مقتطفات


(( ... هل نلوم أنفسنا على تقاعسنا في السنين الماضية عن العمل على مواجهة إيران مباشرة أو بالنيابة؟ هل نلوم واشنطن وبقية الدول ذات المصالح الكبرى في المنطقة؟ الحقيقة أنه لم يكن صعباً علينا أن نقرأ المشروع الإيراني منذ الثمانينات ومع ذلك كانت مواجهته دائما تقوم على استراتيجية دفاعية. وهناك من أضاع البوصلة وفهم ما يحدث على الأرض، وهم من انخرطوا في تصديق نظريات لا علاقة لها بالواقع الذي نعيشه. اليوم القصة جلية والصورة متكاملة. إيران تدير فعلياً صنعاء وبغداد ودمشق وبيروت وتعمل للهيمنة على الخليج وبقية المنطقة. والخيارات لمواجهة طهران قليلة لأنها لا تعمل مباشرة، وتصدر بيانات نفي كاذبة، وتحمل المسؤولية تنظيماتها التابعة لها، مثل «الحوثي» في اليمن أو «عصائب الحق» في العراق أو «حزب الله» في لبنان. لكن لم يعد الأمر يحتاج إلى الكثير لإقناع دول المنطقة بحقيقة أن الهجوم على بقيق مدبر في طهران، ومعركة واحدة من المعارك التي ستسعى إلى افتعالها.
هل الهجوم على بقيق نتيجة خنق أميركا إيران؟ ليس صحيحاً أنه نتيجة الحصار الاقتصادي عليها بل العكس. فمن أسباب العقوبات الاقتصادية ورفض اتفاق JCPOA إصرار إيران على التمدد وتهديد المنطقة. المشروع الإيراني يهدف للهيمنة الإقليمية وتهديد دول المنطقة، وظهور الميليشيات المسلحة المتمردة على السلطة المركزية في بلدانها مثل «الحوثي» و«عصائب الحق» و«حزب الله» بفرعيه في العراق ولبنان، هو سابق للاتفاق والعقوبات بسنوات وليس العكس.
الخلاصة أن إيران دولة شريرة ذات مشروع واسع، ويشبه تفكيرها وطموحاتها عقل تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، خطرها يعم على الجميع. ومن دون أن تكون هناك جبهة موحدة عازمة على مواجهتها فإنها ستتمدد. ))


--- ماسبق اقتطفناه من مقال بعنوان " بعد بقيق " المنشور اليوم 17-9-2019 
للكاتب والاعلامي السعودي " عبد الرحمن الراشد "
عن الشرق الأوسط -  لندن -
-----
     صلاح الدين محسن

تعليقات