كتابات - أسماك ساحل الذهب
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
أسماك ساحل الذهب
الكاتب: د. مظهر محمد صالح
الحوار المتمدن 2018 / 7 / 26
الكاتب: د. مظهر محمد صالح
الحوار المتمدن 2018 / 7 / 26
ظلت القارة الافريقية مصدراً لتزاحم الامم المتقدمة وتعاقبها للاستيلاء على مواردها وثرواتها الطبيعية الغنية والتي استمرت قرونا متصلة من الزمن ولم ينقطع استغلالها حتى يومنا هذا.
اذ بدأت موجة الاستيطان الاولى باحتلال الساحل القديم لغرب افريقيا ،يوم بنى المستوطنون البرتغاليون طلائع مستعمراتهم في العام 1483، ثم تبعتهم العديد من الموجات الاستعمارية حتى استكمل البريطانيون تواجدهم التام على ساحل الذهب القديم في العام 1821 . وبهذا شيد المستعمرون البريطانيون على مدار القرن التاسع عشر او عصر الملكة فكتوريا البنى التحتية الاساسية وفي مقدمتها خطوط السكك الحديد لتسهيل مهمة نقل وتصدير الذهب وخامات المعادن المختلفة والماس والعاج والتوابل والاخشاب والحبوب والكاكاو ومواد طبيعية أخرى.تيقنت غانا عاصمة ساحل الذهب القديم (منذ استقلالها في العام 1957 وحتى يومنا هذا) بانها لاتمتلك سوى هيكل اقتصادي احادي مهيأ لتصدير المواد الاولية كمصدر وحيد يحقق عوائد مالية ريعية للبلاد.
وعلى الرغم من اختلاف اساليب استغلال الموارد الطبيعية في ساحل افريقيا القديم اليوم عما كان عليه بالامس ،الا ان نتائج نهب ثروات الشعوب ظلت هي واحدة.فبدلاً من تواجد الادارة الاستعمارية على ارض الساحل الغربي الافريقي وقيامها بادارة الاستغلال المباشرللموارد الطبيعية ،غدت الشركات المتعددة الجنسية كقنوات استغلال غير مباشر للثروات المعدنية.اذ تعد شركة نيومونت الاميركية ثاني اكبر شركة في العالم في تعدين وادارة مناجم الذهب في سواحل افريقيا الغربية.واللافت ان صحيفة «ذي فايننشيال تايمز» اللندنية قد نشرت في تاريخ 23 اذار 2010 مقالا تحليليا اوضحت فيه مايأتي: ان عائد الذهب الذي حصلت عليه الشركات الاجنبية في العمليات المنجمية بلغ بنحو يزيد على 2 مليار دولار في العام 2009 ،
وعلى الرغم من اختلاف اساليب استغلال الموارد الطبيعية في ساحل افريقيا القديم اليوم عما كان عليه بالامس ،الا ان نتائج نهب ثروات الشعوب ظلت هي واحدة.فبدلاً من تواجد الادارة الاستعمارية على ارض الساحل الغربي الافريقي وقيامها بادارة الاستغلال المباشرللموارد الطبيعية ،غدت الشركات المتعددة الجنسية كقنوات استغلال غير مباشر للثروات المعدنية.اذ تعد شركة نيومونت الاميركية ثاني اكبر شركة في العالم في تعدين وادارة مناجم الذهب في سواحل افريقيا الغربية.واللافت ان صحيفة «ذي فايننشيال تايمز» اللندنية قد نشرت في تاريخ 23 اذار 2010 مقالا تحليليا اوضحت فيه مايأتي: ان عائد الذهب الذي حصلت عليه الشركات الاجنبية في العمليات المنجمية بلغ بنحو يزيد على 2 مليار دولار في العام 2009 ،
ولكن الغريب في الامر ان ما تحقق لحكومة غانا من حقوق وضرائب وغيرها على مناجمها لم يتعد 7 بالمئة من ذلك العائد او بمبلغ لم يزد على 126 مليون دولار في الاحوال كافة. ولايخفى ان مادة السايانيد المستعملة في عزل الذهب عن الخامات الاخرى اثناء التعدين قادت الى تدمير الثروة السمكية على سواحل البلاد ،وآلت ولا تزال الى تدني الدخل العائلي للسكان المحليين ممن تعتمد حياتهم على الصيد البحري.وبهذا فان حاجة غانا الى رؤوس الاموال الاجنبية لتطوير مصادر الدخل الوطني فيها تبين كم من الصعب على الحكومات المضيفة لرأس المال الاجنبي ان تحصل على كفايتها من الدخل الذي تحققه الشركات المتعددة الجنسيات من عملياتها في تلك البلدان .كما ان فرض المزيد من الضرائب والقيود على تلك الشركات لا يعني في نهاية المطاف سوى رحيلها ومغادرتها لاستثماراتها.و تصر تلك الشركات في الوقت نفسه على ان المناخات السياسية غير المستقرة لسنوات طويلة ترفع من درجة المخاطر التي لا يقابلها الا عائد مجز جداً لكي تتوسع في عمليات استثمار صناعة التعدين.ختاما،سيظل ساحل الذهب القديم لا يسمح لاسماكه ان تسبح حرة في مياه شواطئه الا في مياه ملوثة....!!!!!
تعليقات
إرسال تعليق