوا جيشا أغلبه من راسبي الاعدادية و الحاصلين عليها ( وذكروا واهتموا براسيبها قبل الحاصلين عليها !!) ومن الحاصلين علي الثانوية العامة بمجموع تأنف منه أية جامعة و وترفضه باباء وشمم .. ! وهكذا كونوا للوطن جيشا من محدودي الفهم ومعدومي الذكاء فجر علي البلاد الهزائم و النكسات الحربية ، ثم تلتها الهزائم والنكسات بكافة أنواعها : الاقتصادية والتعليمية و.. و .. .. الخ ..

قالوا ان من أهدافهم القضاء علي الاستعمار ..
ولكن بعد 53 سنة تبين للشعب أن كل ما شيد في عهد الاستعمار من مباني أو مصانع أو كباري هي الأقوي والأجمل والأطول عمرا !!
قالوا ان من أهدافهم القضاء علي الاقطاع والرأسمالية المستغلة..
ثم فوجيء الشعب بأنهم قد حلوا محلها .. وأنهم قد أصبحواهم ملاك المصانع والمزارع ، ولأبنائهم طائرات خاصة بينما لم يوفروا لأبناء الشعب ولو وسائل مواصلات تحفظ آدميتهم ..
تاجروا بقوت الشعب المسكين ، واستوردوا له ، وأعوانهم بأ بخس الأسعار ليبيعوها للشعب الفقير بأفدحها ..فتسببوا للشعب في الفشل الكلوي والسرطان بنسبة لا مثيل لها لدي شعب آخر ..
تسببوا في ضياع ما يقرب من 3 مليون فدان أراضي راعية لأنهم منعوا الشعب – ولم يوجهوه - من التوسع العمراني فوق صحراء بلاده التي يتاجر فيها العسكريون ليس لندرة الصحراء ولكنهم يحتكرون بيعها بأسعار لايقدر عليها غالبية الشعب الفقير ، فاضطر الناس لمواجهة زيادة التعداد طوال نصف قرن الي البناء فوق الأراضي الزراعية رغم أن مساحة الصحراء 96% من مساحة الوطن
بينما يهيمن سيادات لواءات وعقداء وعمداء الجيش علي بيع الأراضي الصحراوية فيما يسمي جمعيات استصلاح الصحراء التي لا توجدواحدة منها الا ويقبض عليها سيادة لواء ، سيادة عقيد ، سيادة عميد ، سيادة سيادة ، أو أحد أقاربهم .. ولا أحد من أبناء الشعب له امتلاك ولو مائة متر في صحراء بلده ليبني فوقها بيتا ، وانما أي سنتيمتر من صحراء تشكل 96% من مساحة وطن الا باذن سيادة أحد أصحاب السيادات الذين يتاجرون في الصحراء الجرداء ويبيعونها بيعا ولتدفن كل الأراضي الزراعية أو ليدفن الوطن كله المهم أن أصحاب السيادات لتمتليء بطونهم وأفواههم بالمال الحرام المسروق من حق شعب بأكمله في الحياة ..
أغلب مكاتب التصدير والاستكراد لا يحصل علي ترخيص بها الا سيادة لواء أو سيادة عقيد أو سيادة عميد ، أو ابن أو قريب أوحسيب لواحد من أصحاب السيادات (!!!) ولا أحد آخر من أبناء الشعب ..
حتي المساكن التي تبني علي حساب الدولة بكافةمحافظات الدولة تجد أرقاها ، وأفضلها تلك التي اسمها : مساكن الضباط !! فما الذي يفعله هؤلاء الضباط للوطن يا تري حتي يميزوا هكذا عن كل خلق الله المنتجين والشغالين والعرقانين والعلماء والمثقفين؟!
أبدا .. لا توجد حروب منذ 32 سنة، من عام1973.. أعمال مدنية أو انشاءات .. ولا شيء بعد ذلك سوي حروبهم المتواصلة داخل الوطن ضد الشعب ، بمص دمه باللاتجار في كل شيء في حياته في قوته وفي صحراء بلده وفي مسكنه وفي مدفنه ..
أما قبل ذلك ، فقد دخلوا حروبا كثيرة خارجية علي حدود الوطن وخارج حدوده جلبوا لبلدهم فيها الهزائم المنكرة ، وأشباه الانتصارات المثغرة – أي الانتصارات المخرومة بالثغرة المشينة . .-
وهم لا يكتفون بالمتاجرة علي الشعب في الصحراء وفي الغذاء وفي كل شيء ، وانما أيضا وصلت تجارتهم حتي مدافن الموت ..
فتجد كل صاحب سيادة منهم يحجز له – بدون حاجة - أكثر من مكان بالصحراء لبناء قبر - وهوليس بحاجة الي تلك المساحة و انما ليبيعها لأحد أبناء الشعب ممن لا يتمكنوا من الظفر بتلك الفرصة ( فرصة الحصول علي قطعة أرض صغيرة ، أربعون مترا .. بصحراء وطنه الشاسعة جدا ليدفن بها بعد موته ...!!!)
فاذا وجدت اعلانا بجريدة بذاك البلد عن بيع أرض مدفن بالصحراء ، ورفعت سماعة التليفون للاستعلام فسوف يرد عليك سيادة العقيد أو سيادة العميد ليطلب منك عدة آلاف ثمنا ، بينم هو حصل عليها مجانا أو بعدة ملاليم ..!!
وقال الجيش للشعب عندما أخذ السلطة من الملك والاستعمار : " ارفع رأسك يا أخي فقد مضي عهد الاستعما ر .. " ولكن :
عرف الشعب القهر والذل في حكم الجيش وعرف الاهانة بأقسام الشرطة وذاق مرار السجون بما لم يعرفه في عهد الاستعمار ..!
وعندما ضاق الوطن بفساد حكم الجيش ولمدة نصف قرن كامل من الزمان وزاد ثلاث سنوات .. ولم يعد لدي الشعب طاقة علي الاحتمال فخرج ليقول لحكم العسكر : كفاية .. ، ردد الصيحة الشعب كله .. صحفيون ، سياسيون ، عمال ، أطباء ، فلاحون ، مهندسون ، علماء
وقالها القضاة أيضا ...
ولم تبق فئة واحدة من الشعب الا وخرج منها من صاحوا : كفاية .. فيما عدا الجيش والأمن والشرطة .. فحتي الآن لم يخرج منهم شريف واحد يفتح فمه وينطقها .. فلماذا ؟ وهل يمكن أن تخلوا فئة أيا كانت من الشرفاء ؟!!
الجواب : لأن أفواه هؤلاء مملوءة بالرشوة منذ 53 سنة
فالجالسين علي كراسي السلطة ويعيثون فسادا ونهبا في البلد وقهرا للشعب يرشونهم لكي لا يقتحوا أفواههم و لا أعينهم ، ولا يقفوا بجوا الشعب عندما تظلمه السلطة ويستبد الحاكم بهم وانما يقفون مع من يدفع لهم الرشوة ويحمونه ضد الوطن والشعب (!!)
ان السلطة تعطي أعلي المرتبات للضباط لا للعلماء ولا للمخترعين ولا الأطباء ولا المهندسين (!!!) رشوة ..
وتحبس الصحراء عن الشعب ، وتباع بالسنتيمتر .. للقادرين ، بينما تعطي للضباط بالعزبة ( الضيعة ..) ..مستصلحة ومزروعة جاهزة ، ومجانا ، أو شبه مجانية
وتعطي من يخرج علي المعاش منهم مكافأة ضخمة للغاية ( ملء زكيبة من النقود.. )!!
وفوق العزبة ( المزرعة المجانية ) الرشوة .. و وزكيبة النقود، تعطي لبعضهم محافظة كاملة يجلس علي سلطتها ، يلهو بها ويعيث فسادا ، لكي يقضي شيخوخة سعيدة وهانئة ، علي حساب حياة شعب ..!
كل تلك الرشاوي تقدمها الحكومة والحاكم لقيادات ورتب الجيش رشوة ليصموا آذانهم عن آلام وطنهم دونا عن كل فئات الشعب التي تنطق وتتكلم الا هؤلاء الذين خانوا وطنهم بالرشوة التي ملأت أفواههم وبطونهم بالسحت
ولم نسمع خطيبا من هؤلاء البلغاء الذين يظهرون بالتليفزيونات وبالقنوات الفضائية أو بالمساجد يقول لمثل ذاك الجيش وقياداته
وضباطه ، ويقول لزوجاتهم وبناتهم وأبنائهم ، ان المزايا غير المعقولة التي تمنحها لهم الحكومة ، والمبالغ فيها جدا ما هي الا رشوة ، سحت ، ولحمهم الذي يبنبت من السحت جزاؤه جهنم ..، ولم نسمع قسا يقول لهم ان المزايا التي تسد الحكومة بها أفواه ضباط الجيش
هي رشوة ، والرشوة تعمي المبصرين وتعوق طريق الأبرار ..
أم أن بالجيش شرفاء سوف يلفظون تلك الرشوة من أفواههم ؟ وسيضمون صوتهم الي صوت الشعب ، وسينطقونها مدوية : كفاية ...
أعتقد أن الشرفاء موجودون بكل فئة وان غفلت ضمائرهم أونامت لفلا بد وأن يعودوا ويهبوا مسنيقظين و يقولوا لضمائرهم : كفاية نوم.... ويقولوا للظالم : ألف كفاية ..

============ 

تعليقات