الفلسفة الروحية للمصريين القدماء - 2



١٩ فبراير ٢٠١٧‏‎Ägyptischer Kultur Club DA

مقتطف من كتاب "ذكاء القلب : الفلسفة الروحية للمصريين القدماء"
بقلم صفاء محمد..........
لم تكن طقوس المعابد فى مصر القديمة طقوس عبادة , 
لأن كلمة عبادة ليس لها وجود فى اللغة المصرية القديمة . 
إذا بحثنا فى اللغة المصرية القديمة عن كلمة تعبر عن الطقوس التى 
يتصل الإنسان من خلالها بالإله (أو بقدراته و تجلياته)
نجد أن هذه الكلمة هى "دوا" .

تترجم هذه الكلمة عادة إلى "يعبد" و لكنها فى الحقيقة ترجمة غير دقيقة ,
لأن المعنى الحقيقى لهذه الكلمه هو "يقدّس / يبجّل / يبتهل / يسبّح " .
كما يستخدم نفس الفعل أيضا للتعبير عن إشراقة النجوم و ميلادها من
جديد بعد انتهاء رحلتها فى الدوات (أعماق السماء) .
تحمل كلمة "دوا" دلالات تتعلق بالإشراق الروحى الذى يناله الإنسان
نتيجة اتصاله بمصدر الوجود و ينبوع الخلق الذى يوجد فى الدوات
(أعماق السماء) . و هنا نلاحظ أن الإشراق صفة مشتركة بين الإنسان
و النجوم , لأن الفعل الذى يصف إشراقة النجوم بعد خروجها من الدوات
(أعماق السماء) و اتصالها هناك بمصدر الوجود و ينبوع الخلق هو نفس
الفعل الذى يعبر عن الإشراق الذى تحوزه روح الإنسان عند اتصالها
بنفس المصدر .<<<<<<<<<<<<< Nagib Pios
وهى نفس الفكرة التى نادى بها الفليسوف اليونانى أرسطو فيما بعد 
و خلاصتها انت فى حاجة إلى الخالق وليس العكس 
لذا تكون العبادة ليس عبودية ولكن ابتهالات وتسبيح .
التقرب إلى الخالق حبا وليس قهرا .

تعليقات