بناء علي طلب الكثير من القراء . وبمناسبة اشتعال ثورات عديدة ضد حكام كلهم طغاة – بدول شمال افريقيا والشرق الأوسط – ولكونها ثورات اما متعثرة ، واما متخبطة ، أو جاري اختطافها بمعية من هم أسوا من الحكام الطغاة ! . ولأن الحكام الطعاة بكافة دول المنطقة لم يترعرعوا أو يستمروا ويزمنوا فوق كراسي السلطة الا في حضن العروبة وفي ظلال الاسلام ..
لذا رأينا اعادة نشر هذا المقال عن ريا وسكينة – الاسلام والعروبة- والذي نشرناه للمرة الاولي
2005 . بعنوان : لا ديموقراطية مع ريا وسكينة ( الإسلام والعروبة )
وأعدنا نشره يوم 2-7-2010 – مع بعض التنقيح –
نص المقال ( 2011 / 4 / 8 ) :
الديموقراطية هي الطريق التي لا بديل لها لنهوض الشعوب الكسيحة ، وتقدم الأمم المتأخرة .. انها أحدث نظام للحكم .. النظام الذي توصل اليه
انسان الحضارة الحديثة ، بعد رحلة الانسانية الطويلة ومعاناتها مع الاستبداد . عبر التاريخ , فكانت الديموقراطية
بالديموقراطية تختار الشعوب من يحكمونها ، وتحدد حقوقها طرف حكامها وتضمن لها الحرية والعدل والمساواة والحياة الكريمة .
اذ تضع حدودا لسلطات الحاكم ، فلا يتدكتر ، ولا يتأله ، ولا يتصرف في شئون البلاد ومصائر ومصالح العباد كما يتصر ف في ضيعة ورثها عن الهانم والدته أو الباشا المرحوم والده ..
وبفضل تلك المزايا الجليلة والنعمة الكبيرة للديمقراطية فانها تحقن الدماء وتحفظ السلام عند الاختلاف علي الحاكم أو نظام الحكم ...
وعلي سبيل المثال :
لو أن الأصوات علت وكثرت في بريطانيا أواسبانيا حول المطالبة بالغاء النظام الملكي ، واختلف الشعب وانقسم علي نفسه ، فهل تقوم حرب
أهلية بين أنصار الملكية ، وبين المطالبين بالغائها وتدمر فيها البلاد وتقع الويلات علي رؤوس العباد ؟
كلا..وانما يحتكموا الي الديموقراطية التي تنص علي اجراء استفتاء وعلي الأقلية الانحناء لرأي الأغلبية ولو بزيادة صوت واحد .. وعليه
يجري الاستفتناء ولتكن النتيجة كما تكون ولو كان الفارق صوت واحد فالفريق الآخر يلتزم و: أخوة وحبايب ..
تلك هي الديموقراطية
وهذا بعكس ما حدث باليمن . قبل ذلك ، وممكن أن يحدث بأي بلد من نفس العينة " العروبسلامية" .. فعندما اختلفوا في اليمن علي انهاء
النظام الملكي ( الامامة ) لم يلجأوا للاستفتاء والأخذ برأي الأغلبية كما تقضي الديموقراطية .. وانما قامت حرب أهلية بين اليمنيين ، دخلت
فيها السعودية فأصبحت الحرب أكثر سعيرا واستعارا ، ودخلت فيها مصر ( عبد الناصر ) وبقت مصيبة كبيرة ( دولية ..) وخراب ليس علي شعب واحد وانما عدة شعوب ..
..
ومرة ثانية حدث نفس الشيء باليمن .. حرب أهلية عندما اختلفت اليمنيون الجنوبيون والشماليون حول بقاء الوحدة بينهما أم الانفصال .. لو احتكموا للديموقراطية . وأجروا استفتاء تحت اشراف دولي – مثلا – وقبلوا النتيجة . لما حدث الدمار المروع الذي حدث ولا تزال الي اليوم النيران بالصدور ..
فلماذا لم تأخذ تلك الشعوب بالديموقراطية لتجنب نفسها شر القتال؟
لأن عقيدتها الدينية لا تعرف سوي شيء اسمه الشوري .... والشوري تختلف تماما عن الديموقراطية ..
ففي الشوري ذاك النظام البدائي القبلي الذي يصلح بشكل جيد لقعدات الخيمة أو الديوان ( والمصطبة أيضا : في الريف المصري) حيث يمكن
فض المنازعات بين الأهل والأصدقاء ، حسب الاجتهادات ، ممكن تحسم بعدل أو بدون ، وحسب الشخص القوي الشخصية وصاحب القدرة – الفهلوي - الأكبر سنا أو الأقدر علي التأثير والحسم في المجلس ..!
وهذا ما حدث في سقيفة بني ساعدة عندما اختلف أصحاب " محمد صلعم " . حول من يتولي الحكم من بعده ..
فما كان ، أن تقدم رجل قوي ( عمر ) وحسم الموضوع منه لنفسه هكذا.. قائلا لأبي بكر اعطني يدك لأبايعك .. فألجم الكل بقوته الشخصية ومرت
في هذه المرة .. – وان تركت أشياءا في النفوس - ، ولكن في مرة أخري عندما حدث الخلاف علي السلطة بين كاتب الوحي(!) ، وأبا الحسنين
، من كرم الله وجهه(!) فماذ حدث ؟
قامت الحرب الأهلية . وكان حصادها عشرة آلاف قتيل ، كانوا نتيجة الاحتكام الي الشوري ..
وحتي الآن لا يزال بتلك المنطقة من يصرون علي الاحتكام للشوري ويرون أن الديموقراطية كفرا ..
وفي نفس الوقت يتظاهرون باعتناقها .. لأجل الوصول للسلطة عن طريقها ..
فان قلنا لهم ولكن مبادءكم التي ستحكمون بها ضد الديموقراطية ولا يمكن أن تقوم ديموقراطية ببلد اسلامي .. قالوا : بل قامت فعلا ونجحت
في ماليزيا والباكستان وبنجلاديش اندونيسيا و .. وراحوا يعددوا دولا بعيدة عن منطقتنا تماما وهي بلاد تختلف عن بلادنا لأنها بلاد ليست عربية ، وانما هي
واقعة تحت أسر الاسلام وحده ، أي أن العروبة والاسلام لم يجثما معا علي قلوب تلك البلاد . من حسن حظها - بل الاسلام وحده هو الجاثم - والا لما أمكن أبدا قيام ديموقراطية بها
فالأمازيغ في الجزائر الذين يطالبون بعودة الجزائر الي قوميتها الأمازيغية ويدعون الحكومة لتصحيح التاريخ " لسنا عربا ، نحن أمازيغ " .
ربما لو تمكنوا من الخروج من قفص العروبة والعودة الي قوميتهم ( مثل ماليزيا و اندونيسيا ، وباكستان وبنجلاديش و تركيا . تلك الدول التي لفظت العروبة من البدابة )
لأمكن للجزائريين تطبيق الديموقراطية والنهوض واللحاق بالأمم المتقدمة ، وكذلك حزب مصر الأم ( في مصر ) ، الذي يسعي لتحقيق نفس المطلب ، باعادة
مصر الي قوميتها الحقيقية المصرية ربما لو تمكن من ذلك لكان باستطاعة مصر أن تنهض وتلحق بالعصر الذي نعيشه ولا نعيشه ، وان كنا
نعتقد في صعوبة ذلك كثيرا لأن العروبة والاسلام اذا ما جثما فوق صدر أمة واجتمعا عليها فلا يمكن لتلك الأمة الفكاك منهما بسهولة ..
ولا توجد دولة عربية اسلامية واحدة . أتاحت الفرصة للمرأة لتكون رئيسة الوزراء . مثلما أتيح ذلك بالدول الاسلامية غير العربية – المصابة بالاسلام وحده دون العروبة - ، مما خفف من نكبتها - . مثل بنجلاديش ، وباكستان ، وايران ( توجد سيدة منتخبة لرئاسة ايران من قبل المعارضة الايرانية . السيدة مريم رجوي . وهي التي تمثل ايران – المعارضة – بالخارج ، ويستقبلها البرلمان الأوربي وباقي المحافل الدولية المتعاطفة مع المعارضة .
فلماذا لا توجد دولة عربية اسلامية واحدة تقدمت مثل ماليزيا الاسلامية فقط . غير العربية ، وتركيا – المتقدمة الي حد ما - ، ولا توجد دولة عربية اسلامية واحدة قبلت وجود المرأة رئيسة لها . كما دول غير عربية بل اسلامية فقط ؟؟
الجواب كما نري : لأنهما عندما يجتمعان معا – الاسلام والعروبة - علي شعب أو دولة ، فانهما يشبهان تماما : ريا ، وسكينة ..
و" ريا وسكينة " كانتا اذا أمسكتا بضحية من ضحاياهما فلا فكاك .. ، لأن احداهما تكتف ، والأخري تخنق ..
وأية محاولة للخلاص من " ريا "وحدها ، مستحيلة .. لأن سكينة لا يمكن أن تسمح بذلك ..
وكذلك أية محاولة للخلاص من " سكينة " وحدها .. مستحيلة .. ، لأن " ريا " لا يمكن أن تقبل ذلك ..
لذا فان " ريا و سكينة " لم يتم التخلص منهما الا بضربة واحدة .. وتم تخليدهما في الأعمال السينمائية والمسرحية ..
والأمل كبير .. في دخول " العروبة والاسلام " . تاريخ السينما والمسرح ، مثل " ريا وسكينة " وتنتج لهما أيضا أحسن الأفلام و أمتع المسرحيات.. ..
*** وكانت هذه التعليقات الخمس , علي المقال , وقت نشره بموقع الحوار المتمدن عام 2011 :
تعليقات
إرسال تعليق