مقالات عام 2008 - 23 ائتلاف المعارضة المصرية هل يدوم ؟

ائتلاف المعارضة المصرية هل يدوم ؟



( قدمت 4 أحزاب معارضة في مصر نفسها في ائتلاف سياسي ليكون بديلاً عن الحزب الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين، وبينما رفض مصدر بالحزب الحاكم التعليق مكتفياً بالقول إنه مع «التعددية السياسية في البلاد»، توقعت الجماعة انهيار الائتلاف وقالت إنه «رضي بفتات النظام».. ويضم الائتلاف الذي أعلنته أمس الأحزاب المعارضة الرئيسية الأربعة كلاً من: «التجمع» اليساري و«الناصري» القومي و«الوفد» و«الجبهة الديمقراطية» الليبراليين، ويهدف الائتلاف إلى طرح وثيقة مشتركة على الرأي العام في ما يتعلق بالإصلاحات السياسية والديمقراطية التي تسعى إلى تحقيقها لتقديم بديل سياسي يؤسس لمعارضة مدنية )
كان هذا ما نشرته :
جريدة الشرق الأوسط – لندن – 11 فبراير 2008
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&article=458006&issueno=10667
وانه لخبر جيد فيما لو دام هذا الائتلاف . فجماعة الاخوان لا تتوقع له سوي الانهيار – كما يقول الخبر ..
فهل يدوم ائتلاف المعارضة المصر – ممثلة في الاحزاب الكبري الأربع ؟ ! نتمني ذلك فالأمر اضحي اكثر من ملح لتحقيق ذاك الائتلاف الذي اتذكر أنه جرت محاولات عدة من قبل لتحقيقه ومنذ الثمانينات . ولم تكتب لتلك المحاولات التوفيق .. فهل يدوم ذاك الائتلاف هذه المرة ..؟؟!
ولماذا لم تنجح المساعي السابقة لقيامه وما الذي يحول دون دوامه ونجاحه ؟
الجواب باختصار وبدون تمهيدات وبلا تكتكة .. فحال مصر والمصريين لم يعد يحتمل دقيقة واحدة يمكن اضاعتها :
أن كل زعيم وكل كادر سياسي بكل حزب من أحزاب المعارضة – أو حزب الموافقة - يحلم لنفسه بكرسي رئاسة مصر لكي يلقي خطبا عصماء – كذاك الزعيم الملهم ملك الخطابة والنكسات - ! كل يحلم بأن يكون هو الزعيم الذي يبابيع زعيما مدي الحياة .!
كل يحلم ويسعي ولا يقبل بأقل من أن يكون هو الزعيم الذي تعلق صوره بدواوين الحكومة .. / عشان أمه تفرح به !!
كل لا يقبل بغير أن يكون هو صاحب الخبر الأول بكافة صحف الدولة وكافة الاذاعات المصرية والقنوات التليفزيونية المصرية فيقال يوميا في افتتاحياتها :
الرئيس يعلن .. أعلن السيد الرئيس ..
الرئيس يستقبل
بيان تاريخي للرئيس
لقاء تاريخي للرئيس ..
الرئيس يدلي بتوجيهات ..
الرئيس قام .. الرئيس نام .. الرئيس جلس .. الرئيس وقف ..!!!
وهكذا وهكذا مع صوره المهيبة تتصدر الصفحات الصحفية والشاشات التليفزيونية ...
ذاك هو أس البلوة كلها ... والا .. ان كان فيما قلناه ثمة تجاوز للحقيقة فما هو معني أن يبقي كل رئيس حزب معارض علي رأس حزبه حتي الموت ؟! وما معني ألا يترك رئيس أكبر حزب من المفروض أن يتعلم منه المصريون الديموقراطية - الوفد - مقعده بكرسي الرئاسة ولا يغادره الا بطلقات الرصاص ! وهو رجل القانون و هو الأستاذ الدكتورالعميد لكلية الحقوق ..؟!!! وما معني أن يبلغ رؤساء احزاب معارضة سن السبعين ولا يرجع أحد منهم من نفسه لخدمة الحزب بالرأي والمشورة في الصفوف الخلفية تاركا القيادة وعن طيب خاطر لمن هم في عمر أحق وأكفأ . وبصفته هو الاب والجد لكافة أعضاء وقيادات الحزب . ؟؟!!
كل هذا دليل علي ما قلناه .. الجميع مصاب بمرض الزعامة ولو علي جثة الوطن وحاضره ومستقبله !
وما العلاج ؟
العلاج هو في حالة فوز الائتلاف برئاسة مصر . عليه تشكيل مجلس رئاسي ائتلافي من 4 أعضاء - يمثلون الائتلاف وكل عضو يتولي مهمة الرئاسة لسنة واحد طبقا لدستور جديد سابق الاعداد فيما بينهم . دستور مؤقت . دستور علماني مدني ينص علي مدنية المجتمع والنظام - لا عسكري ولا ديني - باسم : " سكرتير مجلس الرئاسة " . ولا توضع صورلأي منهم بدواوين الحكومة ، ولا تتصدر صورة أو أخبار سكرنير المجلس صحف الدولة ولا نشرات اذاعاتها أو قنوات تليفزيونها الا في الأخبار البالغة الأهمية وحسب . ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يبقي المجلس الرباعي الرئاسي هذا في السلطة أكثر من فترتين رئاسيتين لا غير .
وبذلك تتخلص مصر من مرض الزعيم الملهم والزعيم المعلم والزعيم الكاذب الذي كل خطبه وكافة بياناته ليست فيها واحد الا وهو تاريخي ...(!!!) . عندما نتخلص من ذاك المرض سوف يكتب لمصر الشفاء انشاء الله مما هي فيه .
ولا يبقي الا واجب الحزب الوطني في فرصة وحيدة باقية ليثبت أنه ولو مرة واحدة : وطني بحق .. فيسلم السلطة لائتلاف المعارضة ( في عملية انتقال سلمي ) للسلطة ليقوم ائتلاف المعارضة بلاصلاح الللازم وانقاذ مصر مما وصلت اليه . مع ابرام عقد مع الحزب الوطني بعدم الملاحقة القانونية لرموز السلطة السابقين . كما حدث في روسيا بين الرئيس يلتسين ، والرئيس بوتين . اذ تعهد بوتين بعدم محاكمة يلتسين عما اقترفه .. مقابل انتقال هاديء وسلمي للسلطة . وبقي يلتسين في وطنه بلا ملاحقة حتي مات ودفن في وطنه بأمان . ونهض بوتين بالاقتصاد الروسي وعالج المشاكل وأنقذ البلاد .
فليكن لمصر - حكومة ومعارضة - في تلك التجربة الروسية عبرة ..
والله الموفق والمنقذ لمصر ولشعبها مما آل اليه حالها . وهو المنقذ أيضا للحكومة والحزب الوطني من الجزاء الذي يستحقه عما وصل اليه حال مصر .وعما ارتكبوه في حقها .
وعلي الله المعفرة للجميع .
وعلي الله التوفيق .

================

تعليقات