بلاغ إلى السيد وزير الداخلية السوري المحترم
بلاغ إلى السيد وزير الداخلية السوري المحترم
: بعد التحية
السيد الوزير المحترم:
هناك حزب في سوريا يعرف ويقدم نفسه تحت مسمى حزب البعث العربي الاشتراكي، يعمل ويتواجد بقوة على الساحة وضمن الأراضي السورية ويملك مبان ومكاتب وفروعاً وله أمناء فروع وشعب حزبية وفرق وممثلون له وأعضاء يسرحون ويمرحون على الأرض السورية، ويتغلغل في صفوف الطلبة والمنظمات الشعبية وغيرها من المؤسسات الوطنية الحساسة والفاعلة، التي تطلب وتشترط انتماء أعضائها وانتسابهم وانتظامهم لهذا الحزب للسماح لهم للعمل فيها والانخراط بين صفوفها، وقد كان هذا الحرب يمتلك صفة ولقب "الحزب القائد للدولة والمجتمع"، قبل أن يتم إلغاء ذلك في دستور العام 2012، نتيجة الحرب الكونية الإجرامية والإرهابية الظالمة على سوريا حيث تم إقصاء وإسقاط تلك المادة صورياً وظاهرياً من الدستور، غير أن الحزب المذكور ما زال موجوداً، ويعمل على الأرض بكافة فروعه وأعضائه ويتدخل في الحياة السياسة والاقتصادية والاجتماعية، وله قرار في الكثير من القضايا المعيشية والحياتية للسوريين، وله واجهة تمثيلية اسمها القيادة القطرية بأعضاء مزمنين وهرمين فيها يتقاضون تعويضات خرافية ولهم مزايا مالية وسكن وسيارات وبدلات سفر ووو كله من خزينة الدولة السورية المرهقة ومن جيب الشعب السوري الفقير ولا أحد يعرف بالضبط ما هي الميزانية التقديرية للحزب ومصاريفه وكيف وأين تصرف أمواله وكلها من الخزينة العامة ومن قوت ومن أموال الشعب السوري المنكوب الفقير المفلس المعتر وهذه كلها مخالفات قانونية وانتهاك للدستور يجب التحقيق فيها فوراً...
والسؤال الجوهري، والأهم، يا سيادة الوزير يتمحور حول قانونية وتواجد هذا الحزب، وناهيكم عن إسقاطه من الدستور، ويدور، أي السؤال، حول هل هذا الحزب قانوني ومرخص؟ وهل بالإمكان تقديم وعرض الترخيص القانوني لما يسمى بـ"حزب البعث العربي الإشتراكي"، كما يقتضي قانون الأحزاب حصول أي حزب على ترخيص قانوني من وزارة الداخلية وفق إجراءات محددة بالقانون المذكور؟ وهل استيلاء الحزب بالقوة المسلحة وبانقلاب عسكري في صبيحة الثامن من آذار عام 1963 يعطيه أية قانونية أو يحمل أية شرعية إضافة لتبنيه مجموعة من الشعارات الطوباوية والوهمية والخيالية الإمبراطورية التوسعية غير القانونية والتي تتناقض مع الميثاق العالمي للأمم المتحدة(ضم وإلغاء والسيطرة على دول وطنية ومحوها من الوجود باسم همروجة وخزعبلة الوحدة العربية التي يؤمن بها هذا الحزب العنصري الفاشي الذي يتغني بالعرق العربي ويمجـّده على نحو عنصري ويمجد جرائم رموزه السفاحين الغزاة الأوائل ويعتبرهم أبطالاً ويطلق أسماءهم على أهم المدارس والأحياء والمدن والشوارع)، والأكبر من حجم سوريا وقدراتها وكان له أطماع توسعية بدول الجوار ما جلب لسوريا سلسلة من الكوارث الاجتماعية والسياسة والاقتصادية وحتى العسكرية مهملاً بذلك الداخل السوري مما أدى لترد فظيع بأحوال وحياة ومعيشة المواطن السوري،
وهل من الممكن، والحال، سيدي الوزير، إطلاع الشعب السوري، بكل شفافية على تلك التراخيص وعلى أسماء مؤسسي هذا الحزب ومن هو صاحب الترخيص الحالي القانوني اليوم وبأية صفة وبناء على أية أسس قانونية ودستورية يعمل وينشط على أراضي الدولة ونشر وإظهار ذلك في وسائل الإعلام المختلفة، وتبيان مدى التزام هذا الحزب العرقي الإثني القومي العروبي "الفاشي" بقانون الأحزاب، لاسيما لجهة الفقرة التي تمنع تشكيل الأحزاب بناء على العرق أو الطائفة والدين، فيما نرى هذا الحزب الفاشي العنصري يرفع لواء العرب والعروبة، ويمجّد بهم في وسائل الإعلام التي يسيطر عليها ويدعو لإقامة كيان سياسي فاشي قوامه "العنصر العربي"، وهم من سلالة قبائل الغزاة العرب القرشيين الأمويين الذين احتلوا سوريا، ودول الجوار، بقوة السلاح بعد سلسلة من المعارك الدامية والمذابح ذهب ضحيتها أبرياء سوريون على يد السفاحين الغزاة المحتلين القادمين من الصحراء في الثلث الأول من القرن السابع الميلادي..
إننا سيادة الوزير، نهيب بكم تبيان وإيضاح الوضع القانوني لهذا الحزب ووضع ذلك كله، لاسيما لجهة الترخيص القانوني، بتصرف الشعب السوري بما فيه خدمة للقانون والصالح العام ويحقق العدالة للجميع.
ودمتم ذخراً وحماة للقانون والدستور السوري
نضال نعيسة
- كاتب وإعلامي سوري"سابقاً" خارج سوريا
- ناشط حقوقي، الشبكة السورية لحقوق الإنسان
- عضو وفد الداخل الوطني لمؤتمر جنيف4
- عضو مفاوض بمؤتمر سوتشي/شتاء2018
تعليقات
إرسال تعليق