تنوير وتبوير - مراعاة مشاعر المؤمنين


تنوير  وتبوير - مراعاة مشاعر المؤمنين بالدجل السماوي

صلاح الدين محسن
10-9-2019

منذ  11 عام  وأكثر قليلاً , نشرت مقالاً أتناول فيه مهزلة القول بوجوب عدم جرح مشاعر المؤمنين 
إيه حكاية جرح المشاعر تلك ؟؟
واحد مؤمن صايم .. حسب عقيدته هو . ويريد من كل الناس الآخرين ولو من غير عقيدته أن يمتنعوا عن الطعام أمامه .. حتي لا يجرحوا مشاعره .. !
وما دخل مشاعرك في أن يكون الناس أحراراً في أن يفطروا مثلما أنت حر في أن تصوم ؟؟ لو كنت في الصين لأجبرتك السلطات اجباراً علي عدم الصوم .. ما دمٍت تعمل وتتقاضي أجراً عن عملك . فمن المستحيل أن يحسن الجائع آداء عمله كما إعتاد .. وإلا إجلس في بيتك وصُم كما تشاء - بلا أجر من الدولة ولا من صاحب العمل - 
ولكنك تعيش خارج الصين ومتروك لك حريتك في الصوم , فلماذا لا تدع لغيرك حريته في الافطار في أي مكان يشاء .. ولا تنظر لطعامه .. وضع مشاعرك في جيبك , وحافظ عليها حتي لا تتجرح من رؤية واحد يتناول الطعام لأنه لا يصوم .. ألا يوجد بمنزلك طفل تقدموا له الطعام وقتما يجوع طوال النهار !؟ فهل تجبره علي الصيام أو الأكل بعيداً في غرفة مغلقة .. حرصاً علي مشاعرك التي تزعم انها تتجرح من رؤية الطعام ؟؟!! 

هناك من يريد أن يزعق ويصيح بميكروفون في الفجر والناس نيام ! ويصيح ظُهراً , ويصيح في العصر وفي المغرب ويصيح في العشاء .. للاعلان عن موعد تأدية صلوات عقيدته .. لكن صوت إعلان عقيدة أخري عن ميعاد صلواتها .. يقول انه يجرح مشاعره .. (!!) .. 
فتري : دلال عقائدي هذا ؟ أم هو استِهبال ؟؟

هناك من يريد من الناس ألا يمارسوا حريتهم في الرأي والتعبير حول العقائد وانتقادها , لأن مشاعره تتجرح اذا انتقد
 أحد عقيدته ( هذا اسمه : دلال عقائدي + وإعتداء علي حريات الغير لتكون الحرية له وحده , هو وعقيدته + تحرش واستفزاز ديني )
قلت لأحد هؤلاء : لماذا تتجرح مشاعرك عندما يمارس أحد الأشخاص حقه في حرية نقد الأديان والتعبير عن رأيه فيها ؟
قال : لأنها عقيدتي , ديانتي , ومن يسيء اليها يجرح مشاعري
قلت : أنت تعلمت ما يسمي " الغيرة علي الدين " من باعة الدين الدجالين المحترفين .. 

المعتقدات أشياء في ذمة التاريخ , بمرور آلاف ومئات السنين عليها . وهي ورموزها ليست ملكاً لأحد ... ومن حق من شاء أن يمتدحها .. ومن حق من يشاء , أن ينتقدها ويسخر من جهالات ومهازل كثيرة تحويها العقائد بحكم انتمائها لأزمان غابرة لم يكن فيها علوم ومعجزات عصرنا هذا ..
قال : كيف تقبل أن يسخر انسان من ربك أو نبيك ؟
أجبت : أنت لم تُسجِّل - ولا يمكن أن تسجِّل - رباً أو نبياً باسمك في الشهر العقاري - كاتب العدل - تلك أشياء صارت مشاعاً .. ككل المؤلفات العتيقة التي مر عليها 50 عاماً فأكثر.. هي مشاع .. 
قال : انه ربي .. 
- اذا رب .. هل خلقك وحدك ؟ هل هو رب خاص بك شخصياً هل الرب أو النبي الذي تتبعه , هو ملكية و خاصة بك ؟ هل هو أبوك , خالك ؟ عمك ؟ حتي تتجرح مشاعرك لو تناوله أحد بسؤ ؟... هل لا يقدر الرب علي حماية نفسه . ونصّبَك حارساً وحامياً لاسمه , تحرسه ممن يتقوّلون عليه ؟!؟
عاد للقول : ولكن مشاعري تتجرح ..
= عدنا مرة أخري لحكاية مشاعرك التي تتجرح ؟ ولا أفهم لماذا تتجرح ؟!  وتختلق الذرائع للسيطرة علي الآخرين ومصادرة حرياتهم وتهديدهم .. هذا شيء من قبيل البلطجة ..  كن مع عقيدتك وأنت في حالك لتدخل الجنة وحدك , ان صح وجود جنة أوهومك بوجودها .. ودع الآخرين وشؤونهم , ولا تحاول ارغامهم علي دخول الجنة التي تتصورها وتتخيلها .. فهم لا يريدون دخولها . يريدون تركها لك لتمرح فيها وحدك ..

اذا رأيت مؤمنا مغلق الذهن وقد جَرح مشاعره انتقاد نبي أو إله له .. فاعلم انه ممن ضللهم رجال الأديان .. وليس من الثقافة ولا التنوير أن تتضامن معه , بل الأولي أن تقوم بواجبك في هدايته , وتبين له كيف لا يوجد مبرر لأن تتجرّح مشاعره من حق النقد والتعبير عن الرأي حول الأديان .. 

سطور مقتطفة من مقالنا الساخر القديم " الي غوغاء الأمة . وسوقتها الأعزاء " ..
الحوار المتمدن  2008 / 3 / 11
 " غوغاء العامة وغوغاء النخبة ! - . في رأيهم أن :  المفكر الأصيل هو من يهدهِد جهالات أمته هدهدة رحيمة ..!  المفكر الأصيل هو من : يُمسِّد بلاهات شعبه تمسيدا ودوداً .. !
  فما بالك يا سيدتي ..  لا تهدهدي ولا تمسدي : الجهالات والبلاهات ؟!

 وما لكِ تودين الحيلولة بين غوغاء أمتك وسوقتهم . وبين أن يهنأوا في نعيمهم الذي حدده الشاعر :

  " وأخو الجهالة في الغباوة ينعم " ... ؟!

 هدهدي يا سيدتي ومسّدي . الجهالات والبلاهات . القومية ! .. عسي ألا تنهض أبدا تلك " الغُمّة العربية  ".. ولعل تلك الشعوب لا تفيق أبدا ولا تصحو . وانما تبقي هكذا تطلق علي نفسها ويطلق عليها حكماؤها وبلا خجل . المقولة التي صارت ملاصقة لها ومحبوكة عليها :
  (( يا أمة ضحكت من جهلها الأمم )) .
======

تعليقات