التلاوة والترنيم ومنشدة المعبد وسر الخشوع أوالسمو
منشدة المعبد - عند الفراعنة - , المرنم والترانيم - عند المسيحيين بالكنائس - قاريء , أو مرتِل القرآن ..
نفس الشيء ...
لأن الغناء مُحرّم في الاسلام .. لعل المصريين هم الذين ابتكروا فكرة تلاوة القرآن .. كتحايل لادخال اللحن والغناء بطريقة يمكن قبولها .. ولقيت نجاحاً كبيراً
ومؤخراً ابتكر السعوديون طريقة أخري .. أخف من حيث اللحن ..
ان وظيفة قاريء , أو مبتهل المعبد , او منشدة المعبد .. كانت موجود في الديانات الفرعونية ..
كثير من الناس يظنون ان الخشوع و السكينة والسمو , في التلاوات الدينية .. مرجعها معاني الكلمات التي تُتلي : القرآن .. أو أية نصوص لديانة أخري ..
لكن أية كلمات يمكن للملحن , أو عازف الآلة الموسيقية .. أن يبث فيها ما يشاء من المعاني والأحاسيس والمشاعر ..
كما لكل آلة موسيقية محبوها .. كذلك لكل منشد أو قاريء للقرآن , أو مرنم مسيحي , أو منشد يتبع أية ديانة أخري .. من يحبونه , ويميزونه عن نظرائه ..
ما كان يؤديه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد , أو الشيخ محمد رفعت , أو محمد محمود البنا .. الخ .. في تلاوة القرآن , كان باستطاعاتهم تأديته بنفس الطريقة , فيما لو قاموا بترتيل قصائد لعنترة بن شداد , أو لامريء القيس أو للنابغة الذبياني , ولا سيما لو رتلوا رثاءات الخنساء لأخيها صخر ..
الشيخ النقشبندي , عندما ينشد نشيداً عبارة عن ابتهال وتضرع - ليس من سور القرآن - يحمل مثل تلك المعاني بمذاق مختلف ومتميز .. وكأنه يصعد بك للسماء .. ليس بسبب الكلمات ولا الدين ولا الاِله الذي يخاطبه المنشد النقشبندي .. وانما عظمة الصوت , طريقة آداء وتمثيل وتعبير المطرب - المنشد - .
كما عزف " سيد سالم " عازف الناي خلف أم كلثوم ,, عزفاً يتسم بالدِّعة والرزانة والسكينة .. وفجأة أدّاه بطريقة مرحة أضحكت الجمهور وأضحكت أم كلثوم .. بنفس الآلة الموسيقية , ونفس العازف .. ولنفس كلمات الأغنية ..
أنا سمعت من قبل بالانترنت - باليوتيوب - , مواطن سعودي , يرتل قصيدة للشاعر الجاهلي امريء القيس .. علي منوال قراءة الشيوخ للقرآن بالطريقة السعودية , لو سمعته من بعيد لظننته يرتل القرآن .. أراد المواطن السعودي أن يثبت أن المسألة هي لحن .. وأحاسيس وصوت , حتي ولو رتّل شعراًغزلياً لشاعر جاهلي ..
( معلوم ...؟ )
من الشيوخ - قارئي القرآن - من أحبوا الاستماع لأم كلثوم .. لأن آداءها في الكثير من أغانيها , يحمل بطريقتها , معاني وأحاسيس ومشاعر الخشوع والوقار , من قريب تلك التي بها يُتلي القرآن ..
الموسيقي يمكن أن تقوم بنفس الدور - حمل مشاعر وأحاسيس الخشوع والوقار - .. كالمقطوعة الأوربية التي يقلدها علي الناي , العازف " محمود عفت " .. واستعان بها الراحل الدكتور مصطفي محمود . كمقدمة لبرنامجه الديني الاسلامي الشهير : " العلم والايمان " .. وهي مجرد عزف موسيقي , لا يقول كلاماً .. لا من القرآن ولا من السنة ولا من الانجيل ! ولكنه موسيقي تعطي , مثلما تعطي تلاوة بصوت أحد الشيوخ مقرئي القرآن .. : خشوع , سلام , سكينة .. بناي " محمود عفت ( بعدما شرقن اللحن ) : نجده يقود للخمول والرغبة في النوم , وتعاطي مُخدِر ..!
أما اللحن الأصلي - الأوربي - فالاستماع اليه يعطي احساساً بركوب سفينة فضاء , تمرق به بين الكواكب , سابحة في الفضاء الكوني ..
السمو الذي أشعر به عند سماع أنواع من الموسيقي الكلاسيكية الأوربية , هو سمو يفتح العقل ويبعث الحيوية , ويقود نحو الأمل والحركة والعمل المبدع الخلّاق ..
لكن السمو في تلاوة القرآن , المفعم بالحزن والخشوع الأنسب لسرادقات العزاء في الموتي , أو للترحم عليهم أمام القبور .. فهو سمو تواكلي , تنويمي .. لذا يقال ان من مشاهير الشيوخ قارئي القرآن من كانوا يتعاطون الحشيش .. وكذلك غناء أم كلثوم , الذي يحمل سمواً - بابتهالات عشق وتسابيح غرام - قريبة من ابتهالات وتواشيح المنشد الديني .. وقريبة من مؤثرات من يتلون القرآن . غناء أم كلثوم , كان يشجع كثيرين من العامة والخاصة , علي تعاطي المخدرات - الحشيش بالذات - في ليالي الاستماع لحفلاتها ...
الكاتب الساخر الراحل محمود السعدني . لم يكن يُعرف عنه التدين .. ولكنه طالما كتب عن مقرئي القرآن .. واعجابه بهم .. ووصفهم ب نجوم " دولة القراءة " !! .. وقال عن تدخينه لمُخِدر " الحشيش " في مقال له , رداً علي من عيّروه : " شرف لا ندعيه , وتهمة لا ننفيها " - أي معجب جداً بقاريء وقراءة القرآن , ويدخن الحشيش وبفخر ! - .
ربما كانت توجد علاقة - أصبحت عادة , فيما بعد - بين تدخين الحشيش وتلاوة القرآن , كما بالنسبة لغناء أم كلثوم .. ولعل السبب هو ما تشيعه تلك القراءة وذاك الغناء من شعور بالخشوع والطرب , الذي يُسكٍن العقل ويمنحه شيء من الثمالة التي تقود لحاجة الانسان للمزيد من الثمالة عن طريق تعاطي المواد التي تمنح الخدر ..
لو أن رجلاً من غير المسلمين قد عوّد نفسه علي الاستماع للشيوخ , قُرّاء ومرتلي المصحف - من باب التقية - .. مع التكرار سيتعود علي تذوق موسيقي ترتيل القرآن كنوع من أنواع أو شكل من أشكال الطرب .. وأطفاله سوف تتطبع آذنهم وتتعود علي تذوق أنواع القراءات , والقُراء - كما المسلم - ..
وكذلك لو فعلها غير المسيحي .. - أن يتعود مسلم - علي سماع الترانيم الدينية المسيحية.. سيحدث معه نفس الشيء .. سيألفها .
في كل الحالات .. التلاوة والترانيم والتسابيح والانشاد العائد لأي دين . هو غناء لا أكثر .. وأية أحاسيس ومشاعر من نوع ما - ايجابية أم سلبية - , سمو ميتافيزيقي تنويمي , أم سمو عقلاني ابداعي , انما يضفيها المؤدي بصوته وحده , أو ومعه الآلات الموسيقية .. وليست في حد ذاتها , الكلمات المقدّسة عند المؤمنين بها .
-----
نفس الشيء ...
لأن الغناء مُحرّم في الاسلام .. لعل المصريين هم الذين ابتكروا فكرة تلاوة القرآن .. كتحايل لادخال اللحن والغناء بطريقة يمكن قبولها .. ولقيت نجاحاً كبيراً
ومؤخراً ابتكر السعوديون طريقة أخري .. أخف من حيث اللحن ..
ان وظيفة قاريء , أو مبتهل المعبد , او منشدة المعبد .. كانت موجود في الديانات الفرعونية ..
كثير من الناس يظنون ان الخشوع و السكينة والسمو , في التلاوات الدينية .. مرجعها معاني الكلمات التي تُتلي : القرآن .. أو أية نصوص لديانة أخري ..
لكن أية كلمات يمكن للملحن , أو عازف الآلة الموسيقية .. أن يبث فيها ما يشاء من المعاني والأحاسيس والمشاعر ..
كما لكل آلة موسيقية محبوها .. كذلك لكل منشد أو قاريء للقرآن , أو مرنم مسيحي , أو منشد يتبع أية ديانة أخري .. من يحبونه , ويميزونه عن نظرائه ..
ما كان يؤديه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد , أو الشيخ محمد رفعت , أو محمد محمود البنا .. الخ .. في تلاوة القرآن , كان باستطاعاتهم تأديته بنفس الطريقة , فيما لو قاموا بترتيل قصائد لعنترة بن شداد , أو لامريء القيس أو للنابغة الذبياني , ولا سيما لو رتلوا رثاءات الخنساء لأخيها صخر ..
الشيخ النقشبندي , عندما ينشد نشيداً عبارة عن ابتهال وتضرع - ليس من سور القرآن - يحمل مثل تلك المعاني بمذاق مختلف ومتميز .. وكأنه يصعد بك للسماء .. ليس بسبب الكلمات ولا الدين ولا الاِله الذي يخاطبه المنشد النقشبندي .. وانما عظمة الصوت , طريقة آداء وتمثيل وتعبير المطرب - المنشد - .
كما عزف " سيد سالم " عازف الناي خلف أم كلثوم ,, عزفاً يتسم بالدِّعة والرزانة والسكينة .. وفجأة أدّاه بطريقة مرحة أضحكت الجمهور وأضحكت أم كلثوم .. بنفس الآلة الموسيقية , ونفس العازف .. ولنفس كلمات الأغنية ..
( معلوم ...؟ )
من الشيوخ - قارئي القرآن - من أحبوا الاستماع لأم كلثوم .. لأن آداءها في الكثير من أغانيها , يحمل بطريقتها , معاني وأحاسيس ومشاعر الخشوع والوقار , من قريب تلك التي بها يُتلي القرآن ..
الموسيقي يمكن أن تقوم بنفس الدور - حمل مشاعر وأحاسيس الخشوع والوقار - .. كالمقطوعة الأوربية التي يقلدها علي الناي , العازف " محمود عفت " .. واستعان بها الراحل الدكتور مصطفي محمود . كمقدمة لبرنامجه الديني الاسلامي الشهير : " العلم والايمان " .. وهي مجرد عزف موسيقي , لا يقول كلاماً .. لا من القرآن ولا من السنة ولا من الانجيل ! ولكنه موسيقي تعطي , مثلما تعطي تلاوة بصوت أحد الشيوخ مقرئي القرآن .. : خشوع , سلام , سكينة .. بناي " محمود عفت ( بعدما شرقن اللحن ) : نجده يقود للخمول والرغبة في النوم , وتعاطي مُخدِر ..!
أما اللحن الأصلي - الأوربي - فالاستماع اليه يعطي احساساً بركوب سفينة فضاء , تمرق به بين الكواكب , سابحة في الفضاء الكوني ..
السمو الذي أشعر به عند سماع أنواع من الموسيقي الكلاسيكية الأوربية , هو سمو يفتح العقل ويبعث الحيوية , ويقود نحو الأمل والحركة والعمل المبدع الخلّاق ..
لكن السمو في تلاوة القرآن , المفعم بالحزن والخشوع الأنسب لسرادقات العزاء في الموتي , أو للترحم عليهم أمام القبور .. فهو سمو تواكلي , تنويمي .. لذا يقال ان من مشاهير الشيوخ قارئي القرآن من كانوا يتعاطون الحشيش .. وكذلك غناء أم كلثوم , الذي يحمل سمواً - بابتهالات عشق وتسابيح غرام - قريبة من ابتهالات وتواشيح المنشد الديني .. وقريبة من مؤثرات من يتلون القرآن . غناء أم كلثوم , كان يشجع كثيرين من العامة والخاصة , علي تعاطي المخدرات - الحشيش بالذات - في ليالي الاستماع لحفلاتها ...
الكاتب الساخر الراحل محمود السعدني . لم يكن يُعرف عنه التدين .. ولكنه طالما كتب عن مقرئي القرآن .. واعجابه بهم .. ووصفهم ب نجوم " دولة القراءة " !! .. وقال عن تدخينه لمُخِدر " الحشيش " في مقال له , رداً علي من عيّروه : " شرف لا ندعيه , وتهمة لا ننفيها " - أي معجب جداً بقاريء وقراءة القرآن , ويدخن الحشيش وبفخر ! - .
ربما كانت توجد علاقة - أصبحت عادة , فيما بعد - بين تدخين الحشيش وتلاوة القرآن , كما بالنسبة لغناء أم كلثوم .. ولعل السبب هو ما تشيعه تلك القراءة وذاك الغناء من شعور بالخشوع والطرب , الذي يُسكٍن العقل ويمنحه شيء من الثمالة التي تقود لحاجة الانسان للمزيد من الثمالة عن طريق تعاطي المواد التي تمنح الخدر ..
لو أن رجلاً من غير المسلمين قد عوّد نفسه علي الاستماع للشيوخ , قُرّاء ومرتلي المصحف - من باب التقية - .. مع التكرار سيتعود علي تذوق موسيقي ترتيل القرآن كنوع من أنواع أو شكل من أشكال الطرب .. وأطفاله سوف تتطبع آذنهم وتتعود علي تذوق أنواع القراءات , والقُراء - كما المسلم - ..
وكذلك لو فعلها غير المسيحي .. - أن يتعود مسلم - علي سماع الترانيم الدينية المسيحية.. سيحدث معه نفس الشيء .. سيألفها .
في كل الحالات .. التلاوة والترانيم والتسابيح والانشاد العائد لأي دين . هو غناء لا أكثر .. وأية أحاسيس ومشاعر من نوع ما - ايجابية أم سلبية - , سمو ميتافيزيقي تنويمي , أم سمو عقلاني ابداعي , انما يضفيها المؤدي بصوته وحده , أو ومعه الآلات الموسيقية .. وليست في حد ذاتها , الكلمات المقدّسة عند المؤمنين بها .
-----
تعليقات
إرسال تعليق