كتابات مختارة

أن نكون شوكة في حُلُوق الأفاقين
منال شوقي
بالأمس قال مبارك إما أنا أو الفوضي و اليوم يقول عبد الفتاح السيسي إما أنا أو الإسلام السياسي ، و هكذا كُتب علي المصريين إما أن يقبلوا بزيت الخروع و إلا فلا مفر من الحقنة الشرجية .يحضرني هنا مشهد من فيلم اللمبي يقول فيه محمد سعد للمذيعة : واحد مصاحب علي علي علوكة واشرف كوخة عايزاه يطلع إيه ؟ طيار ؟ واحد بتدافع عنه مستنقع الجهل فيفي عبده و بلاعة القباحة مرتضي منصور ، عايزينه يطلع إيه ؟ شريف ؟ السيسي الغبي إستثمر في الحجر و أهمل البشر ، شيد القصور و الفنادق و الجامع و الكنيسة بالمليارات في الوقت الذي لا يجد فيه أطفال الشوارع ملجأ آمن يقيهم حرارة الصيف و برد الشتاء ، في الوقت الذي لا يجد فيه طفل نحيل مريض بالسرطان سريراً في مستشفى لعلاج البهائم و لا أقول لعلاج البشر ، نعم ، يوجد أطفال مرضى بالسرطان في مصر يفترشون الطرقات في المستشفيات ، في إنتظار الموت أو الموت .الغريب أن هذا السيسي مهما كانت درجة غباءه فلم يكن عليه سوى أن ينقل تجربة نجاح لدولة كانت نامية ثم خرجت من عنق الزجاجة ، لم يكن بحاجة ليبتكر أو ليكلف عقله فوق طاقته ، فمعادلة الخروج من عنق الزجاجة بسيطة : تعليم ، صحة و توفير الحد الأدنى من حياة الكريمة بخلق فرص عمل حقيقية.لم يلتفت له الغبي لملف التعليم و الوضع من سيء لأسوء و عن الصحة حدث ولا حرج ، مستشفيات لا تسمح باستيعاب المرضي وغير مجهزة و طاقم طبي يتعامل مع المريض معاملة المُحسِن مع المُحسن إليه ، هذا بخلاف الإهمال المقزز و عدم وجود رقابة و كأنه مولد و صاحبه غايب .ألا يخجل هذا المغفل من مرور سبع سنوات على رئاسته و مازالت المستشفيات تجبر المريض على شراء السرنجة و القطن الطبي و خلافه من المستلزمات الطبية التي سوف يُعالج بها ؟ ألا يخجل هذا الكائن من أن القاهرة العاصمة ليس بها إشارات مرور و أن المصريين يعبرون الطرق و كأنهم بهلوانات في سيرك كي يتجنبوا دهس السيارات ؟ألا يخجل عديم الكرامة من أن ينتهي الحال بالجندي المصري العظيم علي فرشة خضار في الشارع ؟إبنك بيقولك يا بطل هاتلي خضااارإبنك بيقولك يا بطل أوطة وخيار إبنك بيقول أنا حوليا فرشة خضار مية لمية و لافيش مكان للبتنجان يادي المرااااار.إبني يا سيسي قصور للحجة إنتصار و لا تحمل هماً للمصريين فهم يعلمون أنهم فقرا أووووووي.أغبي الناس هو من ظن نفسه أذكاهم و السيسي المغفل يفترض في المصريين الغباء و تلك هي خطيئته التي سوف تطيح به عاجلاً و ليس أجلاً ، المصريون أيها المغفل أطاحوا بالإخوان وانهوا أمرهم ، المصريون لا تصلح معهم الفزاعات كي تتجرأ علي التلويح لهم بخيال المآتة الإخوان ، المصريون الذين خلعوا مبارك بعد ثلاثين عاماً و قضوا علي مافيا الإخوان لقادرون على دعسك تحت أحذيتهم .يدعي كدابين الزفة و عوالم مصر و مطبلاتية الغبرة من عديمي الحد الأدني من الشرف أن سيسيهم أبو ساعة أوميجا أنقذ مصر من الإرهاب الذي كان سيبتلعها ، عن أي إرهاب تتحدثون أيها الانتهازيون الخونة ؟ مصر لو كان فيها إرهاب ما كان لواء الجيش تفرغ لإدارة خط الجمبري يا جوقة أي إمعة يضعه القدر في سدة الحكم .هل تحب جيش بلدك أيها المصري ؟

طيب هل تحب هيئة سكك حديد بلدك أيها المصري ؟
و ماذا عن وزارة كهرباء بلدك ؟ هل تحبها أيضاً ؟
الجيش و الشعب إيد واحدة 
هيئة المجتمعات العمرانية و الشعب إيد واحدة 
.
الجيش أو وزارة الدفاع ليس كيان مقدس ، وزارة الدفاع شأنها شأن أي وزارة يؤدي موظفيها عملهم و يتقاضون عليه أجراً و مفروض فيهم أن يؤدونه على أكمل وجه وإلا...
ومصر دولة لن يسقطها إقالة موظف برتبة رئيس جمهورية .
.
السيسي لو لم يكن خائناً فهو فاشل وليس في ذلك شك .
يعني يا واد يا عبد الفتاح يا أهبل مرسي يعمل لأثيوبيا كاميرا خفية و يذيع ع الهوا وإنت تقول لرئيسها إحلف إن سد النهضة مش هيعطش المصريين ؟
.
الثورة الفرنسية التي صنعت أوربا الحديثة و القوية استمرت عشر سنوات من 1789 إلى 1799 و نحن المصريون نتعلم من كل كبوة درساً جديداً ، نتعلم بالتجربة فهي خير معلم و خاصة و أن الزمان لم يجود علينا بفلاسفة و مفكرين و مصلحين كما كان الحال في إنجلترا و فرنسا و إيطاليا في القرن الثامن عشر ، بل ابتلانا بحثالة من المنافقين المنتفعين الذين يصدرون أنفسهم كمثقفين و كريمة المجتمع المصري و هم في واقع الأمر صراصيره و جرذانه .
نحن و إن ضللنا الطريق مرة و اثنتين و ثلاثة فلن نضحي برصيد تجاربنا الفاشلة التي حتماً ستقودنا يوماً للطريق الصحيح ، المصريون يتعرضون لتجهيل ممنهج منذ عقود و علينا أن ندفع الضريبة ، المصريون قيل لهم يوماً أن العلمانية تعني أن تخلع أمهاتهم الحجاب و صدقوا الأراجوز الذي قالها ، المصريون مازالوا يسمحون لموظف حكومي أن يقول لهم ( ربنا هيحاسبني عليكم ) ، في الدول المحترمة يا مصريين و التي تتمنون أن تحيوا حياة مواطنيها لا ينطق حارس أمن فيها بمثل هذا الهراء الذي كان قد يكون مقبولاً إذا تفوه به شيخ قبيلة يرعى الغنم كما يرعى أفراد قبيلته ، في الدول المحترمة يا مصريين الكلمة الأولى و الأخيرة تكون للقانون ، فلا مجال للحلفانات و لا للنوايا و لا للدروشة ، ألم تسمع بالمثل المصري الشهير : قالوا للحرامي إحلف ؟
.
مصر علمانية ، لا ثيوقراطية و لا عسكرية ديكتاتورية و حينها لن يجد البرجوازيون اللصوص الذين يحتلون قمة المجتمع المصري شعباً يمصون دمائه و يبيعونه بضاعتهم الرخيصة العفنة .

تعليقات